الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان لم يكن صادقاً يوماً!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2020 / 12 / 25
القضية الكردية


يبدو أن ما قيل يومها ب”محادثات السلام” بين تركيا والعمال الكردستاني لم تكن إلا مناورة من أردوغان وحكومته حينذاك وذلك من خلال ما تم تداوله على موقع “الزمان التركية” مؤخراً وهو ينشر تقريراً حول مجزرة روبوسكي وتحت عنوان (حزب أردوغان يرفض التحقيق في مجزرة “روبوسكي” الكردية) حيث جاء في السياق ما يلي: “رفض حزب العدالة والتنمية وحليفه الصغير حزب الحركة القومية، الاقتراح البرلماني الذي تقدم به حزب الشعوب الديمقراطي من أجل البحث والتحقيق بخصوص مجزرة روبوسكي الكردية. المجزرة التي راح ضحيتها 34 مدنيا كرديا في قرية روبوسكي بمقاطعة أولوداره التابعة لمدينة شرناق جنوب شرق البلاد، نفذتها بالخطأ طائرات حربية تابعة للقوات المسلحة التركية في الـ28 من ديسمبر 2011″، وأضاف الموقع أيضاً؛ (يذكر أن رئاسة هيئة الأركان العامة حملت جهاز المخابرات برئاسة هاكان فيدان، مسؤولية الغارة الجوية “الخاطئة” بسبب تقرير أرسله إليها حول استعداد فهمان حسين؛ أحد زعماء العمال الكردستاني، لهجوم إرهابي في المنطقة المذكورة. كما اتهم وزير الداخلية الأسبق إدريس نعيم شاهين جهاز المخابرات ووصف الحادثة بـ”مؤامرة مدبرة من قبل جهاز المخابرات ضد الجيش”، حيث أكد أن “مسؤولاً رفيع المستوى من جهاز المخابرات” أعطى معلومات للقوات المسلحة تفيد بأن باهوز أردال، أحد قياديي العمال الكردستاني البارزين، يعبر الحدود، وبناء على هذه المعلومة قصفت المقاتلات الجوية مجموعة من المهرّبين على أنهم مجموعة إرهابية بينها باهوز أردال تعبر الحدود من أجل الهجوم على أهداف تركية).

وبالأخير توضح المقالة المنشورة على موقع الزمان بخصوص المجزرة ما يلي؛ “بعد هذه الحادثة أعلن أردوغان في 29 ديسمبر 2012 أنه أمر بوقف العمليات الأمنية والعسكرية ضد مليشيات العمال الكردستاني المسلحة من جانب، ومن جانب آخر أمر رئيس مخابراته فيدان بالبدء في إجراء مفاوضات مع زعيم العمال الكردستاني في محبسه عبد الله أوجلان بدعوى إقامة السلام الكردي في البلاد”. وهكذا وانطلاقاً مما أورده الموقع بخصوص المجزرة وايقاف العمليات العسكرية والبدء بفتح حوار مع زعيم العمال الكردستاني؛ أوجلان يكشف بأن العملية برمتها لم تكن إلا نوع من التغطية على المجزرة من جهة وانقاذ أحد رجالاته الأقوياء -هاكان فيدان- من المساءلة القانونية من جهة أخرى وبأنه لم يكن صادقاً أبداً في حل القضية وإنهاء صراع تاريخي ما زال يعاني منه الشعبين التركي والكردي وذلك نتيجة السياسات العنصرية للدولة التركية الحديثة والتي قامت أساساً على فكر إلغائي شوفيني مع مؤسسها كمال أتاتورك وجمعية “تركيا الفتاة” التي حاولت دائماً اختصار تلك الجغرافيا السياسية على العنصر التركي؛ “دولة واحدة، علم واحد.. شعب واحد” ولذلك قامت بداية القرن الماضي بمجازر مروعة ضد كل من الأرمن واليونانيين بحيث أنهت وجود الشعبين على جغرافيتهم وهي تحاول منذ ذاك العهد إنهاء الوجود الكردي أيضاً وذلك من خلال عديد السياسات العنصرية؛ حرباً أو تغييراً ديموغرافياً أو إبادات ثقافية لشعبنا وأردوغان وحكومة العدالة والتنمية لم تكن إلا إستمرارية لتلك السياسات العدوانية ولو إنها حاولت في بداية عهدها أن تقدم لنفسها صورة ليبرالية ديمقراطية وتحت مفهوم الإسلام المعتدل، لكن ها هي الأحداث تؤكد بأن؛ أردوغان وحكومته لم يكونوا صادقين يوماً بخصوص الديمقراطية وهو الذي قال؛ بأن “الديمقراطية مثل السيارة نستخدمها حينما تلزمنا وننزل منها حينما نقضي حاجتنا بها”!

وهكذا وانطلاقاً مما تقدم نعيد ونقول: بأن ما أشيع من قبل بعض الساسة الكرد؛ بأن “أردوغان أكثر من يتفهم القضية الكردية” أو إنه “صديق جيد للكرد” ليس إلا انخداعاً به وبسياساته -إن أحسنا الظن طبعاً- وبأن الأخير لم ينحرف يوماً عن سياسات من سبقه من القادة الأتراك المشبعين بالعنصرية القومية، بل يشكل أردوغان وحزب العدالة والتنمية خطراً أشد على حقوق شعبنا الكردي وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان من العنصريين القوميين ومنهم زعيم ومؤسس تركيا الحديثة أتاتورك حيث وإن كان الأخير قومياً عنصرياً، مما خلق رد فعل معاكس لدى بعض أبناء شعبنا الكردي لتبني منهجية سياسية قومية بحيث كانت بداية عصر النهضة القومية الكردية، إلا أن سياسات أردوغان وتقديم نفسه رجل دين وسياسة وتحت مسمى “العدالة والتنمية” وبوجه ليبرالي ديمقراطي كاذب ومنافق هو الأخطر حيث انخداع البعض وارتزاق البعض جعل الكثيرين -ومنهم قادة وزعماء كرد- يشيدون بمواقفه رغم أن تحالفه مع أكثر التيارات العنصرية التركية الوقومية -ونقصد حزب الحركة القومية- يكشف ذاك الخداع الكاذب.. بالأخير نقول: إن كان أتاتورك قومياً عنصرياً، فإن أردوغان يمثل كل من القومية العنصرية والسلفية الدينية أو ما يمكن تسميتها ب”الفاشية القوموإسلامية” وهي أشد خطورةً حتى من سياسات أتاتورك بخصوص مختلف قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وعلى رأسها قضية شعبنا الكردي وبأن أي ترويج له ولحكومته ولحزبه -وبالأخص من قبل بعض (الأكراد الجيدين)- ليس إلا سذاجة سياسية أو عمالة وإرتزاق لدى أردوغان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال متضامنين وفض مخيم داعم لفلسطين أمام البرلمان الألماني


.. الحكم بإعدام مغني إيراني بتهمة «الإفساد في الأرض»




.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia


.. إسرائيليون يتظاهرون قرب منزل بيني غانتس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك