الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكم ايرانكم .. ولي ايراني

فلاح الصوفي

2020 / 12 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لكم ايرانكم ..ولي ايراني
.
تسنى لي السفر الى ايران مرات ومرات ..بسبب اوضاع عائلية. لان اخي توفي وترك طفليه وارملته الايرانية هناك في قم وقد كان معمما وطالبا في المدارس الدينية...
. يوم 13 ديسمبر عام 2003 ..القي القبض على صدام في الحفرة ..وفي اليوم نفسه بلغني ان اخي توفي في همدان بحادث.....
وبهذا تنغصت علي الفرحة .. اختلطت مشاعري وتساءلت اي قدر لعين يحرمني من الاحتفال بهذه اللحظة التاريخية ..
.
وبرغم اني لم اكن على وفاق مع اخي وتوجهاته الدينية الا انني وجدت نفسي ملزما برعاية عائلته. وللامانة التاريخية فان الحكومة الايرانية تعهدت بمرتب شهري صغير لعائلته ينقطع عنها حين يبلغ الولد الاكبر واسمه علي سن الثامنة عشر من العمر ..ربما لان اخي معمم لا ادري ..ولكنني اتفقت مع نفسي محاولة تعويض وجود ابيهم باية طريقة واعتبرت ان مساعدتي لهم مهما تكون . لا تعوض اباهم المتوفي..
.

لانني من خلفية يسارية . فانا اعرف ان حزب تودة الاشتراكي هو من ابرز مفجري او قياديي الثورة الايرانية على الشاه ...
واعرف ايضا تاريخ الشعر الايراني العظيم .
الخيام
. وسعدي
. والرومي .وحافظ.. . الخ.
.
واعرف الغناء الايراني .
..الفنانة العظيمة
مهستي . واختها عايدة
والمطربة
.. كوكوش .والمطرب
. سيد كريم . والقائمة باسماء المبدعين الايرانيين تطول .
يكفيهم مقام الدشت الايراني الرائع.

.
الايرانيون عميقون وليسوا سطحيين وحين كنت التقي بالايرانيين كان معي دائما اخي الاصغر الذي هرب مع اهلي الى ايران خوفا من بطش نظام صدام . وهذا الاخ الاصغر يجيد الفارسية بطلاقة ...
ولاحساسي الشخصي بالواقع الحياتي الايراني ولمعرفتي الخاصة باضطهاد رجال الدين للشعب الايراني تجرات على مهل بالمس بقدسية تجار الدين هؤلاء . . واذا بي اجد انفتاحا لاسارير الشخص المقابل وفرحا غامرا ..
شيئا فشيئا بدات اتحدث بنقد لاذع لرجال الدين الايرانيين اتجرا. واتجرا .. واجد في كل مرة تفاعلا كبيرا واتفاجا بردود الافعال التي افرحتني كثيرا .
الايرانيون يتوجسون خيفة من العراقيين لاسباب كثيرة منها .
ان العراقيين الذين يزورون ايران . . يزورون العتبات المقدسة وعلى هذا الاساس فهم منخرطون مع توجهات النظام الايراني الى حد ما ..ومنهم من هو تابع سياسي لايران كعناصر حزب الله..او فيلق بدر ..او ما شابه .
هذا هو مصدر التوجس من العراقيين ..
.وهذا الامر ذاته هو ما يدفعهم للتفاعل الإيجابي معي في نقد المعممين .. مضطهدي الشعب الايراني المغلوب على أمره....

احدى زياراتي لايران
قال لي سائق التكسي و اسمه بابك ان اسمه على اسماء احد الملوك الساسانيين .
لاحظت توجهات بابك الفارسية ( توجهات الايرانيين بالعموم فارسية.. اثنية.. قومية.وليست اسلامية ولا شيعية البتة )
مررنا بمزار كبير على جانب الطريق
. قال لي بابك هذا هو قبر الخميني ومدفون ايضا ابنه معه..
.. الضريح كبير جدا ربما هو اكبر من ضريح الامام علي في النجف...
قلت لبابك الذي كان يفتح في مسجل سيارته أغنية للمبدعة الرائعة مهستي
قلت له لو كان الامر لي سانبش قبر الخميني وابنه اللذين جلبا لكما الويلات
. ولادفنن مكانهما مهستي واختها عايدة.
فهذا الضريح الذهبي الكبير يليق بهاتين المبدعتين .
ولكن الامر ليس بيدي .
ولن يكون ...ههههههههههه.
انفجر بابك بضحكة كبيرة
.. واعتبر هذه الفكرة
. اكبر نكتة يسمعها في حياته
. عزمني على بيته
.. اتصل بكل اصدقائه ومحبيه ليخبرهم انه اخيرا التقى بعراقي يفهم معاناة الشعب الايراني والكارثة التي يرزح تحتها .. متمثلة برجال / تجار. الدين ...
كل ايراني يعرفه علي بابك . يخبره اول ما يخبره بانني اطالب بنبش قبر الخميني وابنه
. واستبدالهما بجثماني مهستي وعايدة المطربتين المبدعتين.
.
اكتشفت ايضا ان الايرانيين يستعملون كلمات عربية كثيرة منها كلمة
نبش ..
كلما يتحدث بابك وهو بغاية السعادة بتلفونه مع احدهم اسمع منه في ما اسمع كلمة نبش ..


فاعرف انه يتحدث عن الفانتازيا التي اطرحها انا ..بديلا عن واقع مرير..
.
.
بدات اتعرف على شخصيات ايرانية اخرى . ممثلين
مخرجين مثقفين ..
اذ ان بابك عرفني على شخص من عائلة ثرية اسمه ميلاد .والذي كان هو الاخر مغرما بنكتتي الكبيرة . وهي نبش الخميني واستبداله بجثمان مهستي ..
ميلاد اخذني الى نادي السينما في طهران . بناية قديمة عتيقة ساحرة . محاطة باشجار باسقة تشبه او احلى من بناية اكاديمية الفنون الجميلة التي درست فيها في بغداد...
وهناك عرفني ميلاد على شخصيات ايرانية نساء ورجال غاية بالوعي والتحرر

. والتمرد .
.

حدثتني ممثلة عن أحمدي نجاد المتشدد جدا .
والذي مولع بالفصل بين الجنسين .. اخبرتني بنكتة ايرانية تقول ان احمدي نجاد حين يفرق شعره فانه يجعل اناث القمل بجهة وذكور القمل بالجهة الاخرى. ههههههههههههه. .
انا بالمقابل حدثتهم عن قصة حدثت معي في كوبنهاغن . .
في احد الايام عام 2009 . وبينما كنت ذاهبا لعملي رايت مشهدا مؤثرا جدا. واصبح غائرا في عمق وجداني .
رايت صورة للمتظاهرة الإيرانية ندا اغا سلطاني التي قتلت برصاص قوات الباسيج وهم ميليشيا مؤتمرة باوامر الولي الفقيه .
اذ كانت هذه الفقيدة مع والدها في مسيرة سلمية احتجاجية على نتائج الانتخابات الايرانية وفوز احمدي نجاد بدورة ثانية برغم وجود مخالفات دستورية شابت تلك الانتخابات . نتج عن ذلك زج زعيم المعارضة في السجن وكان معمما ايضا ولكنه اصلاحي. وهو مهدي كروبي .
. وقمع اتباعه المحتجين على التزوير . وتفريقهم بالرصاص الحي .
. .
فجاة اصطدم بهذا المشهد وسط كوبنهاكن صورة لندا اغا سلطاني وهي مبتسمة وصورة اخرى وهي مضرجة بدمائها النقية ..
طالبة جامعية في العشرين من عمرها تسير الى جانب ابيها في مسيرة سلمية احتجاجية.. تستقبل رصاصة في صدرها ..
تحلق حول هاتين الصورتين مجموعة من الايرانيين والدنماركيين المتعاطفين مع قضايانا الإنسانية والكثير من الشموع المشتعلة وباقات الزهور .
.
وحين رايت الدنماركيين والدنماركيات يشعلون شموع حول صورتيها .ويضعون باقات الزهور على الارض ..شعرت بشهقة في صدري وعبرة تتكسر . .
شعرت انني الاولى من الدنماركيين بوضع الزهور
. شعرت ان ندا اغا سلطاني اقرب لي منهم فهي مثلي ابنة هذه الثقافة الشرقية.
ذهبت لاقرب محل زهور لاشتري باقة ورد كبيرة تليق بالمغدورة ندا .
وضعت باقة الزهور قرب صورتها .
وهنا وبسبب ربما شعري الطويل تصور الايرانيون انني ايراني .
فحدثوني بالفارسية . اجبتهم باللغة الدنماركية انني عراقي ومن كربلاء ايضا .. استغربوا كثيرا واحتضنوني بشدة وهم وان كانوا معارضين للنظام الايراني .. بكى احدهم وقال كربلا . الحسين.
قلت له يزيد ايضا تاجر دين . والحسين رفضه لانه يعرف ان يزيد تاجر دين ...
..
هذه الحكاية رويتها في نادي السينما في طهران لمجموعة من الاصدقاء المثقفين الايرانيين.
وتاثروا كثيرا
. بالذات حين اخبرتهم بان كل العواصم الغربية شهدت امرا مماثلا للاحتفاء بروح المغدورة ندا اغا سلطاني...في الساحات العامة . وافرحهم ان القوى اليسارية في العالم الحر تقف. مع القضايا الشريفة ..

احد الايام ذهبت للقصاب .
في داخل المحل هناك اربعة او خمسة عمال .
وفي خارج المحل تجمهر ما يقارب عشرة أشخاص.
سالني القصاب من اين اتيت ..؟ هل انت خليجي ؟
قلت له لا انا عراقي اعيش في الدنمارك...
واذا به يرمي العملة الايرانية ورقة فئة تومان في الارض وبدا بدعسها برجله وهو يصرخ هذا هو السبب بخراب ايران
. وهو يقصد صورة الامام الخميني الموجودة في التومان
. . قال لي ضاحكا سنعود الى سابق عهدنا وسيعود التومان ونكنس هؤلاء المعممين ..
ضحك كل الناس المتواجدين هناك . وكانت ابتساماتهم دليل واضح على الاتفاق مع هذا الجزار..
.
الايرانيون الذين التقيتهم بكل هذه السفرات .

اناس يعبدون بلدهم ويقدسونه
. ويحتقرون المعممين لانهم ياخذون بالبلد الى الهاوية.
سائقو التكسي يدورون بي في شوارع طهران ويشيرون بايديهم الى كل البنايات الجميلة التي انشأت في زمن الشاه
..
ويقولون هؤلاء الجدد (الاخون) اي رجال الدين جيوب دشاديشهم طويلة لا تملا بسهولة.
وانهم اضاعوا البلد في مغامرات خارجية لا تعنينا.
ما علاقتنا بالحوثيين ؟
ما علاقتنا بلبنان؟
. او الحشد؟
.او سوريا ؟؟
.نحن نريد صلحا مع العالم كله .
نتمنى علاقات كبيرة مع السعودية
. ودول مجلس التعاون الخليجي.
نريد علاقات مع الغرب .....
لا نريد التشنجات ولا الصراعات . ولا الاقطاب ..
.عرفت ايضا ان الشعب الايراني لايحب تركيا اردوغان. ويعتبرها امتدادا للسلطة الدينية القامعة للحريات..
انا اعيش في الدنمارك . منذ سنين طويلة
. ضقت ذرعا بالجالية
المسلمة هنا . فمنها الذي يقدس صدام غير ابه ولا مكترث لمعاناة العراقيين في سنوات حكمه..
.ومنهم من هو مع الخلافة الاسلامية كالاخوان والوهابية والقاعدة والدواعش..
.
فجاة اصبحت ايران بالنسبة لي
. واحة من الحرية.
في الاقل التقي بشرقيين ينتقدون السلطة الدينية التي تصادر ثقافتهم الاصلية وتلغيهم من اجل مصالحها الضيقة . والانية ..
.
في رايي الخاص.. فان المجتمعات العربية والاسلامية لم تجرب حكم الملالي في العصر الحديث وعلى مدى اربعين عاما..
لذلك .. ترى هذه المجتمعات تواقة لتطبيق . شكل ما من اشكال النظام السياسي الاسلامي وحلم تطبيق الخلافة.
لذلك فالحديث مع هذه الشعوب بالنسبة لنا نحن العراقيين العلمانيين حديث طرشان ...
لذلك فانا اتشوق لزيارة ايران
. والالتقاء بالناس
المتنورين والذين يحاولون تفكيك هذا البناء المقدس .
ويحاولون ترتيب هوية جديدة لهم ..
تجدر الاشارة ان احمدي نجاد دخل القصر الرئاسي وخرج منه بنفس ملابسه . وهو بالتاكيد اشرف من كل السياسيين العراقيين . من سنة
. وشيعة

واكراد..
ومن علمانيين .
هو ابو ذر ايراني.
ولكنه كان ملزما بعقيدة يمليها عليه الولي الفقيه ... وهو متشدد ولذلك ينكت الايرانيون ويتندرون على تشدده وانغلاقه..
هذه ايران التي اعشقها .. شعب مثقف يفرحه ان يلتقي بعلماني مثلي
شعب يشعر بالعار مما هو فيه الان بالذات حين اتحدث معهم عن حقوق الانسان في الغرب وعن عمق حضارتهم الفارسية العظيمة .. استنهض هممهم حتى ينبري احدهم بالقول من هؤلاء ؟ هؤلاءالملالي سحابة صيف . لا يؤثرون على ثقافتنا ابدا وليسوا مهمين بل طارئين .

.. مع الايرانيين لا اتنغص بسماع الاشقاءالعرب واحاديثهم الممجوجة في حب الدكتاتور صدام ولا اتنغص بالحنين لتطبيق الشريعة الاسلامية التي يتشوق لها ويتشدق بها المسلمون



اتمنى ان ازور ايران قريبا .
ازور ايراني الخاصة
. حيث المجتمع العلماني المتمرد الصابر على ظلم المعممين .
.
جميل ان تشتم الخميني وانت تجلس في مقهى وسط طهران.
.
وتخاف ان تنتقد ولو قليلا . قليلا. قليلا سياسات الخامنئي سيئة الصيت في العراق. والدول الاخرى .
وتخاف ممن ؟
.تخاف من اعز اصدقائك العراقيين .
.غريبة اليس كذلك؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الغلطة الكبرى !!!
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 12 / 20 - 05:17 )
الغلطة الكبرى التي ارتكبها الامام الخميني هي التنظير لولاية الفيقه العامة نيابة عن الامام الغآئب والتي هي محل خلاف بين الشيعة انفسهم اذ لا ولاية لاحد على احد في زمن الغيبة والامور بيد الشعب يختارمن يشاء. فلو بعد الاطاحة بحكم الشاه بقيت الاحزاب التي ساهمت في اطاحته وانشئ حزب جديد باسم الملالي لكان الحكم ديموقراطيا وللشعب الايراني الحرية في اختيار من يمثله في الحكم سوى من الحزب الديني او غيره وليس فرضا باسم ولاية الفقيه التي جلبت الويلات على ايران واصدقائها وذالك بايديولوجية ( تصدير الثورة) وكان ايران هي الوصي على الامة الاسلامية. نحن العرب سوى كنا شيعة او سنة نعرف ان الشعب الايراني لا تهمه رابطة الدين او التشيع بقدر ما تهمه رابطة القومية ولنا في هذا ادلة كثيرة واهمها عدم اندماج الايرانيين في البلدان العربية بالمعنى الوطني. انظر الى بلاد الرافدين وماذا حل به عندما كانت الولآءآت عابرة للحدود. هل كان العراق الحالي في هذا الوضع المزري ايام حكم البعث بالرغم من ديكتاتورية حكمه؟. كلا ثم كلا. العجب كل العجب في ان بعض الشيعة يعتقدون ان ايران هي الركن الشيعي علما ان التشيع الاصيل سابق لتشيعهم

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا