الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محنة عباقرة العالم مع المسلمين

أحمد عصيد

2020 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعيش عباقرة العالم محنة حقيقية مع المسلمين، ليس خلال حياتهم الحافلة بالإنجازات الرائعة، بل بعد وفاتهم، حيث يجدون أنفسهم محرومين من "دعاء" المسلمين لهم بالرحمات، ومعرضين لشآبيب من الشتائم والسباب الهستيري.
والمسلمون يفعلون ذلك معتقدين بأن الله سيصرف النظر عن كل ما حققه هؤلاء العباقرة من فتوحات عظيمة وما بذلوه من تضحيات، وسيُنزل غضبه عليهم إرضاء للمسلمين.
ورغم أن المسلمين جميعا لا يمثلون إلا واحد على سبعة من سكان العالم، إلا أنهم يعتقدون أن الله لا يسمع لسواهم، ولا يهتم إلا بدعواتهم، لأنهم وحدهم على الدين "الصحيح"، وغيرهم في ضلال.
تحتاج سيكولوجية المسلم إلى تحليل نفسي دقيق، فكل مواقفه الانفعالية تعود في معظمها إلى رغبة ملحة في الانتقام من العصر كله، لأنه يتواجد خارجه ولا يساهم فيه بشيء. إنه لا يعترف بما تحقق بدونه، لأن الزمن توقف عنده منذ قرون، وهو لا يقبل أن يلتحق بالركب لأنه يعتقد بأن من يقود الركب أقلّ قيمة منه.
يكره المسلمون كبار عباقرة العالم لأنهم ليسوا منهم، وليسوا على دينهم، لأن الدين عندهم هو كل ما يملكون، وهو عندهم معيار كل شيء، بينما يثبت عظماء العالم بأنّ الإنسان يستطيع القيام بخطوات هائلة في مسار البشرية دون الحاجة إلى أي دين من الأديان.
وعندما يظهر عبقري ما في صفوف المسلمين، ويحاول أن يجعلهم يغيرون أسلوب تفكيرهم، يهاجمونه بدون رحمة، ويتنكرون لكل جهوده الماضية، ويحرضون ضدّه ويشهّرون به، كما حدث لعالم الكيمياء المصري أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل سنة 1999 ، عندما انتقد عقلية الجمود والاتباع وطالب بتطوير البحث العلمي الحقيقي في المختبرات عوض الحديث عن "الإعجاز العلمي في القرآن"، وكما فعلوا قبل قرون بكل عباقرة المسلمين الذين عاشوا محنا حقيقية مع فقهاء التقليد، وما زالوا يُجلدون في قبورهم إلى اليوم.
ولكن أليس من حقنا أن نطرح السؤال التالي: لماذا يبخل المسلمون على عظماء العالم بالدعاء بالرحمة وهم لا يعرفون أصلا إن كان دعاؤهم مقبولا عند الله أم لا ؟ نقول هذا لأننا نلاحظ بأنهم ما فتئوا يدعون بالخير لأنفسهم وبالشرّ والهلاك لغيرهم، بينما يزدادُ الغير ازدهارا وتفوقا وسعادة، ولا يتوقف المسلمون عن الانحدار إلى الدرك الأسفل من الحضارة، بل إن بلدانهم نماذج للخراب والفوضى.
وإليكم محاولة إجابة على السؤال المحيّر:
لا يقبل المسلمون أن يكون العمل الصالح مجازى عليه إلا في إطار عقيدتهم ، وهم لا ينتبهون إلى أن طريقتهم في التديّن السطحي واللاإنساني تُجهض كل عمل صالح ولا تجعله يكتمل أبدا، ولهذا لا يعرفون قيمة من ينفعهم من غير المسلمين، وفي أحسن الأحوال يعتبرونه "مُسخرا من الله لخدمتهم" !.. ولهذا هم متخلفون، ويعيشون شقاء دائما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فهم اللغة كشرط للإستجابة
بارباروسا آكيم ( 2020 / 12 / 1 - 13:54 )
و الله دائماً اقول لهم إجعلوا دعائكم باللغة الإنكليزية أو الفرنسية عله يستجيب ربما هو لايفهم العربية

تحياتي و تقديري


2 - انها محنة المسلمين وليست محنة العباقرة!!
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 12 / 2 - 05:04 )
اولا دعهم يثبتون للعالم بان ما ورثوه من كتاب وسنة لم تطله يد التحريف وفنون السياسة لان القرآن المتداول اليوم هي النسخة العثمانية والتي اتت بعد حرق جميع المصاحف وكذالك السنة التي دونت بعد 250 سنة من موت صاحبها والمسلمون يعرفون ان بني امية وبني العباس كانوا على خصام مع بني هاشم عترة صاحب الرسالة حتى انهم ابادوهم في السجون وغيرها فهل اصدق عدوا بما دون الا ان يكون التدوين في صالحه وبالاخص في الامور السياسية. اخي الكريم الله مطلق الارادة لا يتمشى مع ارادة المسلمين فسوى دعوا ام لم يدعوا على العباقرة فلا يغير في الامر شيء. اخي الكريم لو كان الله العظيم يستمع لدعآئهم لاباد اليهود وتحررت فلسطين ولكن ما نراه على ارض الواقع هو كلما دعوا على اليهود توسع الاستيطان وشرد اهل فلسطين. الله خلق الاسباب والمسببات وهي التي تسير الطيبعة ولا شيء غير ذالك.انهزم المسلمون في وقعة احد وانتصروا في وقعة بدر فاين كان الدعاء ومفعوله علما بان صاحب الرسالة كان هو القآئد. لا يجب على احد مهما كان دينه ومعتقده ان يشغل باله بدعاء المسلمين وليعلم الجميع ان لا استجابة لدعأئهم والمسلمون ليسو امة واحددة وكل يكفر صاحبه .


3 - روعه استاذ عصيد اكثر من مثل هذه المقالات والتي
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 12 / 2 - 05:23 )
اتمنى ان تصل الى المواقع الاجتماعية والى الصحف اليومية لانها تحمل الحقيقة كلها ولاتخدش -الذوق والوعي الهابطين لاخينا المسلم البائس الذي لازال يعتقد ان العلم والاعجاز كله في اساطير الاولين في قرءانه البدوي المسكين-تحياتي


4 - محنة المسلمين من عباقرة العالم.
سهيل منصور السائح ( 2020 / 12 / 2 - 09:39 )
اخي الكريم بعد التحية. في الحقيقة والواقع انها محنة المسلمين من عباقرة العالم الذين اثبتوا بالادلة والبراهين العلمية ان كل ما رددوه المسلمين بان القرآن كتاب اعجاز علمي ما هي الا خرافات لا تنتمي الى العلم باي دليل وانتقاما لفشلهم لاثبات ذالك كان الرد هي اللعنات وعدم الاستغفار والترحم عليهم علما بان الجميل الذي اسدوه على البشرية من علوم لا ينكرها احد وبالاخص المسلمين انفسهم. انه عقدة النقص لا غير. اخي الكريم عباقرة العالم ليس لهم حاجة في الاستغفار لهم من قبل المسلمين لان خالق الكآئنات من اصخرها الى اكبرها لا تسير ارادته ادعية المسلمين وغيرهم بل ارادته هي القوانين المسيرة للكون والذكي من اكتشف اسراراها. لو كان دعاء المسلمين له مردود لتحررت فلسطين وكفينا وباء الكرونا ولكانت بلاد الحرمين او ايران ملجا من الاويئة لانهما الممثلان للاسلام ـ سنية وشيعية ـ ولكن للاسف انهما اول المتضررين منهم. على ما تقدم لا ضرر على عباقرة العالم من ادعاء المسلمين. رحم الله من اعترف بالحق ولو على نفسه.


5 - مشكله العالم
على سالم ( 2020 / 12 / 2 - 15:44 )
لابد لهذا العالم النائم ان يتيقظ وينتبه الى الكارثه التى تنتظره الا وهو تمدد الاسلام الرهيب وانتشار الارهاب والدمار والخراب وعصابات داعش تقتل وتنحر وتغتصب وتشرع العبوديه بمنتهى الاريحيه , انا ارى ان هذا العالم جبان ومتهاون فى حق نفسه وسلامته وشرفه وعرضه , لابد من وضع الاسلام فى مكانه الصحيح ونسمى الاشياء بمسمياتها , الاسم الحقيقى للااسلام اصبح مرعب ومجرم وسادى ومتوحش والواجب فعل شئ لكى نصحح الاوضاع القاتمه