الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالم الحياة المعاصرة / 35

رياض عبد الحميد الطائي
كاتب

(Riyad A. Al-taii)

2020 / 12 / 17
المجتمع المدني


ـ تشتمل آلية العملية التعليمية على ثلاث مراحل ، لكل مرحلة اهداف محددة ، المرحلة الاولى تتمثل في وضع واعداد مناهج دراسية مناسبة للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية ، المرحلة الثانية تتمثل في عملية نقل المعلومات والمعارف التي تحتويها المناهج الدراسية الى التلاميذ ، والمرحلة الثالثة تتمثل في التحقق من وصول المعلومات والمعارف التي تحتويها المناهج الدراسية الى اذهان التلاميذ وذلك عن طريق اجراء الامتحانات او الاختبارات لهم
ـ عملية نقل المعلومات والمعارف من الكتب الدراسية الى التلاميذ تتطلب توفر المستلزمات الاتية : 1) تهيئة مدارس مناسبة من حيث البناء والتصميم والتأثيث ، 2 ) اعداد معلمين مؤهلين علميا وتربويا ، 3 ) تهيئة الخدمات اللازمة والظروف المناسبة والاجواء الصحية في المدارس ، وتتولى الدولة تنفيذ هذه المهام في ما يتعلق بالتعليم الحكومي ، وفي حالة التعليم الاهلي فان القطاع الخاص يتولى هذه المهام من خلال تأسيس المدارس الاهلية والكليات الاهلية وتهيئة الكادر التعليمي المؤهل ، نحن نعتقد بان على الدولة ان تقلل من التزاماتها في بعض مراحل العملية التعليمية وخاصة في مرحلة نقل المعارف من الكتب الدراسية الى اذهان الطلاب وفسح المجال للقطاع الخاص للقيام بهذه المهام من خلال انشاء المدارس والكليات الاهلية وتهيئة الكادر التعليمي وذلك للتخفيف من الاعباء على كاهل الدولة ، وتبقى مهمة التحقق من وصول المعارف الى الطلبة من مسؤولية الدولة من خلال اجراء الامتحانات الوزارية السنوية ، وكذلك مراقبة الامتحانات للصفوف غير المنتهية
ـ الامتحانات او الاختبارات التي تقوم باجرائها الدولة سنويا للطلبة وبالتحديد طلبة الصفوف المنتهية لكل مرحلة دراسية يجب اخضاعها الى اجراءات صارمة وضوابط دقيقة لكي تعطي نتائج صادقة وسليمة وغير مزيفة ، هذه الاجراءات تقع على عاتق الدولة بشكل كامل ، حيث تتولى الدولة مسؤولية الامتحانات الوزارية وتقييم نتائج الامتحانات ومنح الشهادات او وثائق التخرج
ـ نظام التعليم يجب ان لا يقوم على مبدأ تلقين الطلبة اساسيات العلوم فقط وانما ايضا تلقينهم قواعد السلوك الصحيح ، أي انه نظام للتربية ايضا وليس للتعليم فقط لكي يتخرجوا ابنائنا من المدارس مواطنين صالحين ، وان من اسمى مباديء التربية في المدرسة هي تنمية وترسيخ الشعور بالمسؤولية لدى الطالب لكي ينشأ معتمدا على امكاناته وقدراته مع الثقة القوية بالنفس ، ويتم تنمية الشعور بالمسؤولية لدى الطلبة من خلال النشاطات والمهرجانات العلمية والفنية التي تقيمها مديريات التربية والتعليم لغرض تنمية القدرات العلمية والمواهب الفنية لدى الطلبة وتربي فيهم سلوكيات التعاون والتضامن والشعور بالمسؤولية اعتمادا على القدرات الذاتية والجماعية ، وكذلك من خلال اقامة المسابقات الرياضية لتقوية المنافسة وشد الهمم والعزائم للارتقاء بالقدرات البدنية ، ونشير هنا الى مسؤولية هيئة التدريس في اشاعة اجواء الشعور بالمسؤولية من خلال اتباع سياسة عدم التمييز في التعامل بين الطلبة داخل الصفوف الدراسية لان التمييز يضعف الشعور بالمسؤولية ... كما ان التساهل مع حالات الغش في الامتحانات من دون محاسبة يضعف الشعور بالمسؤولية ، كما ان عدم احترام كرامة الطالب ـ حتى وان كان صغيرا ـ داخل الصف يضعف الشعور بالمسؤولية ، ان دعوتنا الى اتباع سياسة عدم التمييز داخل المؤسسات التعليمية تستوجب ان نلفت الانتباه الى معلومة مهمة وهي ان القدرات الاستيعابية للطلبة ليست متساوية ، فالقدرات الاستيعابية تتوقف على عوامل عديدة من ابرزها عامل الجينات الوراثية ، وهو عامل خارج ارادة الطالب وخارج ارادة اهله ، وبالتالي فينبغي على المعلم او المربي ان يدرك ان التحصيل العلمي اوالادبي اوالفني ليس متساويا عند جميع الطلبة ، ونحن ندعو الى عدم التمييز من الناحية الانسانية واحترام قدرات كل طالب واحترام تحصيله العلمي وعدم السخرية او الاستهزاء ممن هم في مستوى متدني في التحصيل العلمي ، ويتوجب على العاملين في مجال التعليم ادراك هذه الحقيقة ومراعاة ذلك ، فالطلاب الذين يمتلكون قدرات علمية متفوقة انما الفضل يعود بالدرجة الاولى الى جيناتهم الوراثية واما الطلاب ذوي القدرات المنخفضة والاستيعاب المحدود فانهم ضحايا جيناتهم الوراثية ... ولا ينبغي وصفهم بالغباء امام زملائهم لان ذلك يضعف من معنوياتهم ويحبط من عزائمهم ويحولهم الى العدوانية والمشاكسة ، نحن واثقون انه يمكن بالتدريب المتواصل والسعي الدؤوب والارادة القوية ان يتغلب الانسان على قوانين جيناته الوراثية ويحقق شيئا ايجابيا نسبيا لصالحه وصالح مجتمعه ، والانسان غالبا ما يحتاج الى التشجيع والدعم والمؤازرة للتغلب على نقاط ضعفه الوراثية ، وان مهمة التشجيع والدعم تقع على عاتق الاهل وعاتق المعلمين والعاملين في المؤسسات التعليمية
ـ اذا كانت المدارس تعتبر مراكز لتلقين التلاميذ المعارف والتربية فيجب ان تكون المظاهر التي تشيع داخل هذه المراكز متوافقة مع مباديء التربية الاخلاقية والسلوكية والتربية الوطنية والانسانية ، ومن ضمن هذه المظاهر نوع الملابس التي يتم ارتدائها داخل المدارس من قبل المعلمين والتلاميذ ، يجب ان تكون ملابس التلاميذ ذات طراز مناسب لاعمارهم ولطبيعة المهام في المدرسة ، كذلك يجب على هيئة التعليم ارتداء ملابس لائقة بطبيعة المهنة التعليمية حيث يكون المعلم قدوة للتلاميذ ، كذلك يجب عدم ارتداء الاكسسوارات المثيرة للانتباه والمجوهرات والذهب من قبل المعلمات لان هذه الاكسسوارات تشتت انتباه التلاميذ وتشغلهم عن متابعة الدرس ، وكذلك يجب عدم حمل اي دليل او رمز او شعار ذو دلالة دينية او طائفية أو قومية او عنصرية داخل المدرسة لان المدرسة لجميع ابناء الوطن بكافة مكوناتهم واطيافهم ، وبالنسبة للمعلمات اللواتي يغطين شعرهن بحجاب ( المحجبات ) نحن نعتبر قضية تغطية شعر الرأس من قبل النساء من ضمن الحريات الشخصية ولا يجوز التدخل فيها ، ان مصلحة الوطن تستوجب عدم الاظهار العلني لجميع الرموز والمظاهر التي تعكس الانتماءات الدينية والمذهبية والقومية والجغرافية والعشائرية داخل المدارس التي تخضع للنظام التعليمي الحكومي
ـ تربية الابناء ليست فقط مسؤولية الوالدين بل هي ايضا مسؤولية المجتمع ومسؤولية الدولة ايضا .. لا يكفي انك تربي ابنائك التربية الصحيحة والسليمة لكي تشعر بانك قد أديت واجبك تجاه ضميرك واسرتك ووطنك ، يجب ان تعرف بانك واسرتك وابنائك تعيشون في مجتمع ويشتركون معك اخرين في نفس المجتمع .. وان احتمالية وقوع الخطر او الضرر عليك وعلى اسرتك قائم في حالة وجود سوء تربية من قبل الاخرين الذين لم يحسنوا اهاليهم في تربيتهم.. بل ان المجتمع كله سوف يعاني من سوء تربية اي طفل .. ان شرير واحد يستطيع ان يسبب الاذى والضرر لمئة شخص حسن السلوك والتربية .. ومن هذا المنطلق تصبح مسؤولية التربية مسؤولية جماعية على جميع افراد المجتمع الصالحون وتتحمل الدولة العبء الاكبر في هذه المسؤولية في منع وجود الاطفال خارج المدارس ومنع ظاهرة عمالة الاطفال وتسربهم في الشوارع ، الموضوع لا يعتبر شأن خاص بل هو شأن عام يهم المجتمع باكمله .. وان الخطر من سوء التربية في عصرنا الحالي لم يعد محصورا في الاسرة والمجتمع والبلد فقط .. بل الخطر عابر للدول الاخرى .. فالارهابيون يمارسون اعمالهم الارهابية في كل مكان ، وان الارهاب نتاج سوء تربية وسوء تعليم وسوء نظام اجتماعي ، اذ ان خطر الاشرار الذين لم يحصلوا على تربية سليمة في بيئتهم قد ينتقل الى مجتمعات اخرى بعيدة ، وان المجتمع الدولي ومنظماته المختصة مطالبون بالتدخل بكل الوسائل الممكنة لاصلاح اساليب ومناهج التربية والتعليم في كل مكان في العالم
..... يتبع الجزء / 36








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_


.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف




.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد


.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال




.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا