الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقض أسس الحكومة الوطنية شرط لإقامة الحكومة الدينية

عبد الملك بن طاهر بن محمد ضيفي

2020 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل الحديث عن الخطر الذي يتهدد الدولة القومية بين التبشير بالحكومة الدينية أو التفكير في تديين الحكومة الوطنية يجب أن نسأل ما هو النموذج الأكمل والإنسان الأمثل والقدوة الأنزه والنظام الأصلح للناس في مشروع الإسلام السياسي؟
والنماذج المعيارية التي قدمتها الجماعات الدينية هل تحتاجها البشرية وهل بلغت هذه النماذج المقدمة الغاية في الرقي والسمو والكمال البشري؟
ولنجيب نحتاج إلى شيء من التحقيب وترديد النظر في حقب ما قبل التمكين للإسلاميين لنطلع على مرحلة اضطرت الإسلاميين إلى إظهار الود إلى كل المخالفين لكنهم لا يركنون إلا إلى المنافقين الذين ينافحون عنهم ويتكلمون باسمهم ويبيعون شرفهم طمعا في نفقة عاجلة وتطلعا إلى مغانم آجلة هذه الفئة الراضية بالذل تلازم الجماعات الدينية ملازمة الظل تخدمهم وتستخدمهم فلا تحمل عنهم مغارمهم إلا لتقاسمهم مغانمهم وخير مثال على هذه الشرذمة الخانعة المخادعة حمدين صباحي أيمن نور عمرو حمزاوي محمد البرادعي محمد عبو وزوجه منصف المرزوقي وحزبه قيس سعيد وشقيقه رضوان المصمودي وأتباعه ........
أما الفئة الثانية التي اضطرت الجماعات الدينية إلى التعامل معها في هذه المرحلة فهي الفئة المتمكنة جاها ومالا وسطوة وسلطة وهذا مقام يظهر فيه الإسلاموي على حقيقته حيث يقف في ذل وخضوع أمام سادته يظهر لهم الود والولاء يتملقهم يقبل نعالهم يهملج في ركابهم ويقف كالكلب على أبوابهم والأمثلة كثيرة لا تعد والموثّق منها لا يحد منذ تقبيل حسن البنا يدي الأمير السعودي إلى جثو الغنوشي وأردوغان على ركبهم تحت نعال سيدهم حكمتيار ثم تمجيد القرضاوي والعريفي لبشار وتملق الزغبي وحسان للقذافي ومدح عائض القرني لعلي عبد الله صالح ولما نالوا ما طلبوه منهم انقلبوا عليهم وكفروهم وحرضوا الشباب وألبوه عليهم واستخدموا السذج في تخريب دولهم وتمزيق مجتمعاتهم وتشريد أهلهم ليتسنى لهم حكمهم بعد هدم دولهم أي أن نقض أسس الحكومة الوطنية لإقامة الحكومة الدينية حكومة الملة التي لا تتسع إلا لرعايا الأمة هو العنوان الأساسي لنظرية الإسلام السياسي أما آلية تطبيق النظرية وأدوات تنفيذها بعد قيام النظام الإسلامي فلا تناقشها الأدبيات الإسلاموية وتستعيض عنها بشعارات فضفاضة لا يمكن تنزيلها ورابطة اجتماعية لا يمكن فكها مثل الأسر والشعب الإخوانية والمخيمات الدعوية والمراكز الدينية والقوافل الطبية والجمعيات الخيرية التي تستخدم كستار للتجنيد وجمع التبرعات لتحافظ الجماعات الإسلاموية على كيانها وتحمي مصادر دعمها وتمويلها ولا يتم لها ذلك إلا بعد ضمان ولاء أفرادها وعزلهم عن مجتمعهم وتمييزهم عن غيرهم بإلزامهم بالبيعة التي لا تنبغي إلا لها ممثلة في فرد من أفرادها فلا يبايع الإخواني إلا مرشده ولا يوالي الداعشي إلا خليفته ولا يتبع الشيعي إلا مرجعيته وهكذا فالشمولية والتطرف والانغلاق والكراهية ميزات بنيوية في كيان كل الجماعات الدينية ما يجعلها حريصة على احتكار الطهر تتهم كل مخالفيها بالضلال وقد تنسبهم إلى الكفر فهي التي تمتلك الحقيقة المطلقة وتستحق ممارسة أستاذيتها على البشرية قاطبة هكذا تنظر الجماعات الدينية إلى نفسها وعلى هذا الأساس تحدد موقفها من خصومها فتنزع الشرعية عنهم وتمارس ولايتها عليهم فإذا انقاد المخالف استتبعته وإذا تردد أبعدته وإذا اعترض عادته ومع أنها توافقه في مركزية الدولة إلا أنها تخالفه في مرجعيتها وحدودها ومواصفات حاكمها أما معالم هذه الدولة التي ستقيمها جماعات الإسلام السياسي في مرحلة التمكين فغير محددة ولم يعرف منها إلا عنوان عام وهو الخلافة وهذا ضرب من الأوهام يستحيل تحقيقه في دنيا الأنام لأنه لا خلافة مفروضة ولا إمامة منصوصة في الإسلام فالشارع لم ينص على شكل محدد للدولة ولم يبين الآلية التي يتم من خلالها تطبيق الأحكام وما الدول المتعاقبة في منطقتنا إلا محاولة لإنشاء هذا الكيان وما دار في سقيفة بني ساعدة يبين أن الصحابة مجتهدون في تحديد شكل النظام الذي سيتم من خلاله تطبيق الأحكام ومخيرون في تحديد الإمام
وقبل الختام يجب طرح الأسئلة التي لم ولن يجيب عنها التيار الإسلامي
ما الفرق المنهجي وليس حديثنا عن الممارسة بين الخلافة التي بشر بها حسن البنا وعظم شأنها وبين الخلافة التي عمل النبهاني على بعثها وبين الخلافة التي أعلنها البغدادي وهل تختلف الخلافة باختلاف المكان والزمان أم أنها خلافة واحدة منذ الخليفة الأول إلى آخر خليفة وهل الخلافة شعيرة دينية يجب على المسلمين التمسك بها والعمل على إعادتها كما زعم حسن البنا ومن وافقه وهل المراد بالخلافة الدولة الواحدة الموحدة التي تحكم كل المسلمين أم المراد بها المرجعية الدينية التي تنتظم المسلمين وتنظمهم وتضع دساتيرهم ونُظمهم لتجيب عن كل تساؤلاتهم وتساهم في حل مشاكلهم ومعضلاتهم ويناط بها النظر في النوازل مراعية في ذلك اختلاف الأعراف والمنازل أم هي [ الخلافة ] مجرد وسيلة لها حكم باقي الوسائل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 164-Ali-Imran


.. 166-Ali-Imran




.. 170-Ali-Imran


.. 154-Ali-Imran




.. 155-Ali-Imran