الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيمس مِل (1773 - 1836)

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2020 / 12 / 31
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



31/12/2020

فيلسوف ومؤرخ واقتصادي اسكتلندي، التحق بجامعة أدنبرة، ودرس الفلسفة واللاهوت، وتحول إلى الإلحاد لأسباب أخلاقية أكثر منها فكرية، ثم عمِل صحفياً ومترجماً ثم مديراً لشركة الهند الشرقية بعد أن وجه نقداً لاذعاً لحكومتها في كتابه "تاريخ الهند" الذي دونه في ثلاثة مجلدات عام 1718.
كان "جيمس" تلميذاً لبنتام في الأخلاق، وأحد البارزين في جماعة الراديكاليين الفلاسفة، وهي جماعة كان لها أثرها السياسي والاجتماعي، كالأثر الذي كان للجمعية الفابيةFabian Society  في الجيل التالي.
تأثر "جيمس مل" أيضاً "بالاقتصادي ديفيد ريكاردو (1772 - 1823) وتبنى مذهبه، فنشر كتابه "عناصر الاقتصاد السياسي" (1821) إلا أنه اشتهر بكتابه "تحليل ظواهر الذهن للعقل الإنساني"الذي طور فيه مذهب تداعي المعاني أو الأفكار، في نظرية المعرفة"([1]).
أما في مجال السياسة، فقد رفض "مِل" كل الأفكار الخاصة بالحقوق الطبيعية، ودافع عن الأنظمة النيابية انطلاقاً من حاجة الناس إلى حكومات تحفظ لهم حقوقهم وتحافظ على مصالحهم إزاء الآخرين. كما كان له موقف متميز إزاء الطبقة الوسطى، إذ دعا إلى منحها حق التصويت لأن أفراد هذه الطبقة بنظره، هم القادة الحقيقيون للمجتمع عبر مراحل التاريخ كلها.
فقد دافع بالحجة عن حكم قوي يكون تحت رقابة مجلس تمثيلي منتخب قائم على حقوق تصويت عامة. وكان فكره قليل الانسجام مع فكرة حقوق الأقلية التي عدها طبقة النبلاء ورجال الدين ذوي الامتيازات الفائقة.
لقد كان جيمس مل J.Mill تلميذ بنتام الرئيسي، وقد قاد الحركة لكي يضع أفكار بنتام موضع التطبييق، ولا أقل من ابتكار برنامج تعليمي لتربية ابنه، جون ستيوارت مل، لأن يكون التجسيد الحي للمُثُل النفعية.
كان مل مقتنعاً بأن الإصلاحات البرلمانية الشديدة يمكن أن تتحقق بدون عنف. وآمن بقوة الحجج العقلية في أن تُعَبِّر عن الاستياء العام، وتجنده، دافعة الحكومة، بالتالي، على التغيير، وإن مهمة الحكومة الوحيدة هي "أن تزيد اللذات إلى أقصى درجة، وتقلل الآلام إلى أقصى درجة، التي يستمدها الناس من بعضهم البعض"، ولأنه ليست هناك حكومة تأخذ على عاقتها توزيعاً عادلاً "للمواد الزهيدة للسعادة"، فإن السلطة السياسية –كما يقول جيمس مل- "تستخدم لكي تدافع عن الأغنياء ضد العمال"، فالمصدر الرئيسي للثروة هو العمل وإذا لم يستطع العمال أن يحتفظوا بنسبة كبيرة مما ينتجونه، فإنه سيكون لديهم دافع قليل لأن يعملوا، ولا بد أن يقهروا، أو يستعبدوا، ولا يمكن أن تكون نتيجة ذلك سوى الاستعباد المنظم للكثرة عن طريق القلة من المشاركة في اعظم قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس، لذلك لابد أن تخطط الحكومة من جديد ضد هذه النتيجة، لابد أن تكون لديها السلطة الضرورية لأن تقاوم المصالح الخاصة، إن السلطة وسيلة لغاية، والغاية هي كل شيء، دون استثناء، يسميه الموجود البشرى اللذة، وإزالة الألم"([2]).
لذلك، أيد الأكثرية كما عبر عنها الحكم التمثيلي، ودافع عن التعليم العام، وكل واحد يجب أن يذهب إلى المدرسة، فالتعليم يحرر عقلياً وأخلاقياً، ويجب أن تحكم الأكثرية المتنورة بالعلم، وهذا النوع من التفكير ينسجم مع فلسفة عصر التنوير في السبعينيات (1700)"([3]).
 


([1]) غنارسكيربك و نلز غيلجي – تاريخ الفكر الغربي .. من اليونان القديمة إلى القرن العشرين – ترجمة: د.حيدر حاج إسماعيل – مركز دراسات الوحدة العربية – الطبعة الأولى ، بيروت، نيسان (ابريل) 2012 - ص 559
([2])  تيموت بىفلر- مرجع سبق ذكره – مقال بعنوان: جيرمىبنتام وجيمس مل- تاريخ الفلسفة السياسية– ص 363
([3])غنارسكيربك و نلز غيلجي – مرجع سبق ذكره - تاريخ الفكر الغربي - ص 559








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو