الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيعة فوبيا والإسلاموفوبيا..ما العلاقة؟

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2021 / 1 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المسلم يحتار هل يمارس تدينه كمسلم قرآني أم سني أم شيعي أم صوفي أم علماني أم ماذا؟..فلو مارس تدينه وفقا لأي اتجاه من هؤلاء ينتقل آليا لمعاناة من نزعة تصنيف واحتقار لمجرد خياره الحر، هكذا هي طبيعة التدين في كل الأديان، أن الإنسان لا يتدين في الحقيقة بل (يتمذهب) ويصدر مذهبه على أنه الدين الصحيح..

فهجومه على الآخر وقتها يسير وفقا لنزعته الحيوانية لا العقلية، فهو لا يفترق عن الضواري التي تهجم لمجرد الجوع أو الغريزة العدوانية، فهو جائع للعنف لا أكثر، ومن ثم يمكن القول أن مشكلة المسلمين الرئيسة هذا الزمان هي (العنف) فلو استدرك هذه المشكلة وبدأ في علاجها تهذب دينه وسلوكه فورا، إذ المشكلة ليست في عقائد نظرية أو خلافات فقهية وسياسية كما هو شائع، بل في العنف الكامن من أثر الطبيعة أو من أثر التدين المكتسب القائم على نصوص واضحة وفتاوى عنف وكراهية، ومن تلك النقطة لا فارق عندي بين الدين والتدين، فكل من كانت لديه نصوصا متسامحة مهيمنة كلما كان تدينه سلميا، وكلما كانت لديه نصوصا عدوانية مهيمنة كلما كان تدينه عنيفا..

انتشر في الأخير مصطلح "الإسلاموفوبيا" وأكثر من يرفعه هم فقهاء السنة ومراجعها من شتى المذاهب والأيدلوجيات، سواء صوفية سلفية إخوانية أزهريين..وهكذا، باتهام واضح للغرب أنه مريض بهذا المفهوم ويعني (كراهية الإسلام لحد الهاجس والتوتر) وهو المعنى الحقيقي للفوبيا ، فليست الفوبيا مجرد الاختلاف مع أحد ولكنها هاجس نفسي وتوتر يصيبان كل إنسان من شئ ما، فمن يخاف ويتوتر من الأماكن المرتفعة تصبح عنده فوبيا الأماكن المرتفعة، ومن يخاف ويتوتر من المسلمين تصبح عنده فوبيا من المسلمين، كذلك فمن يخاف ويتوتر من السنة أو الشيعة تصبح عنده فوبيا من السنة أو الشيعة..

هنا أركز على أن من يرفعون الإسلاموفوبيا كاتهام ضد الغرب هم في الحقيقة يعانون من (الشيعة فوبيا) فهم يخافون ويتوترون من التشيع وينقلون هذه الهواجس والتوترات لأنصارهم حتى إذا انتقلت تلك المشاعر شكّلت فورا ليست مجرد مواقف دينية ولكن مواقف نفسية حتى تصبح مجرد رؤية أي شيعي معناه أزمة في حد ذاته، ومن تلك المرجعية اصطلح على هذا التيار ما يسموه ب "خطر الرافضة" وهو في الحقيقة "شيعة فوبيا" واضحة يعاني منها الشيخ وتلاميذه، ويحاولون تصدير هذه الشيعة فوبيا لمجتمعات السنة مما كان له أثرا سيئا باستفحال الجرائم ضد المسلمين الشيعة العرب أو الباكستانيين والأفغان، والصحف تطالعنا بشكل شبه يومي عن مجازر جماعية ضد المسلمين الشيعة آخرها قتل عشرات العمال الأفغان في مقر عملهم بتهمة التشيع..!!

فثملما تعاني بعض الجماعات الغربية من الإسلاموفوبيا ويعتدون على ممتلكات المسلمين يعاني هؤلاء من الشيعة فوبيا ويعتدون ليس فقط على الممتلكات بل يزهقون أرواحا بريئة لمجرد الخلاف المذهبي، ولأن شيوخ هؤلاء المجرمين ورموزهم الدينية يُعجبهم الوضع يصمتون حتى إذا لقيوا اتهاما بالمسئولية عن الجرائم دافعوا عن أنفسهم أنهم غير مسئولين، وأنهم أبرياء من تلاميذهم هؤلاء في محاولة لدرء الخطر الناتج عن محاكمتهم ورميهم في السجون أو ربما إعدامهم كمحرضين أساسيين على العنف، فلو كان الشيخ ينكر قتل الشيعي أو التعدي على ممتلكاته ويكرر ذلك على أتباعه ويأمرهم باحترام الخلاف الديني ما حدثت تلك الجرائم، لكن الشيوخ لا يفعلون ، ويظلوا يحشدون التلاميذ بكمّ هائل من الحقد والكراهية والتوتر والهواجس ضد المتشيعة حتى يصبح قتل هؤلاء لدى التلميذ من محاسن الدين وجزاؤه الجنة

ولما لا وقد صرح أحد كبرائهم الشيخ السلفي "محمد عبدالملك الزغبي" بأن دم الشيعي أرخص من دم الفأر والبق، وأن دمه حلال ما دام على المذهب الشيعي، قالها صراحة من على أحد منابر كفر الشيخ التي يصعدها ويخطب فيها إلى اليوم، بينما الدولة المصرية في صمت القبور تجاه هذا المجرم الأُثيم الذي يحرض أتباعه على القتل ويغرس في نفوسهم كيفية الانتقام بشكل حيواني ممن يخالفوهم ليس فقط الدين ولكن ممن يخالفوهم المذهب.

ذلك الشيخ المريض بالشيعة فوبيا لا حرج أن نراه وهو يحشد المسلمين السنة ضد الغرب بدعوى "الإسلاموفوبيا" فمن من المسلمين لا يتعاطف ضد هذا المصطلح شعوريا وينتقل فورا من خانة الحياد والسلام إلى خانة التحزّب والاصطفاف لما يريده الشيخ، لذا فمفهوم "الإسلاموفوبيا" هو مفهوم حزبي مذهبي بشكل عملي وإن قُدم للناس على شكل انتفاضة ضد الكراهية، لسببين: أولا: أن القائمين عليه هم دعاة كراهية بالأصل ضد كل المذاهب والأديان، حتى صار منطقهم من حقي أن أكرهك وليس من حقك أن تكرهني، ثانيا: أن المسلمين ليسوا فئة واحدة بل عشرات المذاهب والفرق الرئيسة يتفرع منها مئات الفرق والمذاهب الفرعية، فيكون رفع أحدهم شعارا لإنكار الإسلاموفوبيا فهو يقصد إنكار كراهية مذهبه في الحقيقة وليس الإسلام في حد ذاته..

لقد انتشرت الشيعة فوبيا داخل المجتمع السني بخطب محمد حسان وراغب السرجاني والزغبي والعرعور..وغيرهم تحت عنوان واحد "خطر الرافضة" حتى صار الرافضي أو الشيعي شيطانا مريدا ربما تخيله أحد الأتباع البلهاء بقرنين يقطر من بين أنيابه الدماء، فهذه هي علامات الفوبيا بالأساس وهو توهم ما لا أصل له في الواقع ، وانطباع صورة معناها التوتر والقلق لمجرد سماع إسم هذا الشخص أو عنوانه، إنهم لا يشعرون بمجرد خطر من جماعة، بل مُعادين لشعوب بأكملها على أساس الجنس والدين..وهو نفس العداء الذي يكنه بعض الأجانب المرضى بالإسلاموفوبيا للمسلمين، وهنا لا يتوقف العداء والشيعة فوبيا لأي متشيع والسلام..ولكنه ضد أجناس وشعوب هي في المخيلة السنية (شيعية الهوى) كالعراقي والإيراني والباكستاني واللبناني واليمني، ويمكن اكتشاف هذا التوتر لمجرد سماع أحدهم إسم قناة عراقية..فورا تُترجم في رأسه على أنها قناة شيعية برغم أنها قد تكون سنية أو علمانية أو قومية أو حزبية ..

وحتى لو كانت شيعية ففيها شخوص مفكرة عاقلة تسمعهم وتتفق معهم وتختلف بكل احترام، لكن هذا القبول النفسي معدوم من مريض الشيعة فوبيا، فقد سقاه زعمائه وشيوخه تلك الهواجس والتوترات من الشيعي حتى صارت مقابلته أو سماعه تستوجب فورا رفع السلاح لكي تدافع عن نفسك، وهو التوصيف العلمي لمعنى الفوبيا بالحرف..

شخصيا لي دراسات تنقد المذهب الشيعي لكني لم أكن يوما مريضا بالشيعة فوبيا، هؤلاء بشر عاديين منهم صالحين ومصلحين، ومنهم أشقاء وأخوة، هذه شهادة يمليها الضمير والواقع ولا شأن لها بطيور الظلام والإجرام الذين يشيطنون الآخر لمجرد الخلاف، وهو الفارق بين النقد الموضوعي والشيطنة، فلم أكن يوما من رواد هذا النقد الهدام الذي لا يعني بمجرد الخلاف ولكن نقل هذا الخلاف ليصبح حجة للقتل والعدوان وتخليص العالم من كل مختلف، وتاريخيا فقد انتشرت الشيعة فوبيا مع انتشار الوهابية وتغول الجماعات حتى أثرت على بعض ممن نظنهم مثقفين، بيد أن المثقف منهم يظهر بكلامه الحلو والمعسول والمنطقي لكن فور سماعه لفظ شيعي بالمصري (يركبه عفريت) أي يرغي ويزبد ويُهوّل من خطر هذه الفئة على العالم والمجموعة الشمسية بالكامل..!

لا يستقيم فكر المرء إلا إذا تخلص من الكراهية لمجرد الانتماء، ولو أدرك هؤلاء لكيفية افتراق الأمم ما كرهوا، لذا ففي تقديري أن أي دعوة كراهية وعنف تجهل بالأساس كيفية افتراق الناس، فمن يعلم كيف افترقت البشرية واختلفت سيعذر الآخرين على جهلهم، ففي كل إنسان منا شخص متكبر مغرور لا يحب سماع الحقيقة لكنه يصبح مهذبا إذا أقدم على عذر الجاهلين برأيه، وهو عذر يعرفه المثقفون جميعهم لكن قليل منهم ما يلزم أصوله، حتى أن سلوك المثقف الرافض للعذر وقتها لن تراه مختلفا بشكل كبير عن سلوك الإرهابي الداعشي حين يتعامل مع مخالفيه، وقد حذرت كثيرا من هذه الفئة التي تتحدث وسط المثقفين وينفثون سمومهم ضد أي مختلف بالرأي لدرجة أنه يسمح لنفسه بتكفير الآخر دينيا بالضبط كما يفعل الداعشي..

ما الضير أن تحترم حق الإنسان في معتقد سلمي ولو صادم لك شخصيا..هذا على المستوى الإنساني، أما على مستوى الدولة من الذي أعطاك الحق بنزع مواطنة إنسان دون قانون وبينة؟ إن هؤلاء مرضى الشيعة فوبيا يهددون قوانين الدول ودساتيرها الحديثة أيضا، ويثيرون الفتن والضغينة بين نسيج الشعب باسم الأديان التي يفترض أنها خلقت لتهذيب روح البشرية وسلوكها لا أن تجعلها أكثر عنفا مثلما هو عليه حال هؤلاء، ويبدو أن الإنسان في الشرق الأوسط لا زال يقف في منطقة غريبة عن العالم والحداثة والمواطنة، فقد نجح الشيوخ والإرهابيين في إرجاع العقل المسلم مئات السنين للوراء ليعيش بخياله ووجدانه أحداث الفتنة الكبرى وموقعة كربلاء والثورة العباسية، ويرى بحواسه جرائم لم يشهدها ويفعل بأيديه جرائم ينكرها على شيوخه، وهنا موطن الداء ومرضى الشيعة فوبيا أنهم يفعلون جرائم يستقبحون نسبها لشيوخهم التراثيين مما يعني وجود انفصام تام في شخصياتهم النفسية وهواجس ينكرون بها ما يفعلوه وكأنه لم يحدث..!!

إن المسلم لم ينسَ فعليا رائحة الدم التي سفكها أسلافه وصار تكرارها أمرا وجوبيا مفروضا على كل عين من أجل رفعة الدين، هكذا هو التصور الجهادي الداعشي الذي غرسه فقهاء الوهابية الكبار قديما وحديثا في عقل المسلم إبان الصحوة الإخوانية منذ السبعينات، فالملاحظ أن "فوبيا الشيعة" ظهرت في هذا التوقيت حتى حرّكت فيهم عبارات الرفض لكل ما هو شيعي من ثقافة ودين وأدب وشخصيات وجنسيات وأوطان وشعوب..إنه رفض تام للهوية وليس مجرد رفض شخوص وعقائد، نشروا حقول ألغام لا يسير فيها إلا كل مريض متوجس ومتوتر من الشيعة..ثم يظهرون لاحقا على التلفاز لإنكار "الإسلاموفوبيا" الغربية، فعلى كل سلفي وإخواني وأزهري ينكر على الغرب الإسلاموفوبيا ارفعوا في وجهه "الشيعة فوبيا" لو برر لنفسه كراهية الشيعة والفتوى بكفرهم وردتهم فورا تكون قد نزعت منه حجية إنكاره على الغرب..

إن السلفية والإخوان لا يهمهم الإسلام كدين ولكن يهمهم حشد الجماهير، فابتكروا مفهوم الإسلاموفوبيا لصالحهم، فلا يقفز المفهوم على حقيقة عداء بعض الغربيين للإسلام إلا ويثبت حقيقة أخرى أن "أبناء الإسلام يأكل بعضهم بعضا" فمن يرفع شعار الإسلاموفوبيا في الحقيقة يستفيد من الشعار لكراهية مسلمين آخرين ربما يصبح التآمر لصالح الإسلاموفوبيا تهمة وهاجس آخر يرفعوه لزوم الحشد، وهو سلوك معروف في فلسفة الكراهية أن النفس التي تحقد وتبغض لمجرد الانتماء لا تتورع عن نسب كل صنوف القبائح والمنكرات لخصومها من أجل الشيطنة.. دون مبالاه لنتائج ومآلات هذا النسب الأحمق، الذي قد يكون لصالح غير المسلمين أو لصالح أعدائهم أصلا، ولكنها مشاعر كراهية بحاجة لتنفيث وإطلاق ليس إلا..

لن أفند دعاوى الشيعة فوبيا فهي كثيرة جدا بعدد أحداث التاريخ، وكل حدث يجري تفسيره وفقا لتلك الفوبيا بالأساس، مما يعني أنه لو أخطأ طفل شيعي لعمم هذا الخطأ على طائفته بالكامل..وهو رد فعل طبيعي لمريض الفوبيا تجاه جماعة بعينها، لكنني أذكر مرضى هذه الفوبيا أن الشيعة العرب كانوا في مقدمة الصفوف لتخليص بلادهم من الاستعمار ودورهم في ثورة العشرين العراقية ضد الاحتلال الإنجليزي مشهور، ودورهم ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين مشرف جدا، فمن العجيب أن دولا وشعوبا سنية كثيرة (صحيحة العقيدة بنظرهم) تتسابق وتهرول للتطبيع مع الصهيونية العالمية، لكن الشيعة (فاسدي العقيدة) هم الذين يقفون هذا الموقف المشرف ضد الاحتلال والذي يتفق معهم فيه معظم مثقفي العالم وجماعات حقوق الإنسان ..بل أكاد أجزم أن الشعور العالمي حاليا تحول لدعم القضية الفلسطينة ضد الاحتلال الصهيوني وانحسر دعم الاحتلال في مجموعات يمينية متشددة حكمت أمريكا وبعض الدول كالهند والبرازيل وغيرها ممن يرون أن إسرائيل حليف موثوق فيه ضد اليسار العالمي..

أختم بحقيقة تاريخية توضح كيف أن فوبيا الشيعة لن تتوقف على المتشيعة بل ستطال آخرين من أديان أخرى وكل مختلف في الرأي، فمن 400 سنة كان عايش في العراق فقيها حنبليا إسمه.."علي بن أحمد الهيتي"..وقتها كان العراق ساحة صراع كر وفر بين العثمانيين والصفويين/ ولأن الشيخ كان يكره الصفويين ومريضا بالشيعة فوبيا ، ولأن الحرب التركية الصفوية كانت طائفية بالأصل..أقدم على تأليف كتاب إسمه.."السيف الباتر لرقاب الشيعة والرافضة الكوافر"..ونسخ ووزع على الأمصار ومن حظ أقباط مصر نالهم من الحب جانب ، فجاء الشيخ ليخطب في جامع الحسين بالقاهرة، ونقل موقفه من الشيعة إلى الأقباط فانتشرت الطائفية في البلاد، وصارت الشيعة فوبيا بالقاهرة ضد كل مختلف بالرأي ونقلت هواجس وتوترات الشيخ الهيتي على أنها دين..

وعندما توفى البابا.."متاؤس الرابع"..بعد ذلك رفض العثمانيون دفنه إلا بعد دفع مبلغ كبير (إتاوة) ثم زادت الجزية أضعافا، والقارئ للعقل التركي مع الأقليات يدرك أنهم تعاملوا مع الأقباط كخزينة مال ومساومات على وضعهم في الدولة، وتأثير الشيخ علي لم يكن فقط على الأٌقباط بل على اليهود أيضا، وصدر فرمانا عثمانيا بارتداء اليهود قبعات حمراء والنصارى قبعات سوداء، إضافة لارتدائهم (الجرس) في رقبتهم لتمييزهم عن المسلمين في الحمّامات العمومية..

الطائفية ليست لها وجها واحدا..بل هي شعور كراهية يُترجم على أي فرد مخالف، والعثمانيين استعانوا بالشيخ "عليّ الهيتي" لثقتهم فيه ضد الشيعة ومساعدته إياهم في حشد المسلمين السنة – غير الأتراك – لحرب الصفويين..فإذ به يُحوّل نفس الموقف ضد المصريين..ويحكي ابن الأثير كيف أن صلاح الدين الأيوبي لم يفرق في جرائمه بين (مسلم ومسيحي ) (سني وشيعي) (مصر وسوداني) فقد كان بيقتل أي شخص يهدد منصبه..كذلك فالطائفي يقتل أي حد مخالف لرأيه، وتلك هي الحقيقة المشتركة في سلوك الطائفي والدكتاتور، أن كلاهما لديه فوبيا وفقا لإدراكه وشخصيته ومصالحه، وأحيانا تدخل الفوبيا وفقا لنقاط الضعف والقوة ومدى استجابة هذا الفرد لآليات دفاعية ضد أي أفكار غريبة، فلو كان ممن يصدقون الآخر بسهولة سيقع فريسة لأي فوبيا، ولو كان ذو عقلٍ شكاك باحث لن تدخل الفوبيا أبدا أو تدخل لكن تأثيرها سيكون بسيطا هامشيا..

معلومة: كتاب الشيخ علي الهيتي عُقد في السعودية كرسالة ماجستير منذ سنوات، ثم راج وانتشر في المملكة ودول الخليج كغيره من الكتب المحرضة على العنف، وفي تقديري كان سببا لحشد (البهائم والانتحاريين) للجهاد في سوريا والعراق، إضافة طبعا لفتاوى ابن تيمية اللي تتناغم حرفيا مع دعاوى الكتاب، فجماعة داعش – أشهر مرضى الشيعة فوبيا - نشأت وتوسعت بدعاوى تكفير الشيعة وكراهيتهم..ثم طالت جرائمهم الجميع بمن فيهم السنة، بل أزعم أنهم قتلوا سنة أكثر من قتلهم للشيعة..وطردوا مسيحيي العراق إضافة للأيزيديين..فإذا لم تعتبروا من دواعش الماضي لن تعتبروا من دواعش الحاضر، وإذا لم تكشفوا مرضى الفوبيا من التاريخ لن تكشفوهم في واقعكم المُعاش، أقول ذلك لأسفي أن الطائفية في الإعلام العربي الآن تخدم المتطرفين والجماعات الإرهابية، إنها شريان الحياه اللازم لمدهم بالطاقة والأمل في الهيمنة والطمأنينة في العقيدة، فإذا قتل داعشي سيظهر غيره..وإذا سجن جيل سيظهر أجيالا ما دام المصدر موجود..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيعة مخرج عاطفي لا عقلي
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 1 / 15 - 15:36 )
سيد سامح تحية
واضح من غزارة المواضيع الزاحقة لميادين الايدولوجيا والمعتقدات انه خف او تراخي تناول المواضيع عموما بجدية او اعطائها حقها في البحث والتمحيص وصار معظم الجمهور يعتمد الراي الفقهي لمحرك جوجل؟
الطبيب قبل المعالجة يستعرض تاريخ المرض ويكانه الاساس في التشخبص الدقيق
فعند الحديث عن دين سماوي نبحث التصديق بعد المرسال
فهل هذا جاء به جبريل من كتاب انزل اليه وتنزل به تباعا لهذا التكليف الكريم من الله رب السموات والارض
ونسال انفسنا هل علي رضي الله عنه كان قسم شراكته مع محمد ص وفتح منتدى او جامعة لوحده
ونسال انفسنا ما يدعو اليه هذا الطرف الطاريء غير الاصيل
فاما يكون اضافة غير مشروعة
او تصحيح لتجاوز عقائدي في ام وعين الرسالة
نرى مثلا ما اتى به الشيعة يقولون بقداسة الاشخاص ومعصوميتهم والانتماء للعائلة المقدسة
ونقارن من كانوا على هذا المنهج ومصيرهم وموقف الاسلام منهم فنجد
اليهود اتخذوا من احبارهم اربابا من دون الله
وتلك اشترك معهم فيها الشيعة بقداسة اهل البيت وربوبية الحسين واولاده
ناس محترمة نحبهم لكنهم ليسوا اربابا
اذن هي دعوة دجل دغدغت عواطف البعض عاطقيا
فهل يعقل ان تكون دينا او معتقدا