الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنشور الاول (المنهج الكوني القرآني)

محمد فادي الحفار
كاتب وباحث في العقائد والأديان

(Mohammed Fadi Al Haffar)

2021 / 1 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


::::
لكي نفهم المنهج الكوني القرآني وقواعده القرآنية القائم عليها لابد لنا وأن ندرك أولً بأن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة ولها اصلً ثابت لا يتغير مهما كثرت فروعها وتشعبت وبحيث أنها تبقى محافظة على أصلها ومعناه من كل بد...
أي أن شجرة التفاح وعلى سبيل المثال قد جاءت في أصلها عن بذرة التفاح وبحيث أنها وعندما تكبر وتنمو وتصبح شجرة ستطرح لنا ثمار التفاح ولن تطرح لنا البطيخ او المنغا أليس كذلك؟
وهذا هو حال الكلمة الطيبة ومن أنها تعود إلى أصلها الثابت في تكوينها مهما كثرت تفعيلاتها لأن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة وبحيث أنها تعبر أصلها ومضمونها ومعناها مهما كثرت تفعيلاتها...
وأما الكلمة الخبيثة فحالها كحال الشجرة الخبيثة التي لا أصل لها لأنها قد اجتثت من فوق الأرض ومالها من قرار وبحيث انك تراها عشوائية و استنباطية في معانيها وكحال اللغو الأعرابي..

وعليه
فإن المنهج الكوني القرآني يؤكد لنا بان كل كلمة من كلمات لساننا العربي المبين تعود في اصلها الى أمر التكوين الخاص بها لأن لسان قرآننا العربي المبين لسان سامي ويعود في أصله ومصدره الى المولى سبحانه وتعالى وأوامره الكونية النافذة لأن امره اذا اراد شيئا ان يقول له (كن) .. (فيكون) ومن أن الله تبارك وتعالى فعال لما يريد وكل أفعاله عبارة عن أوامر كونية نافذة...

وأول أفعال الله الكونية هو الأمر الكوني (كُن) والذي يقرأ بضم على حرف الكاف وتشديد على حرف النون فيكون فعلً ثلاثي الحروف (ك ن ن) وحتى وإن كتب معنا بحرفين فقط لأن حرف النون مشدد..

وعن الأمر الكوني "كن" جاءت التفعيلات الأولية من (كان. كون. كين) والتي تفيد أمور التكوين وتفعيلاته بين فاعل وصفة ومفعول به...

اذن
فإن قاعدة المنهج الكوني القرآني تؤكد لنا بأن أي كلمة من كلمات لغتنا العربية القرآنية يجب ان تعود في أصلها الى فعل الأمر الكوني الخاص بها والمكون من حرفين فقط وعلى وزن كلمة (كن) ومن انه لا يوجد كلمة واحدة في لساننا العربي القرآني لاتعود الى اصلها المثنى وإلا لاصبحت كلمة خبيثة ولا اصل لها وكما سيتضح لكم ادناه...

وعليه
فان الميزان الكوني الخاص بالمنهج الكوني القرآني والذي ينطبق على جميع مصطلحات لغتنا العربية السامية هو الميزان:

كُنّ (كان. كون. كين) وبحيث نقول فيه التالي:

كُنَّ ... فعل أمر كوني نافذ.
كان ... فاعل
كون ... صفة
كين ... مفعول به

وبحيث أن جميع المصطلحات القرآنية والتي هي كلام الله وبدورها تعود في اصلها الى الأمر الكوني الخاص بها لأن جميع كلمات الله عبارة عن أوامر كونية نافذة لان الله فعال لما يريد وكلامه كله أوامر كونية نافذة ومن أنه لا يوجد شيء يقال له أسماء لا تصريف ولا تفعيل لها في لغتنا العربية القرآنية لأن كل مصطلح من مصطلحات القرآن الكريم عبارة عن فعل أمر كوني عائد في أصله لله تبارك وتعالى الفعال لما يريد وهذا اولً...

واما ثانيا فهو أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل لنا الرسل وأنزل معهم الكتاب والميزان ولقوله:

(لقد ارسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان)

ومن أنه ومن الواضح لنا هنا بان الكتاب منزل مع رسل ربي والميزان ايضا منزل معهم وبحيث أن ميزان ربي موضوع لكل كبيرة وصغيرة في هذا الكون وبما فيها ميزان الكلمة لأن كل شيء عنده بموازين..

وعليه
فهناك ميزان للعدل وميزان للرحمة وميزان للحق وميزان للخير وميزان للشر وميزان لكل كبيرة وصغيرة في هذا الكون ومن ضمنها ميزان الكلمة الذي اضعه لكم او ميزان المصطلحات القرآنية الكريمة الموزونة بميزان (كن) وكما هو حال الكون كله وبانه موزون بميزان (كن) والذي هو امر الله النافذ في كل شيء يريده..

اي ان الميزان القرآني الخاص بمصطلحات القران الكريم هو "كنّ" (كان. كون. كين) لان الأمر الإلهي "كُنّ" هو أصل الأفعال الكونية جميعها وسيدها وبحيث ان كل شيء قد جاء عنه ولقوله عز من قائل للشيء (كُنّْ ... فيكون) ومن ان كل من ينظر الى الفعل (كنّْ) سيظنه فعل ثنائي الحروف لأنه ينسى بان حرف النون مشدد ومكرر ومن ان الأصل في نطقنا له يكمن في وجود حرفي نون (ك ن ن)..

وعليه
وعلى موجب الميزان الكوني (كن) .. (كان. كون. كين) استطيع ان أزن جميع المصطلحات القرآنية ودون أي استثناء فأقول:

عُدّ .. (عاد. عود. عيد) وجميعها تفيد معنى العودة..

عُدّ (امر كوني نافذ)....
عاد (فاعل)
عود (صفة)
عيد (مفعول به)

صُدّ .. (صاد. صود. صيد) وجميعها تفيد معنى الصد..

صُدّ (امر كوني نافذ)....
صاد (فاعل)
صود (صفة)
صيد (مفعول به)

حًلَّ .. (حال. حول. حيل) وجميعها تفيد معنى الحلول..

حلَّ (امر كوني نافذ)....
حال (فاعل)
حول (صفة)
حيل (مفعول به)

وعلى هذا المنوال نستطيع أن نزن جميع مصطلحات لغتنا العربية من خلال ميزان قرآننا العربي السامي ونقول بأن جميع مصطلحاته لغتنا العربية تعود في أصلها إلى فعل الأمر الكوني الخاص بها لأن قرأننا وبجميع مصطلحاته عبارة عن كلام الله الفعال لما يريد والذي تعود جميع أفعاله الأمر الكوني النافذ (كن) فيتم أمره حتمً و (يكون) وبحيث أنكم ستصلون إلى الامر الكوني النافذ لأي مصطلح من مصطلحات لغتنا العربية السامية إن أنتم اتبعتم هذا المنهج الكوني...

أي أن أي مصطلح من مصطلحات لغتنا العربية السامية يجب أن يعود في أصله الى فعل الأمر الكوني المشدد الخاص به وعلى وزن (كُنّ) او (عُدّ) او (حُلّ) او (صدّ) والتي هي جميعها ثنائية الحروف في كتابتنا لها ولكنها ثلاثية الحروف في نطقها وذلك لأن الحرف الثاني منها يكون مشددً دائماً (مكرر) وبحيث أنكم وان لم تصلوا إلى هذه الجذر الثنائي في كتابته والثلاثي في نطقه لأي كلمة من كلمات لساننا العربي السامي فإنكم لن تفهموا معناها الصحيح أبدا..

كما وأن فعل الامر الكوني المشدد في لساننا العربي السامي (والذي هو جذر ثلاثي في واقع الأمر) على علاقة وثيقة جدا بالكون المحيط بنا والذي هو كون واحد ضخم ومحيط ضمنه بجميع انواع المثانى والأضداد ومن انه ليس اختراع من عندي وافرضه عليكم وذلك لان القرآن الكريم هو الكون الأصغر والذي نستطيع من خلاله ان ندرك الكون الأكبر المحيط بنا...

وكوننا هذا هو كون المثانى المتشابه والمتوازنة بالمثلية من موجب وسالب ونور وظلام وخير وشر وجنة وجهنم ونار وماء وذكر وانثى وجميع أنواع الأضداد الثنائية المتشابهة بالمثلية وإن اختلفت في التوجه وبحيث يحيط بهم محيط واحد هو الله المحيط بكل شيء تبارك اسمه..

أي أنه كون ثنائي يحيط به المحيط الواحد فيكون عندنا (2) والتي هي المثانى جميعها ضمن المحيط الواحد (1) فيصبح الناتج (3) أو الجذر الثلاثي مرة اخرى..

وعليه
فهناك اثنان من كل شيء ويعتني بهم الفرد الخاص بهم ضمن المحيط الواحد فيكون المجموع ثلاثة دائماُ وبحيث انك ستجد هذه السنة الكونية في كل شيء حولك وابتداء من حبة الفول ذات الشقين ضمن الغلاف الواحد وانتهاء بدماغك البشري والذي هو فصين في جوف الدماغ الواحد وضمن كيانك المحيط الكلي الواحد.

فالمحيط الاعظم واحد وهو (الله المحيط الذي ليس كمثله شيء)..
وداخل هذا المحيط العظيم يوجد الرحمان المثانى...
أي أن الثنائية للرحمان والفردية للرحيم عبارة عن سنة كونية قائمة علينا وفي انفسنا وقبل ان تكون سنة قرانية..

وأعظم المثاني جميعها هو ( الرحمان ) تحت رعاية الرحيم فيكون عندنا ( الرحمان + الرحيم) او (2+1=3) او ( بسم الله الرحمان المثنى + الله الرحيم الواحد= 3) والتي هي فاتحت قراننا وفيها اسراره..

فقراننا كتاب واحد محيط ويوجد ضمنه الجذر الثلاثي ( 2+1 ) وبحيث اني ومن هنا قلت لكم بان الجذر الكوني المشدد هو اصل الافعال وبحيث انكم ستجدون فيه حرفين متشابهين وحرف منفرد وكقولنا (كُنّ) او (ك ن ن) لان حرف النون مشدد فيكون حرف الكاف دلالة على الاصل المنفرد او (الرحيم) وعلى حين ان الحرفين المكررين فدلالة على المثنى او (الرحمان).

اذن
فان موضع المثانى المتشابهة من ذكر وانثى او نور وظلام او حتى (الرحمان) وبما اثنى عليهم الله المحيط الرفد (الرحيم) هو المنهج الكوني الذي اعرضه عليكم ومن انه سنةً كونية لا خروج عنها وبأنه هو وبذاته المنهج الجذري القرآني وقاعدته الجذرية الثلاثية التي اعرضها عليكم لفهم القران الكريم والذي هو الكون الاصغر او الشاشة الكونية التي نطل من خلالها على الكون الاكبر لان قراننا او (ام القرى) هو الكون الاصغر الذي نستطيع من خلاله وعبر المقارنات الموجودة فيه ان ندرك الكون الاكبر المحيط بنا والذي هو (ام الكتاب) وعندما نقارن بينهما فيكون "ام القرى" الذي معنا هو نافذتنا التي نطل من خلالها على "ام الكتاب" او كوننا المحيط الاكبر.

وعليه
فان هذا القرآن يعتمد على الجذر الثلاثي الكوني المشدد لفهم مصطلحاته وبكل دقة ومن خلال استشهادي عليكم بثلاثية الكون الاكبر ضمن الله المحيط الذي يحيط بالرحمان والتي هي فاتحة قراننا الكريم وبقولنا ( بسم الله الرحمان الرحيم ) فيكون عندنا ( الرحمان المثنى) الذي يحيط به (الرحيم الواحد) ومن انها هي المعادلة القرانية ذاتها والجذر الثلاثي القراني لكل مصطلح داخل القران الكريم المحيط بهم.


11/10/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي


.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا




.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني