الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنقذوا ارشيف ليبيا التاريخي

عبد السلام الزغيبي

2021 / 1 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عندما قرأت خبر ان الهيئة العامة للأوقاف التابعة لحكومة الوفاق، امهلت المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية ( مركز جهاد الليبيين سابقا ) ثلاثة أيام لإخلاء مقره وتسليمه لها وهو المقر الذي كانت قد

صنفته ” اليونيسكو ” ضمن مؤسسات التراث الانساني في ليبيا، تذكرت اني تلقيت دعوة أثناء زيارتي لمدينة طرابلس عام 2012، لحضورندوة في هذا المكان الفخم، الذي تأسس منذ سنة 1977م ويحتوي على أكثر

من 27 مليون وثيقة، بحسب احصاء للمركز نهاية العام المنصرم، وطيلة 44 سنة من عمره طبع مئات الكتب في مجال الدراسات التاريخية والاجتماعية والتوثيقية، واصدر قرابة الخمسة دورات ومجلات بحثية، منها"

مجلة البحوث التاريخية" واحتفظ باعداد منها كان قد احضرها لي لليونان، صديق مقيم في طرابلس، وهي مجلة متنوعة في مواضيعها التاريخية وقيمة جدا. كما اقام مئات الندوات والمؤتمرات الدولية التي شاركت

فيها عديد الدول، ومثّل ليبيا في أكثر من بلد، ويحوي كذلك على الارشيف الوطني الليبي الذي يضم ملايين الوثائق الخاصة بليبيا منذ العهد القرمانلي، ويعتبر أقدم مؤسسة ليبية إذ يبلغ عمره قرابة 300 سنة.

دار المحفوظات التاريخية هذه تعتبر من ضمانات الأمن القومي الليبي لتوفرها على مستندات قانونية ووثائق تتعلق بحقوق الدولة الليبية، وكانت وثائقها أساسا مهمًا في قضية “الجرف القاري” المتنازع عليه في

البحر المتوسط ومستندا هاما لحكم محكمة العدل الدولية عام 1981م بأحقية ليبيا في ملكية ذلك الجرف.

وحسب متابعتي للقضية، ومنذ عام 2007 ادعت هيئة الاوقاف بأن الأرض المقام عليها المركز لوقف تابع - وهي دعوى رفضها المركز أمام القضاء- لها كونها جزء من مقبرة سيدي منيذر، الواقعة في حي بالخير

وسط طرابلس، والتي تحمل لي ذكرى خاصة لان والدي المرحوم محمد منصور الزغيبي، مدفون بها بعد وفاته نهاية الستينيات من القرن الماضي في مدينة طرابلس.

حسب اعتقادي، ان “طلب الاخلاء في ظرف ثلاثة أيام، يعتبر طلب تعجيزي وضغط غير مبرر، خاصة في هذه الظروف غير المستقرة التي تعيش فيها البلاد، والكل يعرف ان اخلاء أي مبنى حكومي بهذا الحجم وهذه

المساحة، وبما يحويه من ملايين المخطوطات والوقائق، يتطلب مدة زمنية طويلة، علاوة على الخطورة الكبيرة التي قد تواجه هذه الخطوة المتسرعة كالسرقة والتلف والضياع أثناء عملية النقل والاخلاء السريع.

السؤال هنا يقول، من هي الجهة أو الجهات الليبية أو الأجنبية، التي تقف وراء طلب الاخلاء، ومحاولة الاستيلاء على الارشيف التاريخي الليبي، وهل ستبقى الجهات الرسمية" وزارة الثقافة المسؤلة عن المركز"

والجهات الشعبية الممثلة في منظمات المجتمع المدني وكل المهتمين بالشان الثقافي وعموم الناس، تتفرج على محاولة سرقة التأريخ الليبي وهو آخر ما تبقى لنا من أرث تأريخي، ولا نفرط فيه مثلما فرطنا في ابرز

معالم مدينة طرابلس وهو تمثال " مجسم الغزالة" ومثلما أهملنا عشرات المواقع الأثرية التي لم تسلم من الخراب والعبث، والسرقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موقف وطني ليبي مسؤل تجاه الارث التاريخي لليبيا-ضرو
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 1 / 11 - 02:22 )
ضرورة تعزيز هذا الموقف استاذ عبد السلام وعدم الاكتفاء بهذه المقالة على اهميتها -ويمكنكم الدعوه السريعه لانشاء مجموعه من المجتمع المدني الليبي للاهتمام بالموضوع-مجموعه بغض النظر عن ايديولوجيةاو انتماء افرادها والاهم ان تكون واعية وتحرص على التراث والارث الوثائقي الليبي وضروري توجيه نداء الى اقسام التاريخ والثقافة في الكليات والجامعات الليبيه للفت انظار المثقفين من الاكاديميين الليبيين للاهتمام بالموضوع-انا وعائلتي كنا نقيم في ليبيا اكثر من 14سنه-وفي بعض البلدان المده هذه كافية للحصول على المواطنه فيها 5مرات-تحياتي


2 - د. صادق شكرا
عبد السلام الزغيبي ( 2021 / 1 / 11 - 12:16 )


اخي الدكتور صادق
شكرا على اهتمامكم وحرصكم على التراث الليبي، بالفعل هناك مجموعة ليبية تشكلت للدفاع عن ...

،هذا التراث والارث الوثائقي الليبي

اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية