الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بسبب أني ملحد صرت فقير..أفقرني الله وأقفرتني الحكومة

المستنير الحازمي

2021 / 1 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أنا في أرض ليس فيها رزاق سوى الله ... لكي ترزق عليك أن تؤمن بالإله الرزاق. و إلا لن ترزق وتكسب شيئا !!
وقد حول الله مصدر الرزق من السماء إلى باطن الأرض ... فما عاد في السماء رزقكم, وما عاد ينزل من السماء إلا النيازك وبراز الطيور.. لذلك لن أرزق بفلس أو درهم أو دينار.
أو بأي شيء من مال الله.. أو أن أقبض بعملة الله المفضلة الدولار الأمريكي والريال الأخضر السعودي.. وفي الحقيقة ‏إني مفلس ومعدم و فقير
وكل ذنبي هو أني ملحد غير مؤمن في دولة مؤمنة ..ليس فيها رزاق سوي الله وبسبب أني قرأت الطبعة الأولى والأخيرة والممنوعة في بلدي السعودية من قصة الفلسفة
"إنّ الله تعالى بقدر ما يعطي من الحكمة يمنع من الرزق"
أفلاطون
ولقد قضيت طفولتي ومراهقتي وأنا في تجارة مع الله أصلي أركع أسجد ..أعتني بمساجده وجوامعه ومصلياته.. وأعمل في إزالة الغبار والتراب المتراكم على قرآنه ومصاحفه وسجاده وفرشه ...
أفتح المسجد حين يغيب فراش وبواب المسجد ,و أوذن حين يغيب مؤذن المسجد وأنظف واكنس وأبخر بالبخور وأعتنى ببيوت الله.. أفضل عناية, كل ذلك تجارة مع الله.. لكن لا أذكر أني رزقت بشيء من الله مقابل أتعابي تلك سوى بعشرة ريالات وجدتها كالقطة على الأرض. بعد صباح شاق قضيته ذلك اليوم في تنظيف المسجد.. وإزالة مياه الأمطار عنه .أمطار أغرقت كامل المسجد كما لا زلت أذكر
إن مشكلتي الأزلية مع الله هي أنني لم أفتح فمي لكي أرزق مثلما يقول المثل "افتح فمك يرزقك الله" ومثلما يفعل رجال الدين والدعاة والوعاظ وكيف يجنون ملايين الدولارات من وعظهم وتجارتهم بالدين, وكيف كسبو المال والجنس والسلطة .. بل عملت بيدي بإخلاص وتفاني . كله من أجل الله.. لكن لم أزرق بشيء من هذا الإله.. لم أرزق بشيء خسرت تجارتي مع الله فكانت أول مخاسري ..خسرت الله باكرا فخسرته لاحقا وفيما بعد .. بعد أن كبرت وألحدت به تماما !
لكن تحول عملي بعد إلحادي في تعقب أعمال الله الفاشلة. وتعقب و وتبع فشل رسالته وأنبيائه وديانته على الأرض ..هذا التعقب جعلني فاشلا أدفع ثمن تعقبي ذاك ! فمن جاور الفاشل فشل !! ومن تتبع الهالك هلك
وفي سبيل سعيي عن الرزق أيضا عملت في التجارة مع الحكومة , ففتحت متجرا ومحلا خاصا لأصرف فيه على نفسي وأنفق فيه على احتياجاتي , فإذا بي قد وجدت نفسي أصرف على الدولة والحكومة, رسوم وضرائب وفواتير... لا تنتهي (سجل تجاري.. رسوم الغرفة التجارية بريد واصل .. تأمينات حكومية وأهلية ,,زكاة ودخل.. إيجار محل.. رسوم اللوحة.. رسوم رخص البلدية.. رخص عمل. رسوم ابشر) ...
وبدلا أن استغني وأسد حاجتي افتقرت.. وخسرت تجارتي , فكل من عمل معي رفض العمل معي بسبب الإصلاحات العمالية من وزارة العمل السعودية ..
فالدولة تسعي الي تحرير عمالها الأجانب واستعباد مواطنيها بالداخل بالرسوم والضرائب والكاميرات والتقنية الحديثة .. ولم يبقى معي الا ورقة سجل تجاري هو بمثابة حكم إعدام على حصولي على أية مساعدات حكومية.. أو وظيفة أخرى ..وحين جئت لكي أتخلص منه خرجت لي رسوم مكلفة مرة أخرى ..فأين المخرج والمأل
لقد تحول العيش في بلدي ليكون للأغنياء فقط وللعصابات العمالية.. للعمال الأجانب الذين غزو السوق منذ القدم ولم يعد هناك أمل في تفكيكها.. . أما حالتي فقد تحولت لفقير معدم مرة آخري فقير, ليس لي بعدما خسرت تجارتي مع الله و الحكومة .. سوى الشيطان ولم يترك الأغنياء للفقراء شيئا سوى الله والشيطان ... لكني لا أعرف سبيلا وطريقا لتجارة مع الشيطان.. كم أود أن أكون ولو يوما ومرة تاجرا مع الشيطان.. فأنا أشعر أنه مثلي صادق وصريح ومعارض ورافض وغامض,, ويحب المغامرين والمقامرين , لكني لست جيدا في التعامل مع الشيطان فلم يسبق لي أن تناولت طعام مائدة معه لكي أحضر ملعقة كبيرة !!
إن لسان حاليا مع رزقي مع الله و الحكومة .. مثل حال لسان شاعرنا المعذب الفقير المطارد "ابن الرواندي " الذي قال صدقا وحقا !! ومات شنقا مصلوبا على ذلك
قسمت بين الورى معيشتهم...
قسمة سكران بين الغلط
لو قسم الأرزاق هكذا رجل...
لقلنا إنك مجنون فاستعط
وكما قال شاعرنا أبو العلاء المعري
"إذا كان لا يحظى برزقك عاقل ...
وترزق مجنوناً وترزق أحمقا
فلا ذنب يا رب السماء على امرئ ...
رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا "
وكما قال الشاعر : ابن الروندي
‏سبحان من أنزل الأيام منزلــــــها
و صيّر الناس مرفوضا و مرموقا
كم عاقل في الورى أعيت مذاهبـه
و جاهل في الورى تلقاه مرزوقـــا
هذا الذي ترك الأوهام حائــــــــــرة
و صيّر العالــــــــم النحرير زنديقــا
أو كما قال شاعر مجهول ذات يوم
إذا قلّ مال المرء قلّ فضاوئه ... وضاقت عليه أرضه وسماؤه
وصار لا يدري وإن كان حازماً ... أقدّامه خيرٌ له أم وراؤه
لهذا يا رب أنا سعودي فقير معدم مفلس معارض زنديق !
بالقدر الذي لا تعرفني فيه يا لله أنا لا أعرفك ..فالله لا يعرف الفقراء


المستنير الحازمي

كاتب مستقل من السعودية
مدير ومؤسس مرصد شهداء حرية الرأي والتعبير في الإسلام
يكتب ليكون يوما ما سجينا وشهيدا
www.marsdcom.net








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الضرورات تبيح المحضورات.
سهيل منصور السائح ( 2021 / 1 / 7 - 05:23 )
هذه هي القاعدة الذهبية والتي على نهجها بسير علماء السعودية اي اذا كان لابد من اصدرا فتوى حسب طلب السلطة الحاكمة وان كانت مخالفة لما ورد في الكتب المقدسة سوى كانت سماوية او ارضية فاصدارها واجب لان الضروؤات تببيح المحضورات. فعليه يا اخي الكريم لماذا لا تتقيد بتلك التعاليم التي تجعلك ملحدا في الداخل ومؤمنا في الخارج اسوة بعلمآئكم. فهل اصحاب اللحى الطويلة والثياب القصيرة والمسواك في الجيب كلهم مؤمنون بما يقولون ام انها المصلحة اعتمادا على القاعدة المذكورة اعلاه والقاعدة التي لا تقل تسامحا عنها وهي: الذي لا يقوم الواجب الا به فهو واجب.فحياتك ورفاهيتك هما واجب طالما اتيت الى الدنيا. كن شجاعا واغتنم الفرص لانها تمر مر السحاب.عندما رفض الحسين بن علي بن ابي طالب بيعة يزيد بن معاوية استشار شريخ القاضي في شانه وطلب اصدار فتوى تبيح قتله فرفض في البدء ولكنه تدارك رفضه واصد فتوى تبيح قتل الحسين استنادا على القاعدة الذهبية: الضرورات تبيح المحضورات وهذا ما حصل. كن شجاعا ايها الاخ وتقدم لامامة المصلين باجازة دار الافتاء والبحوث وعندها ستتحول الى مليونير وانت مؤمن في الخارح وملحد في البطن. اغتنم الفرص


2 - شكرا لك
المستنير الحازمي ( 2021 / 1 / 7 - 08:48 )
أخي الاستاذ سهيل منصور السائح شكرا على تعليقك وفي الحقيقة ..صعب على الانسان في هذه الحياة العيش بوجهين وشكلين ومظهرين حتي ولو لضرورة فانا من الناس التي لا تحب بقاء الحقيقة في الخفاء ..لقد افتقرت

بسبب هجران الناس لي وقلة الفرص وانعدام اي أمل في الداخل الوظيفة الوحيدة التي جأتني هي امام مسجد في الحي بذمتك أي ضرورة تجعلني أشتغل هذه الوظيفة التي تتعارض معي قيمي صعب جدا العمل بها لذا فضلت العوز والفقر على أن أجد رزقا بهذا الشكل ..علماء السلطة من المعتاد لديهم ارتدياد باب السلطان فهم لصوص لكن المثقف صعب جدا عليه ذلك أن يشحذ من
السلطان لذلك لا سبيل لدي ولا شيء عندي لكي أعمله


3 - هذا رايي ايها المستنير
سهيل منصور السائح ( 2021 / 1 / 7 - 09:40 )
لماذا لا تتطلب اللجوء وتهاجر الى دولة غربية فهناك لك كامل الحرية في ابداء الراي كما ان الدولة المضيفة ستوفر لك العيش الى تحصل على عمل. اما اذا كنت ممنوعا من السفر فالضرورات تبيح المحظورات فتمسك بهذا المبدا الى ان تتوفر لك الفرصة لمغادرة البلد. اخي الكريم لمذا لا تطلب من رواد موقعك (المرصد) ـ ولا سيما الذين يعيشون في دول غربية المساعدة وانا على يقين انهم سيقدرون ضروفك. اقسم لك صادقا لو ان الظروف الامنية في بلداننا العربية تسمح بذالك لقدمت لك المعونة ولكن يؤسفني ذالك. اعود واكرر يا اخي الكريم اشكرك على صلابة ايمانك ولكن الظروف لها احكام والعمل بقاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) الى ان تنتهي الضرورة سلوك انساني اذا لم يؤدي العمل بها الى ظلم او ايداء الآخرين. كن امام مسجد الى ان تنتهي الضرورة وما يضيرك من ذالك. ستقول لي انه نفاق. نعم انه نفاق ولكنه نفاق مقبول الى ان تنتهي العلة لان وضعك كـ الجآئع الذي يحل له ان ياكل الجيفة حفاضا على نفسه. نتمتى لك التوفيق.


4 - شكرا لك
المستنير الحازمي ( 2021 / 1 / 7 - 11:14 )
ألف تحية وألف شكرا إلك استاذ سهيل منصور السائح شكرا لك كثيرا بحق السماء على كل ما أبديته من تعاطف وإحسان معي وأنا أعيش هذا الظرف الصعب من حياتي ..نعم هو الهجرة هي الحل وأتمني أن أجد القوة والعزيمة والارداة لفعل ذلك فالهجرة أمر جدا صعب لكن ليس مستحيل وليس منه مفر فكل السبل تقطعت بي في بلد الاسلام والايمان ..ولم يعد من حل سوي الهجرة ,, سوف أحاول وأحاول حتي أهاجر لأي بلد غربي ,,في العالم ,, شكرا لك وأتمني أن

تكون صديقا دائما لي هنا وفي مرصدي فأنا بحاجة لوقفتكم ودعمكم وتشجيعكم

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في