الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتيين بون ودي كوندياك (1715 - 1780) ([1])

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2020 / 12 / 16
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



فيلسوف فرنسي، ولد في غرينوبل، وكان مقيضاً له أن يتخرج كاهناً، ولكنه لم يمارس قط الوظيفة الكهنوتية (يبدو أنه لم يتلُ القداس سوى مرة واحدة في حياته) على الرغم من أنه ترأس في أثناء حياته عدداً من الأديرة.
على أن حياته كانت حكيمة ورصينة. وفي باريس تعرف إلى كبار كتاب العصر وفلاسفته : فونتنيل، روسو، ديدرو، دالمبير، فولتير، تورغو، إلخ، لكنه كان من البداية تلميذاً لجون لوك.
وفي وسط تلك الحلقة من العلماء صمم كوندياك ونشر نصوصه الأولى: رسالة في وجود الله، وقد صدرت مغلفة من اسم المؤلف ضمن مجموعة من النصوص عن أكاديمية برلين، ثم أدرجت فيما بعد في كتاب الحيوان لتؤلف الفصل السادس من جزئه الثاني: ومحاولة في أصل المعارف البشرية ؛ وكتاب المذاهب (1749)، واشهر مؤلفاته على الإطلاق : كتاب "الإحساسات"، وكتاب "دراسة التاريخ".
لئن عاش كوندياك في منجى من الفقر، وفي ازدراء للغنى، وفي حب للبساطة وللعمل، فإنه لم يعرف من حياة أخرى سوى حياة الأفكار.
إن السمة الأحظى بالتعاطف في فكر كوندياك هي بلا ريب ازدراؤه المطمئن للأفكار المستفادة. فهو لم يكن بحال من الأحوال رسولاً، ولا محارباً. صحيح أنه كان صديق الموسوعيين، لكنه كان بعيداً غاية البعد عن النزعة المادية.
ولقد كان تأثير كونديالك، في مجرى  انحطاط العقلانية الديكارتية، ضرورياً : فقد مهد السبيل من بعيد أمام الفلسفة الوضعية للقرن التالي. غير أنه قد يكون مباحاً لنا القول إن ثمة جنياً منطقياً لا يأبه كثيراً لتلاوين الواقع كان يحدو به، في خاتمة المطاف، إلى تكوين فكرة ضيقة إلى حد ما عن الطبيعة الإنسانية.
قالوا عنه([2]):
-       "يخيل إلى أن ما من أحد يفكر بمثل ما تفكر به أنت من عمق ومن سداد". (فولتير) (رسالة إلى كونديالك).
-       "إن كوندياك هو من أوائل الرجال في أوروبا من حيث قيمة الفكر. ولقد كان سيكتب كتاب محاولة في الفهم البشري لو لم يكتبه لوك، وحمداً لله أنه لو فعل لكات كتبه بختصار أكثر". (فولتير)
-       "لقد رأيت، وقد تقدمت في العمر، رجلاً (كوندياك) شرفني بصداقته يُعد في أسرته ضيق الذهن؛ فقد كان ذلك العقل الممتاز ينضج في صمت.. ولست أشك في أن الأجيال ستختص كونديالك بمكانة مشرفة ومميزة بين أفاضل المحاججين وأعمق الميتافيزيقيين في عصره". (روسو)
 


([1])  جورج لابيكا ومجموعة مؤلفين– معجم الماركسية النقدي – ترجمة جماعية– دار الفارابي – 2003  – ص 547-549
([2])  المرجع نفسه – ص 549








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف؟ ومن سيحكم فرنسا بعد الانتخابات التشريعية؟


.. سـوريـا - تـركـيـا: مـا وراء كـل هـذا الاحـتـقـان؟ • فرانس 2




.. هل تنهي العشائر حكم #حماس في قطاع #غزة؟ #سوشال_سكاي


.. وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 33 فلسطيني بقصف إسرائيلي على عدة




.. إسرائيل ستصادق على بناء 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية