الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من دمر العراق بعد 2003 1/2

أدهم الكربلائي

2021 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجميع يعرف من ساهم في تدمير العراق منذ 2003، لكن هذه المقالة تريد التذكير بالذين يجب أن يمثلوا يوما أمام القضاء العادل، والذين رحلوا منهم فنوقفهم أيضا أمام محكمة التاريخ، ولم يعذرهم موتهم عن المحاسبة.
يا ترى من دمّر العراق؟
البعض سيقول الاحتلال الأمريكي هو الذي دمر العراق، ومن غير تبرئتها من أخطائها الفظيعة، سواء ارتكبتها بقصد تدمير العراق بنوايا خبيثة، أو لغبائها، ولا أبرئ السياسة الأمريكية من الغباء. لكن أمريكا لم تكن العامل الأساسي في تدمير العراق. لكن سقوط نظام صدام الديكتاتوري مثل فرصة لبداية جديدة، فتعليق الغسيل الوسخ على شماعتي أمريكا وحزب البعث ما هو إلا هروب من مواجهة الحقيقة، أو هو تبرير للمسببين الحقيقيين للكارثة التي حلت بعد 2003 بالعراق. وكون الأحزاب المتنفذة قد جاءت بها أمريكا قول غير دقيق. هذه الأحزاب كانت تمثل قوى المعارضة في المهجر، ولم تكن هناك معارضة منظمة تذكر في الداخل، بعد أن أبادها صدام بقمعه اللامحدود في دمويته. معارضة المهجر هذه كانت تترقب سقوط صدام، سواء على أيدي إيران أثناء حرب الثماني سنوات، التي أشعلها الطاغيتان صدام وخميني، أو على أيدي أمريكا، أو بأي وسيلة أخرى، كأن يكون ذلك عبر انقلاب عسكري، أو انتفاضة شعبية كانتفاضة 1991. عندها كانت ستدخل أحزاب معارضة المهجر وتستلم زمام الأمور لقيادة مقدرات العراق سيئ الحظ.
كما وبلا شك إن للتدخلات الإقليمية لدول الجوار دورا تدميريا تخريبيا ومؤذيا منذ 2003، ولا يمكن تبرئة أي من تلك الدول، على رأسها إيران، أكثر دول الجوار كان لها نصيبها في مرحلة من المرحل من التخريب على جميع الأصعدة. أيضا لسلطة إقليم كردستان وسياسات الحزبين المضرة بمصالح الكرد وبمصالح عموم العراق. كما كان للسياسة السنة السيئين الطائفيين مشاركتهم الكبيرة في عملية التدمير.
لكن علينا أن نشخص لمن كانت حصة الأسد في عملية تدمير العراق. إنها بلا أدنى شك قوى الإسلام السياسي الشيعية، فإنها المسؤولة الأولى والمسؤولة الرئيسة لتأسيس وتأصيل وإدامة كل عوامل تدمير العراق، دولة ومجتمعا، فضيعت الفرصة التاريخية الدهبية على العراق، وعلى الشعب العراقي، أن يقيم نظاما ديمقراطيا حقيقيا، ودولة مواطنة حديثة، تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه للمجتمع العراقي، وتجذّر مشاعر وأواصر الإخاء بين شرائح الشعب العراقي، وتُنجِح التجربة الديمقراطية الاتحادية في العراق، لتكون نموذجا يرفع رأس العراق في العالم ويحتذى به في دول الجوار، ونحسد عليه. ولا ننسى دور المرجعية الدينية الشيعية التي تتحمل قسطها من مسؤولية ما حصل، ولتي احتاجت إلى سنوات من عمر العراق، حتى تكتشف مساوئ هذه الطبقة السياسية التي دعمتها وباركتها ومنحتها الشرعية الدينية، فنقول لها، هل العراق حقل تجارب للجهلة بالسياسة؟
إن التقسيم الثلاثي سيئ الصيت وذا النتائج المدمرة للشعب العراقي والمشهد السياسي، إلى شيعة إسلاميين، وعرب سنة، وكرد قوميين؛ هذا التقسيم الذي شكلت فيه القوى الإسلامية الشيعية النسبة الأكبر، وكانت المؤسس الأساسي له، والأكثر تأثيرا على مسار العملية السياسية. أما القوى السنية فهي متوزعة بين إسلاميين يمثلون امتدادا لحركة الإخوان المسلمين، وعروبيين، وذوي نزعة قبلية، وطائفيين، وذوي حنين لعهد صدام. والسياسيون الكرد نراهم قوميين بامتياز، تمثل القوى المفترض بها أنها علمانية، لكن غير الديمقراطية العامل المؤثر عندهم، كما هناك قوى إسلامية متمثلة بثلاثة أحزاب، والذين لم تمنعهم إسلاميتهم أن يكونوا قوميين كبقية الأحزاب، أكثر بكثير مما تتطلبه المصالح القومية للشعب الكردي. ووحدها القوى الشيعية جمعت بين السيئتين، سيئة الإسلام السياسي وسيئة الطائفية السياسية. فمجرد التخندق سياسيا في هوية طائفية معينة هو لون من ألوان الطائفية السياسية ودرجة من درجاتها، وكل ألوانها قبيحة، وكل دراجاتها مدمرة. فالتخندق الطائفي سياسيا هو من أخطر عوامل الهدم لأهم ركن للدولة الديمقراطية الحديثة، ألا هو ركن المواطنة، إلى جانب الطاقة التدميرية للإسلام السياسي، وآلوا على أنفسهم إلا الجمع بين العورتين والسوأتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابارك موضزعيتك استاذ ادهم وليكن سؤال من دمر العراق
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 1 / 4 - 02:01 )
جامعا لجميع الكتاب العراقيين الوطنيين لاغناء الاجوبه وتفصيلها وصولا لتحديد اسماء المجرمين بحق عراقنا المطلوم الجريح الذي اعيد الى قرون الطلامة العثمانية نهبا وسلبا ورجعية وجهالة بربرية حولت المجتمع العراقي العظيم الى قطيع من اللطامة والمشايه قطيع من متطاهري ادواة الفاشية الخامنئيه سليماني والمهندس رغم اننا ندين الاغتيال السياسي وندين جعل العراق ميدانا لتصفية الحسابات بين الدول-وجعلوا بهيمة مثل مقتده يتجراء لاعلان اطماعه بالاسيلاء على العراق-ايها الكتاب العراقيون الواعون الوطنيون ساهموا بتصفية الفكر المنحط الطائفي والديني والعرقي-ومنها واقع مجتمع الساده والعاميه وتقبيل الايدي النجسه لعملاء الاجنبي وناهبي الثروة الوطنيه-العراق للعراقيين وانبل لقب هو المواطنه العراقية الواحدة الشريفه -تحياتي


2 - جميل هذا المقال
المستنير الحازمي ( 2021 / 1 / 5 - 05:23 )
أنا من السعودية ومهتم جدا بما يحصل في الوطن العربي كله ..وحقيقة جميل منك أنك لا تحمل الغزو الاميركي للعراق ضربية ما يحدث للعراق من خراب وتدمير ..وأن سبب ذلك هي

الأحزاب السياسية الدينية لا غير شكرا لك على هذا المقال ونراك في موقعي المتواضع http://marsdcom.net/

اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah