الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيم الدينية والإنسانية

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2020 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القيم الدينية هي ذاتها القيم الانسانية... فقيم الحب والعدل والحق والجمال والاخاء والحرية والمساواة في كلياتها لايمكن أن تختلف بين الاديان والفكر الانساني السليم، وهي في تطبيقاتها لابد أن تكون محل لاعراب حال المجتمع ورمزآ لمدى تطوره ، خاضعة في تفسيراتها ومآلاتها لظروف المجتمع الآنية بل لما يأمله المجتمع من نهضة وتحضر في حاضره و مستقبله ككائن حي في عصر يعيش و يتحرك و ويتقدم للأمام لا كأثر على ماضي مات وانتهى آبيآ أن يتحرك أو يُحرك ساكنآ.

فلابد من ظبط المصطلحات وتحديد المرادفات السليمة حرفآ ومعنى، فيكون الصراع والتعارض حقيقة هو بين القيم الدينية( المشوهة) والقيم الانسانية السليمة، فيكون المطلوب هو تطهير الفكر الديني مما علق به من ملوثات فكرية قدحها على مدار التاريخ مجموعات متوالية من ذوي الفكر المريض والنرجسيون وأصحاب الشهوات المفرطة والارهابيون، حتى صارت أفكارهم عماد الفكر الديني لدى كثير او غالبية الناس.

بل أوجدت صراعآ وتعارضآ بين القيم الانسانية السليمة والقيم الدينية المشوهة التي أضحى يؤمن بها هؤلاء الذين قاموا تحت نير الجهل والسذاجة والخطاب الاعلامي والرسمي المغرض والمتخلف وبتمويلات وهابية مهولة فقاموا بتسليم عقال فكرهم على اختلاف مؤهلاتهم لجوقة من مشايخ السلاطين والظلام وما يسمون بالدعاة الجدد الذين نشروا أفكار الظلام والخراب في عقول وضمائر الناس كما فعل أغلب الأولون.

وهذا يتطلب ادارة رسمية حكومية حازمة تنبع من ارادة سياسية حاكمة قوية ونافذة لا تهاب احتجاجآ أو تخاف عويلآ اعتادته حناجر خفافيش الظلام، بل يجب على الحكومة بكل ما أوتيت من قوة وعبر قانون حاد وصارم يسمى بقانون النور أن تجتث أمثال هؤلاء وترسلهم الى المقصلة وتلقي بأفكارهم الى الجحيم وتعاقب متبعيهم أشد العقاب بل وتحرمهم من مزايا المواطنة لأنهم أصلآ لا يعترفون إلا بأوطان يسكنها الخراب وتجري فيها أنهار الدماء.

لابد من تغيير الدساتير والقوانين التي تمنع تغيير أي فكر جامد أو متخلف أو تعاقب كل من يحاول أن يلقي حجرآ في بركة راكدة راقت على جوانبها خطب الرعونة والظلام وحكايا الفكر المستبد المخاصم للعلم وللجمال بل وفكر قبوري مهاجي للحياة نفسها.

فبركة كهذه تستمد حياتها من أنهار دماء ضحايا التخلف والتفسيرات المنغلقة ويقوم على رعايتها حرس كتب تراثية مُحضة على العنف وهجاء كل محاولة للتحضر ومسايرة للعصر.

بل دائمآ ما تُلقي مرابض الجر للوراء واستقدام ما مات وولى لحاضر قوارير تعاسته ملأى بقصص من حاولوا التغيير فكان جزاؤهم تهجير وتغييب طالما كان هناك قانون ينفي ومؤسسة تحرس ، وهم في حقيقة الأمر يحرسون امتيازاتهم ورواتبهم ومراكزهم وثرواتهم وسلطانهم على عقول أتباعهم من الناس .

لن تقوم أبدآ قيامة لدول تخاصم مجتمعاتها القيم الانسانية السليمة والصحيحة ، فالقضاء الكلي أمنيآ وفكريآ واجتماعيآ على جماعات ومؤسسات الفكر الوهابي والشعارات الدينية السياسية وتجار الدين وأتباعهم وتطهير العقول مما عانته في أنفاق الظلام وكهوف السواد كفيل تمامآ باستعادة القيم الانسانية لمنابعها الدينية الأصيلة النقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تخلّى المسلمون عن -كامالا هاريس- وصوّتوا لترمب ومرشحة


.. 138-Al-Aanaam




.. عمار طالبي: الجزائر مع لبنان وفلسطين لأنهما يدافعان عن المقد


.. منعوهم من الصلاة داخل المسجد الأقصى.. قوات إسرائيلية تعتدي ع




.. الأنوثة العراقية في سطوع مجدها