الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سنترك الغول يأكل أبناء الثورة

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2021 / 1 / 6
التربية والتعليم والبحث العلمي


الثورة التي أسقطت النظام الإنقاذي وقضت علي تسلط البشير وجماعته ينبغي أن تستكمل مشوار التغيير باحداث قطيعة تاريخية كاملة مع العهد الإنقاذوي الإستبدادي، فلا يمكن أبداً إحداث التغيير دون تحرير مؤسسات الدولة وإسقاط سقوف المشروع الإسلاموعسكري العنصري والإقصائي.
يجب أن ندرك أن الصمت حيال الهجمة الموجهة ضد الدكتور عمر القراي هو صمت غير مبرر في زمن لا ينطق إلا بلسان الحق، وتلك الهجمات الشرسة ليس القصد منها النيل من القراي وحده إنما تهدف لإيقاف التغيير الذي سينهي مشروع الإنقاذيين إلي الأبد؛ فاذا إكتمل تحرير المناهج سوف يولد جيل جديد ممسك بزمام أمره وتتملكه إرادة حرة تنتجها الإستنارة، وحينئذن لن يقبل الناس المرور من بوابة الخنوع والخضوع للأسلمة السياسية إنما يشقون طريقهم من باب العلم والمنطق للعبور نحو المستقبل.
وعندما نقف مع د. القراي فوقفتنا تكون مع المستقبل الذي نرجوه جيداً ومشرقاً للأجيال الآتية، ويجب أيضاً الإعتراف بأن قضية وضع المناهج من صميم إختصاصات وزارة التربية والتعليم والمركز القومي للمناهج وليس الجماعات الكهنوتية وقوى الظلام التي لا تريد أن يتقدم السودان ويتحرر من الإستبداد السياسي والفكري ليواكب عالم اليوم والغد بعلوم ومعارف متطورة؛ لذلك يتوجب علينا تحرير المؤسسات بالوقوف المبدئي مع الحقيقة والتغيير الشامل الذي يجعل الثورة فرصة لبناء دولة جديدة ومجتمع مستنيير.
والثورة لا يمكن أن تفصل بمزاج النخب بل هي رغبة الجماهير في حياة أفضل، وتحقيق شعار حرية سلام وعدالة لا يكون إلا بمناهج جديدة تعبر عن جميع السودانيين وتعكس التنوع وتواكب تطور العالم من حولنا، ويجب أن نمنع الغول الظالم من أكل أبناء الثورة كي لا يرد البلاد إلي عهد الظلام.

6 يناير - 2021م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجات الحرارة تهدد قطاع الطاقة العالمي | #عالم_الطاقة


.. الاتحاد الأوروبي يعبر عن دعمه لجهود الوسطاء الدوليين من أجل




.. نتنياهو: قبلنا مقترح الوسطاء وهو اقتراح جيد يتوافق مع فكرة و


.. ترمب يجتمع بنتنياهو للمرة الثانية في واشنطن لمناقشة الوضع في




.. زيارة ماكرون إلى بريطانيا... استقبال ملكي وقمة حول الدفاع وا