الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباحث جاي سميث و تأريخ الإسلام

صباح ابراهيم

2020 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جاي سميث باحث في شؤون الأديان، درس التأريخ الإسلامي منذ خمسة وعشرين سنة، وخرج بحصيلة دسمة من المعلومات، وقد ألف عدة كتب عن التأريخ الإسلامي . وألقى العديد من المحاضرات . وفي هذا المقال تلخيص بتصرف إحدى محاضراته على اليوتيوب حول التأريخ الإسلامي.
بحث الآثاريون المختصون بالإسلام و المنقبون عن الآثار الإسلامية كثيرا فلم يعثروا على بقايا وآثار تشير الى نبي الإسلام محمد في فترة حياته وحتى بعد عشرات السنين من وفاته . وكذلك لم يعثروا على اي دليل عن اسم محمد أو الخلفاء الراشدين الأربعة على أي مسكوكة معدنية للقرن السابع الميلادي وما بعدها رغم أنهم حكموا امبراطورية اسلامية واسعة الأرجاء امتدت من ليبيا أسبانيا غربا وإلى افغانستان شرقا ومن تركيا شمالا الى اليمن جنوبا . حتى الحكام المسلمين الذين حكموا فيما بعد لم يخلدوا ذكرى أولئك الخلفاء الأوائل على اي مسكوكة معدنية او آثار ملموسة تشهد لوجودهم . علما أن الآثار والمسكوكات تشغل مكانة علمية مهمة في علوم الآثار ومنها العملات المعدنية التي تؤرخ للحكام والملوك والأباطرة الذي حكموا البلدان وكان لهم تأثير كبير .
العملات المعدنية القديمة تعطينا فكرة عن الزمن الماضي والحكام المشهورين الذين حكموا وكان لهم تأريخ معروف :
كان الحكام يسكّون العملات المعدنية لأغراض التعامل التجاري والمالي، ويضع الحاكم على وجهي العملة المعدنية معلومات تعرّف بشخصه واسمه وهويته بالصورة والكتابة مع ذكر تاريخ ومكان ضرب العملة. لكن الباحثين لم يعثروا على أي قطعة نقود معدنية تحمل اسم الخلفاء الراشدين الأربعة ابو بكر وعمربن الخطاب وعثمان وعلي تعود لسنوات حكمهم او ما بعدها .
أقدم العملات النقدية التي عثر عليها المنقبون تعود الى سنة 630 م حتى سنة 661 م وقد سكّها حكام الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان ومن خلفه من الحكام . أي بعد ستين عاما تقريبا من وفاة نبي الإسلام محمد . كما تم العثور على على عملات مسيحية في بلاد الغرب وعملات زرادشتية في الشرق مكتوب عليها باللغة العربية اسماء حكام عرب . لكن لا وجود لعملات تحمل أسماء الخلفاء المسلمين الكبار الأربعة المشهورين بالتراث والتأريخ الإسلامي ، ولا وجود لإسم النبي محمد عليها.
المسكوكات الغربية لحكام الدولة الأموية كانت تحمل علامة الصليب المسيحي فإن كانت تلك الدولة إسلامية وحكامها مسلمين، فلماذا وضع عليها علامة الصليب ؟ كما كانت المسكوكات الشرقية تحمل صورة ترمز لمعبد النار الزرادشتي، هذان الرمزان لا يمتون للإسلام بصلة فهي عملات غير إسلامية ايضا.
لو كان معاوية بن أبي سفيان يدين بالإسلام المحمدي وهو الخليفة الأموي العظيم ، فلماذا لم يخلد اسم النبي محمد على نقود زمانه رغم أنه أعظم شخصية دينية وقيادية ومؤسس للإسلام ؟ لكنه طبع عملات تحمل صورة لوجه الملك الفارسي كسرى وكتب عليها (بسم الله). هذا التعبير متبع والزرادشتية واليهودية والمسيحية للدلالة على اسم الله الذي يعبدونه
في عام 692 م ظهرت عملة معدنية إسلامية من عمل الحاكم الأموي عبد الملك بن مروان الغريب ان الباحثين والآثاريين يمتلكون بالمتاحف حوالي 30 ألف مخطوطة ونقوش للعهد الأموي لا تحمل اي منها اسم مكة أو المدينة عواصم الإسلام الرئيسية بزمن النبي محمد !!
رغم كون مكة والمدينة عاصمة الدولة الإسلامية ومركز الحكم الإسلامي الأول بزمن الخلفاء الراشدين الأربعة المؤسسين لدولة الإسلام الفتية، وفيها مركز بيت المال الذي يجمع أموال الخراج والزكاة والجزية من كافة الأمصار والبلدان، وما يستولي عليها الغزاة في غزواتهم من غنائم وسلب من البلدان المحتلة إسلاميا، مثل العراق وبلاد الشام ومصر وبلاد فارس، وشمال أفريقيا، حيث كانت القوافل تنقل تلك الأموال باستمرار إلى بيت المال، إلا ان مكة والمدينة لم تسك العملات المعدنية، بل كانت تطبع العملات في بلاد الشام شرقا وفي بلاد فارس غربا .
أصدر عبد الملك بن مروان عملة جديدة كتب عليها (لا إله إلا الله محمد رسول الله) . والمعروف ان كلمة (محمد) كانت تشير الى اسم المسيح في العصر الأموي وتعني (المبارك الذي أرسله الله) . كتاب القرآن نفسه لم يشر الى أسم محمد سوى اربعة مرات فقط ، وكلها تعني الى النبي المبارك يسوع المسيح ولم تشر بوضوح الى اسم نبي الإسلام كاملا (محمد بن عبد الله) لتثبت شخصيته المقصودة . وربما كان عبد الملك بن مروان يصف نفسه ب (المبارك) ايضا كما فعل معاوية من قبل عندما أعتبر نفسه (ملك الله) . لقد عظموا أنفسهم ورأوا في أنفسهم شخصيات مسيحانية أو (مسيانية) تمثل الأله على الأرض . لذلك طبعوا اسمائهم على العملات و وصفوا أنفسهم بالمباركين من قبل الله ، لأنهم يمثلون الإله بين رعيتهم .
بنى عبد الملك بن مروان مسجد قبة الصخرة لتغيير مسار الحج الى ذلك المسجد وليس إلى الكعبة في مكة . وكان اتجاه المحراب فيه يشير الى البتراء وليس إلى كعبة مكة . وكل المساجد التي بنيت في العالم الإسلامي في ذلك الزمن لغاية سنة 705 م، من الهند والصين شرقا، تركيا شمالا الى اليمن جنوبا كانت محاربيها تشير الى البتراء وليس الى الكعبة في مكة حسب الدراسة الموسعة التي قام بها الباحث جبسون . أول مسجد بني متجها الى كعبة مكة كان في الباكستان بني في عام 727 م عندما استولى المسلمون على السلطة هناك، ومنذ ذلك الوقت ظهرت المساجد المتجهة إلى مكة . اما لماذا حدث هذا التغيير في اتجاه المساجد ؟ القصة تعود الى ثورة عبد الله بن الزبير على الحاكم الأموي عبد الملك بن مروان سنة 687 م عندما كان حاكما على البتراء ، حيث هجم على مكة ودمر الكعبة و نقل الحجر الأسود من ركن الكعبة الى خارج مكة محملا على الجمال ، لعمل تحالف مع العباسيين الذين كانوا يحكمون من بغداد ، والقصد هو تحويل الحج من مكة، وسيكون موضع الحج اينما وضع الحجر الأسود، ويتجه إليه الحجاج أينما كان لقدسيتها .
تم اعادة بناء الكعبة المهدمة وإعمار مكة، لإعادة الحج إليها وقدوم الحجاج من كل الأرجاء الىها. وبنيت على طراز البتراء ولكن ليس بنفس المقاييس . حتى طقوس الحج كانت توافق ما كان يجري من طقوس في البتراء مثل الهرولة سبع مرات بين الصفا والمروة محاكاة لما فعلته هاجر عندما كانت تبحث عن الماء لابنها إسماعيل الذي كاد يموت عطشا . كانت البتراء هي عاصمة الإسلام الحقيقية .
يستخلص الباحث جاي سميث من ابحاثه طوال خمسة وعشرين عاما في دراسة التأريخ الإسلامي عن تحديد الشخصية الحقيقية للنبي محمد . فمن هو محمد الذي اكتشفه الباحث ؟
محمد هو أياس بن أبي قبيصة ويكنى (محمد) . عاش في مدينة الحيرة المسيحية وسط العراق في القرن السابع الميلادي. وكان ملكا على الحيرة ومسؤولا عن ثلاثين بلدة أخرى .
إياس بن أبي قبيصة قضى على الساسانيين الفرس سنة 622 م وبعد أن سيطر على الأوضاع ، تحالف مع اليهود . ومن أجل ذلك وثقوا به . لم يكن محمد مسلما بل نصرانيا من سلالة اللخميين في الحيرة . وقد كانت سنة 622 م مهمة تاريخيا حيث اصبح للعرب أخيرا قوة وصنعوا لأنفسهم هوية وكيان .
لم يتم العثور على مخطوطات في مكة أو المدينة تشير الى الإسلام ، بل المخطوطات المهمة التي عثر عليها من سنة 640 حتى سنة 740 م وجدت في الشمال أي في بلاد الشام وسوريا .
يسأل الباحثون في التاريخ الإسلامي ، إن كانت مكة والمدينة هي مركز سلطة الإسلام والخلافة الراشدة وعاصمة الدولة الإسلامية الواسعة الأرجاء شرقا وغربا ، وعاش فيها جميع الخلفاء ، ونشأ الإسلام فيها ، فلماذا لم يعثر المنقبون الأثريون آثارا ونقوشا ومخطوطات تشير الى نشوء الدولة الإسلامية هناك ؟ بل كل الآثار والنقوش والمخطوطات حول الإسلام عثر عليها في سوريا وبلاد الشام ولبنان ومصر والعراق مكتوبة بلغة القرآن العربية وبالخط النبطي الآرامي الذي ظهر في البتراء التي تبعد 600 ميل شمال مكة !
إن ظهر محمد في مكة في بدايات القرن السابع كما يقال فكان يستعمل اللهجة العربية السبئية اليمنية في كتابة قرآنه لأن عشيرة قريش هاجرت من اليمن . والعربية السبئية كانت تستعمل الحروف المنقطة والحركات الثلاث مع الحروف . وما كانت ستظهر الإختلافات في القراءات السبعة . ولم تظهر مشكلة الأخطاء في اختيار الحروف للكلمات بسبب النقاط . ولكتب القرآن بالنقاط والحركات . وهذا يثبت ان القرآن لم يكتب في مكة او المدينة ، إنما كتب في البتراء .
لقد استعملوا هناك الحروف العربية الخالية من النقاط والحركات ، لذلك اضطروا في آخر القرن السابع إلى وضع علامات الضبط والتمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم والشكل. لذلك ظهرت القراءات المختلفة في الكوفة ، 22 قراءة مختلفة من أصل 30 من تلك المنطقة ، لأن اللغة العربية واللهجة العربية القرآنية من تلك المنطقة ، وهناك تم التحكم بعلامات الضبط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راجع تاريخ العملة الإسلامية - الصور
عبد الله اغونان ( 2020 / 12 / 2 - 22:04 )
وبدون تعليق

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه