الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدبابير المقدسة

باسم الجابري

2020 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ربما يتفق الجميع على حقيقة واقعية وهي ان البشرية لم تتفق يوما على رأي واحد موحد ، فكان القتل والتصفيات الجسدية هو الحل الاول لتصفية الحسابات وتذليل الخلافات ، ويذكر لنا التاريخ الاسلامي – المزعوم - ان جل الخلافات - لا كلها - كانت تنصب في مصب المصلحة الشخصية الظاهرة للجميع ، فقابيل قتل هابيل من اجل مصلحة شخصية ، وتم تصفية اغلب الانبياء والرسل بسبب مصالح خاصة لفئة او شخصية متمكنة من الأمة آنذاك ، ثم انسحبت تلك الحلول (الجذرية) الى تصفية الثوار والرموز الوطنية من قبل الحكام والسلاطين ، حتى وصل الحال بالأمة الاسلامية الى ان تعتبر تلك التصرفات هي الفعل الطبيعي من قبل اصحاب المسؤولية للحفاظ – حسب مدعاهم – على وحدة الامة وللمصلحة العامة ، او كما يقولون اليوم ( ربعنا ) للحفاظ على بيضة الاسلام، وهنا بدأ الاتفاق للامة ونبذت الفرقة والتفرقة فاتفقوا على الحفاظ على بيضتهم ، حتى بذلت الامة دماء ابناءها من اجل ان تنتج لنا بيضة الاسلام هذه (كتكوتاً) طال انتظاره ليوحد الامة بعد تمزقها وتشرذمها على يد اعداء الاسلام.
لكن البيضة للأسف الشديد لم تنتج سوى دبابير استطاعت ان تفترس ابناء الامة ممن دافعوا عن بيضتها وحموها ووفروا لها كل الظروف البيئية والمجتمعية وحتى الفكرية من اجل ان تفقس وينعم الناس بعدالتها وحكمها . ولكن تجري الرياح بما لا يشتهي السَفَن ، فبالرغم من الفائدة العلمية للدبابير التي تقوم بافتراس الكثير من الآفات والحشرات الضارة للنباتات، لكن (دبابير) بيضة الاسلام المزعومة عملت عملا طفيليا اكثر من مكافحتها للآفات ، فلدغت اقرب الناس اليها واعتاشت على دمائهم ونهبت محاصيلهم واقتاتت على الكثير من الخلايا الفكرية التي يتمتعون بها سابقا قبل ان يتفقوا على حماية تلك البيضة ، فذهبت بعقولهم فلم يعودوا يمتلكون سوى التصفيق والانقياد الاعمى خلف تلك الدبابير التي قامت بتمزيق الأمة وجرها نحو الاقتتال فيما بينها من اجل حماية (دبورهم) الذي يمثل رمزهم وحياتهم وكيانهم وحزبهم وممثلهم الأعلى امام الله تعالى.
لقد اثبتت لنا التجربة (الدبوريّة) المتلونة بالوان الطيف الشمسي ان التشرذم الحاصل بين الفئات والطبقات المجتمعية ليس سوى نتيجة اختلاف وتشرذم تلك الدبابير التي استنزفت دماء الابرياء واعتلت عروشها الفاسدة عبر نزيفها اللا منقطع، وان النتيجة الحتمية ستكون الكثير من الدماء والكثير من الفوضى والحل الوحيد هو استعمال قاتل للحشرات فعال مع وجود النية الخالصة للتخلص من تلك الدبابير والعيش بحرية وانسانية والابتعاد عن الفرقة والتشرذم والنظر بتجرد نحو مصير الاجيال القادمة التي لم تعد تميز النور من الظلام في ظل المقدسين المزيفين من دبابير العصر الحديث وكيف ممكن ان تعيش تلك الاجيال في مجتمع فقد الارادة بتغيير نفسه التي تركها لهواه ولهوى الدبابير المقدسة، ولا اقصد قدسية الدين فقط بل حتى قدسية العقيدة وقدسية القومية وقدسية النشأة وقدسية الاسم وقدسية الكاريزما وقدسية القوة والنفوذ،وغيرها الكثير من القدسيات التي رسمها المجتمع لرمز مزيف... ومن هنا نستطيع ان نحكم على اننا امة موحدة اقوى من ان يمتلكنا دبور ضعيف لا يملك لنفسه حولا ولا قوة .. ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا


.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال




.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن


.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال




.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل