الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبادة الفلسفية: العيد الرابع

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 1 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يوجد عيد رابع يضاف إلى الأعياد الثلاثة في العبادة الفلسفية الإلهية، والتي كان الفلاسفة القدماء والأجلة العلماء من اليونانيين، يأخذون فيها أولادهم وتلامذتهم للعبادة، يتناهى في هذا العيد طول الليل وقِصَرُ النهار، ويأخذ الليل في النقصان، والنهار في الزيادة، وينصرفُ الخريف، ويدخل الشتاء ويشتد البرد، ويسخن الهواء، ويتساقط ورق الشجر، ويموت أكثر النبات، وتنحجر الحيوانات في أعماق الأرض وكهوف الجبال من شدة البرد. فإذا كثرت الأنداء ونشأت الغيوم، وأظلم الهواء، وكلح وجه الزمان، هزلت البهائم وضعفت قوى الأبدان، ومُنِعَ الناسُ التصرُفَ والاجتماع بعضُهم من بعض، ويُمِرُ عيش أكثر الحيوان. وكانت الحكماء تتخذ هذا اليوم يوم حزن وكآبة وندم واستغفار، وكانوا يصومونه ولا يُفطرون فيه.
وأمثال هذه الأعياد الأربعة ذكرت ووصفت في الزمان بالحركات الفلكية ومُوجبات أحكام النجوم وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء. وفي الشريعة الفلسفية نزول الشمس الحَمَلَ والسرطانَ والميزانَ والجَديَ. وفي الصورة الإنسانية أيامُ الصبا وأيام الشباب وأيام الكهولة وأيام آخر العمر، به ذهاب الشخص ومفارقة الجسم للنفس ولذلك يبكي عليه. وفي الشريعة الإسلامية عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الغدير ويوم المصيبة به، أي موت النبي.
وإذا أنعمت النظر إلى أعياد الشريعة الإسلامية وجدتها موافقة للأعياد الفلسفية، ذلك أن النبي محمد (ص)، سَنَ لأمته شريعته ثلاثة أعياد: فالأول منها يوم عيد الفطر وهو أعظم فرح يكون بخروج الناس من شدة الصوم إلى الفطر كفرح أهل الأرض بقدوم الربيع والخصب بعد ذهاب الشتاء. ثم عيد الأضحى وهو يوم تعب ونَصب لأنه يوم الحج، فيكون الوفد الشرعي فيه شعثاً غُبراً، ويحتاج فيه إلى إراقة الدم، ويكون فَرَحاً ممزوجاً بغم ونصب، فيكون الفرح دون الفرح الأول كفرح الفلاسفة بالعيد الثاني من سنتهم، إذ كانوا يستقبلون الهجير والرَمضاء والسمائم وشدة الصيف.
واليوم الثالث في السنة الشرعية يوم وصيته عند انصرافه من حجة الوَداع بغدير خُم، وفرحه ممزوج، لأنه خالط ذلك بنكث وغدر مُوافقاً للعيد الثالث الفلسفي المتقلب فيه الزمان من الصيف إلى الخريف، فتناهى حالُ الثمار وأخذها في النقصان والجفاف.
واليوم الرابع هو يوم الحزن والكآبة، فهو يوم قُبضت فيه روح النبي، وإن كان عيداً له لما وعده ربه تعالى بقوله: وللآخرة خير لك من الأولى" فهو بانتقاله إلى جِوارِ الله وكريم فنائه عيدٌ له، غير أنه مَشبوبٌ بمصاب أمته وانقطاع الوحي وفقدهم شخصه الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة