الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيك لولة يا سلطان

خالد خالص

2020 / 12 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نشرنا على مدى أسابيع صورا رائعة للقفزة النوعية التي عرفتها مدينة الرباط إن على مستوى البنية التحتية أو على مستوى العمران وترميم المدينة القديمة وقصبة الاوداية وشالة والاسوار الموحدية والاندلسية والعلوية والمنتزهات والمساحات الخضراء والمسرح والملاعب الرياضية والمستشفيات ومحطات القطار والمرائب تحت ارضية والطرامواي والخزانة الوطنية والمتاحف والجامعات والمعاهد والمحاكم الى جانب توسيع الشوارع والأزقة وبناء الممرات تحت أرضية وغيرها كثير..
ونشرنا هذه الصور الى جانب مآت الصور لنفس المدينة أيام الحماية ليقف الشباب على الفرق بين الماضي والحاضر وليعلم الشباب بأن ما تحقق قد تم بأدمغة وبسواعد مغربية وبأن البلد بصفة عامة يسير من حسن الى أحسن على جميع المستويات وما الرباط الا انمودجا لباقي المدن الأخرى كطنجة وتطوان والمضيق والفنيدق والمدن الشرقية والجنوبية وغيرها ليتشبع هذا الشباب بالحماس والامل والطموح لغد أفضل.
ولم نتطرق قط للبوراق وللطرق والطرق السيارة ولا للموانىء والمطارات هنا وهناك ولا للقطاعات الصناعية والفلاحية وغيرها ولا للدساتير والمؤسسات ولا للحقوق والحريات التي عرفت هي الأخرى قفزة نوعية وتقدما كبيرا مقارنة مع الماضي.
ألا ان هذا التطور الكبير الذي عرفه المغرب لا يعني بتاتا بأننا وصلنا إلى الكمال الذي يبقى لله سبحانه وتعالى لأن الطريق لا زالت طويلة وشاقة على جميع المستويات وفي جميع الميادين خصوصا مع هذه الجائحة التي فرملت كل شيء الى حد الشلل الذي أصبحت تعرفه بعض القطاعات وستكون تبعاتها -لا محالة- مضرة بالجميع وكذا مع العنصر البشري الذي اهملنا ربما بناؤه بصفة صحيحة ليحافظ ويدافع على ما تم إنجازه لحد الساعة.
الا أن لغة النقد الهدام وثقافة اليأس والتيئيس والكراهية التي صار عليها الكثير من ذوينا لا تساعد في حث الشباب على الارتباط بوطنهم وعلى الإجتهاد والابداع والنجاح إذ الكثير أصبح يفكر في الهجرة لفقدانه الأمل بالرغم من حاجة المغرب لجميع ادمغة وسواعد أبناءه.
وأتمنى صادقا أن تقع انتفاضة وطنية لمناهضة ثقافة التبخيس والجحود والعدمية التي أصبحت تسيطر على الكثير من العقليات والتي تشجعها وتكرسها ايضا بعض وسائل الاعلام والكثير من وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى جدران للمبكى ومنابر لتصفية الحسابات ونشر الفضائح والمآسي محبطة من تم كل العزائم والارادات وأي أمل في الحاضر والمستقبل.
وليستحضر الجميع من حين لأخر المثل القائل "فيك لولة يا سلطان" لانه مهما بلغ مستوى النمو والتقدم لهذا البلد أو ذاك ستجد دائما مبررا لهذا المثل لأن البعض لهم عقلية سوداوية متجذرة، يفتقرون ربما لثقافة ومنهجية النقد الموضوعي وأيضا وأساسا لثقافة النقد الذاتي ليقف كل واحد منا على ما قدمه ويقدمه لهذا البلد إن على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي...
وربما سيغير البعض على إثر ذلك رؤيتهم للأمور التي لا يرون منها سوى سوادها وربما غيروا ايضا خطاباتهم ومنشوراتهم والأشرطة التي يبثونها هنا وهناك بموجاتها السلبية والتي تسيء إلى سمعة المغرب والى الصحة النفسية للمغاربة على مراى ومسمع من المسؤولين بمختلف أطيافهم بل وبتشجيع من البعض منهم والتي تساهم ايضا في رفض أغلب أبناءنا الرجوع إلى بلدهم والمساهمة في بناءه ونموه لأننا قتلنا ونقتل يوميا احلامهم ونطفأ حماسهم ونفقدهم ثقتهم ونبخس قيمهم بسبب الغوغاء التي أصبح يتميز بها مغرب اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة