الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحتقار المرأة في تأريخ الفلسفة ( من سقراط إلى نيتشه)

نوفل شاكر

2020 / 12 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إحتقار المرأة في الفلسفة الغربية من سقراط إلى نيتشه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لربما كانت مقولة سقراط «النساء يولّدن الأجساد، أما الفلاسفة فيولّدون الأرواح». هي أول موقف فلسفي ضد المرأة. فالمقولة السقراطية تلخص المرأة وتختصرها بهذه النظرة الدونية. "الولادة"؛تلك كانت مهمة المرأة شبه الوحيدة، في وقتٍ كانت الحياة العامّة حكراً على الرجال، فيما تقتصر حياة النساء على الحيّز الخاص داخل المنزل.

أما أفلاطون. فقد اعتبر الرجل «كائن كامل» وبالتالي بإمكانه فقط «أن يسعى إلى الكمال المطلق». أما المرأة، فلا يمكنها إلا أن تسعى «لتصبح رجلاً»، ما يمثل الكمال بالنسبة لجنسها.

و وضعَ أرسطو المرأة في مرتبة متأخرة من النمو، و علّلَ وجودها بأنه إخفاقٌ للطبيعة في أن تنتج رجلاً. وبذلك فهي تُصنّف ضمن طبقة العبيد؛ من حيث تبعيتها الطبيعية، وعدم جدارتها بالمشاركة في الأمور العامة.

أما اليهود فقد صاغو إلههم (يهوه) على صورتهم، وقد جمع (يهوه) الأزواج والأمهات مع الماشية كما ورد في آخر الوصايا العشر التي يقال بأنها نزلت على موسى. ولم يكن قدماء اليهود يوقودون شمعة إذا كان المولود أنثى، وكان على الأم التي تلد أنثى أن تتطهر مرتين. أما الصبي فقد كان يردد بانتظام في صلاته: " أشكرك يارب لأنك لم تخلقني كافراً ولا امرأة".

في التراث اليهودي ـ المسيحي، يشكّل الفصل الثاني من رواية الخلق (ٍسفر التكوين 2) في العهد القديم، أساس النظرة الدونية للمرأة. في الفصل الأول يرد أن الله «خلق الإنسان على صورته». أما في الفصل اللاحق، ففيه سلّط الله آدم على جميع المخلوقات، وخلق حواء من ضلعه. هذه الرواية تشكل قاعدة لتفوّق الرجل الذي «سيعمّده» القديس بولس في العهد الجديد في رسائله الشهيرة بعدائيتها للمرأة: «رأس كل رجل هو المسيح، أما رأس المرأة فهو الرجل، الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله و مجده، وأما المراة فهي مجد الرجل، لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل» (كورنثوس 11). ولعلّ كثيرين بيننا استمعوا لهذا المقطع من رسالة بولس التي تُتلى أثناء الأعراس: «أيها النساء إخضعن لرجالكن كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة (...) ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء» (أفسس 5).

في القرن الثالث عشر، وضع توما الأكويني فلسفةً حول الاختلاف الجذري بين طبيعة إنسانية للذكر وبين طبيعة إنسانية للأنثى. ورث القديس الإيطالي هذه الفكرة من أرسطو (الروح هي شكل الجسد ــAnima forma corporis)، ما يجعل هناك «خصوصية نفسية» للرجل وأخرى للمرأة، واضعاً جداراً فاصلاً بين الجنسين. هو اعتبر أن الرجل مختلف عن المرأة لأنه «موجّه إلى العمليات الفكرية». وفي كتابه Summa theologica، أكد توما الأكويني أن المرأة خاضعة للرجل لأن العقل يهيمن لدى هذا الأخير، كما يأتي تفوّق الرجل من كونه «خُلق أولاً»، ولأن المرأة خُلقت كمساعدة للرجل على التكاثر. فلسفة الأكويني هيمنت على أوروبا المسيحية، وهي لا تزال حتى اليوم مرجعية لدى المفكّرين المسيحيين في نظرتهم للمرأة، وأبرزهم الفيلسوفة الألمانية إديت شتاين (طوّبت قديسة عام 1998

وبالانتقال إلى عصر الأنوار، نجد أن الهيمنة الذكورية لا زالت سائدة، وإن احتقار المرأة لا زال مهيمناً على مقولات فلاسفة هذا العصر. يقول الفيسلوف الألماني الشهير إيمانويل كانط: " أنّ النساء لا يصلحن لأمورٍ كثيرة كبرى، فهنّ لسن مصنوعات للتفكير، بل أكثر اتكالاً على الحدس من العقل، وهنّ كائنات حساسة تهيمن عليها المشاعر".

أما روسّو، فرأى أن المرأة أضعف من الرجل، وأكثر اتكالاً عليه. هو صاحب العبارة الشهيرة إن «الرجل يكون أحياناً رجلاً، أما المرأة فهي دائماً امرأة»

وبالانتقال إلى القرن التاسع عشر، رأى الفيسلوف والمؤرخ الفرنسي جول ميشليه في كتابه «المرأة»، أن مصير هذه الأخيرة هو «خدمة الرجل»، «فهي مريضة في غالب الأحيان، وعلينا أن نحميها». أما كيركيغارد، فقد قال على لسان أحد الكتّاب الوهميين الذين كان يكتب باسمهم أحياناً، أن «المرأة نكتة، لأنها تعتقد أنه بإمكانها الوصول إلى المثالي، في حين أنها تُظهر أنها غير قادرة على ذلك».

ويقول الفيلسوف الألماني شوبنهاور في كتابه " مقال عن النساء" :
" هذا الجنس القميء، ضيق الكتفين، عريض الحقوين، قصير الرجلين". أما الفيلسوف نيتشه فيصرخ بنا قائلاً: " إذا أقبلت على المرأة فلا تنس أن تحمل سوطك"! ويقول مؤرخ الفلسفة الأمريكي (ول ديورانت) : " لم يكن للمرأة حتى سنة 1900 أو ما يقارب من ذلك أي حقوق يرتبط الرجل قانونياً باحترامها".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس