الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد بن عبدالله .. نبي أم قائد أم نبي وقائد

يوسف يوسف

2020 / 12 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقدمة :
محمد بن عبدالله ، رسول الأسلام ، هو من أكثر الشخصيات التأريخية التي أثير حولها الجدل واللغط ، وأكثر من كتب عنه بحوث ومقالات متقاطعة ، وأكثر من وضعت الأراء بصدده في محل الخلاف والأختلاف ، وأكثر من سرد عنه قصص وحكايا وسرديات مبالغ بها ، وأكثر من نقل عنه أحاديث غريبة ( قال ابن حجر العسقلانيّ إنّها بلغت سبعة آلاف وثلاثمئة وسبعة وتسعين حديثا ) - علما أن قرآن محمد يضم 114 سورة / 6200 آية ، وأكثر من ربط بمولده كم من الأساطير والغيبيات العجيبة ، فقد جاء في موقع / زاد المعاد ، التالي - نقل بأختصار ( كان إبليس يخترق السماوات السبع ، فلما ولد عيسى حجب عن ثلاث سماوات ، وكان يخترق أربع سماوات ، فلما ولد رسول الله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة مولد النبي ليس منها صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى ، وسقطت منه أربعة عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ) .
وبحثنا هو : هل محمد كان نبيا أم كان قائد غزوات ( اختلف أهل العلم في عدد الغزوات التي حصلت في عهد النبي ؛ حيث تراوح عددها بين التسع عشرة غزوة والثلاثين غزوة / نقل من موقع موضوع ) ، أم كان نبيا وقائد بذات الوقت ! .

القراءة :
أولا - لو قلنا انه نبي ، فهل لمحمد بن عبدالله ، مظاهر أو صفات أو قدس النبوة ، والتي يمكن ان تتلخص بالتالي ( التعريف الكتابي للنبي أنه الشخص الذي يعلن إرادة اللّه ، والمستقبل ، للشعب ، كما يرشده الوحي الإلهي ، ينادي بالقضاء على الخطأ ، والدفاع عن الحق والبر ، والشهادة لسمو الأخلاق على الطقوس الشكلية ، فإن النبوّة وثيقة الارتباط بمقاصد نعمة اللّه من نحو شعبـه / نقل من موقع drghaly.com/articles/display/13370 ) ، وهذه المؤشرات لا يمكن أن تنطبق على رسول الأسلام ! ، ولو ناقشنا عدم أنطباق كل مفردة على حدا لأحتجنا مجلدات لكي نفي بالغرض ! . ولكني كمثال ، ساتناول موضوعة " المستقبل " / المذكورة في أعلاه ، فأن محمدا ربط مستقبل المسلمين بالغزو ، ولكن ربطه أقترن بفقه ألهي ، ألا وهو الجهاد ، حيث أن محمدا جعل من الغزو فريضة عقائدية ، وفق النص القرآني ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ / 218 سورة البقرة ) ! ، وهناك الكثير من الآيات التي تدلل نفس النهج ، وهذا الأمر قاد المجتمعات الأسلامية ، أينما كانت ، الى تلبية فريضة الجهاد المقدس ! ، أذن لا مستقبل لهكذا مجتمعات عدوانية ، وليس من نبي / بالمفهوم الأنساني ، أن يقود شعبه الى التهلكة والحروب والعداء لكل البشر ! .

ثانيا - لرسول الأسلام ثقافة خاصة للقتل ، وما يتصل بها من مفاصل - كالغزوات والتعذيب والأغتيال ، ومثال ذلك : أغتيال كعب بن الأشرف / أباه من عرب طئ وأمه يهودية من بني النضير ، والتمثيل بأم قرفة الفزارية ( أن زيد بن حارثة مثل بها عند قتلها ، فيقال : ربطها في ذنب فرسين وأجراهما فتقطعت .. / نقل بأختصار من موقع أسلام ويب ) ، وأنقل من بعض المخطوطات ، بعضا من الشواهد ، التي تؤكد أستحالة كون محمد أن يكون نبيا ! فقد جاء في الموقع التالي أنقله باختصارar-ar.facebook.com ، ما يلي ( مخطوطة يعقوب / المخطوطة 1 - من تعاليم يعقوب 634-640 م : وكانوا يقولون لقد ظهر النبي وقادم مع السارسانيين " العرب " ، فذهبت أنا ابراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وسألته : ما رأيك ، أيها السيّد والمعلم ، بالنبي الذي ظهر بين السرسانيين ؟ أجاب ، وهو يتأوه للغاية : « إنه دجال . وهل يأتي الأنبياء بالسيف ؟ لكن اذهب ، يا سيد ابراهيم ، واستعلم عن النبي الذي ظهر » . وهكذا ، قمت بتحرياتي ، وأخبرني أولئك الذين التقوه : ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عند النبي المزعوم ، سوى إراقة الدماء ؛ إما ما تقوله حول امتلاكه لمفاتيح الجنة ، فهو أمر غير قابل للتصديق ، نلاحظ من هذا النص أن النبي كان لايزال حيا ولم يمت كما في القصه الإسلاميه ونجد أن لا وجود للفظ " المسلمين " ) .
* هذه المخطوطة شهادة حية على ثقافة محمد في أراقة الدماء ، وأستهزاء الأخرين من أمتلاك محمد لمفاتيح الجنة ! / وهذا الأمر يذكرنا بالحرب العراقية الأيرانية ، عندما أقنع الأمام الخميني الأيرانيين بأعطائهم مفاتيح الجنة ، تشجيعا لمحاربة العراق - فهل التأريخ يعيد نفسه ! ، وهناك نقطة أخرى ، هي تقاطع الفترة التأريخية لوفاة محمد ، فوفق التأريخ الأسلامي أن محمدا قد توفى 632 م ، ولكن وفق المخطوطة المذكورة ، أن محمدا كان لا يزال حيا حين كتابة المخطوطة / بين عامي 634-640 م ! ، والنقطة الأهم عدم ذكر لكلمة مسلمين في المخطوطة ، بل ذكر مفردة " السارسانيين " ، وهذا الأمر يحتاج لبحث متخصص ، كما أن هذا الوضع يجعلنا أيضا أن نتساءل متى ظهرت أو متى أطلق مفردة " مسلمين " على أتباع محمد ! .

ثالثا - هناك تضارب بين شخصية محمد وبين القرآن ! ، فقد جاء في موقع / رصيف 22 - مقال لمحمد وهبة ، يستشهد بمحورين مهمين - الأول (( ويذكر المؤرخ البيزنطي ثيوفان (752-818) المعرف في تاريخه عن أحداث عام 631 م التالي : " في هذه السنة مات محمد ، حاكم السراكنة ( العرب ) والنبي المزيف " )) . هنا المؤرخ ثيوفان يؤكد على نقطة مهمة وهي أن محمدا كان حاكما ، ولكنه كنبي فهو مزيف ! . المحور الثاني - يستطرد محمد وهبة ويذكر (( في الرواية السريانية ، أن المؤرخ روبرت هويلاند ، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في العصور الوسطى : إن أول ذكر صريح للنبي محمد تاريخياً جاء في مخطوطة سريانية منسوبة إلى القس السرياني اليعقوبي توماس والتي جاء فيها : " في يوم الجمعة 4 من فبراير (634) م في الساعة التاسعة ، اندلعت حرب بين الرومان وعرب محمد ( طائيي محمد ) في فلسطين على بعد 12 ميلاً شرقي غزة . وهرب الرومان ، مخلفين وراءهم البطريرك وردان Brydn الذي قتله العرب . كما قتلوا فيها 4000 من القرويين المساكين من المسيحيين واليهود والسامريين في فلسطين . لقد خرب العرب المنطقة بأسرها ". )) . * هنا أتساءل ، كيف لمحمد أن يقتل رجل دين مسيحي وقرآنه ينص على ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)/ سورة المائدة ) ، وكيف لمحمد أن يذبح 4000 قروي من اليهود والمسيحيين والسامريين ، وقرآن محمد يعترف بكتبهم وبأنبيائهم ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3)/ سورة آل عمران ) . من الملاحظات المهمة أيضا لا ذكر للمسلمين في النص ، بل ل ( طائيي محمد ) / أتباع محمد ، الأهم : هل أن شخصية محمد في القرآن هي نفسها في رواية المؤرخ هويلاند – المنقولة عن القس توماس ، وأذا كانت نفسها لم هذا التناقض في سلوك محمد وبين بنية النص القرآني ! ، كان من المنطق أن لا يقتل محمد البطريرك وردان Brydn ، وذلك لأن القرآن خصهم بانهم " لَا يَسْتَكْبِرُونَ " ! . لأجله أرى أن نص القرآن في جانب وسلوك محمد في الجانب المغاير الأخر ، بل في الجانب النقيض ! .

رابعا - النص القرآني يؤكد على أن محمد هو آخر الأنبياء ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليماً / 40 سورة الأحزاب ) ، وبما أن الأسلام أغلق باب كل العقائد السماوية ، وأصبح هو الدين الأوحد لدى الله ، بقوله ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، أذن منطقيا لا بد أن يكون الأسلام محصلة كل الأديان ، عقائديا وأنسانيا ، وهذا التوصيف يجب أن ينطبق أيضا على رسول الأسلام ، وذلك حتى يكون نبيا حامل خلاصة شريعة موسى ومحبة المسيح ، ولكن هذا الشأن هو بعيد كل البعد عن الواقع ، وأنقل من موقع / صوت أونلاين – مقطع من مقال ل بلال مؤمن ، حول همجية أتباع محمد ، ( ففي كتابه " تاريخ هرقل " الذي يعد المصدر الوحيد للرواية المسيحية عن حروب المسلمين مع الدولة البيزنطية - وصف الأسقف الأرمني سيبيوس المسلمين بقوله : « ومثلما ينطلق السهم من قوس شديد التقوس يمسك به رجل تجاه الهدف . كذلك هم العرب الذين يأتون من صحراء سيناء لكي يدمروا العالم بأسره بالجوع ، والسيف ، والإرهاب العظيم ) .
* وهنا نحن أمام أتباع شخصية لا هي بقدس النبوة ولا تتسم بصفات القائد ، وذلك لأن خلاصة الأنبياء والأديان السماوية ، التي كان من المفروض أن تكون لدى محمد بصفته خاتما للأنبياء ، لا بد أن تنتقل الى الخلفاء والأتباع .

خاتمة :
أني أرى أن من أولويات مهام الأنبياء : أن يكونوا - دعاة محبة ، مبشرين بالخير لكل البشرية ، نابذين للعداء ، غير مكفرين للأخرين ، لا سيف ولا رمح لهم ، بل يؤمنون بالكلمة الطيبة ، والعظة الحسنة .. وهذا الأمر غير منطبق على رسول الأسلام ، القائل ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله ؟ ) ، أما ان يكون قائدا حربيا ، فممكن ذلك ، ولكن يجب أن نأخذ بعين الأعتبار أنه قائد غير متسامح مع الأخرين / لقتله كعب بن الأشرف وأم قرفة الفزارية ، علما أن قرآنه ينص على العفو( ِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا / 149 سورة النساء ) . وفي موضوع أخر ، لا يمكن أن نأخذ القرآن كذريعة على نبوة محمد ! ، وذلك لوجود تقاطعات بين نهجه ونهج القرآن ! ، وسأسرد مثالا على ذلك ، أن القرآن يصدق بالتوراة والانجيل ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ / 3 سورة آل عمران ) ، ويؤمن رب القرآن بالأنبياء ( قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ / البقرة136 ) ، ولكن محمد " وهو لا ينطق عن الهوى " ، نهى الأمر بحديثه ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله .. ) ، ثم رب القرآن ينص على ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، فالقارئ هنا يتيه ، بمن يتبع وبمن يهتدي - بين كل هذه التقاطعات والخلاف والأختلاف بين نهج محمد وبنية النص القرآني ! ..
أرى أن محمدا هو قائد ، حكم لسنين لعرب ، لم يدعوا ب " مسلمين " ! ، ففي كتابات دعوا " السرسانيين " وأخرى دعوا ب " طائيي محمد " ، وأصحابه حكموا من بعده بأسمه ، ومن ثم خلفائه حكموا بالسيف تحت ظل القرآن وعقيدة الأسلام !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah