الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لذكراهم ايقونات التنوير العربي .. مي زيادة

بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)

2020 / 12 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مي زيادة 1886-1941

الاديبة والصحفية الشامية المصرية، في طليعة رواد النهضة العربية..

في الإضاءة على ايقونات التنوير العربي تظهر صورة مي زيادة.. ألق وشغف وآمال.

صوت صارخ في البرية، كما سماها جبران خليل جبران. أبحاثها ومقالاتها التي نشرتها في الصحف المتنوعة، تتجاوز حدود الاعجاب الى الدهشة.

آراؤها ونقدها ومراسلاتها مع جبران خليل جبران وعباس محمود العقاد وطه حسين وامين الريحاني وشكيب أرسلان شكلت نموذجا “أدبيا"

تردد صداه في الأرجاء، وساهم في نهوض التنوير العربي بدايات القرن العشرين، وشكلت قامة ثقافية تعادل هذه القامات السامقة.

مي زيادة علم من أعلام الادب النسوي الحديث، لا وبل ساهمت في الفلسفة والتاريخ العربي والإسلامي، تميزت بثقافتها الواسعة ومعرفتها بالغات الفرنسية والانجليزية والألمانية والإيطالية والاسبانية،

إضافة" الى السريانية واليونانية القديمة. ودائما مسيرة التنوير تغتني بالثقافة الموسوعية.

بادرت مي زيادة الى انشاء صالون أدبي خاص بها، تحت اسم ندوة الثلاثاء الأسبوعي

حيث نالت التقدير والاحترام من حاضريها لما تتمتع به من ذكاء وشجاعة في إدارة الندوة بأدب ورقي.

وقال العقاد فيها ((ووهبت ما هو أدل على القدرة من ملكة الحديث، وهي ملكة التوجيه وإدارة الحديث بين مجلس المختلفين في الرأي والمزاج والثقافة والمقال))

وممن اشتهرت أسماؤهم في ارتياد صالون مي الادبي: احمد زكي باشا، واحمد شوقي وعباس محمود العقاد، وطه حسين، وملك حفني ناصف.

في كتابها المساواة، عرًفت عن التطور الاجتماعي، للإنسانية والأنظمة الاجتماعية السائدة في العصر الحديث، وعرًفت كلمة المساواة،

خلال العديد من المفاهيم المتعلقة بالسلطة والحكم، وتحدثت بداية" عن الطبقات الاجتماعية، ثم انتقلت الى نقاش العديد من المصطلحات التي ترتبط فيها، مثل

الارستقراطية والعبودية والديموقراطية، وكذلك الاشتراكية السلمية والثورية، كما تناولت الحديث عن التاريخ الأوروبي لمفهوم الفوضوية

وفي كتابها ظلمات وأشعة.. تناولت القضايا التي تتعلق بالمرأة الشرقية، وتوعيتها،

وحرصت على توضيح أهمية ممارستها لحقوقها المجتمعية، كالحياة الكريمة، والحرية،

بالإضافة الى الأمور التي تساهم بتطويرها، في الجانب الحضاري والاجتماعي والسياسي والثقافي.

كتابات وابحاث مي زيادة وصالونها الثقافي الأسبوعي، ورسائلها المتبادلة مع صفوة الكتاب والمفكرين في عصرها، مثلت الحضور الادبي والاجتماعي،

لمشروع نهضوي، ينتهج الاتجاه الفكري والأخلاقي بما يتجاوز الكتابة النسائية، وخطاب المرأة المتحررة، ليكون من أركان مشروع تنويري شامل.

هذا الألق واللمعان والحرية، استنفذ عمر مي زيادة، التي عانت ما عانته من اضطرابات و فواجع، وغادرت الحياة في ذروة عطائها وشهرتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع