الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة لعبة وهذه هي قوانينها | 15

إسلام بحيري

2021 / 1 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"عندما تلوح لك فكرة لا تتماشى مع رؤيتك العليا وأسمى أفكارك، غيرها إلى فكرة جديدة، وعندما تقول شيئًا لا يتماشى مع أعظم أفكارك، ضع ملاحظة وأْمُر نفسك بعدم قول شيء كهذا مرة أخرى. عندما تفعل شيئًا غير متوافق مع أفضل نواياك، قرر أن تجعله الأخير. واجعل هذا مفهوماً لكل من كان له علاقة بذلك إن استطعت". (1)

لقد سمعت هذا من قبل وكنت دائمًا ما أعارضه، لأنه يبدو غير أمين للغاية. أعني، إذا كنت مريضًا، فليس من المفترض أن تعترف بذلك. إذا كنت مفلسًا، فليس من المفترض أبدًا أن تقول ذلك. إذا كنت منزعجًا كالجحيم، فليس من المفترض أن تظهر ذلك. إنها تذكرني بالنكتة عن الأشخاص الثلاثة الذين أرسلوا إلى جهنم، كان أحدهم كاثوليكيًا والآخر يهوديًا والآخر من حركة New Age العصر الجديد (2). قال الشيطان للكاثوليكي باستهزاء: "حسنًا، كيف تستمتع بالحرارة؟" واستنشق الكاثوليكي قائلاً: "أنا أتنسّمها" ثم سأل الشيطان اليهودي: وكيف تستمتع بالحرارة؟ قال اليهودي: "ماذا أتوقع غير المزيد من جهنم؟" أخيرًا، اقترب الشيطان من صاحب حركة New Age وسأله: "حارة؟" ؟" فقال له وهو يتصبب عرقاً: "أين هي الحرارة؟"
= هذه طرفة جيدة. لكنني لا أتحدث عن تجاهل المشكلة، أو التظاهر بأنها غير موجودة. أنا أتحدث عن ملاحظة الوضع الحالي، ثم إعلان أسمى حقيقة عنه.
إذا كنت مفلسًا، فأنت مفلس. لا جدوى من الكذب بشأن هذا الأمر، ومن المنهك حقًا محاولة صناعة قصة عنه حتى لا يتم الاعتراف بها. ومع ذلك، فإن ما تفكر فيه هو - "المفلس شخص سيئ"، "هذا مروع"، "أنا شخص سيء، لأن الأشخاص الطيبين الذين يعملون بجد ويحاولون حقًا لا يفلسون أبدًا "، وما إلى ذلك، هذا يحكم كيف تشعر بتجربة " الإفلاس". إنها كلماتك عنه - "لقد كُسِرت".. "ليس لدي قرش واحد".. "ليس لدي أي نقود" - التي تأمر بالمدة التي ستقضيها مفلساً. إن أفعالك المحيطة بها - الشعور بالأسف على نفسك، والجلوس على مقربة من اليأس، وعدم محاولة إيجاد مخرج لأن "ما الفائدة، على أي حال؟" - هي التي تخلق واقعك طويل الأمد.
أول شيء يجب فهمه عن الكون هو أنه لا توجد حالة "جيدة" أو "سيئة". انها مجرد حالة موجودة. لذا توقف عن إصدار أحكام تقييمية.
الشيء الثاني الذي يجب معرفته هو أن جميع الظروف مؤقتة. لا شيء يبقى على حاله، لا شيء يبقى ثابتاً. وأي شيء يتغير يعتمد عليك أنت.

معذرة، لكن علي مقاطعتك مرة أخرى هنا. ماذا عن الشخص المريض، ولكن لديه الإيمان الذي سيحرك الجبال، وهكذا يفكر ويقول ويؤمن بأنه سيتحسن... ثم يموت بعد ستة أسابيع. كيف يتوافق هذا مع كل هذا التفكير الإيجابي والأعمال الإيجابية؟
= ذلك جيد. أنت تسأل أسئلة صعبة (3). جيد أنك لا تأخذ كلامي كيفما اتفق. ولكن في مكان ما سيتعين عليك أن تأخذ كلامي بثقة مطلقة، لأنه في النهاية ستجد أنه يمكننا مناقشة هذا الشيء إلى الأبد، أنت وأنا - حتى لا يتبقى شيء نفعله سوى "محاولته أو إنكاره ". لكننا لم نصل إلى ذلك المكان بعد. لذا دعنا نستمر في الحوار.. الشخص الذي لديه "الإيمان بتحريك الجبال"، ومات بعد ستة أسابيع، قد حرك الجبال لمدة ستة أسابيع، وربما كان ذلك كافيا بالنسبة له. ربما يكون قد قرر، في آخر ساعة من اليوم الأخير، "حسنًا، لقد اكتفيت. أنا مستعد للذهاب الآن إلى مغامرة أخرى ". ربما لم تكن أنت على علم بهذا القرار، لأنه ربما لم يخبرك. والحقيقة هي أنه ربما اتخذ هذا القرار قبل ذلك بقليل - قبل أيام أو أسابيع - ولم يخبرك؛ لم يخبر أحداً.
لقد أنشأتم مجتمعًا ليس من المقبول فيه أبدًا أن تموت، ليس من الجيد بالمرة أن تكون في وفاق تام مع الموت. ونظرًا لأنك لا تريد أن تموت، فلا يمكنك تخيل أي شخص يريد الموت - بغض النظر عن حالته أو ظروفه.
لكن هناك العديد من المواقف التي يكون فيها الموت أفضل من الحياة - أعلم أنه يمكنك تخيلها إذا فكرت في الأمر ولو قليلاً. ومع ذلك، فإن هذه الحقائق لا تخطر ببالك - ليست بديهية - عندما تنظر في وجه شخص آخر يختار أن يموت. والشخص المحتضر يعرف ذلك. فنفسه يمكنها أن تشعر في الغرفة بمستوى القبول فيما يتعلق بقرارها.
هل سبق لك أن لاحظت عدد الأشخاص الذين ينتظرون حتى تفرغ الغرفة قبل أن يموتوا؟ حتى أن البعض عليهم أن يقولوا لأحبائهم - "لا، جدياً، اذهب. احصل على لقمة لتأكلها" أو "اذهب، واحصل على قسط من النوم. أنا بخير. سأراك في الصباح ". وبعد ذلك، عندما يغادر الحارس الوفي، تفتلت النفس من جسد الشخص المحروس.
إذا قالوا لأقاربهم وأصدقائهم المجتمعين: "أريد فقط أن أموت"، فسوف يسمعون مايلي حقًا: "آه، أنت لا تقصد ذلك" أو "لا تتحدث بهذه الطريقة" أو "انتظر" أو "من فضلك لا تتركني."
مهنة الطب بأكملها قائمة على إبقاء الناس على قيد الحياة، بدلاً من الحفاظ على راحة الناس حتى يموتوا بكرامة. وأنت ترى لدى كل طبيب أو ممرضة، أن الموت يعني الفشل. وبالنسبة لصديق أو قريب، فالموت كارثة.لكن للروح وحدها يكون الموت راحة وتحرير. أعظم هدية يمكنك تقديمها للمحتضرين هي السماح لهم بالموت بسلام، وليس التفكير في أنه يجب عليهم "التشبث" أو الاستمرار في المعاناة أو القلق بشأنك في هذه اللحظة الأكثر أهمية في حياتهم.
لذلك غالبًا ما يحدث هذا في حالة الرجل الذي يقول إنه سيعيش (4) ويعتقد أنه سيعيش، بل إنه يصلي ليحيا: لكنه على مستوى الروح، "غير رأيه". حان الوقت الآن لإسقاط الجسد لتحرير الروح لمهام أخرى. عندما تتخذ الروح هذا القرار، لا يستطيع الجسد أن يغير أي شيء. لا شيء يعتقده العقل يمكن أن يغيره أيضاً. في لحظة الموت نتعلم من يدير الأشياء في ثلاثي الجسد والعقل والروح.
طيلة حياتك تعتقد أنك جسدك. وفي بعض الأحيان تعتقد أنك عقلك. في وقت وفاتك تكتشف من أنت حقًا (5).
هناك أيضًا أوقات لا يستمع فيها الجسد والعقل إلى الروح. هذا يخلق السيناريو الذي وصفته في سؤالك. أصعب شيء على الناس فعله هو سماع أرواحهم. (لاحظ أن القليل منهم يفعل ذلك).
يحدث الآن غالبًا أن تتخذ الروح قرارًا بأن الوقت قد حان لترك الجسد. الجسد والعقل - خدام الروح دائمًا - يسمعون هذا، وتبدأ عملية الخلاص. ومع ذلك، فالعقل (الإيجو) لا يريد القبول : أبعد كل هذا، هل هذه هي نهاية وجوده؟. لذلك فهو يأمر الجسد بمقاومة الموت. هذا الجسد يفعل ذلك بكل سرور، لأنه أيضًا لا يريد أن يموت. يتلقى الجسد والعقل (الإيجو) تشجيعًا عظيمًا ومدحًا كبيرًا لهذا من العالم الخارجي الذي هو من خلقهما. وهكذا يتم تعزيز خطتهما الاستراتيجية.
الآن في هذه المرحلة، كل شيء يعتمد على: إلى أي مدى تريد الروح المغادرة
إذا لم يكن هناك إلحاح كبير هنا، فقد تقول الروح، "حسنًا، لقد فزت. سأبقى معك لفترة أطول قليلاً ". لكن إذا كانت الروح متأكدة ومن الواضح لديها جدًا أن البقاء لا يخدم أجندتها العليا، وأنه لا توجد طريقة أخرى يمكن أن تتطور بها من خلال هذا الجسد، فإن الروح ستغادر، ولن يوقفها شيء، ولن تجدي أي محاول لثنيها عن ذلك.
الروح واضحة جداً في أن هدفها هو التطور. هذا هو هدفها الوحيد وهدفها الروحي. هي لا تهتم بإنجازات الجسد أو تنمية العقل (6). هذه كلها لا معنى لها للروح.
والنفس أيضًا واضحة أنه لا توجد مأساة كبيرة في ترك الجسد. من نواح كثيرة، المأساة هي في الجسد. لذا عليك أن تفهم أن الروح ترى هذا الموت بشكل مختلف بالكلية. وهي بالطبع ترى "الحياة" بشكل مختلف أيضًا. وهذا هو مصدر الكثير من الإحباط والقلق الذي يشعر به المرء في حياته. يأتي الإحباط والقلق من عدم الاستماع إلى روح المرء.

كيف يمكنني الاستماع إلى روحي بشكل أفضل؟ إذا كانت الروح هي القائد؟
= أول شيء قد تفعله هو فهم ما تسعى إليه الروح بوضوح، والتوقف عن إصدار الأحكام بشأنها.

أنا أحكم على روحي؟!
= باستمرار. لقد أظهرت لك للتو كيف تحكم على نفسك بخصوص رغبتك في الموت. أنت أيضًا تحكم على نفسك لأنك تريد أن تعيش، تعيش حقًا. أنت تحكم على نفسك لرغبتك في الضحك، رغبتك في البكاء، رغبتك في الفوز، رغبتك في الخسارة، وعلى وجه الخصوص: رغبتك في تجربة الفرح والحب.

أنا افعل؟!
= لقد صادفت في مكان ما، فكرة أن حرمان نفسك من الفرح هو أمر إلهي، وأن عدم الاحتفال بالحياة هو أمر سماوي. لقد أخبرت نفسك أن إنكار الفرح صلاح وتقوى.

هل تقول انه سيئ؟
= إنه ليس جيدًا ولا سيئًا، إنه ببساطة إنكار. إذا كنت تشعر بالرضا بعد إنكار نفسك، فهذا هو الخير في عالمك. وإذا كنت تشعر شعوراً سيئاً، فهذا هو السوء. ولكن في معظم الأوقات لست أنت من يقرر، فأنت تمنع نفسك من هذا أو ذاك لأنك تعتقد أنه من المفترض أن تفعل ذلك. ثم تقول إن ذلك كان شيئًا جيدًا، ولكن تتساءل لماذا لا تشعر بالرضا؟.
ولذا فإن أول شيء يجب فعله هو التوقف عن إصدار الأحكام ضد نفسك. تعلَّم ما هي رغبة الروح، وتوافق مع تلك الرغبة، اذهب مع الروح، ما تسعى إليه الروح هو أعلى شعور بالحب يمكنك تخيله. هذه هي رغبة الروح، هذا هو هدفها: الروح بعد الشعور، ليس المعرفة بل الشعور. فالمعرفة موجودة لديها بالفعل، ولكن المعرفة مفاهيمية. وأما الشعور فهو تجريبي. الروح تريد أن تشعر بنفسها، وهكذا تعي نفسها في تجربتها الخاصة.
وأعلى شعور: هو تجربة الوحدة مع كل شيء موجود. هذه هي العودة الكبيرة إلى الحقيقة التي تتوق إليها الروح. إنه الشعور بالحب الكامل.
الحب الكامل هو الشعور بتمام اللون الأبيض. يعتقد الكثير أن اللون الأبيض هو غياب اللون، كلا فهو ليس كذلك، إنه حضور كل الألوان. الأبيض هو كل الألوان الأخرى الموجودة مجتمعة.
إذن، فالحب أيضًا ليس هو غياب المشاعر (الكراهية، الغضب، الشهوة، الغيرة، الطمع)، بل هو خلاصة كل المشاعر، هو المجموع الكلي، هو ناتج القيمة الإجمالية، هو كل شيء.
وهكذا، لكي تدرك الروح الحب الكامل، يجب أن تجرب كل شعور بشري.
كيف لي أن أتعاطف مع ما لا أفهمه؟ كيف يمكنني أن أسامح شخصاً آخر على صفة لم أجربها في نفسي؟ وهكذا نرى كلاً من: البساطة والحجم المذهل لرحلة الروح. فنفهم أخيرًا حاجتها وإلى أين تريد أن تصل:
الغرض من الروح البشرية هو اختبار كل هذا، بحيث يمكن أن تكون كل هذا.
كيف يمكن لها أن ترتفع إذا لم تنخفض أبدًا ؟ وأن تدرك أنها على اليسار إذا لم تكن من قبل على اليمين؟ كيف يمكن أن تكون دافئة إذا لم تعرف البرد؟ كيف تعرف الخير إذا كانت تنكر الشر؟ من الواضح أن الروح لا تستطيع أن تختار أن تكون أي شيء إذا لم يكن هناك مجال لخيارات متعددة. لكي تختبر الروح عظمتها، يجب أن تعرف أولاً ما هي العظمة. وهذا لا يمكنها أن تفعله إذا لم يكن هناك سوى العظمة.
وهكذا تدرك الروح أن العظمة لا توجد إلا من خلال الشيء غير العظيم. لذلك لا تدين الروح أبدًا ما ليس عظيمًا، بل تباركه، إذ ترى فيه جزءًا من ذاتها الذي يجب أن يتواجد، لكي يظهر الجزء الآخر منها (7).
إن وظيفة الروح، بالطبع، هي أن تجعلنا نختار العظمة - لاختيار أفضل ما يمكن أن تكونه - دون إدانة لما لا تختاره.
هذه مهمة كبيرة، تستغرق العديد من الحيوات والأعمار، حتى لا تتسرع في الحكم، فتسمي شيئًا "خطأ" أو "سيء" أو "غير كافٍ"، بدلاً من أن تبارك ما لا تختاره.
ولكنكم تفعلون ما هو أسوأ من الإدانة، فأنتم في الواقع تسعون إلى إلحاق الضرر بما لا تختارونه. تسعون لتدميره. إذا كان هناك شخص أو مكان أو شيء لا توافقون عليه، فإنكم تهاجمهونه. إذا كان هناك دين يتعارض مع دينكم، فأنت تخطِّئونه. إذا كانت هناك فكرة تتعارض مع فكرتكم، فأنتم تسخرون منها، وترفضونها. أنتم تخطئون في هذا وتضِلون، لأنكم تخلقون فقط نصف كون.
ولا يمكنكم حتى أن تفهموا نصفكم، عندما ترفضون الآخر الخارج عن السيطرة.

كل هذا عميق جدًا، وأشكرك. لم يقل لي أحد هذه الأشياء من قبل. على الأقل ليس بهذه البساطة. وأنا حقاً أحاول أن أفهم. ومع ذلك يصعب التعامل مع بعض هذا. يبدو أنك تقول، على سبيل المثال، أننا يجب أن نحب "الخطأ" حتى نتمكن من معرفة "الصواب". هل تقول أنه يجب أن نحتضن الشيطان إذا جاز التعبير؟
= كيف تشفيه إذن؟ بالطبع! ولكن لا يوجد شيطان حقيقي، أنا أجيبك بالعبارة التي اخترتها.
الشفاء هو عملية قبول الكل، ثم اختيار الأفضل. هل تفهم ذلك؟ لا يمكنك أن تختار أن تكون الله إذا لم يكن هناك شيء آخر لتختاره.

عفوًا، انتظر! من قال أني اختار أن أكون الله؟
= إن أسمى شعور هو الحب الكامل، أليس كذلك؟

نعم، أعتقد ذلك.
= وهل يمكنك العثور على وصف أفضل لله من الحب الكامل؟

لا أستطيع.
= حسنًا، إن روحك تبحث عن أسمى شعور. تسعى لتجربة - أن تكون - الحب الكامل.
إن روحك هي حب كامل بالفعل، وهي تعرف هذا. ومع ذلك فهي ترغب في أن تفعل أكثر من مجرد المعرفة، هي تتمنى أن تنخرط في تجربتها.
بالطبع أنت تسعى إلى أن تكون الله! ما هو الشيء الآخر الذي تظن أنك كنت تريد الوصول إليه؟

انا لا اعرف. لست متأكدا. أعتقد أنني لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة. يبدو أن هناك شيئًا تجديفيًا غامضًا حول ذلك.
= أليس من المثير للاهتمام ألا تجد شيئًا تجديفيًا في السعي لأن تكون مثل الشيطان، لكن السعي إلى أن تكون مثل الله يسيئك؟

انتظر دقيقة! من يريد أن يكون مثل الشيطان؟
= أنتم! جميعكم! حتى أنكم خلقتم أديانًا تخبركم بأنكم ولدتم في الخطيئة - وأنكم مذنبون منذ الولادة - لكي تقنعوا أنفسكم بشروركم. ومع ذلك، إذا أخبرتكم أنك مولودون من الله - وأنك آلهة وإلاهات طاهرة عند الولادة، وحب نقي - فإنكم سترفضونني.
كل حياتك قضيتها تقنع نفسك أنك سيئ. ليس فقط أنك سيئ، لكن حتى الأشياء التي تريدها سيئة. الجنس سيء، والمال سيء، والفرح سيء، والسلطة سيئة، وامتلاك الكثير - من أي شيء - سيء. حتى أن بعض دياناتكم جعلتكم تعتقدون أن الرقص سيء، والموسيقى سيئة، والاحتفال بالحياة أمر سيء. ولذلك سرعان ما ستوافقون على أن الابتسام سيء، والضحك سيء، والمحبة سيئة (8).
لا لا، يا صديقي، قد لا تكون واضحًا جدًا بشأن أشياء كثيرة، لكنك واضح بشأن شيء واحد: أنك - ومعظم ما تريده - سيء. بعد أن أصدرت هذا الحكم على نفسك، قررت أن وظيفتك هي أن تتحسن.
لا بأس، إنها نفس الوجهة على أي حال، لكن هناك طريقة أسرع، وطريق أقصر.

ما هو؟
= قبول من أنت وماذا تكون الآن، وإثبات ذلك على أرض الواقع.
هذا ما فعله المسيح، إنه طريق بوذا، طريق كريشنا، مسيرة كل معلم ظهر على هذا الكوكب.
وبالمثل كان لكل معلم نفس الرسالة: ما أنا عليه، أنتم عليه. ما يمكنني فعله، يمكنكم فعله. تستطيعون هذا وكثيراً غيره. لكنكم لم تستمعوا. لقد اخترتم بدلاً من ذلك الطريق الأصعب بكثير، طريق من يعتقد أنه الشيطان، الشخص الذي يتخيل أنه شرير. أنت تقول إنه من الصعب السير في طريق المسيح، واتباع تعاليم بوذا، والتمسك بنور كريشنا، لتكون حكيماً. ومع ذلك أقول لك هذا: إن إنكار هويتك أصعب بكثير من قبولها.
أنتم خير وطيبة ورحمة ورأفة وتفهم. أنتم سلام وفرح ونور. أنتم مغفرة وصبر وقوة وشجاعة، ومساعدة وقت الحاجة، أنتم المعزي في وقت الحزن، والمعالج في وقت الإصابة، والمعلم في أوقات الالتباس والحيرة. أنتم أعمق حكمة وأسمى حقيقة وأعظم سلام وأروع محبة. أنتم هذه الأشياء. وفي لحظات مضت من حياتكم عرفتم أنكم هذه الأشياء.
اختر الآن أن تدرك نفسك أنك هذه الأشياء، وإلى الأبد.

وللحديث بقية..
نقلاً عن كتاب حوارات مع الله
Conversations with God
للمعلم الروحي الأمريكي نيل دونالد والش
للتواصل: [email protected]
___________________________
(1) هذا المقطع تم إدراجه في المقال السابق في التعليقات بالخطأ، وهو من المتن لا الهوامش، وأعتذر عن هذا الخطأ.
(2) حركة العصر الجديد أو جماعة العهد الجديد هي حركة روحانية شبه دينية غربية نشأت في النصف الثاني من القرن العشرين. تتناول تعاليم الحركة الرئيسية تناول العادات الميتافيزيقية والروحانية الشرقية والغربية وجمعها مع مؤثرات من المساعدة الذاتية وعناصر من علم النفس، الطب البديل، باراسيكولوجيا، بحوث الوعي الداخلي والفيزياء الكمية في سبيل خلق "روحانية بدون حدود أو عقائد" شاملة وتعددية. سمة أخرى من سمات الحركة الأساسية، تكوين "نظرة عالمية شاملة"، مما يؤكد على ترابط العقل والجسد والروح وأن هناك واحدية ووحدة بين أجزاء الكون. فتحاول الحركة بشكل عام وشامل إلى خلق "نظرة عالمية تضم العلم والروحانية" [نقلاً عن ويكيبيديا].
(3) أشعر أن هذا تشجيع له لكي يخرج كل ما في جوفه من تساؤلات، وأنه كذلك إيناس وموافقة له على شيء يعتقده.
(4) الشخص الذي سأل عنه المؤلف، الذي يملك إيماناً يحرك الجبال.
(5) قال تعالى (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد) أي حادّ ترى به الحقيقة كما هي عليه.
(6) المال والثروة، الجاه والمنصب، الصحة والعافية، الخ ما يشغل عامة الناس.
(7) ليس فقط في الآخرين، ولكن أولاً فيها هي.
(8) هذا هو تيار الأصولية (المسمى عندنا بالسلفية الوهابية) الموجودة في كل الأديان، يحرمون الموسيقى وكل شيء جميل، حتى أنهم لا يجرؤون على تحريم الحب والإبتسام والضحك شفهياً، ولكنهم يحرمونه فعلياً، فحالهم هو الكراهية والكآبة. وتيار الغلو والتشدد هو الذي اخترع الأحاديث الكثيرة التي لا تتوافق مع القرآن لكي تخدم اتجاههم، والسلطة السياسية تدعم هذا الإتجاه في الغالب لأنه يشغل الناس بأنفسهم والتضييق عليها والإنشغال بالشعائر عن مواجهة الحاكم.
ملحوظة: هناك شخص يسي نفسه (أبو ذر الغفاري) يقول أن هذه المقالات التي تنشر كتاب (حوارات مع الله) هي عبارة عن دروشة صوفية مسيحية تشغل الناس عن مواجهة الحكام والهروب من الدنيا، وأقول أن هذا السلفي مُغَيّب تماماً عن الوعي وليس له نصيب من النور الإلهي الذي يتبين به الحق من الباطل. فأولاً: قال رسول الله ص (كما تكونوا يُوَلى عليكم) بمعنى أن الكون محكوم بقانون الجذب، ذبذباتك ماهي ؟ هل هي ذبذبات الحرية والعدالة والمساواة؟ هل يعيشها ويحياها الشعب؟ أم أنه على موجة الظلم والقهر وتكميم الأفواه؟ لكل شعب حاكم يشبهه، ثانياً: قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) أنت لست مسئولاً عن تغيير الكون وتعيين الحكام، هذا أمر خارج يدك، أليس كذلك؟ ولكنك مسئول عن نفسك، غيرها إن استطعت، فإن أفلحت فأنت بطل، وسيغير الله الحال لأحسن حال من أجلك، لانك أصلحت مملكتك الداخلية، فكان على الكون أن يستجيب لك حتماً. ثالثاً: هل تريد أن تغير الأنظمة التي بنيت على الظلم والفساد والرشوة، والتي بدورها ظهرت من خلال نفوس خبيثة لا تعرف الله، هل تريد تغيير كل هذا بنفس خبيثة أيضاً مليئة بالشهوات والطمع والأنانية ؟ لن يتغير شيء.. وأول فرصو ستسنح لك بركوب أول كرسي في طابور الفساد ستغتنمها وتكون أكبر ترس يحرك ماكينة سرقة المال العام وسلب حريات الناس.. الإنسان هو المفتاح وليس شيء آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي


.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل




.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري