الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبيل الربيعي واضواء على كتابه الموسوم (البابية والبهائية في العراق)

نصير الحسيني

2020 / 12 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


رغم أن من كتب عن الديانات غير قليل، وعالم الأديان متشعب ومتفرع وللناس عقائد ومناهج شتى، هذا ما سعوا إليه وما ذهبوا، حتى أن لبعضهم سهام ترمى يرتجى منها الخلط والتجاهل، ونالت البعض منهم رياح متعددة من رياح الاختلاف والتشويه، بل قل تحريف وتزوير، وعلى كل حال فالموضوع فيه غير قليل من فيض ما يحتويه من اختلافات، غير أن الباحث نبيل الربيعي يختلف عن غيره حين ولج هذا الوادي المليء بالأسرار، وهو لا يميل إلى هذا أو ذاك، بل طرفاً محايداً عارضاً ما تيسر له من هذا الدين أو سواه، متفرداً أو باحثاً عن جذور مختلفة المنابع تجمعها شجرة واحدة هي الإيمان بالله، وعدم الشرك به، وممارسة الطقوس التي تتباين في الشكل، لكنها تشترك في المعني على هذا النحو من الانحاء، ولا أدري إلى أي ركن من أركان الإعجاب تلجأ وأنت تتبع منجزات الباحث المتفردة نبيل الربيعي في ظل رمالٍ عطشى للحرب والاختلاف، وعن تفرد يجعله متخصص في أديان الطوائف المتفرقة التي تناثرت هنا وهناك، ولا سيما وقد نالتها سهام الأكثرية واضطهادها بشتى أنواع الأذرع.
كتب الربيعي عن يهود العراق والخليج، وذهب باحثاً عن الصابئة المندائيين وولد في ديانتهم حتى تظنه صابئياً، وما أن انتهى من هذا حتى ولج في المسيحية في مخطوطة غير منشورة، ثم قافزاً إلى البابية والبهائية، حتى ندركه قد تحول من فرسٍ إلى آخر طامحاً بالمزيد ليجمع موسوعة أتمنى أن ترى النور مستقبلاً عن شتى أنواع الديانات والملل في أنواع مختلفة من الديانات التي لا تموت ما دام الانسان حافظاً الدرب، ومتتبعاً لأثر الآباء والاجداد، وربما تتعاظم أفعال الديانات كلما مرت عليها ريح إلى غير نهاية.
الباحث الربيعي من مواليد 1958، عمل في التدريس واهتم بالبحث وولج في دروب متفرقة ضمت أنواع شتى من المعرفة، ويميل نحو ديانات متفرقة، يغرف منها، ويلتف حول أية معرفة، نابشاً ومفرقاً شتى أنواع الخيوط التي تقود إلى دروب لا حد لها من الاتساع والاختلاف.
ورغم غيَّر ذي حديث لنأي الربيعي عن هذا المجرى أو ذاك لغرض العدول، لكن نبيل الربيعي غرضه اسمى، هو اتساع المعرفة وزيادة الدراية ونشر المعرفة، بل قل الانسانية المفرطة التي يتمتع بها في احترام حقوق ورأي وايمان الآخرين.
أصدر الربيعي عدة منجزات في مجال البحث منها:
- تاريخ يهود العراق من الأسر البابلي وحتى التهجير القسري.
- تاريخ الديوانية السياسي والاقتصادي والاجتماعي (ثلاثة أجزاء).
- أنور شاؤول رحلة الأسى وهمسات الزمن.
- لمحات من تاريخ يهود العراق.
- أضواء على نشاط الصهيونية في العراق.
- تاريخ يهود العراق.
- الريادة في مؤلفات د. عبد الرضا عوض.
- الدرة البهية في تاريخ مدينة الديوانية.
- مدارس اليهود في العراق
- تاريخ يهود الخليج.
- الانتفاضة الشعبانية في آذار 1991 في الديوانية.
- تاريخ الصابئة المندائيين.
- البابية والبهائية في العراق.
وكتب كثيرة أخرى في هذا المجال من التاريخ متنقلاً وزاحفاً ونابشاً ما تيسر له من النبش، وآخر نبش له كتاب (الابية والبهائية في العراق).
البابية والبهائية من الفرق الدينية التي ظهرت في القرن الثالث عشر الهجري وتقضيان في المعرفة والحكمة أو العرفان. ضم الكتاب ستة فصول، تناول الباحث في الفصل الأول في المبحث الأول الشيخية والكشفية التي اقتربت في المعنى من الفلسفة والتصوف، قاصدة الإصلاح، لكنها تصادمت مع غيرها في المعنى، وتطرق إلى علماء الشيخية ثم عرج في المبحث الثاني إلى احداث كربلاء ذات الصلة بالبابية بعد نجاة الرشتي من فتوى هدر الدم، ثم تطرق عن لقاء محمد علي الشيرازي الملقب بالباب مع كاظم الرشتي ومن ثم وفاته.
تحدث الربيعي في الفصل الثاني عن ظهور البابية بعد وفاة رمزّي الشيخية والكشفية، وتأثر ظهور البابية بعد اعلان الباب وعودته إلى متجره في بوشهر، وتأليفه للخطب والأدعية، ومن ثم عودته من بوشهر إلى شيراز.
وفي المبحث الثاني منه تحدث عن حادثة الباب واعدامه بعد إعلانه أنه هو المهدي المنتظر، ثم تطرق إلى مؤتمر بدشت ومحاولة اغتيال شاه ايران ناصر الدين شاه، ومن ثم تناول في المبحث الثالث من هذا الفصل حوادث البابيين الدامية.
وتطرق الربيعي في الفصل الثالث إلى حواريو الباب مثل الملا حسين البشروئي، والحاج محمد علي القدوس، والملا علي البسطامي، وقرة العين التي أسهمت في الحديث عنها وعن نشأتها حتى مقتلها أو بالأحرى إعدامها بالخنق.
ثم يفتح الربيعي الباب على البهائية في الفصل الرابع حتى تناول في المبحث الأول من الفصل شخصية بهاء الله ويعرف به، وبأسرته ونشوءه وسيرته، ثم يعرج في المبحث الثاني على بهاء الله وحديقة الرضوان، وبأنه الموعود، ويتطرق إلى تسفيره إلى استانبول، ويتناول في المبحث الثالث شخصية عباس افندي الملقب بعبد البهاء، ورأي المفكرين العرب به الى حين وفاته في عام 1921م، ثم تحدث عن شوقي افندي رباني في المبحث الرابع متناولاً اعماله وانجازاته لحين وفاته.
ويتناول الربيعي في الفصل الخامس البهائيون في ظل الحكومات العراقية المتعاقبة، ويتطرق في المبحث الأول منه الى الكعبة البهائية الأولى والى أوضاعهم في عهد الاحتلال البريطاني والعهد الملكي ومؤسساتهم، ثم يتحدث عنهم في ظل العهد الجمهوري وما لحقه من اضطهاد.
ولج الربيعي في الفصل السادس الى معتقدات البهائية وعلاقاتهم بالتوحيد ومفهوم البهائية للذات الإلهية وللرسل والانبياء، ثم تطرق الى مفاهيمهم عن الجنة والنار والثواب والعقاب، وتطرق الى كتبهم المقدسة وعدم وجود الشيطان في ديانتهم ومفاهيمهم تجاه الاسراء والمعراج، وغير ذلك من المعتقدات الخاصة بهم.
يتناول الربيعي في المبحث الثاني طرق العبادة سواء القبلة أو الصلاة، وصلاة الميت والصيام والحج والزكاة، فضلاً عن الأعياد والزواج والطلاق وغير ذلك من الأمور الدنيوية والدينية سواء في الإرث أو غيره، كما تطرق الربيعي في المبحث الثالث الى عقوبات الزنى والقتل وشرب الخمر ولعب القمار والمخدرات والتدخين، وتحريم العمل السياسي. كما ساوت البهائية بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وحرمت الربا، وحددت الديانة البهائية ثلاثة عشر مبدأً هي كالاتي:
1- وحدانية الله.
2- الرسالات الإلهية لن تنقطع.
3- أساس الأديان واحد.
4- الدين سبب المحبة والالفة.
5- وحدة الجنس البشري.
6- تحري الحقيقة.
7- اللغة العالمية.
8- السلام العالمي.
9- حل المشاكل الاقتصادية.
10- التعليم الاجباري للجنسين.
11- نبذ كل الوان التعصب.
12- الدين والعلم توأمان لا يختلفان.
13- مساواة الرجل والمرأة.
ثم يختم الربيعي كتابه بإضافة كتاب البهائية المقدس (كتاب اقدس) الذي يبدأ بسمه الحاكم على ما كان وما يكون ويبدأ في (1) ان اول ما كتب الله على العباد عرفان مشرقه وحيه ومطلع امره الذي كان مقام نفسه.... الى ان ينتهي بـ(190) قد حرم عليكم شرب الافيون انا نهيناكم عن ذلك نهياً عظيماً في الكتاب والذي شرب انه ليس مني. اتقوا الله يا اولي الالباب.
واستند الربيعي في بحثه على اكثر من ستين مصدراً والى اكثر من عشرين صحيفة ودورية. صدر الكتاب عن دار الفرات للثقافة والاعلام في بابل بالتعاون من دار سما للطباعة والنشر عام 2020. ويقع الكتاب في 330 صفحة من الحجم الوزيري. وربما اغفل الباحث التأثير الفارسي في هذا الجانب ورأى بأن الفرق في هذا الباب تحديداً واعتقد انه كان عن قصد ودراية لان غرض الربيعي الاستعراض المعرفي لا التبشير او الدعوة او الخوض في جوانب أخرى في غير ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو