الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي الروح ؟

رمضان عيسى

2020 / 12 / 12
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


على مدى التاريخ وقف الفلاسفة والعلماء والفقهاء من مفهوم " الروح " موقفاً يشوبه الالتباس وعدم الوضوح ، وظل هذا الى يومنا هذا لما له من علاقة جوهرية بالمسألة الأساسية في الفلسفة ، التي تطرح السؤال : أيهما أسبق : المادة ، أم الوعي، الفكر ، الروح ، والتي يتجلى فيها الصراع بين الفلسفة المادية والفلسفة المثالية ، وبين المنهج التجريبي والمنهج الميتافيزيقي في المعرفة ، ويتمحور فيها صراع بين " العلم " ، والخرافة .
لا جدال في أن البنية العقلية العميقة لبني الانسان هي بُنية خرافية بامتياز ، من هنا كانت الخرافة والاسطورة سابقة في وجودها على كل من الفلسفة والعلم معاً .
والملاحظ أن العديد من المفاهيم مثل : شيطان ، مارد ، عفريت ، جن ، قرين، آلهة بمختلف مسمياتها ، أرواح ، مملكة السماء ، ملائكة ، جبرائيل، عزرائيل ، اسرافيل - قد تبلورت في سياق هذه البُنية وارتدت ثوب القداسة ، وشكلت مادة رحبة للأديان وحكاياتها وأساطيرها ، فالأساطير هي لحمة الأديان وشخوصها هم مادتها الحركية .
وبقدر ما يتم اعطاء صفة الصَغار والعجز والنسبية لبنية الانسان العقلية ، بقدر ما يتزايد التعظيم والتقديس لهذه المفاهيم، ومنحها صفات الاطلاق في القوة والقدرة والعظمة والعلم والشمولية الزمانية والمكانية والحركية .
وانغرست هذه المفاهيم في العقل الجمعي المتوارث ، وأصبحت كالسوط على العقل الفردي الذي يجب أن ينصاع الى الجماعة ومفاهيمها ، وعاداتها وميراثها المقدس .
وبقدر التعظيم والتقديس، بقدر ما يتعاظم الخوف منها ، والامتثال لمتطلباتها الايمانية وطاعتها والخضوع لطقوسها مثل الصلاة والصوم والحج وتقديم القرابين، ومقاتلة الآخر المختلف، والايمان بوعودها بأن هناك محكمة لمن يخالف أوامرها، بإنه سيُحرق مرات ومرات في نار ستكون بانتظاره بعد الموت ، ومن أطاع سيعيش في جنان النعيم الموعودة التي بها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت .
ومن أخطر هذه المفاهيم لما لها ارتباط مباشر بحياة الانسان اليومية، مفهوم " الروح " ، ولنفهم ماذا يعني مفهوم " الروح " ، فعلينا :
أولاً : أن نعرف الفرق بين الجسم الحي ، والجسم " الميت " ، وما هي مظاهره ؟ . وثانياً : يجب أن نضع مفهوم " الروح " في السياق التاريخي ، أي هل كانت هناك علائم أو مدلولات لمفهوم " الروح " قبل وجود الانسان ؟
وثالثا : ما هو البُعد الفلسفي والعلمي لهذا المفهوم ؟
فنرى أن مفهوم " الروح " هو مفهوم ليس له دلالة تجسيدية في الواقع ، ولما كانت الأجسام والأشياء هي التي تتحرك وتنتقل من مكان الى آخر ، ... لهذا كان من الخطأ إعطاء صفة تشييئية ، أو تجسيمية مادية، أو اعطاء صفات أثيرية ، أو هلامية .. والانسياق الى القول : أن الروح شيء ما ، تدخل الجسد ، وتخرج منه ، بفعل فاعل يضع الروح في الأجساد، ويأخذها بعد حين ، فهي ليست شيء يُوضع ويُؤخذ ، شيء يتم تسليفه للكائن لأجل مُسمى ، ثم يجري استرداده ...
اذن ، ما هي ماهية الروح ؟
انها تعبير معنوي عن الحركة والنمو في الأجسام، لهذا نطلق عليها كلمة : بها حياة ، ومجازاً ، بها روح ....
فمن المعروف علمياً أننا نصف الكائن بأنه كائن حي اذا احتوى جسمه على الأقل خلية أو أكثر. ... وأن يكون قادرا على صُنع الطاقة اللازمة لنموه وتكاثرِه. وأن يكون قادراً على الاستجابة والتكيف مع متغيرات وسطِه ومحيطِه الذي يعيشه فيه. وبهذا التعريف يمكن اعتبار كل جسم يتحرك وينمو يمتلك قوة حياتية ، أي له القدرة على التنفس وتمثيل الغذاء وانتاج المثيل ... وبهذا فإن التعريف بهذه الكيفية يشمل النباتات والمجهريات، والحشرات ، والحيوانات والانسان .
والموت هو توقف " الحركة والنمو "، أي توقف التنفس ، وانتهاء عملية تمثيل الغذاء ، وتجديد الخلايا، وانتاج المثيل سواء بالتكاثر الجنسي أو اللاجنسي .
وهناك من يعتبر مفهوم " الروح " معادل للمبدأ الحيوي ، ويعتبرون أن مفهوم " الروح " راقي بحيث لا يمكن الصاقه بالمجهريات الوضيعة ، كالفيروسات والكائنات وحيدة الخلية ، والديدان، والحشرات ، بل هو مميز وراقي وخاص بالانسان .. والأكثر من هذا أنه لا يموت مع موت الإنسان .
ولكن ما الفرق بين الكائنات الحية على اختلاف مسمياتها الذي جعل من الممكن اطلاق دلالة مفهوم " الروح " على بعضها دون الأُخرى ؟
انه الفرق في درجات الوعي، فهناك كائنات عضوية لا تملك الوعي بالمعنى الدارج مثل النباتات والحيوانات وحيدة الخلية والحشرات نسبياً ، بينما كائنات عضوية أُخرى تمتلك أوليات حسية وردود أفعال ولكن لا ترتقي لتكوين " الوعي "، وعي الانعكاسات، وعي الزمن ، وعي بنتائج العمل ، وعي بحالة الموت .
بينما نجد أن الانسان هو من يمتلك الجهاز العصبي ومركزه نصفي كرة الدماغ الكبيرتين اللذان يمتلكان تركيبة معقدة وراقية بحيث أرسيا المقدمات الضرورية لتكوين " اللغة " التي هي مجموعة من المفاهيم المختلطة، فمنها من تعكس الواقع بصورة واقعية ، ولكنا نجد أن هناك من المفاهيم والتصورات والتخيلات التي تعكس الواقع بطريقة مشوهة .
ان الدماغ له القدرة على خزن الخبرات العملية والمعنوية والحسية والتعبير عنها بمفاهيم وكلمات دالة على مكونات الواقع المُعاش وتأثيراته.
وقد أكد عالم النفس الشهير ايفان بافلوف (1849 ـ 1936 ) صاحب نظرية " الارتباط الشرطي " في إطار فهمه للغة بأن الإنسان ينطلق في عملية تكيفه وفق منظومة دلالية من الرموز والمثيرات اللغوية التي تجعله في حركة استجابات شرطية تتصف بالاستمرار والديمومة. فالكلام يشكل بالنسبة للإنسان نظاما ثابتا من الدلالات الذي يتمايز به الإنسان عن الحيوان .
فالكلام هو بالتأكيد الأمر الذي جعل منا بشرا , فالمثيرات الأولى " المنظومة الإشارية الأولى " هي المثيرات الصادرة عن العالم الخارجي , مثل الأصوات والروائح ومثيرات اللمس والضوء والأحداث الخارجية هي مثيرات مشتركة بين الإنسان والحيوان ولكن الإنسان يتفرد فيما يطلق عليه العالم الروسي ايفان بافلوف بالمثيرات الدلالية من المستوى الثاني " المنظومة الاشارية الثانية ", والتي تتعلق بالرموز واللغة، والكلمات والمعاني, وهي الرموز والدلالات التي يتفرد بها عالم الإنسان عن الحيوان !!!!.
والدلالة اللغوية لمفهوم " الروح " هي دلالة تعني " قوة حياتية ، حياة " وهي حالة مرتبطة بنشاط جسم الكائن حينما يكون في حالة حركة، واستجابة للمؤثرات، والتعبير عن الأحاسيس – أي الوعي - ، وفي حالة انعدام هذه المظاهر يأتي مفهوم آخر نطلقه على الجسم هو مفهوم " الموت " .
وهنا لا بد من السؤال : ما هو الموت ؟ الموت هو انعدام " الوعي "، " انعدام الاستجابة "، وذلك بسبب توقف عملية التنفس ومن ثم التمثيل الغذائي، أي توقف عملية التغذية للجسم، وهذا يؤدي بدوره الى توقف عملية البناء والهدم في الجسم " أي الموت ".
وبهذا نفهم "الموت " بأنه حالة مضادة للحياة تكتنف الجسم، وليس زوال مادته التكوينية من عناصر كيميائية، وأملاح معدنية ، أي أن الجسم ككيان وصل الى حالة يفتقد فيها القدرة الحسية والتعبيرية، أي لا يمتلك " الوعي "، أي مجازاً ليس به " روح " ، فالموت عند الانسان هو حالة من انعدام " الوعي "، الاحساس، الرغبة ، التعبير ، التذكر ، التفكير ....
ولكن متى يحدث الموت لأجسام الكائنات الحية ؟
ولفهم هذا يجب أن نفهم ممَ تتكون الأجسام العضوية ؟ فمن الملاحظ أن الأجسام الحية تتكون من أجهزة تخصصية مترابطة فيما بينها ، وتتعاون بنتائجها العملية تعاوناً تكاملياً يجعل الجسم الحي يعمل ككيان، ويستجيب للمؤثرات الخارجية.
واذا تعطل أحد هذه الأجهزة ، فإنه يؤثر بهذا على تعطيل أجهزة أُخرى ، مما يؤثر على تكاملية العمل الداخلي للجسم ، فينهار تماسكه ، ويموت .
من هنا نفهم أنه لا معنى للربط بين مفهوم " روح " تدخل الأجسام فتهب الحياة ، وتخرج من الأجسام فيحدث " الموت "... بل نفهم " الموت " بأنه حالة من انتهاء العمر الافتراضي لجهاز ، أو للأجهزة العاملة داخل الجسم، أو الموت بحدوث الصدمة التي لا يحتملها الجسم، فليس هناك من أبدية للأجسام ..
وبالتالي فمن يقول بأن الروح لها كينونة خاصة بالانسان ، تختلف عن الكائنات الحية الأخرى ..!! لا يستطيع الاجابة على السؤال : ما هو وجه الاختلاف بين ما يُسمى روح " الانسان " وروح القردة العليا ؟ وما هو الفرق بين هذه الروح الخاصة بالإنسان، وأرواح الحشرات والحيوانات البرية على اختلاف أنواعها ؟
ومن يتبنى الرأي القائل بوجود أرواح للعضويات الحية لا يستطيع أن يٌقرر ما إذا كانت هناك روح للكائنات المجهرية كالأميبيا والفيروسات ، ولا حتى للديدان والحشرات .... ومعلوم أن الفيروسات "ليس لها لون لأنها أصغر من الطول الموجي للضوء"، ولكنها تتكاثر بطريقة أو بأُخرى ... وكان المعهد القومي الأمريكي لبحوث الجينوم البشري للفيروسات قد أعلن أن الفيروسات موجودة بالقرب من الحد الفاصل بين الأحياء وغير الأحياء.
وقد شرح العلماءُ أن الفيروسات تتجلى في صورتين مختلفتين (طوريْن two phases)، أحدهما خارج الخلية، ويسمى "جزيء فيروسي virus particle"، وهو المقصود في الغالب عند ذكر كلمة فيروس، والفيروس في هذا الطور يفتقد لكل عناصر الحياة الضرورية، أما التجلِّي الثاني، فهو ذلك الذي يتخذُهُ الفيروس داخل الخلية الحية التي يُصيبها virus-infected cell، وهو الطور الذي يمكننا علميا أن نصف به الفيروس ككائن حيٍّ، حيث يصبح هذا الفيروس قادرا على التكاثر ونسخ نفسِه ملايين المرات، بل والسيطرة الكاملة على الخلية.
وحينما يصل الفيروس الى الطور الثاني ، لا بد من السؤال ، هل الفيروس بهذا الطور ، وهذا التكوين كائن حي، ويمتلك روحاً ، أو جزءاً من روح ؟
ونرى أن أتباع الأديان الذين يؤمنون باستقلالية ما يسمى ب " الروح " يضعون لها خصوصية طلسمية مقدسة خاصة ليس للانسان قدرة على فهمها ، أو من المحرمات التفكير فيها أو السؤال عنها، بل هي من اختصاص " الخالق " وعلمه . وما على الانسان إلا الالتزام بالنص القرآني : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) الاسراء آية (85).
وبوضع المسميات اللغوية في مكانها ومدلولاتها نجد أن مفهوم الروح لا يزيد عن " الوعي " بكافة تفاعلاته من أحاسيس وتفكير وتصورات ومشاعر، ورغبة وإرادة واختزان خبرات ومعلومات واسترجاعها ، وهذه بمجموعها هي نشاط وعمل نصفي كرة الدماغ الكبيرتين الذي وصل في حالة الانسان الى درجة من الرقي بحيث يقوم بنشاطات تميزه عن باقي الكائنات الحية بما فيها القردة العليا مثلا ، وذلك بفضل التفاعل الخلاق بين نشاط الدماغ واستجابة اليد البشرية بديناميكية عملية لطلبات الدماغ، وتلبية حاجات الانسان الحياتية ، وامتلاكه القدرة على التكيف ، والمحافظة على بقائه عضو فعال جدير بالحياة على هذه الأرض .
ومن وجهة نظر الفلسفة، نرى أن فلسفة المادية الجدلية تحسم موضوع " الروح " بالتقرير أنه " لا يوجد في الكون غير المادة المتحركة ، والمادة في الحركة لا توجد إلا في اطار الزمان والمكان " . فالقول أن هناك حركة خالصة – روح - أي حركة منعزلة غير مرتبطة بالمادة ، أو أن هناك مادة سلبية غير متحركة ، هو قول لا يرقى لمستوى المعقولية ... وبالتالي لا وجود واقعي لمفاهيم تحت مُسمى : أرواح ، جن ، قرائن ، ملائكة ، مملكة السماء ، عالم الغيب ، أو وجود مخزن للأرواح ، ومن الممكن غرسها ، ونزعها عند اللزوم ..
والقول أن هناك وجود لأي كينونة لا تخضع لمعايير الزمان والمكان هو قول خرافي بامتياز ..!!
ومن وجهة النظر العلمية ، فالعلم لا يعرف الخيالات ، ولا يتعامل مع المسميات التي ليس لها مقابل موجود في الواقع ، وليس له انعكاسات تأثيرية على أشياء العالم الواقعي ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا على هذا المقال العلمي/الفلسفي
ملحد ( 2020 / 12 / 12 - 17:43 )
شكرا على هذا المقال العلمي/الفلسفي
لي تعقيب واحد, تقول في نهاية المقال:
( فالقول أن هناك حركة خالصة – روح - أي حركة منعزلة غير مرتبطة بالمادة ، أو أن هناك مادة سلبية غير متحركة ، هو قول لا يرقى لمستوى المعقولية ... وبالتالي لا وجود واقعي لمفاهيم تحت مُسمى : أرواح ، جن ، قرائن ، ملائكة ، مملكة السماء ، عالم الغيب ، أو وجود مخزن للأرواح....)

تعقيب: لماذا تغافلت عن ذكر ما يسمى بالآلهة او ما يسمى (الله)
كان يجب ان تستمر وتقول: ( .... وبالتالي لا وجود واقعي لمفاهيم تحت مُسمى : أرواح ، جن ، قرائن ، ملائكة ، مملكة السماء ، عالم الغيب ((( ولا وجود واقعي ل آلهة او ما يسمى الله)))
اليس كذلك?
وشكرا وتحياتي


2 - لغز الحياه
على سالم ( 2020 / 12 / 12 - 18:55 )
شكرا للتحليل القيم لما يسمى الروح وتوابعها , فى تقديرى ان الروح وثيقه الصله بالحياه , الحياه تعتبر لغز كبير عصى على الفهم حتى وقتنا الحاضر , عندما نكون قادرين على تفسير معضله الحياه والهدف منها سوف نكون ايضا قادرين على تعريف مايسمى بالروح بشكل جلى وواضح


3 - المادة والحركة و الروح والحياة
منير كريم ( 2020 / 12 / 12 - 20:54 )
تحية للاستاذ الكاتب
الروح مفهوم ديني وميتافيزيقي لا يستطيع المرء ان يبحث فيه بحثا علميا وقد تجاهل علماء الاحياء وعلماء النفس مفهوم الروح , اما الحياة فهي مجموع الفعاليات التي تميز الكائن الحي عن الجماد وربما اعطيك تشبيها للحياة بانها كشفرة البرمجة الموضوعة في الانسان الالي المسؤولة عن تنظيم فاعلية الانسان الالي
ورد في مقالك انه لايوجد في الكون غير المادة في حالة حركة وسؤالي كيف عرفت ذلك؟
هل يوجد لديك برهان ام ان الامر فرضية فقط ؟
لاحظ ان الزمان والمكان خصائص للمادة ( او الظواهر) فلا وجود لهما بدون ذلك
شكرا جزيلا


4 - بين تهويم الخرافة و فلسفة العلم
محمد بن زكري ( 2020 / 12 / 12 - 23:30 )
في إطار محاولة أولية للفهم : إنه خارج فاعلية الوعي البشري ، لا وجود مستقلا لـ (الروح) عن الجسد الحي ، فما يسمى (الروح ) ما هو إلا بنية لغوية اصطلاحية ، نحتها العقل الخرافي ، للدلالة على وجود مادي لـ (الحياة) متعين في الزمان و المكان . و لعل الأقرب إلى العِلمية ، أن ما يميز الحياة عن الموت هو تلك (الطاقة) المحركة للجسم الحي ، المتولدة فيه بفاعلية عمليات : التمثيل الغذائي و التنفس و النشاط الحركي ، المترابطة فيما بينها أسبابا و نتائج ، و المنتجة - عند الإنسان - لآليات التفكير و التخيل و الإبداع (العقل) ، و بالعقل يكون (الوعي) ، بما هو الوعي إدراك الكائن البشري لوجوده الذاتي و للأشياء و الأحداث ، ما يمكن معه اقتراح بنية (اصطلاحية) في نسيج اللغة ، تنفي وجود ما يسمى (الروح) خارج الميتافيزيقا ، فنعرّفها (اصطلاحيا) ، بأنها : مفهوم رمزي للدلالة على وجود الطاقة في حالة نشاط تفاعلي داخل جسم الكائن الحي . و هو مفهوم نظري ، يقع - فقط - داخل منظومة إدراك العقل البشري ، المتمثلة هنا في (الوعي) .
التحية و التقدير للأستاذ الكاتب ، على مجهوده . و شكرا لمن سبقوني بالتعليق (1 - 2 - 3) ، على إضافاتهم


5 - شكراً لكل من شارك بالتعليق ..+ اجابة على سؤال :+
رمضان عيسى ( 2020 / 12 / 13 - 19:41 )
أولا أعرف أن الموضوع شائك ويستتفر العقول ، ويمتحن الوعي ومفهوم الرو ح هو مسألة
. مركزية في الصراع بين التفكير المنهجي الواقعي والتفكير الميتافيزيقي
وهناك من المعلقين - منير كريم من طلب الاجابة على سؤال مثل
ورد في مقالك انه لايوجد في الكون غير المادة في حالة حركة وسؤالي كيف عرفت ذلك؟
هل يوجد لديك برهان ام ان الامر فرضية فقط ؟
لاحظ ان الزمان والمكان خصائص للمادة ( او الظواهر) فلا وجود لهما بدون ذلك
جاء في المقال : أن فلسفة المادية الجدلية تحسم موضوع - الروح - بالتقرير أنه - لا يوجد في الكون غير المادة المتحركة ، والمادة في الحركة لا توجد إلا في اطار الزمان والمكان - فالقول أن هناك حركة خالصة– روح - أي حركة منعزلة غير مرتبطة بالمادة ، أو أن هناك مادة سلبية غير متحركة ، هو قول لا يرقى لمستوى المعقولية
فأقول : ألحقت سؤالك بملاحظة ، فكانت الجواب حيث قلت أن الزمان والمكان من خصائص المادة ، فلا وجود لهما بدونها ، وهذا صحيح ، أي لا يمكن تصور أي انفصال وجودي لزمان أو لمكان عن المادة ، فالزمان والمكان هما شكلا وجود المادة . لهذا لا وجود لحركة خالصة ، ولا وجود لمادة بلا حركة غير مرتبطة بالمادة


6 - شكرا لعدم ردك على تسائلي?!
ملحد ( 2020 / 12 / 15 - 15:23 )
شكرا لعدم ردك على تسائلي?!
لم تردّ على تسائلي للاسف....
انت في مقالك اعلاه فنّدت علميا وفلسفيا فكرة او في الحقيقة خرافة ما يسمى بالروح كالشياطين والملائكة والجن....الخ
ألا تعتبر ان ما يسمى ب (((الله))) إله ما يسمى بالاديان السماوية/ الابراهيمية ..... ينتمي الى نفس المجموعة الوهمية اعلاه?

انتظر ردك والشكر موصول سلفا
تحياتي


7 - ملحد
على سالم ( 2020 / 12 / 15 - 17:01 )
لماذا تصر على اجابه هذا السؤال ؟ لايزال العرب والمسلمين واهل الشرق عامه ينظروا بحساسيه الى موضوع الخالق وان كان موجود ام لا حتى ولو تطورت اليات الفكر والنضوج عندهم فيسوف يظل هذا الموضوع تابو الى حين واللبيب بالاشاره يفهم


8 - المفاهيم المجردة نتاج العقل البشري
رمضان عيسى ( 2023 / 8 / 28 - 08:17 )
= مفهوم روح لم يسبق المادة ، ولا معنى له بدون المادة ، ولا يمكن أن يوجد عالم روحي خالص بدون المادة .. فاللغة والمفاهيم غلاف لموجودات الواقع ، ودلالات على التغيرات الحادثة في الواقع ، ولا يمكن لهذه الدلالات أن تسبق الواقع .. مثل مفهوم : شجاعة ، كرامة ، وعي ، روح ،حياة ، حب ، حرية ، ثورة ، تطور ... وهكذا ، فهذه المفاهيم لا معنى لها بدون واقع يسبقها وتعبر عنه .
وهناك توالد لمفاهيم مجردة مثل : شيطان ، عفريت ، مارد ، آلهه ، جن ، إبليس .. وهذه تعبيرات مشوهة عن الواقع أو تضخيم أو خلطاً مشوهاً لأشياء الواقع.. ولكنها غير موجودة في عالم خاص بها ..
والقول أن هذه المفاهيم هي كائنات روحية مجردة موجودة في عالم سماوي ، روحي خالص ، وتنزل لزيارة أهل الأرض ، أو تعبث بشؤونهم ، فهذا كان نتاج العقل البشري في طوره الجنيني .

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا