الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفتى الجمهورية المصرية و التسامح الديني

صباح ابراهيم

2020 / 11 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قال مفتي الجمهورية في كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتسامح الذي يوافق 16 نوفمبر من كل عام: إن الدين الإسلامي يحترم التعدد والتنوع، حيث نبهنا المولى عز وجل إلى ذلك في قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وشدد على أن الرسول وخلفائه الراشدين احترموا هذا التعدد والتنوع، ونظروا إليه نظرة تقدير واحترام .
واضاف في كلمته : إن الإسلام يؤكد على وحدة البشرية مهما تعددت شرائعهم، وأن الله تعالى أمر رسوله الكريم بالإيمان بالرسالات السابقة، يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. ويتجلى التسامح الديني كذلك في معاملة الرسول لأهل الكتاب؛ يهودًا كانوا أم نصارى، فقد كان يزورهم ويكرمهم، ويحسن إليهم، ويعود مرضاهم، ويأخذ منهم ويعطيهم
كل هذا كلام انشائي جميل يلقى للاعلام في المناسبات، لكنه بعيد عن الحقيقة التي يعتمدها النظام والحكومة المصرية ورجال الدين ومشيخة الأزهر . لقد تجسدت الفرقة بين الأديان بتشريع قانون ازدراء الأديان والحقيقة هو قانون لحماية ازدراء الإسلام فقط من منتقديه، ويغض الطرف عن كل من يسئ للمسيحية ورموزها و كتابها المقدس وشخص السيد المسيح علنا في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة المصرية بكل أنواعها، وما أكثر القنوات التلفزيونية التي يخرج الشيوخ فيها بكامل حريتهم ينتقدون المسيحية ويحتقرون المسيحيين ويصفونهم بالكفرة ابتداء من شيخ الأزهر نزولا الى اصغر رجل دين وخطيب مسجد وشيخ مستجد في ممارسة مهنته دون ان يعترضهم معترض رسمي او شعبي او ادعاء عام .
لقد نشرت الصحف المصرية صورا مسيئة للسيد المسيح ، واحدها صورة السيد المسيح وقد استبدل وجهه بوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، واستبدلت وجوه تلاميذ المسيح المحيطين بالمسيح المصلوب بوجوه شيوخ ورجال الدين الكبار في مصر في صورة واضحة الاستهزاء والازدراء ، بأن رجال الدين المصريين يحتمون بالرئيس السيسي المدافع عنهم والمحامي لهم .
كما نشرت وسائل الإعلام المصرية صورة العشاء الأخير للسيد المسيح مع تلاميذه وقد تم تشويه الصورة برسم المسيح يرفع موبايل ويصور سيلفي له ولتلاميذه، ورسم التلاميذ حوله بشخصيات غريبة الشكل وفي الخلفية يقف تلميذان يرفع أحدهما اصبعين من يده ، وآخر يرفع اصبعه الأوسط فقط دليل الشتم والسب بطريقة الإشارة المعروفة عند السفلة وفاقدي الأخلاق عندما يشتمون غيرهم فيرفعون اصبعهم الوسط حسب الطريقة الأمريكية .
أليس هذا ازدراء المسيحية ورموزها الذي ينشر بوسائل الإعلام المصرية دون ان تعترض الجهات الحكومية او الأدعاء العام المصري ويرفع أحد المسلمين الغيارى دعوى قضائية على أصحاب هذه الرسوم حسب قانون ازدراء الأديان بتهمة ازدراء الدين المسيحي ورموزه ومنها السيد المسيح الذي يوقره القرآن ذاته ويصفه انه كلمة الله و روح منه ؟
أين المفتي العام للجمهورية المصرية من هذا الازدراء العلني . واين التسامح واحترام التعددية الدينية المزعومة التي يتشدق بها امام في المنتديات والخطابات ؟
توجد صور ورسوم عديدة رسمت ونشرت في مصر تشير الى ترامب مصلوبا كما هو المسيح ، وصور تشير الى مدرب فريق منتخب مصر لكرة القدم السيد كوبر بهيئة المسيح وتحيط برأسه كرة قدم بدلا من الهالة النورانية التي ترسم حول رأس المسيح بالصور الفنية، ويحيط به لاعبان مشهوران وقد كتب عليها تعليق استفزازي [بركاتك يا عدرا] .
لماذا يقلب المسلمون الدنيا عند ظهور رسم كاريكاتيري غربي يسئ لرمز ديني اسلامي، بينما تنشر الصحف المصرية بكل وقاحة رسوم مسيئة للمسيحية وشخص المسيح والإنجيل دون ان يحرك الأدعاء العام المصري او مشيخة الأزهر أو أي مواطن مسلم دعوى ضد تلك الصحف المزدرية بالمسيحية ومسيحها ؟
لماذا الكيل بمكيالين يا مصر ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرية الرائي يجب ان تكون مكفولة للجميع
مروان سعيد ( 2020 / 11 / 28 - 20:18 )
تحية للاستاذ صباح ابراهيم وتحيتي للجميع
عندما رسم صحفي فرنسي محمد بما وصفه البخاري ومسلم بانه داعشي وتحت قبعته قنبلة زعل المسلمين وسارت سائرتهم وخرجوا مظاهرات وهجموا على السفارات وبدئوا يدربون الاطفال على قطع راس مكرون اتعرف لماذا لاانه نبي كاذاب واي شيئ يهز دينهم وعرش الاههم ويسقط من اضعف وصف حتى شعر المراءة تهتز له عرش الاههم
ان دينهم ضعيف هش تصور اطفال اقباط عملوا مسرحية لعدة ثواني عن داعش وضعوهم بالسجن
ولكن نحن نثق يقدرة الاهنا وندع الانتقام له فهو القائل لاتنتقموا لاانفسكم
وانت ترى ما يحصل للدول الفارغة من المسيحية انها تاكل بعضها لاانهم يتبعون ابليس اعمى على عيونهم وعقولهم
ومودتي للجميع


2 - Sami Daniel
صباح ابراهيم ( 2020 / 11 / 28 - 21:23 )
شكرا للاخ سامي دانيال على تعليقك بالفيسبوك .
اتمنى ان تشارك بكتابة مقالات خاصة بك ، وليس التعليق فقط .لأن معلوماتك الدينية واسعة جدا ولديك الأمكانية في الكتابة والتوضيح .


3 - الاخ مروان سعيد
صباح ابراهيم ( 2020 / 11 / 29 - 14:15 )
شكرا اخي مروان على مشاركتك بالتعليق .
يقول المتأسلمون الحمد لله على نعمة الإسلام
ولايقولون لنا ما هي تلك النقمة التي حلت عليهم من السماء السابعة .
القتال متواصل بين المسلمين والمسلمين في سوريا و اليمن وليبيا والعراق وافغانستان .
الجهل والأمية يغطي اكثر من 30% من الشعوب الإسلامية .
الطلاق عند المسلمين ضرب ارقاما قياسية في المحاكم الشرعية ، الزنا واللواط تشتهر به الدول المتشددة اسلاميا . شباب السعودية أكثر الدول في العالم مشاهدة للمواقع الإباحية حسب احصاء كوكل .
اين هي نعمة الإسلام يا مسلمين ؟

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب