الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و مازلنا نبحث عن ذواتنا التائهة

يوسف حمك

2020 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كم مذهلٌ أنت أيها الشرق اللعين ، و كم حالكٌ ظلامك المتجذر في عمق التاريخ ، رغم ادعائك بالضياء و اللمعان !!!
و كم مدهشٌ عالمك الذي لا يحب إلا العيون المغمضة ، و لا يعشق ناسك سوى العقول المقفلة ، و لا يتعامل إلا مع أفكارٍ موروثةٍ أكل الدهر عليها و شرب !!

بعضهم علماءٌ لكنهم لا يفكرون ، فأدمغتهم مغسولةٌ بمياه المستنقعات الراكدة .
و ظلاميون إقصائيون ، يضخمون ماضيهم ، ليسيروا على هديه باتباع نهج الافتراس و نهش الطريدة فالتهامها .

أطنانٌ من الأفكار تُشحن بالتوريث ، و تعشعش في العقول بالتقليد ، ثم كامل الحظر لاستخدام العقل بغية الوصاية و جعله لقمةً سهلةٌ للملتحين و الطغاة .

ملتحون دينيون ألبسوا حروبهم ثوب الجهاد ، و سياسيون كسوا ثوراتهم غطاء الإصلاح و الانعتاق .
يرون الاحتراب و تمزيق المجتمعات تصحيحاً لا تخريباً ، و القتل و الدمار تنقيحاً و تصليحاً لا إتلافاً و فساداً !!!!
شعارات الفريقين متباينةٌ متعددةٌ ، لكن الهدف واحدٌ ، و هو السلطة و النفوذ و الاستعلاء .
توافقٌ تامٌ بين الطرفين لسحق معارضيهم و فرض الهيمنة فتكريس الاستبداد .

غرس التعصب و التخلف في صدور الأطفال مبكراً ، بتأليف مناهج تتوافق ثقافة الجهل الموروثة .
زحفٌ وحشيٌّ تكفيريٌّ يتقهقر أمامه الكثير من المفكرين المتنورين ، بتكفير العلم و الثقافة ، بهدف دك عروش الحضارات و تقويض الرقيِّ و التمدن و شل الإبداع .

قضاءٌ كاملٌ على بوادر النهضة و الاستحواذ على العقول الساذجة بالخرافة و الأساطير .
عشرات القرون من الهمجية و التزمت و الحروب المدمرة و التناحر المنهك ...إعاقةٌ ... كسادٌ .. ركودٌ .. تدهورٌ.. تعصبٌ .. كراهيةٌ .. هوسٌ طائفيٌّ .. تفردٌ .. انحدارٌ إلى حظيرة الغرائز .. ابتلاع الإنسانية ... جمودٌ .... عودةٌ إلى الوراء بآلاف الأعوام ... تكميم الأفواه ....
بوابة الحياة مقفلةٌ أمام ذواتٍ تائهةٍ ، لعجزها عن صنع مستقبلٍ يليق بما تطمح إليه .
و مجتمعاتٌ مريضةٌ تذوي ، و تتهاوى دون بذل جهدٍ للبحث عن علاجٍ لشفائها !!
و تبقى مسألة الانتماء لخارج الحدود أعظم كارثةٍ ، كما الولاء لمرجعياتٍ لا تمت للوطنية بصلةٍ !!
ولا مصداقية لقضية الوطنية التي تعد كذبةٌ كبرى ، فألأبناء تبدلت أدوارهم إلى مرتزقةٍ يقفون مع أعداء الإنسانية لاحتلال أوطانهم .
فها هو الشاعر العراقيُّ الكبير محمد مهدي الجواهري يتحدث عن خيانتهم قبل ثلاثة أرباع القرن بقوله : مستأجرين يخربون ديارهم و يكافؤون على الخراب رواتباً .

عشرات القرون و ما زلنا بانتظار الانفتاح و غرس بذور الحب و الجمال في النفوس ، و استرداد الاعتبار لكرامة الإنسان و التأكيد على إنسانيته ، و تبديد ظلام الفكر و سواد القلب ، و نبذ الثقافة منتهية الصلاحية التي صاغوها في الكهوف لفناء البشرية و وأد الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبعدون عن المسجد الأقصى يؤدون صلاتهم عند باب الأسباط


.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى




.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء