الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة النصِّ و الماء

فتحي البوزيدي

2020 / 12 / 5
الادب والفن


_1_
اللّيلة عطشٌ.
عشّاق النّبيذ
مثل المزارعين..
مثل زوّار القبور..
يطلبون السُّقْيَا كلّ غيمة.
_2_
الجلوسُ في المطبخ للكتابة
يشبه إعداد وجبة تأكل أصابعك بعدها.
لكن..
أظنّ أنّي لا أستطيع طبخ نصّ شهيّ الآن!
_3_
زفَراتُكَ:
ريحٌ تشتّت الغيوم بصدركَ.
كيف تنبت أغصان يدك بلا مطر؟
كيف تحرث أوراقا جفّت بلا كأس بِيرَةٍ على طاولتك؟
كيف تروي صوَر الرّاحلين بلا حبر يسيل من عينيك؟
_4_
عدم امتلاك غرفة مكتب لا يمنع من إعداد أشهى النّصوص على طاولة المطبخ.
أنا-فقط- عرضتُ:
أوراقي الجافّة..
أصابعي اليابسة التي لم تخضرّ منذ أكلتُها آخرَ قصيدةٍ
للبيْع.
أحتاج بعض المال كي أسدّد
[فاتورةَ شيخ انتدبه أهل القرية ليصلّي صلاة الاستسقاء,
فاتورة استهلاك الماء المقطوع عن بيتي بأمر شركةٍ احتَكَرَتْ العيون و المطر,
فاتورة بائع الخمرة خِلسَة الّذي أقسم بأغلظ الأيمان ألّا يبيعني قطرةَ حلم قبل أن أدفع ثمن الفرح المتخلّد بذمّتي.]
بما أنّ المفارقات عجيبة بيْن
[الشيخ و الغيوم..
الشّركة و ماء العيون و المطر..
بائع الخمر و الأيمان الغليظة.]
قرّرتُ أن أضحك
مِن عطشي,
مِن نصّ لم أستطع طبخه.
ثمّ نمتُ
على الطّوى..
على حبر جفّ بعينيّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل