الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الثالثة

بولات جان

2006 / 7 / 20
المجتمع المدني



- السيكولوجية الجماعية للعصيان المدني:

لا يجب غض النظر عن العالم الداخلى للإنسان أو اهماله. حيث تكون جميع التصرفات و المواقف نابعة من إيمانٍ عميق. اعتناق الفرد لأهداف الجماعة ضمن العملية أمر ضروري و مهم جداً. إذا لم يكن الفرد منظماً بكل عنفوان و عميق الإيمان، فلن يكون جريئاً في النضال و لن يضحى في سبيل الاهداف العظيمة. بقدر ما تكون عمليات العصيان المدني امتحاناً اجتماعياً فهي امتحان تشحذ الفرد و تقويه وتطوره.

أول امتحان لنا في بداية العملية يتمثل في الايمان بأهداف نزاعنا. والامتحان الثاني هو محاولتنا قدر المستطاع فهم المعادي و إفهامه بأننا نريد تفهمه و فهم ما يطرحه و يدافع عنه. مثلاً كأن نقول له:" هل تعني أن نفهمك بهذا أو ذلك الشكل؟". يجب أن توضح بأن هذا النزاع او العملية لا يستهدف تعميق الكراهية و تحريض المعادي لإظهار العداوة و الخشونة، بل على العكس كي نبرهن له أن العملية فرصة للتعارف و الجدال معه... أثناء مثل هذه العمليات ترتفع وتيرة التوتر و شدّ الاعصاب و القلق و تزداد الحرارة ضمن الجماعة و تتولد عن كل ذلك طاقة كبيرة جداً. لا يجب أن يترك عقالها بل أن يتم توجيهها بحيث تخدم الهدف الرئيسي للنزاع.

لمن يوجه نشاط العصيان المدني ؟

"إن هدف النشاط هو خلق الحوار بيننا وبين أنفسنا، بيننا وبين الجماهير، بيننا وبين النظام. فالنشاط ليس هدفاً لذاته".

بإدراك المعنى السابق يمكن أن نحدد العدو المستهدف بأنشطتنا، وسيجد الدارس أن هذا العدو هو:

1- النفس

2- المجتمع

3- النظام



- ليس صحيحاً أن"كل ما أُخذ بالقوة لا يُستعاد إلا بالقوة"!

هذا خطأ!

القوة لا تعني العنف و الممارسات الشديدة. فالقوة أوسع و آفاقها أرحب بكثير من التحديد بالعنف. الإصرار قوة، المحبة قوة، المعارضة السلمية و العقلانية قوة، الحوار قوة و العصيان المدني أكبر قوة. يجب أن تكون القوة بجانب الحق و ليس الحق بجانب القوة. إذاً القوة ليست عبارة عن النار و البارود فحسب، حتى ان الرد الوجداني للظلم و العنف تشكل قوة كبيرة. إذاً تبقى مقولة "كل ما أُخذ -بالقوة لا يُستعاد إلا بالقوة" صحيحة و ستبقى.

- يجب احترام القانون و الامتثال له مهما كان:

هذا خطأ!

الاحترام المفرط للقوانين يؤدي بالانسان إلى سن قوانين معادية لنفسه بنفسه. و هذه القوانين تجعل منه مسيّراً لا مخيّراً، أي تجعله آلياً كـ الروبوت. ليس الرضوخ الاعمى للقوانين بل القيام بما يراه الوجدان مناسباً. لأن الوجدان هو القانون الاسمى من كل شيء.

- المال يقويّ الوجدان:

هذا خطأ!

المال، يجعل الانسان يهمل الكثير من الاسئلة التي تحتاج إلى أجوبة و يتركها جانباً. و بالتالي يفقد الفرد وجدانه. لنأخذ ضريبة من الضرائب المفروضة على الشعب. قد تكون ضريبة كيفية جائرة. الفقير لا يمكنه تسديد الضريبة او يصعب عليه ذلك و ينهك كاهله، و لذا تراه يحاكم هذه الضريبة منطقياً و وجدانياً. فهو يتساءل" لمن تذهب هذه الضريبة؟ من المستفيد الرئيسي منها؟ هل تخدمني أو تخدم جماعتي و محيطي؟ و هل بمقدور الجميع تسديد هذه الضريبة؟" فإن وجدها محقة و ضرورية يمتثل لها و إن كانت باطلة و جائرة فأنه يرفضها أو يتهرب منها. أما الغني صاحب المال الكثير فأنه لا يهتم بها كثيراً. فبمقدوره دفعها دون أي تأثر و لا يحمل نفسه عناء التفكير بحقانيتها أو بطلانها. و لا يفكر هل بمقدور جاره الفقير تسديد هذه الضريبة. أي انه لا يجري لها محاكمة وجدانية. و إن عارضها فذلك نابع عن الجشع ليس إلا!

الغاية تبرر الوسيلة:

هذا خطأ!

منطق ٌقاله ميكافلي. يقدم الغاية مهما كلف الأمر، وإنه أشبه بالانتهازية والمصلحية النفعية و لا مجال له في العقل والذكاء العاطفي و الإنساني و بالأخص في الموروث الشرقي الاصيل. فإن كانت الوسيلة عنيفة و دموية فهي تسيء إلى الهدف مهما كان نبيلاً و تفتح جروحاً لا تندمل سريعاً. و إن كانت الوسيلة نبيلة وإنسانية سلمية، فإنها تزيد من حقانية الحق و تقوي ظهر الساعي إليه. فالعنف لا يولد إلا التأخر و تشويه السمعة(كما يقول الإمام الشيرازي). و يقول أوجلان "بقدر ما تكون الغاية نبيلة يتوجب نُبل الوسيلة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة