الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُ حياة

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2020 / 12 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مقدمة
في أحد الأيام أثناء تدبري لوازم البيت من الخضروات، استوقف مسامعي حديث عابر بين البائع وأحد زبائنه. كان الزبون يسأل البائع عن أطهر الأماكن وأحبها إلى قلبه على وجه الأرض، ليجيب البائع فيما بدت إجابة نمطية وبديهة مسلمة لا تحتاج إلى عناء تفكير: مكة المكرمة في السعودية. في الحقيقة، استفزتني هذه الإجابة المتوقعة لأنتصب واقفاً فجأة عن التقاط الخضروات وأواجه هذا البائع بنبرة حادة متسائلاً: أنت، انظر تحت قدميك، أين تقف؟ أجاب، على الأرض. ثم سألته، وأين توجد هذه الأرض التي تقف عليها بالتحديد، في مكة والسعودية أم في مصر؟ أجاب ثانية، في مصر. لاحقته مجدداً، وكل هذه الخضروات التي ترزق من بيعها لقمة عيشك، أين زرعت ومن أتاك بها، هل زرعت في تربة مكة المكرمة وأحضرها إليك سعوديون؟ أجاب مستغرباً إلحاحي في ملاحقته بهذه الأسئلة، أعرف أنها زرعت في مصر بأيادي مصرية، وأحضرها إليّ تجار مصريون كذلك.

لم أتوقف عن ملاحقته بأسئلة من نوعية أين ولدت ونشأت، وأين تتلقى علاجك إذا مرضت، وأين تقع المدارس التي يدرس فيها أولادك، وأي جيش قد خدمت فيه، المصري أم السعودي. وفي النهاية، قذفته برصاصة الرحمة: أين ستدفن بعد موتك، وأين سيشيد القبر الذي يواري رفاتك، في التراب المصري لكي يترحم عليك أولادك وأهلك ويقرؤون على روحك الفاتحة ويدعون لك بالرحمة، أم في رمال السعودية حيث سترقد مجهولاً منسياً لا يذكرك أحد؟ إذا كنت أنت كلك، حياً وميتاً، عائد إلى هذه الأرض وربما لم ترى مكة أو تطأها قدماك قط، هل يعقل أن تكون بهذا القدر من الجحود ونكران الجميل؟!

في الحقيقة، أتفهم ما دفع هذا الرجل إلى الاعتقاد في كون أرض بالذات قد تفصله عنها آلاف الكيلومترات أكثر أهمية وقدسية له من الأرض التي تقف عليها قدماه ويعتمد عليها وجوده ولا يفصله عنها سنتيمتر واحد. هي الأيديولوجيا- الفكرة حين تشتد وتتطرف وتتجاوز حدودها الصحية لتنقلب إلى فكرة منحرفة وهدامة- السائدة والمتحكمة وسط الطبقات الشعبية والضحلة فكرياً في مصر. في كل بيت وقرية وشارع على امتداد الأرياف والمناطق الشعبية المصرية، ستجد أطراف الحديث منصبة على الأضرحة والمزارات الدينية والأماكن والمشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة لدرجة تجاوز الحدود الطبيعية، مغفلين ومتناسين الأرض من تحت أقدامهم وما لها من أفضال ونعم وواجبات عليهم. هذه الأيديولوجيا الدينية السائدة لها كهنتها وحراسها، رجال الدين، المنتشرين فوق منابر المساجد في كل مكان، وفي البيوت والشوارع والميادين، وفي الفضائيات وعبر المنصات الافتراضية، يغذونها ويحرسونها ويذودون عنها ضد كل تهديد محتمل. وهذا البائع المسكين، مثل الأغلبية الساحقة من المصريين، هو مجرد ضحية لهذه الأيديولوجيا المتمكنة والمتمترسة جيداً.

يقال أن بدايات الأيديولوجيا الإسلامية الحالية تعود إلى ألاعيب سياسية كان يتقنها الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات، حين نقض أو "صحح" سياسات سلفه جمال عبد الناصر ذات التوجه الاشتراكي (الشيوعي) وأنهى العداء مع السعودية ودول الخليج وصاغ معها تحالفاً مهد الطريق أمام نشأة التيار الإسلامي بتنويعاته المختلفة ما بين المعتدلة والمتطرفة، ثم تطوره واستقوائه فيما بعد ليرتقي إلى الأيديولوجيا السائدة اليوم. كما يقال أيضاً أن هذا التحول شطر السعودية والخليج العربي والتيار الإسلامي عامةً من جانب السادات كان مجرد حيلة ذكية منه لتحييد أنصار الأيديولوجيا الماركسية الشيوعية التي قد استعارها سلفه عبد الناصر من روسيا والصين وأوروبا الشرقية في الخمسينات والستينات وغرسها ومكنها في التربة المصرية لاستغلالها في إحكام سيطرة الدولة، ومن ثم عبد الناصر نفسه، على كافة مفاصل البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً...الخ. هكذا، يمكن القول ختاماً أن الأيديولوجيا الإسلامية الحالية كانت في الأصل ترياقاً للتبرؤ من الأيديولوجيا الشيوعية السابقة عليها، مداواة أيديولوجيا بأيدلوجيا مثلها أو "داوها بالتي كانت هي الداء".

في الواقع، الأيديولوجيا الناصرية قد حققت بالفعل بعض المكاسب والانتصارات قصيرة الأجل. لكن في المدى الطويل، أتت بنتائج كارثية على الدولة المصرية على جميع الأصعدة، ليرى قائدها بأم عينه وهو لا يزال على قيد الحياة وفي سدة الحكم ثلت تراب وطنه تدوسه بيادات جنود الاحتلال الإسرائيلي، خزائنه خاوية، جيشه مدمر، اقتصاده خرب، بقاء دولته معتمد بالكامل على الحماية والوصاية الروسية، سمعته ملطخة ووجه في الوحل بسبب فضائح الفساد وعدم الكفائة والمحسوبية...الخ. في المقابل، الأيديولوجيا الإسلامية لم تنل فرصتها الحقيقية في الحكم حتى تعطي نتائج كافية لتقييمها بحياد وموضوعية، إلا أن ما قد بدر وبدا ورشح منها طوال عمرها حتى وهي على الهامش قد يكفي لإعطاء تقييماً موضوعياً ومقارباً للحقيقية بدرجة معقولة.

في صورة حركات وتنظيمات إسلامية على هامش الدولة المصرية، سواء العنيفة أو المسالمة منها، كانت نتائجها غالباً إما مدمرة وتخريبية أو سلبية في أحسن الأحوال. فخلال العقود الماضية، لم تنتج الحركات والتنظيمات الجهادية التي حاربت ولا تزال تحارب الدولة المصرية سوى التفجيرات والقتل وسفك الدماء هنا وهناك؛ لم تشيد عمراناً مشهوداً، ولم تضف إنتاجاً يذكر مقارنة بما أهدمته من عمران وما استنزفته من طاقات وموارد إنتاجية. أما الحركات والتنظيمات السلمية مثل السلفيين والإخوان وغيرهم، فهي لا تزيد عن كونها تربة خصبة لتفريخ العناصر المتطرفة وتغذيتهم بالأفكار المنحرفة واحتضانهم بطريقة أو بأخرى، فضلاً عن تأثيراتها السلبية على طبقات المجتمع بأسره. حتى لو كانت تلك التنظيمات والحركات الدعوية السلمية لا تحارب الدولة ولا تقتل وتسفك دماء الأبرياء، هي في النهاية لا تزال حارسة مخلصة لذات الأيديولوجيا المتطرفة المسؤولة عن كل هذا القتل والخراب وهدر الطاقات.

لا يقتصر الأمر على الإسلاميين والناصريين، لكن هناك عميان مأدلجون كثر أيضاً مثل المفتونين بالولايات المتحدة الأمريكية وقوتها وعظمتها وتقدمها، والديمقراطية والليبرالية وحقوق الإنسان والرفاهية السائدة هناك وفي أوروبا الغربية عامة. في الحقيقة، قد حققت الحضارة الغربية تفوقاً ورقياً تحسدها عليه كافة النخب راقية التعليم من جميع أنحاء العالم، وليس من مصر والمنطقة العربية فحسب. ولأن وسائل الاتصال الفعال بهذه الحضارة غير متاحة سوى لنخبة محدودة من كل مجتمع، سنلاحظ أن انتشارها محدوداً أيضاً مقارنة بالأيديولوجيتين الناصرية والإسلامية. لكن الانتشار المحدود لا يعني تأثيراً محدوداً بالضرورة، نظراً لأن انتشارها يتمركز وسط نخب متنفذة ومتحكمة تملك من وسائل القوة السياسية والاقتصادية والفكرية وخلافه ما يفوق أضعاف انتشارها المحدود.

لقد اختلفت مع زوجتي كل مرة حين تسجيل أحد أطفالنا في المدرسة، وفي كل مرة كنت أقر بالهزيمة وأرفع الراية لكن دون اقتناع. وما العيب في المدرسة الحكومية العادية، ألم نتخرج منها أنا وأنت؟ لتجيبني بتحدٍ: وماذا فعلنا بها؟ كدت أرد، لكن فجأة آثرت التريث. صحيح، أنا فعلاً عاطل عن العمل، بلا وظيفة، حتى بعد الأربعين ومع زوجة وثلاثة أطفال. وهي كذلك. نحن لا نملك وظيفة ثابتة لا في القطاع العام ولا في القطاع الخاص. نحن الاثنان، مثل ملايين آخرين، قد تخرجنا من المدارس والجامعات الحكومية، وما النتيجة؟ نحن نتدبر عيشنا مثل الشغيلة الأجرية، من هنا وهناك. هي يعني المدارس التجريبية دي ايه، ما هي حكومية أيضاً؟! أجابتني بثقة: نعم، لكنها لغات. سكت، وانتهى الكلام. فهمت. الهدف إذن هو اللغة، الإنجليزية بالتحديد، حتى لو كان ثمن ذلك مصروفات زائدة رغم تواضعها إلا أنها قد تستنزف ميزانيتنا الهزيلة وتأخر الطفل سنة كاملة عن رفقائه في المدارس الحكومية العادية. اللغة الإنجليزية أصبحت كلمة السر ومفتاح النجاح للوظيفة المرموقة والتقدم في العمل والدخول إلى نوادي الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة والنخبة، في جميع الدول العربية وليس في مصر وحدها. لقد أصبحت المدارس الدولية ومدارس اللغات والجامعات الخاصة البوابة الحقيقية إلى سوق العمل والتطلع إلى مستقبل أفضل في الوقت الحاضر.

هل ستنقرض اللغة العربية؟ يوماً بعد الآخر، تضعف اللغة العربية من حيث القيمة والوجاهة والاتقان وسط أبنائها أنفسهم وتخسر أرضاً باطراد أمام الإنجليزية. في الحقيقة، المتحدثون بالإنجليزية لا يأتون إلينا بأنفسهم اليوم ليغزونا بلغتهم كما قد فعل المستعمر الفرنسي مع دول المغرب العربي في السابق، بل نحن الذين نتسابق لكي نلوي ونعوج ألسنتنا حتى تشبه ألسنتهم بينما هم غير مبالين أو مكترثين بما نفعل. لماذا نفعل ذلك بأنفسنا؟ لماذا نهمل لغتنا مختارين ومسرورين؟ هل هي عقدة نقص؟ هل صحيح أن العربية تقف عائقاً أمام التعليم الجيد، الوظيفة الجيدة، الثراء، الوجاهة الاجتماعية...الخ؟ هل هي فعلاً سبب تراجعنا وتخلفنا عن بقية أمم العالم شرقاً وغرباً؟ هل بلغ بنا الانحطاط الحضاري حالياً إلى درجة أن نصبح مجرد ناقلين ومقلدين ومستوردين عن الآخرين منجزاتهم في كافة المجالات من دون أن نشارك ونضيف أي قيمة مضافة أو ميزة تنافسية من لدينا؟ هل نحن فعلاً بهذا القدر من الفقر وقلة الحيلة والبلادة الفكرية؟

في الواقع، نحن متخلفون ومتأخرون في كل شيء وليس في الحقل اللغوي فقط؛ نحن حالياً مجرد مقلدون ومستوردون لكل شيء وليس اللغة الإنجليزية فقط. في الحقيقة، نحن متخلفون في اللغة والدين والثقافة والقيم، وفي الزراعة والصناعة والتجارة، وفي المعرفة والتعليم والصحة، وفي التكنولوجيا وكل شيء آخر، مقارنة مثلاً بدول متقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، وبعض الدول الأخرى في أنحاء متفرقة من العالم مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين وتركيا، وربما أيضاً مقارنة بدول أقل تقدماً مثل إيران والهند وجنوب أفريقيا. مع ذلك، تبقى دول المنطقة العربية أكثر تقدماً في كل المجالات مقارنة، مثلاً، بمعظم الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والكثير من دول جنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية وحتى بعض الدول في أوروبا الشرقية.

في قول آخر، المنطقة العربية تحتل مرتبة وسط بين دول العالم، حيث تتأخر كثيراً عن الدول الغربية، بينما تتقدم عن دول كثيرة أخرى أسوأ منها حالاً على جميع الأصعدة، حتى في مجال الحريات وحقوق الإنسان. رغم ذلك، يتبقى في الذهنية والمخيلة العربية ما يشبه عقدة النقص، وتركيز دائم للانتباه والمقارنة والندية مع العالم الغربي على وجه التحديد، بما يؤدي إلى إهمال وإغفال لما يجري في بقية أنحاء العالم الواسع شرقاً وجنوباً، وكذلك ما تحت أقدامنا وبين أيدينا. في النهاية، لقد بلغ بنا الحقد والحسد تجاه الغرب درجة أنستنا بقية العالم وأعمتنا حتى عن ما تحت أقدامنا وبين أيديناً من موارد وثروات وطاقات.

في حديث متبادل بيني وبين المقاول أثناء أعمال صب الخرسانة لأساسات منزل الأسرة في قريتي قبل نحو خمسة عشر عاماً مضت، تطلب الأمر مني جهداً حتى أشرح له أن جميع المواد التي يستخدمها في عملية الصب هي في الأصل مواد خام متاحة في البيئة الطبيعية مجاناً. ذكرت له أن الرمل، مثلاً، الذي يقدر سعر المتر فيه بكذا جنيهاً هو في الأصل نفس الأرض الطينية السمراء التي ندوسها بأقدامنا دون اكتراث نحن أبناء منطقة الدلتا، في الأصل ليس له ثمن، وأن السعر الذي ندفعه الآن مقابل كل متر واحد هو في الحقيقة سعر اللودر (الحفار) الذي رفعه فوق الشاحنة، والبنزين الذي استهلكته على الطريق ذهاباً وإياباً لإحضاره، وأجرة السائق والتباع...الخ، علاوة على الرسوم الحكومية المفروضة على المحاجر وعلى الطريق وخلافه. لكنك إذا ذهبت إلى حيث توجد الرمال بوفرة في الصحراء بمقدورك أن تحمل ما تشاء منها بنفسك على سيارتك الخاصة مجاناً دون أي مقابل.

كذلك الحال مع أرضنا الطينية السمراء في دلتا النيل، كانت في الماضي تغنينا عن الرمال ونصنع منها مجاناً بيوتنا الطينية من الطوب اللبن، لكن اليوم حلت محلها المنازل المتعددة الطوابق بالخرسانة المسلحة. ومثل الرمل، هذا الطين له أيضاً استعمالات متعددة أخرى غير المعمارية. يمكن أن نزرع فيه المحاصيل التي نتغذى نحن ومواشينا عليها، ثم ندخل هذه المحاصيل والمواشي كمدخلات صناعية لإنتاج منتجات بلا حصر، من الألبان والزيوت وكافة المنتجات الغذائية حتى الملابس والمنتجات الجلدية. هل ترى معي إلى أين قد توصلنا حفنة من الرمال أو الطين؟ ربما قد لا تجدي الرمال في الزراعة وتربية الماشية مقارنة بالأرض الطينية، لكن مجرد نظرة فاحصة تحت قدميك ستجد أنك تقف فوق كنوز لا تنتهي لكن ذات طبيعة واستخدامات مغايرة- حديد، منجنيز، فسفور، ذهب، فضة، بترول، غاز، نحاس، ألمونيوم...الخ. كل هذه الموارد والهبات الطبيعية وأكثر أضعاف المرات تحت قدميك أو فوق رأسك مباشرة وأنت جاهل بها ولا تستغلها، لو أنك فقط تكترث وتهتم وتنظر، بعين فاحصة ومحللة ودارسة ومبتكرة؟!

ربما حالة بائع الخضروات أعلاه ليست حالة فردية منعزلة بقدر ما هي ظاهرة عامة متأصلة في الثقافة العربية عامةً. ربما تجسد مشكلة ثقافية وحضارية. مثل هذا البائع، نحن نعيش فعلياً بأجسادنا في مكان بينما أبصارنا وأفكارنا وعواطفنا وأرواحنا معلقة بمكان آخر بعيد تماماً عن مكاننا. هل يعيش العالم العربي حالة فصام عقلي؟! لماذا تركيز الاهتمام شرقاً وغرباً والانشغال بالمحاكاة والتقليد والنقل والاستيراد، دون مبالاة أو اهتمام لما تحت أقدامنا وبين أيدينا؟! هل هي، مرة أخرى، عقدة نقص متأصلة ؟ ما سر الإصرار على العودة إلى الماضي البعيد آلاف السنين والتمرغ في أحلام يقظة مضحة مبكية، والتكبر والترفع عن الحاضر وتجاهله كأنه لم يوجد؟ أحلام يقظة مضحة مبكية ما بين أمجاد الفراعنة وعظمة الفتوحات والدولة الإسلامية الأولى. في النهاية، نحن على استعداد لتقبل أي خرافة وأسطورة باستثناء أن نتقبل حقائق الواقع الحاضر، وأن ننظر ونتطلع في أي اتجاه عدا أن ننظر تحت أقدامنا ونتطلع إلى مستقبلنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE