الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات سوسيوثقافية بأثر رجعي

حسام تيمور

2020 / 12 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"فلاش باك "..
يذكرني مشهد اللغط و اللغط المضاد حول المستجد من تطبيع التطبيع و تضبيع التضبيع ..، يذكرني بأول و آخر شبه عمل سينمائي شبه محترم، شاهدته قبل ما يقارب العقد و النصف، و يتعلق الأمر بالفيلم المغربي "ماروك"، الذي يتناول في معرض حبكته تيمة "الجالية اليهودية"، ذات الاصول/اللغة/الثقافة الفرنسية، أو المواطنين اليهود، داخل ارض المغرب، او ما يسمى بمدارس "البعثة الفرنسية"، في مدينة الدار البيضاء .

اسقاط ..
المستفيدون الحقيقيون من الوشائج القذرة، بين "تل ابيب"، و توابعها، غائبون عن المشاهد هنا، بينما المشاهد حائر، و الملاحظ تائه، بين شبحية هذه الروابط و الاستقطابات و تناقضها تارة و انعدام مردودها الاجتماعي المباشر، أو لامعناها، بالمفهوم الاونطولوجي !

ماذا يعني "تطبيع"، او علاقات طبيعية، او اعادة علاقات مقطوعة، أو علاقات "كاملة"، او استئناف لعلاقات من نوع ما ؟!

إن الأمر هنا اشبه بمساومات آخر الليل، مع "بائعات الهوى"، في شوارع الهوى للمدن الكبرى و المتوسطة !! حيث تتشابه البنايات و اسماء الشوارع و واجهات الحانات و الحفر الليلية !
البرجوازيات و البرجوازيات الصغرى لا تكترث بإيجاد المعنى أو المفهوم، لأنه لا معادل طبقيا حقيقيا لها داخل بنية منظومة لا تعترف اصلا بمفهوم "الطبقة"، فهي بهذا المعنى، تكتل لذوي الحظوة و المصالح، من شيعة الاقطاع و الولاء و البلاء، حسب احوال الطقس، و معالم السوق، و الاسواق الموازية، و بمعنى انها هي الأخرى، لم تجد بعد ذلك المفهوم أو المعنى الوجودي لنفسها !

و نجدها أيضا بهذا المعنى، تستثمر في العفة و الحياء، و الدعارة و البغاء، نفس الآن، و ترسل ابنائها لمدارس البعثات الأجنبية، الفرنسية غالبا، حيث تظل مثلا قيم و كليشيهات "معاداة السامية"، ثقافة قارة، لا تلغيها تلك الحظوظ او الامتيازات الاجتماعية، او البعد عن الثقافة الاجتماعية السائدة، لانها مضمنة ضمن الابجديات الغربية، الفرنسية و الانجليزية، و هي كذلك بهذا المعنى، تظل متأرجحة بين متغيرات طارئة، و صدف سريالية تتقاطع مع نفس صدف الحظوظ الاجتماعية و الحظوة السياسية، و باقي السياقات العبثية !

نجد ان هذه "الفئة" تمقت اليهود، من باب المحافظة، و تعبدهم من باب المصالح، توظف في حديقتها الخاصة "حارسا" او "خادما"، او عبدا مقنعا بربطة عنق حمراء انيقة على شكل فراشة، و مهنة "سائق"، و مساعد و اشياء اخرى .. هذا الأخير يعتبر اليهود "نجسا"، و "مغضوبا عليهم"، مهما كان وضعهم الاجتماعي و علاقاتهم بالسيد، و له كذلك كل الحق في قول ذلك امام نفس السيد، الذي يطرب بسماع هذا، و ان كان "اليهودي" صاحب فضل عليه في اعماله او شريكا له في مشاريعه. "السيد" هنا، هو ذاك الذي لا يفرط في طقس صلاة الجمعة، و طقوس رمضان، و طقس "الكسكسي"، و ايضا احتساء الويسكي مع نظرائه و سادته، مع تلعثم بعض الكلمات الفرنسية .. في جلسات لا تخلوا من تبجيل كافة مظاهر القوة و النفوذ، و اليهودية بهذا المعنى، ابرزها و اكثرها ظهورا و ان على سبيل "الاشاعة" و دردشات ما بعد السكر العميق !
تعددت الاسماء و التطبيع واحد !

عودة الى فيلم "ماروك"
في احد مشاهد "فيلم" Marock، يبدي السائق/الخادم، امتعاضه من كون أن ابنة السيد تواعد "يهوديا"، ثريا ايضا، مقيما بنفس الحي المترف، و يكون موقفه، و هو العبد الذليل، مقبولا بشكل كبير عند السيد، و حتى ابنه البكر، الذي يقول هكذا بمعنى القدح "اليهودي" !

المراهقة المترفة، التي تدرس بمدرسة البعثة الفرنسية، و الخاضعة لنزوات المراهقة العنيفة أو الانحراف، أو كما وصفها اخوها المحافظ و كأنها "عاهرة"، / une pute ! تظهر في احد المشاهد على احد اسطح المنزل الفخم المترامي الاطراف، و هي تهذي بعد تدخين لفافة حشيش مع صديقاتها باسم صديقها اليهودي / Yuriii Yuriii ..

اسقاط آخر..
نطرح سؤالا، ما الذي تغير داخل المجتمع العميق، او داخل اوساط العوام، او عامة الناس من طينة "السائق"، او "طالب معاشو/الكادح " ؟!

لا شيء كثيرا، و باستثناء كليشيهات الاعلام، حول بدء تقبل المجتمعات الشرق اوسطية و الشمال افريقية ل "اليهود"، بوصفهم بشرا عاديا لا يشكل الوازع الديني او العرقي اي معادل دوني يمس "وجودهم" الاجتماعي، فقد ظهرت مؤخرا نتائج صناعة اعلامية عملاقة، و موحدة، في اكثر من قطر عربي، و مغاربي، صنعت بالضبط فئة لا ناقة لها و لا جمل في كل هذه الاشكالات و السجالات الثقافية و الحضارية، و استفحلت بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير، الذي انتقلت فيه برامج التفكيك و الاستباحة الى السرعة القصوى، منذ بدئ ما سمي بالربيع العربي ..
و تتمثل نتائج هذه الصناعة العملاقة، العابرة للحدود و الذهنيات و الثقافات، في انموذج سريالي، لمشهد عابر ضمن نفس الفيلم المغربي / Marock ..
و هو المشهد الذي يظهر مومسا محلية طبعا، او بائعة هوى، استقدمها الفتى الشاب "Yurii" و باقي اصدقائه الفرنسيين، او الفرنسيين/اليهود، في احدى سهراتهم الماجنة..
المومس المغربية او "بائعة الهوى"، امية مثل اغلب نظيراتها، لا تميز اغلب الظن بين اليهودي و الفرنسي، و الانجليزي، بينما هي تفرق جيدا، بين تسعيرة "المبيت"، و تسعيرة "العلاقة السطحية" و تسعيرة "العلاقة الكاملة" و ايضا اتعاب "حفلة الوطئ الجماعي" !

و اذاك حيث يتناوب الجميع على مضاجعتها و هي تصرخ منتشية .. "حلووو ..حلووو" ..

و القادم احلى .. !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة