الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة للآية 24 من سورة النساء

يوسف يوسف

2020 / 12 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستهلال :
نزلت الآية أعلاه على أثر غزوة أطاس ، التي وقعت عام 8 هجرية ، وذلك في أعقاب غزوة حنين ، وأوطاس - هو وادي بين حنين والطائف ، وكان سببها : أن هوازن لما انهزمت ذهبت فرقة منهم فيهم الرئيس مالك بن عوف النصري ، فلجأوا إلى الطائف فتحصنوا بها ، وسارت فرقة فعسكروا بمكان يقال له أوطاس ، فبعث إليهم رسول الله سرية من أصحابه عليهم أبو عامر الأشعري ، وفي الغزوة قتل ابا عامر الاشعري ، فأخذ الراية بعده ابن أخيه أبو موسى الاشعري ففتح الله عليه وقتل قاتل أبى عامر وهزمهم وغنم أموالهم .. / نقل بتصرف وبأختصار من موقع مع الحبيب .
الموضوع :
وفي صدد تفسير ونقد سبب نزول الأية 24 من سورة النساء ، على أثر معركة أوطاس ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ) ، وجاء في تفسيرها وفق كتاب البداية والنهاية - الجزء الرابع - غزوة أوطاس - لأبن كثير : وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبا سفيان - وهو الثوري - عن عثمان البتي ، عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا نساء من سبي أوطاس ولهن أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ، فسألنا النبي فنزلت هذه الآية { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } ، قال : فاستحللنا بها فروجهن ، وهكذا رواه الترمذي ، والنسائي من حديث عثمان البتي به. وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث شعبة .. وبذات المعنى جاء تفسير النص في موقع quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sural وقوله " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم " ( أي : وحرم عليكم الأجنبيات المحصنات وهن المزوجات ) ، إلا ما ملكت أيمانكم ) يعني : إلا ما ملكتموهن بالسبي ، فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن ، فإن الآية نزلت في ذلك ) .
القراءة :
أرى أن هذه الآية أدت أشكالا في النص وفي سبب النزول ! ، أما تفسيري المبسط لها : أن قوم محمد عندما كانوا يغزون في وادي أوطاس وغلبوا الكفار ! ، وسبوا نساءهم ، وأرادوا وطأ النساء ، ولكن رجال محمد قالوا ربما النساء متزوجات ( فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ) ، فذهبوا للرسول يخبروه بذلك ، فالله بجلاله حلل لهن وطأ هذه النساء ، بقوله ( إلا ما ملكت أيمانكم ) ، أي ألا المسبيات من النساء .. أضاءآتي :
1 . هل من المنطق والعقلانية أن يأمر الله بوطأ النساء المتزوجات ، حتي وأن كن سبايا ! . والله هو الرحيم والستار ! . والتساؤل هنا ، متى ألتقى الوحي بمحمد ، وهل الله يتابع غزوات محمد ، وما هي المسافة الزمنية بين " أخبار قوم محمد برغبتهم بوطأ النساء .. " وبين " أستجابة الله بتحليل وطأ السبايا ! " ، من المؤكد وجود رحلات مكوكية من قبل الوحي – بين الله ومحمد ، لأخبار الله برغبة محمد ثم الأمر بتحليل وطأ السبايا ! فهل يعقل هذا الحال ! .

2 . هل الله يشرعن لمحمد وقومه بوطأ نساء العرب ، وهل الله يلبي لمحمد وقومه رغباتهم الجنسية ! . وفي نفس السياق نسرد ما قالته عائشة لمحمد / بموضوع ذات صلة ، عندما كان الله يسارع في تحقيق رغبات محمد ( أخرج بن سعد عن منير بن عبد الله الدؤلي ، أن أم شريك الدوسية عرضت نفسها على النبي ، وكانت جميلة فقبلها . فقالت عائشة : “ ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خيرٌ ” ، قالت أم شريك : “فأنا تلك”. فسمَّاها محمد مؤمنة. فقال : “وامرأة مؤمنة … الخ” ، فلما قال محمد هذا قالت عائشة : “ إن الله يسرع لك في هواك ”. وهذا أيضاً مذكور بالنص في صحيح البخاري الجزء الثالث صفحة 164 ) .

3 . والقول أنه لن يتم وطأ السبايا ألا بعد ( فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن ) ، أي أذا كانت حاملا أن تضع حملها أو أن تحيض حيضة واحدة ثم يباشرها ، فهذا الكلام لا أراه عمليا ولا يمكن تطبيقه على غزاة متعطشين للجنس ! في مجتمع قبلي جاهلي ، ومن هو الرقيب على الغزاة أذا لم يطبقوا ذلك ! ، وهل هناك من جهة يمكن اللجوء أليها أو التظلم عندها في حال وطأ السبايا قبل أن تحيض أو أن تضح حملها ! أن المهم عند محمد هو الفوز في الغزوة وليس شيئا أخر .

4 . في المعتقد الأسلامي القرآن محفوظ عند الله منذ الأزل ، وفق الأية التالية ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ / سورة البروج 21 – 22 ) ، وتفسير هذه الآية وفق موقع / الأسلام سؤال وجواب ، قال ابن كثير ( في لوح محفوظ أي : هو في الملإ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل . " تفسير ابن كثير 4 / 497 / 498 . وقال ابن القيم وقوله " في لوح محفوظ " أكثر القراء على الجر صفة للوح ، وفيه إشارة إلى أن الشياطين لا يمكنهم التنزّل به لأن محله محفوظ أن يصلوا إليه ، وهو في نفسه محفوظ أن يقْدِر الشيطان على الزيادة فيه والنقصان .) .

* هذا الآية وتفسيرها تأخذنا في متاهات ، لأنها تعني أن كل ما حدث في " غزوة أوطاس " / من سؤال قوم محمد حول وطأ نساء العرب المتزوجات ونزول الوحي على محمد بسماح وطأهن من قبل الباري كله مسطر و مذكور عند الله في اللوح المحفوظ !! ، فهل من المنطق أن يكون الأمر كذلك هذا أولا ، وثانيا بما أن الله يعلم الغيب ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ 78 / سورة التوبة ) ، كان من المفروض أن يكون تحليل وطأ النساء المتزوجات مذكور في النص القرآني منذ البدأ " إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " !! وليس من داع أن ينزل الوحي على محمد متأخرا في غزوة أوطاس.
5 . أختم مقالي بأن الله هو العادل الحكيم ، ولكن في هذا النص يظهر القرآن لنا الله بآنه ظالم وغير عادل ، لأنه يحلل وطأ نساء العرب من قبل قوم محمد ، وهذا أمر مشين ، ولا يمكن أن يكون من مهام الله القدسية ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي