الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة لعبة وهذه قوانينها | 2

إسلام بحيري

2021 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول (نيل دونالد والش) في كتابه (حوارات مع الله Conversations with God) :
في ربيع عام 1992 - كان عيد الفصح حسبما أذكر - حدثت ظاهرة غير عادية في حياتي. بدأ الله يتحدث معك من خلالي.
دعني أوضح.
كنت حزينًا جدًا خلال تلك الفترة، شخصيًا ومهنيًا وعاطفيًا، وكنت أشعر بالفشل في حياتي على جميع المستويات. نظرًا لأنني كنت معتادًا منذ سنوات على كتابة أفكاري في رسائل (والتي لم أقم بتسليمها أبدًا)، التقطتُ لوحتي القانونية الصفراء الموثوق بها وبدأت في التعبير عن مشاعري.
هذه المرة، بدلاً من إرسال رسالة أخرى إلى شخص آخر تخيلت أن يكون ضحية لي، اعتقدت أنني سأذهب مباشرة إلى المصدر، مباشرة إلى أكبر ضحية لهم جميعًا. قررت أن أكتب رسالة إلى الله.
لقد كانت رسالة حاقدة وعاطفية مليئة بالإرباكات والإلتواءات والإدانات، وكومة من الأسئلة الغاضبة. لماذا لم تكن حياتي تعمل؟ ما الذي يتطلبه الأمر لجعلها تعمل؟ لماذا لا أجد السعادة في العلاقات؟ هل سيراوغني هاجس المال الكافي إلى الأبد؟ أخيرًا - والأكثر تأكيدًا - ماذا فعلت لأستحق حياة من هذا الصراع المستمر؟
لدهشتي، بينما كنت أخربش آخر أسئلتي المُرة غير القابلة للإجابة، واستعديت لإلقاء قلمي جانبًا، بقيت يدي متوازنة فوق الورقة، كما لو كانت ممسكة ببعض القوة الخفية، فجأة، بدأ القلم يتحرك من تلقاء نفسه. لم يكن لدي أي فكرة عما كنت على وشك كتابته، ولكن بدا لي أن هناك فكرة قادمة، لذلك قررت أن أتدفق معها. ثم طلعت:

= هل تريد حقًا إجابة على كل هذه الأسئلة، أم أنك تُنَفّس عن نفسك فقط؟

تراجعت... ثم خطرت ببالي رد، كتبته أيضًا: كلاهما، أنا أنفس عن نفسي، بالتأكيد، ولكن إذا كان لهذه الأسئلة إجابات، فسأحب بالتأكيد سماعها!
= أنت "متأكد من أن الكثير من هذه الأشياء كأنها جهنم"، ولكن أليس من الجيد أن تكون "على يقين أنها كالجنة" ؟ (1)

وكتبت: ماهذا الذي يحدث! ما الذي يفترض أن يعني هذا ؟!!
وقبل أن أعرف الإجابة، بدأت محادثة... ولم أكن أكتب بقدر ما أتلقى الإملاء.
استمر هذا الإملاء لمدة ثلاث سنوات، وفي ذلك الوقت، لم يكن لدي أي فكرة إلى أين يتجه، لم تكن الإجابات على الأسئلة التي كنت أضعها على الورق تأتي إلا بعد كتابة السؤال بالكامل وأنحي أفكاري بعيدًا، لكن في كثير من الأحيان كانت الإجابات تأتي أسرع مما أستطيع الكتابة، ووجدت نفسي أكتب لمواكبة ذلك. وعندما كنت أشعر بالتشويش أو أفقد الإحساس بأن الكلمات قادمة من مكان آخر، كنت أضع القلم جانبًا وأبتعد عن الحوار حتى أشعر مرة أخرى بالإلهام.
هذه المحادثات لا تزال مستمرة وأنا أكتب هذا حتى الآن. والكثير منها موجود في الصفحات التي تلي... الصفحات التي تحتوي على حوار مذهل لم أصدقه في البداية، ثم افترضت أنه ذا قيمة شخصية، لكنني الآن أفهم أن المقصود به أكثر من مجرد أنا. إنه كان مخصصاً لك ولكل شخص آخر أتى إلى هذه المادة. لأن أسئلتي هي أسئلتك.
أريدك أن تدخل في هذا الحوار بأسرع ما يمكن، لأن المهم هنا ليس قصتي، بل قصتك. إنها قصة حياتك التي أوصلتك إلى هنا. إنها تجربتك الشخصية التي لها صلة بهذه المواد. وإلا فلن تكون هنا، معها الآن.
دعنا نبدأ الحوار بسؤال كنت أطرحه منذ وقت طويل جدًا:
كيف يتكلم الله ولمن؟
عندما طرحت هذا السؤال، كانت هذه الإجابة التي تلقيتها:
= أتحدث مع الجميع. طوال الوقت. السؤال ليس لمن أتحدث، بل لمن يستمع؟

مفتونًا، طلبت من الله أن يتوسع في هذا الموضوع. هذا ما قاله الله:
= أولا، دعنا نستبدل كلمة (حديث) بكلمة (تواصل) إنها كلمة أفضل بكثير، وأكثر دقة. عندما نحاول أن نتكلم مع بعضنا البعض – أتحدث أنا لك، وأنت إلي - فإننا على الفور مقيدون بحدود الكلمات. لهذا السبب، أنا لا أتواصل بالكلمات وحدها. في الواقع، نادرًا ما أفعل ذلك. أكثر أشكال التواصل شيوعًا لدي هي المشاعر.
المشاعر هو لغة الروح.
إذا كنت تريد أن تعرف ما هو صحيح بالنسبة لك بشأن شيء ما، فابحث عما تشعر به حيال ذلك الشئ.
يصعب أحيانًا اكتشاف المشاعر - وغالبًا ما يكون التعرف عليها أكثر صعوبة. ومع ذلك، تختبئ في أعمق مشاعرك الحقيقة الأسمى.
الحيلة هي الوصول إلى تلك المشاعر. سأريك كيف مرة أخرى، لو أردت.

أخبرت الله أنني أتمنى ذلك، ولكنني الآن أتمنى المزيد من الإجابة الكاملة والتامة على سؤالي الأول. هذا ما قاله الله:
= أنا أيضا أتواصل مع الأفكار. الأفكار والمشاعر ليسوا سواء، على الرغم من أنهما يمكن أن يحدثا في نفس الوقت. في التواصل بالفكر، غالبًا ما أستخدم الأشكال والصور. لهذا السبب، تعتبر الأفكار أكثر فعالية من مجرد الكلمات كأدوات للتواصل.
وبالإضافة إلى المشاعر والأفكار، أستخدم أيضًا وسيلة التجربة (2)

وأخيرًا، عندما تفشل المشاعر والأفكار والتجارب، أستخدم الكلمات. والكلمات في الحقيقة هي الأقل فاعلية في التواصل. هي الأكثر عرضة لسوء التفسير، وغالبًا ما يساء فهمها.
ولِمَ ذلك؟ إنه بسبب ماهية الكلمات. الكلمات هي مجرد أقوال: ضوضاء تمثل المشاعر والأفكار والتجارب. هي رموز. علامات. شارات. إنها ليست حقيقة! هي ليست الشيء الحقيقي. قد تساعدك الكلمات على فهم شيء ما. الخبرة تسمح لك بالمعرفة. ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي لا يمكنك تجربتها. لذلك أعطيتك أدوات أخرى للمعرفة. وتسمى هذه المشاعر. وكذلك الأفكار.
الآن السخرية الأسمى هنا هي أنك قد أوليت الكثير من الأهمية لكلمة الله، والقليل جدًا من التجربة. في الواقع، أنت لا تعطي قيمة كبيرة للتجربة، لدرجة أنه عندما يختلف ما جربته بنفسك مع الله عما سمعته عن الله، فإنك تتجاهل تلقائيًا هذه التجربة وتنحاز للكلمات، في حين يجب أن يكون العكس تمامًا.
تجربتك ومشاعرك حول شيء ما تمثل ما تعرفه بشكل واقعي وبديهي عن هذا الشيء. يمكن للكلمات أن ترمز فقط إلى ما تعرفه، ويمكن أن تخلط في كثير من الأحيان مع ما تعرفه.
هذه، إذن، هي الأدوات التي أتواصل بها، ومع ذلك فهي ليست الطرق، لأنه ليس كل المشاعر، وليس كل الأفكار، وليس كل الخبرات، وليست كل الكلمات مني.
لقد نطق آخرون بالعديد من الكلمات باسمي. تم رعاية العديد من الأفكار والمشاعر من قبل أسباب ليست من خلقي المباشر. والعديد من الخبرات كانت نتاجاً لهذا.
التحدي هو التمييز. الصعوبة هي معرفة الفرق بين الرسائل من الله والبيانات الصادرة من اصادر أخرى. التمييز أمر بسيط مع تطبيق قاعدة أساسية:
إن فكرتي هي دائمًا أسمى أفكارك، وأوضح كلماتك، وأعظم مشاعرك. أي شيء أقل فاعلم أنه من مصدر آخر.
الآن أصبحت مهمة التمييز سهلة، لأنه لا ينبغي أن يكون من الصعب حتى بالنسبة للطالب المبتدئ تحديد الأعلى والأوضح والأعظم
ومع ذلك، سأقدم لك هذه الإرشادات:
التفكير الأعظم هو دائما الفكر الذي يحتوي على الفرح. أوضح الكلمات هي تلك الكلمات التي تحتوي على الحقيقة. أعظم شعور هو ذلك الشعور الذي تسميه الحب.
الفرح والحقيقة والحب.
هذه الثلاثة قابلة للتبادل، وواحد يؤدي دائمًا إلى الآخر. لا يهم في أي ترتيب يتم وضعها.
بعد أن حددت هذه الإرشادات الرسائل التي تخصني وميزتها عن التي جاءت من مصدر آخر، فإن السؤال الوحيد المتبقي هو: هل سيتم الرد على رسائلي ؟.
معظم رسائلي لا يتم الرد عليها. البعض منها لأنها تبدو أكثر من رائعة، البعض الآخر، لأنها تبدو عصية على الإتباع، والكثير منها لأنها ببساطة يساء فهمها. معظمها لأنها لم يتم استلامها.
أقوى رسلي هو التجربة، وحتى هذا أنت تتجاهله. خصوصا هذا أنت تتجاهله.
لو أنكم استمعتم ببساطة إلى تجربتكم لما كان عالمكم في حالته الحالية. نتيجة عدم الاستماع إلى تجربتكم هي أنك تعيد عيشها مرارًا وتكرارًا. لن يتم إحباط هدفي، ولن يتم تجاهل إرادتي. ستصلك الرسالة. عاجلا أم آجلا. لن أجبرك على ذلك. لن أكرهك أبدا. لأني أعطيتك إرادة حرة - القدرة على أن تفعل ما تريد - ولن أسحبها منك أبدًا.
ولذا سأستمر في إرسال نفس الرسائل إليكم مرارًا وتكرارًا، على مدار آلاف السنين وإلى أي ركن من أركان الكون تشغلونه. سأرسل لك رسائلي إلى ما لا نهاية، حتى تستلمها وتغلقها، واصفاً إياها برسائلك.
ستأتي رسائلي في مئات الأشكال، في ألف لحظة، عبر مليون سنة. لا يمكنك أن تفوتها إذا كنت تستمع حقًا. لا يمكنك تجاهلها بمجرد سماعها حقًا. وهكذا سوف تبدأ اتصالاتنا بشكل جدي. لأنك في الماضي تحدثت معي فقط، دعوتني، وتشفعت إليّ، وتضرعت إليّ. ومع ذلك، يمكنني الآن أن أتحدث إليكم، حتى كما أفعل هنا.

كيف لي أن أعرف أن هذا الاتصال من عند الله؟ كيف أعرف أن هذا ليس من مخيلتي؟
= وما الفرق؟ ألا ترى أنه يمكنني العمل بسهولة من خلال خيالك مثل أي شيء آخر؟ سأقدم لك الأفكار أو الكلمات أو المشاعر الصحيحة بالضبط، في أي لحظة، مناسبة تمامًا للغرض المطروح، باستخدام أداة واحدة أو عدة أدوات.
ستعرف أن هذه الكلمات مني، لأنك لم تتكلم بهذا الوضوح من قبل من تلقاء نفسك. ولو كنت قد تحدثت بالفعل بوضوح عن هذه الأسئلة، فلن تسألها. (3)

وللحديث بقية..
___________________________
(1) من أجل التوضيح، يجب أن أوضح أنني عندما قمت بنسخ هذا الحوار يدويًا، قمت بوضع علامات على الكلمات والجمل التي جاءت إلي بتركيز خاص - كما لو أن الله كان يفجرهم، وضعها لاحقًا بين علامتي تنصيص هكذا " " عامل الطباعة.
(2) التجربة تعني حياتك، ممارستك واحتكاكك مع الناس، وهذا هو ما يشكل المعاملة أو العلاقة المتبادلة بينك وبين الله الخاصة بك أنت وحدك، فأنت حين تعامل نفسك وتعامل الناس فأنت تعامل الله الظاهر فيك وفيهم، وبالتالي فلكل منا علاقة لها يصمة تختلف عن غيرها، ولكل منا رسائل تصله - من الناس ومن المواقف - لها طبيعة تختلف عن الرسائل التي تصل الآخرين، لأننا نختلف في وسعتنا الروحية ويختلف نصيب كل منا من أسماء الله وصفاته، وبحسب كل ذلك تتحدد تجربتك.
(3) لو أردت أخي القارئ أن تأخذ صورة عامة عن الكاتب، شاهد هذا الفيديو
www.youtube.com/watch?v=Zh89tDoff8Q&ab_channel=nedjmo








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأبين قتلى -وورلد سنترال كيتشن- في كاتدرائية واشنطن


.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال