الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معالم الحياة المعاصرة / 37

رياض عبد الحميد الطائي
كاتب

(Riyad A. Al-taii)

2020 / 12 / 20
المجتمع المدني


ـ المدارس الحكومية والاهلية يجب ان لا تكون مجرد مراكز لتلقين التلاميذ المعارف النظرية فحسب وانما يجب الاهتمام بالنشاطات العملية التطبيقية في مجالات العلوم والاداب والفنون مهما كانت هذه النشاطات بسيطة الا انها ذات نتائج عظيمة في تنمية المواهب والقدرات العقلية والحسية ، وتتمثل النشاطات التطبيقية في اجراء التجارب في المختبرات وتنفيذ برامجيات الحاسوب او عرض بحوث علمية بسيطة بمساعدة المعلمين او عمل وسائل ايضاح للمواد الدراسية المنهجية ، كذلك تشمل النشاطات ايضا اقامة المهرجانات السنوية في الاداب والفنون مثل القاء القصائد وعرض المسرحيات واقامة معارض فنية لعرض نتاجات التلاميذ في مجال الرسم والنحت ، ومهرجانات في مجال الموسيقى والاناشيد ، وكذلك مهرجانات رياضية سنوية ، وفيها تمنح الجوائز للمتميزين ، كذلك الاهتمام بالنشاطات الراقصة التي تقوم على مزج الموسيقى بالفعاليات البدنية كنوع من المتعة والترفيه للتلاميذ
ـ يتم تخصيص مادة التربية الفنية ضمن المناهج المدرسية لتقوية الحس الفني لدى الطلبة .. وتشمل مادة التربية الفنية الموسيقى والرسم والنحت ، وكذلك تخصيص مادة التربية البدنية ضمن المناهج لتنشيط ابدان التلاميذ وتقويتها .. وتشمل انواع الالعاب الرياضية التي تناسب حيز المدرسة ، هذا بالاضافة الى نشاط الرقص الحر المصحوب بالموسيقى والذي هو عبارة عن مزج النشاط البدني بالموسيقى ففيه فائدة للبدن وترويح للنفس .. ويكون نشاط الرقص الحر اسبوعي لمدة ساعة واحدة في الساعة الاخيرة من دوام نهاية الاسبوع .. حيث يتم تجميع التلاميذ في ساحة المدرسة ويتم الرقص الحر المصحوب بالموسيقى للتعبير عن النشاط الفني والبدني
ـ المدارس بحكم كونها مراكز لنشر التعليم والثقافة والمعرفة فانها ايضا مراكز لممارسة النشاطات الرياضية ، الرياضة لها علاقة بالجانب الصحي للانسان اكثر من الجانب المعرفي ، بالرغم من ذلك فان الالعاب الرياضية اصبحت علما يدرس وفنونا تمارس ، الرياضة صحة للابدان وصحة للنفوس ، وان الصحة البدنية والنفسية تمنح الانسان دعما في صحته العقلية وفي بذله للجهود لاكتساب المعارف ونيل العلوم .
ـ يفضل ويستحسن تخصيص مدارس خاصة للمتميزين من ذوي القدرات العقلية المتميزة ، فالذين يتمتعون بجينات وراثية متميزة يجب الاستفادة من قدراتهم من خلال توفير اجواء مناسبة لهم ، كما ان التلاميذ من ذوي القدرات الضعيفة او بطيئي التعلم الذين شاء سوء حظهم ان تكون جيناتهم الوراثية معيوبة .. هؤلاء يتم وضعهم في بيئة تعليمية مناسبة لقدراتهم من خلال تخصيص مدارس خاصة ومناهج خاصة لهم لغرض تعليمهم وتأهيلهم ... الموضوع ليس تمييز بين الطلبة وانما هو وضع الشيء في مكانه الصحيح والمناسب لغرض تحقيق افضل النتائج واستثمار أمثل للطاقات والقدرات ، وعلى ذكر موضوع التمييز هناك ملاحظة نود الاشارة اليها في ما يتعلق بأسماء التلاميذ والملاحظة موجهة للآباء والامهات ان يتجنبوا اطلاق الاسماء على ابنائهم والتي تؤدي الى التمييز الديني والمذهبي لهم بين التلاميذ ، ونحث الاباء والامهات على اختيار اسماء لابنائهم تعكس المعاني والقيم الانسانية السامية .. اسماء لها علاقة بالمثل العليا كالفضيلة والشرف والعز والكرامة والسمو والرفعة والمحبة والسلام والاخاء والتضامن ... الخ من المعاني الانسانية العامة وهذا العمل هو خدمة للوطن .
ـ تعتبر مرحلة التعليم الثانوي هي المرحلة المناسبة في الوقت الحاضر لكي يتخذ الطالب المسار التعليمي الذي يناسبه ( المسار العلمي ، الادبي ، الصناعي ، الزراعي ، التجاري ، الفني ... الخ ) وان المعيار لاختيار اي مسار من هذه المسارات هو الرغبة الذاتية للطالب ، والدولة عليها ان تجد الاسلوب المناسب لتوجيه الشباب نحو المسار الذي يحتاجه المجتمع والوطن حسب متطلبات المرحلة ، اما بالنسبة لمعيار المفاضلة المناسب لتحديد مسار الطالب عند انتقاله الى مرحلة الدراسة الجامعية فما تزال نتيجة الطالب ومعدله في الامتحان الوزاري ( البكالوريا ) هي المعيار المناسب ، ولا مانع من ايجاد مسار اخر موازي لمسار المفاضلة بدرجات الامتحانات وهو مسار الرغبة الذاتية للطالب بغض النظر عن مستوى تحصيله في الامتحانات ، ولكن يجب ان تبقى الامتحانات في جميع الكليات تحت اشراف ومتابعة الدولة ، وتبقى عملية ضبط نظام الامتحانات اهم واجب ملقى على عاتق الدولة في مجال التعليم ، في الحقيقة ان اسلوب ادارة الامتحانات له دور مهم في النظام التعليمي .. فالغاية من الامتحانات هو التعرف على مدى فهم الطالب واستيعابه للمعارف التي تلقاها وبالتالي يجب ان يتوفر في القائمين على نظام الامتحانات متطلبات الكفاءة والنزاهة والعدالة .
ـ ان اخطر شيء في النظام التعليمي والذي يهدد مستقبل البلد هو ان يتحول هذا النظام الى عمل تجاري فيتم بيع شهادات التحصيل العلمي ، او تزوير الشهادات العلمية ، يجب مكافحة مثل هذه السلوكيات بكل الوسائل الممكنة حفاظا على السمعة العلمية للعلماء والباحثين والمفكرين ، كما يجب على الدولة ان تشرف وتراقب وتتابع مجريات الامتحانات في الكليات الاهلية حفاظا على الرصانة العلمية للشهادة ، لانه اذا تحولت مؤسسات التعليم العالي الى أسواق لتجارة الشهادات فان المجتمع سيتجه نحو الهاوية
ـ من المشاكل الجدية الاخرى التي تواجه التعليم بكافة مراحله هي مشكلة التدخلات الخارجية في مهام المؤسسات التعليمية للضغط عليها لاغراض شخصية مما يصيب النظام التعليمي وكذلك الاجتماعي بالضرر ، مثل تدخلات اصحاب السلطة والنفوذ من السياسيين واصحاب الاموال للضغط على ادارات المدارس العامة والخاصة والكليات الاهلية باسلوب التهديد او باسلوب شراء الذمم لتسهيل نجاح ابنائهم وتمرير درجات التفوق لهم .
ـ اننا نرى ان دور الاهل تجاه ابنائهم في مجال التعليم هو التوجيه والنصح وليس محاولة فرض الوصاية عليهم ، وخاصة بالنسبة لابنائهم البالغين الذين هم في مرحلة التعليم الجامعي ، نحن قد ذكرنا سابقا عند الحديث عن مقترح ( عقد المواطنة ) بان المواطن عند اكماله سن 20 عام يصبح ابن الدولة وعليه ان يتحمل مسؤولية نفسه ونتائج اعماله .. ويجب ان ينتقل للسكن في المجمعات السكنية الخاصة بالعزاب منفصلا عن اهله ليمارس حياته معتمدا على جهوده الذاتية دون وصاية من والديه ، وينفق على نفسه من مجهوده الذاتي بالعمل او من صندوق رزق العاطلين ، يجب ان تنتهي قضية اعتماد الابناء البالغين على اهاليهم في معيشتهم .. الدولة تنفق على مواطنيها البالغين العاطلين عن العمل هذا مبدأ ثابت في النظام الاجتماعي المعاصر ، وقد وضعنا سابقا خارطة طريق لتطبيق هذا النظام لكي ينشأ جيل يعتمد على نفسه في صناعة حاضره ومستقبله ويكون مصدر عز وقوة وسند لوطنه .
ـ من واجبات الدولة الاهتمام بشريحة الشباب بشكل عام واقامة الفعاليات والنشاطات لهم خارج نطاق المدارس والكليات ، هذه النشاطات تجري تحت اشراف ورعاية وزارة الشباب وليس وزارة التربية والتعليم ، وتكون هذه النشاطات عبارة عن مهرجانات سنوية في الفنون مثل معارض للفنون التشكيلية ومهرجان الموسيقى والرقص وكذلك مهرجانات لالقاء القصائد الشعرية والخطابة وعرض المسرحيات ، وكذلك مهرجان مسابقات رياضية سنوي خاص بالعاب تحدي الطبيعة ، الغرض من هذه المسابقات هو تشجيع الشباب على ممارسة الالعاب الرياضية التي تحمل طابع التحدي لقوانين الطبيعة مثل ( الهبوط بالمظلات ، تسلق اعالي الجبال ، الغوص في اعماق البحار ، .... الخ ) هذه الالعاب تنمي في نفوس الشباب قيم الشجاعة والجرأة وتحدي الصعاب ومواجهة المستحيل بعزيمة وثبات .
..... يتبع الجزء / 38








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط