الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالم الحياة المعاصرة / 24

رياض عبد الحميد الطائي
كاتب

(Riyad A. Al-taii)

2020 / 11 / 27
المجتمع المدني


ـ مسؤولية الوالدين تجاه كل ابن من ابنائهما تبدأ منذ ولادته ولغاية اكماله سن 18 عام وهي تعتبر مسؤولية قانونية ، وعند الدخول في سن 19 عام تبدأ مرحلة جديدة في حياة الانسان تسمى مرحلة ( البلوغ ما قبل التأهيل ) وعندها يصبح الانسان ـ رجلا كان ام امرأة ـ مسؤول عن نفسه وعن تصرفاته ولكنه يبقى تحت اشراف وتوجيه ورعاية جزئية من قبل والديه من غير خضوع الوالدين للمسائلة القانونية عن تصرفات الابن ، هذه المرحلة مدتها سنتان وخلالها يتوجب على الانسان الخضوع بشكل جزئي لمنظومة الحقوق والواجبات الوطنية وتحت اشراف الدولة ومتابعة من الوالدين لغرض تهيئته ليكون مواطن بالغ ومؤهل ، وعند الدخول في سن 21 عام يكون قد اكتسب صفة الاهلية وعندها تنتهي مسؤولية الوالدين بشكل كامل ويصبح الانسان مسؤول عن نفسه وله حرية التصرف دون وصاية من اية جهة ويتحمل شخصيا نتائج تصرفاته ، وعندها تبدأ علاقة المسؤولية المتبادلة بينه وبين الدولة وفقا لمنظومة الحقوق والواجبات والتي تستمر لغاية وفاته ، حيث يتوجب على المواطن عند بلوغه سن 21 عام وحصوله على صفة مواطن بالغ ومؤهل ان يستبدل بطاقته الشخصية من البطاقة الشبابية الى بطاقة العزوبية ، ويكون مؤهلا للتوقيع في وثيقة ( عقد المواطنة ) ، ويوقع هذه الوثيقة عن الدولة رئيس دائرة شؤون الاسرة في المنطقة الجغرافية لسكن المواطن
ـ كل شخص ( ذكر او انثى ) عند اكماله سن 20 عام يتوجب عليه الانفصال في السكن عن والديه ويسكن في المجمعات السكنية الخاصة بالعزاب ... حيث يتم تشييد مجمعات سكنية خاصة للذكور واخرى خاصة للاناث .. المجمعات تكون منفصلة عن بعضها ... لكي يحيا المواطن البالغ المؤهل بشكل مستقل عن اهله معتمدا على نفسه في ادارة شؤون حياته فتتشكل شخصيته بشكل مستقل بعيدا عن تأثيرات المقربين منه وهذا ما يؤدي الى انضاج الشخصية وانماء الشعور بالمسؤولية لدى الانسان، وفي النهاية يبقى في بيت الاسرة الاب والام فقط ، كذلك يتم فصل البالغين عن اهاليهم في سجلات الاحوال المدنية حيث يكون لهم سجل خاص يسمى سجل العزاب ولهم بطاقات شخصية ( هوية احوال مدنية ) مميزة عن بطاقات المتزوجين
ـ لا يجوز السكن المشترك لاكثر من أسرة واحدة في وحدة سكنية واحدة مهما كانت درجة القرابة بين ساكنيها ، لذا يجب ان تتوفر لكل أسرة وحدة سكنية منفصلة ومستقلة حفاظا على سلامة العلاقات الاجتماعية وحرصا على استقرار النظام الاجتماعي ، ان توفير الوحدات السكنية للمواطنين عامة وللمتزوجين خاصة تقع بالدرجة الاساس على عاتق الدولة التي تمثل بكيانها ومؤسساتها رب الشعب والراعي لمصالحه.
ـ رابطة القرابة هي الرابطة التي تنشأ بين الافراد من خلال التزاوج فيما بينهم وما ينجم عن التزاوج من افراد جدد جيلا بعد جيل ، توصف هذه الرابطة في مجتمعاتنا بانها رابطة الدم ونحن نطلق عليها رابطة الجينات الوراثية والتي هي اكثر دقة في التعبير ، رابطة القرابة تقع في درجات نطلق عليها درجات القرابة ، الموقع القرابي لكل انسان تجاه انسان آخر قريب له يختلف حسب درجة القرابة ، لكل انسان شبكة اقرباء يشكلون دوائر متداخلة مع بعضها ، حيث لكل انسان دائرة اقرباء رئيسية ثم تتفرع عنها دوائر اخرى تختلف حسب المواقع القرابية لعناصر الدوائر ، العناصر القرابية الرئيسية لكل انسان يكون عددها اربعة وهي ( أب ، أم ، أبن ، أبنة ) وهذه تمثل الدائرة الاولى لسلسلة اقرباء الانسان او ما يطلق عليه اقرباء الدرجة الاولى ، هذا مع العلم بان الزوج او الزوجة لا يعتبرون من الاقرباء لان ما يربطهم هوعقد شراكة حياة وليس رابطة الدم ( اي رابطة الجينات الوراثية ) ، اما الدائرة الثانية لاقرباء الانسان فتتمثل في عناصر الدائرة الاولى لكل عنصر في دائرته الاولى ، فالاب مثلا له اب ايضا (يمثل الجد) وله ام (تمثل الجدة) وله ابناء وبنات ( يمثلون الاخوة والاخوات ) ، والام ايضا لها اقرباء من الدرجة الاولى يمثلون ( الجد والجدة ) ، اما الدرجة الثالثة من القرابة فتتمثل في ( العم والعمة والخال والخالة ) ، نرى بانه يجب منع زواج الاقارب لكي لا تظهر اجيال ذات جينات وراثية رديئة تكون عبئا على المجتمع ، ونقصد بزواج الاقارب التزاوج بين اشخاص تربطهم رابطة القرابة لغاية الدرجة الرابعة ( اي ابناء العم ، ابناء العمة ، ابناء الخال ، ابناء الخالة ) ويجب ان يثبت هذا الشرط في حقل الشروط العامة في عقد الزواج .
ـ مفاهيم ( الاخوة بالرضاعة ) و( الاخوة بالتبني ) لا تمت بصلة الى رابطة القرابة ، بل انها من المفاهيم التي تفتقر الى المنطق والى الواقعية ، ومن الخطأ تداول مثل هذه المفاهيم في المجتمعات المعاصرة ، مفهوم الاخوة بالرضاعة هو اشبه بمفهوم الشراكة في تناول طعام من مصدر واحد ، الشراكة بالرضاعة لا تعني الشراكة في الجينات الوراثية وبالتالي فهي لا تدخل في نطاق درجات القرابة ، ولا تترتب اي التزامات اخلاقية على المشتركين في تناول الطعام من مصدر واحد ، اما بالنسبة لمسألة التبني فهي مسألة خاصة لمعالجة مشكلة انسانية تتعلق بالاطفال الايتام الذين فقدوا الاب والام معا ، ونحن نرى بان الدولة هي المسؤولة بالدرجة الاولى عن اعالتهم ورعايتهم في مراكز خاصة ، ويجوز للدولة ان تحيل رعاية اي طفل يتيم الوالدين الى الاسرة الراغبة برعايته وفق نظام التبني ولكن بشرط ان تكون هذه الاسرة بدون اطفال ، اما بالنسبة لمفهوم الاخوة بالتبني فهو اشبه بمفهوم الشراكة في المعيشة والتربية ، وهذا النوع من الشراكة لا يعني شراكة في الجينات الوراثية وبالتالي لا يدخل في نطاق درجات القرابة ، ولا يترتب على الشراكة في المعيشة اي التزام اخلاقي خاص بين المشتركين في المعيشة والتربية
ـ من الخطأ الجسيم ان تعتمد العائلة على مصدر رزق واحد في معيشتها ، يجب ان يكون لكل من الرجل والمرأة المتزوجين مصدر رزق دائم وبشكل مستقل لكي لا يحدث اضطراب كبير في معيشة واستقرار العائلة في حالة وقوع الانفصال بينهما او في حالة وفاة احدهما ، المرأة مواطنة لها حقوق وعليها واجبات أسوة بالرجل ، العمل واجب على كل من الرجل والمرأة ... ولا يجوز ان تكون المرأة عبء على الرجل في معيشتها ، ان صفة ربة بيت ليس صفة مهنة ، حيث ان المهنة لها شروط من ضمنها أجر مقابل جهد بدني او ذهني ، مع تحديد عدد ساعات العمل اليومي ، بينما المرأة في بيتها تخدم بدون مقابل وبدون تحديد لساعات الخدمة لان بيتها هو كيانها ذاته ، زواج المرأة لا يسقط حقها في الحصول على مصدر رزق مستقل ودائم اسوة بالرجل ، المرأة العاطلة عن العمل تستحق معونة بطالة ( رزق العاطلين ) حتى لو كانت متزوجة .
ـ يجب ان يثبت في عقد الزواج شرط يتعلق بضرورة توفر الاهلية الصحية والمقدرة البدنية للممارسة الجنسية لكلا طرفي عقد الزواج من خلال تقرير طبي يثبت سلامة الجهاز التناسلي لكل طرف ، ومن لديه عجز جنسي او خلل في اداء الجهاز التناسلي عليه ان يلجأ للعلاج الطبي لمعالجة حالته وتصحيح وضعه ، ان حالات العجز الجنسي قابلة للعلاج طبيا ، لذا يستحسن اجراء المعالجة قبل الاقدام على مشروع الزواج لكي لا يقع الشخص في مخالفة لشروط العقد ، نؤكد لا يجوز عقد الزواج من غير توفر تقرير سلامة الجهاز التناسلي لكل طرف حفاظا على الكيان الاسري وهذا الشرط من الشروط العامة.
ـ بالاضافة الى وجود الزوج والزوجة والابناء ضمن التشكيل العام للاسرة الا انه يجوز اضافة شخص ملحق الى الاسرة ممن يرتبط بالاسرة برابطة قرابة من الدرجة الثانية مثل الجد او الجدة من طرف الاب او الام ، ولكن لا يجوز اضافتهما كلاهما ( الجد والجدة ) الى الاسرة لان كلاهما معا يشكلان اسرة ويجب ان يعيشا في مسكن مستقل حتى وان كانا من كبار السن ، هذه هي القاعدة العامة في نظام الاسرة ... مع جواز الاستثناء في الحالات الخاصة
ـ عندما يكبرا الاب والام ويصلا الى مرحلة الشيخوخة فانهما سيكونان بحاجة الى رعاية من قبل الابناء او حتى من قبل الاحفاد ، ويتوجب على الابناء زيارتهما في مسكنهما باستمرار ورعايتهما وتقديم الخدمات اللازمة لهما ، والسؤال هنا من يجب عليه ان يكون قريبا من والديه في شيخوختهما لغرض رعايتهما .. الابن ام الابنة ؟ كالتزام اخلاقي عام فان الابناء جميعهم يتحملون المسؤولية المشتركة لرعاية والديهم وخاصة عند الكبر او العجز، ولكننا نرى ان الابنة بصفتها امرأة تكون أكفأ وأصلح من الرجل للقيام بمهمة الرعاية المنزلية للوالدين العجوزين ، وبالتالي يجب مراعاة هذه الملاحظة عند النظر في قضية رعاية كبار السن ، وفي حالة تعذر القيام بمهمة رعاية الوالدين العجوزين من قبل الابناء يتوجب حينئذ نقلهما الى دار للمسنين ليكونا تحت رعاية الدولة ، ان موضوع رعاية المسنين يجب ان يحظى باهتمام كبير من قبل الدولة ومؤسسات المجتمع ، واننا نوصي بوضع الخدمة في ( دور المسنين ) الى قائمة المواقع المدنية للخدمة الوطنية الالزامية المفروضة على الشباب
ـ المسن هو المواطن الكبير في السن والذي تجاوز عمره 63 سنة ، تحظى مسألة رعاية المسنين بالاهتمام لان المسنين هم شريحة المواطنين الذين خدموا الوطن في شبابهم ومنحوا الوطن زهرة شبابهم من العمل والجهد والكفاح ، ويتوجب رد الجميل لهم برعايتهم في مراكز خاصة تحت اشراف الدولة ، يتوجب على كل مسن من يزيد عمره عن 63 سنة ان يسجل في احد مراكز المسنين القريب من مسكنه ، والغرض من التسجيل هو الحصول على الرعاية والخدمة والمساعدة عند الحاجة ، يجب ان تتوفر في مراكز المسنين وسائل الترفيه المناسبة مع الرعاية الصحية ، كما يجب توفير اماكن مبيت او اقامة دائمية للمسنين الذين فقدوا من يرعاهم من ذويهم ، خدمة المسنين هي من ضمن الواجبات المكلف بها الشباب الذين يؤدون الخدمة الوطنية الالزامية بموجب عقد المواطنة
ـ الاهتمام بشريحة كبار السن ودور رعاية المسنين من ضمن مهام برنامجنا الاصلاحي ، وتتحمل الدولة المسؤولية في توفير مراكز او دور لرعاية المسنين في كل حي سكني ، ويكون الاشتراك في هذه المراكز وفق نظامين : نظام المقيم ونظام الزائر ، المقيم هو الذي اتخذ من هذا المركز مقر لاقامته ، اما الزائر فهو مجرد مشترك وقتي يمضي بعض الوقت داخل المركز ثم يغادر الى بيته ، ويتم توفير الرعاية الطبية داخل هذه المراكز مع توفير وسائل التسلية والترفيه والالعاب الرياضية المناسبة وممارسة الفنون
..... يتبع الجزء / 25








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي


.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال




.. طلاب معهد الدراسات السياسية المرموق في باريس يتظاهرون دعمًا


.. الأمم المتحدة: الهجوم على الفاشر بالسودان سيكون له عواقب وخي




.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس