الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الإستلاب في النسق الهيجلي

عبد العزيز الراشيدي

2006 / 7 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن البحث عن التصور الهجلي لمفهوم الإستلاب يستدعي منا لامحال النبش والتحليل في أعماله المتعلقة بهذا المفهوم. إذ سنجد أن إستخدام هيجل لهذا المفهوم ذو طابع مزدوج، أي أنه استخدام هذا المفهوم في إتجاه يشير إلى سلب المعرفة من جهة، ومن جهة أخرى يشير إلى سلب الحرية بإعتبار هذين البعدين أساسين يقوم عليهما الفهم النسقي للمفهوم الإستلاب ، ونعني هاهنا بالفهم النسقي ذلك التناول الذي يهتم بالتساند الوظيفي بين ضمنيان مفهوم الإستلاب، إذ يهتم هيجل بإيضاح هذا التساند الوظيفي بين السلب والمعرفة ، والسلب والحرية في تحليله لمفهوم الإستلاب. ولقد كان هيجل أول من وظف هذا المفهوم بهذا المعنى بهذا المعنى من خلال كتابه فينمنولوجيا الروح ذلك عندما تحدث عن الوعي الشقي" يكبح الوعي الذاتي ملاذه أو لا يبالي بها حينما يكشف عن الحرية البسيطة لذات " فالروح المستلب هوالذي يجعل طبيعة وعي الإنسان دو طبيعة منقسمة ومجزأة و مجرد كائن متضاد.
فالإنسان عند هيجل يخرج ماهته بإستمرار و هو لا يتعرف على نفسه كإنسان إلا أمام ما ينتجه من أعمال منفصلة عنه. والحركة الجدلية ها هنا تنطلق من هذا الإنفصال فالفكر يتموضع على شكل وقائع مادية وثقافية. ولكن عليه إن يجسد من جديد تلك الماهية المموضعة.

والإستلاب هاهنا يشكل ذالك التصدع الذي يحدث داخل النشاط الفكري الخلاق. ففي جميع ميادين الحياة و الفكر يضع الإنسان نفسه خارج ذاته
ويجعل نفسه غريبة عنه و يقوم بإنشاء عالما موضوعيا لا يتعرف فيه على نفسه. لكن هذا الضياع هو إغناء في نفس الوقت فلولا ذالك الإستلاب لما تمكن الفكر من معرفة إمكانياته الحقيقية و لما حقق تلك الإمكانيات لدى كان على الفرد أن يفقد المملكة السعيدة للفكر المباشر وأن يعرف ألام المسيح وأن يقضي على الإتحاد القومي، وأن يعاني الإستلاب لكي يستطيع تحقيق. إمكانياته ويعرف حدوده و يحاول خلق "أنا" يكون "نحن" و نحن " الأنا" وهذا ما يمكن إن نطلق عليه من داخل البنية الإسلامية بتعميم الخاص وتخصيص العام من داخل التجربة الدنية.
وزبدة القول أن التصور الهجلي للإستلاب يرى فيه ذاك التصدع و الصدم القائم بين ماهو ذاتي وماهو واقعي. وفي هذا الصدام فقدان لسيطرة الفردية، ولعل فقدان السيطرة واحد من ابرز وجوه الإستلاب و الإغتراب التي نعيشها اليوم في عالمنا المعاصر الذي تحول الفرد فيه إلى مجرد " كركوزة " تحركها خيوط السلطة الخفية و لنا عودة لهذا الجانب في المحور القادم حيث سنرى كيف تحول المجتمع المعاصر إلى مجرد مسرح للعرائس.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي