الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة لعبة وهذه هي قوانينها | 20

إسلام بحيري

2021 / 1 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


متى سأتعلم ما يكفي عن العلاقات لأتمكن من جعلها تسير بسلاسة؟ هل هناك طريقة لأكون سعيدا في العلاقات؟ هل يجب أن تكون صعبة باستمرار؟ (1)
= ليس هناك ما يجب تعلمه عن العلاقات. ما عليك سوى إظهار ما تعرفه بالفعل.
هناك طريقة لتكون سعيدًا في العلاقات، وهي استخدام العلاقات لأجل الغرض الذي جُعلت من أجله، وليس الغرض الذي رسمته أنت. العلاقات تمثل تحدي باستمرار؛ وهي تدعوك باستمرار لخلق والتعبير ولمس جوانب أعلى وأعلى في نفسك، ورؤى أعظم وأكبر عن نفسك، ونُسَخ أكثر روعة من نفسك. لا يوجد مكان يمكنك القيام فيه بهذا بشكل فوري ومؤثر وبطريقة صحيحة أكثر من العلاقات. في الواقع، بدون علاقات، لا يمكنك فعل ذلك على الإطلاق.
فقط من خلال علاقتك بالأشخاص والأماكن والأحداث الأخرى يمكنك أن توجد (كشيء يمكن معرفته، يمكن التعرف عليه) في الكون. تذكر، في غياب كل شيء آخر، فأنت غير كائن. أنت فقط تكون عندما ترتبط بشيء آخر ليس مثلك. هذا هو الحال في عالم النسبية، على عكس عالم الإطلاق، عندي.
بمجرد أن تفهم هذا بوضوح، بمجرد أن تفهمه بعمق، فإنك تبارك بشكل حدسي كل تجربة وكل لقاء إنساني، وخاصة العلاقات الإنسانية الشخصية، لأنك تراها بناءة، بالمعنى الأسمى. ترى أنه يمكن استخدامها، ويجب استخدامها، ويتم استخدامها (سواء كنت تريدها أم لا) لإنشاء "من أنت حقًا".
يمكن أن يكون هذا البناء إبداعًا رائعًا لتصميمك الواعي، أو تكوينًا بمحض الصدفة. يمكنك أن تختار أن تكون شخصًا نتج ببساطة عما حدث، أو نتج مما اخترت أن تكونه وتفعله حيال ما حدث. وفي الحالة الأخيرة فقط يصبح خلق الذات واعيًا. في التجربة الثانية تتحقق الذات.
بارك، لذلك، كل علاقة، واحتفظ بكل منها على أنها خاصة ومكوِّنة لـ (من أنت)، والآن اختر أن تكون.
الآن استفسارك يتعلق بالعلاقات الإنسانية الفردية من النوع الرومانسي، وأنا أفهم ذلك. لذلك اسمح لي أن أخاطب نفسي على وجه التحديد، وبشكل مطول، لعلاقات الحب الإنسانية، تلك التي لا تزال تسبب لكم مثل هذه المشاكل!
عندما تفشل علاقات الحب الإنساني (العلاقات لا تفشل أبدًا، باستثناء ما يقع في الشعور البشري البحت بأنها لم تعد تنتج ما تريد)، فإنها تفشل لأنها قامت لسبب خاطئ.
(و"خاطئ"، بالطبع، هو مصطلح نسبي، ويعني شيئًا يتم قياسه مقابل ما هو "صحيح" أيا كان! سيكون أكثر دقة في لغتك أن تقول "العلاقات تفشل - تتغير - في أغلب الأحيان عند قيامها لأسباب غير مفيدة أو أسباب تساعد على استمرارها. ")
يدخل معظم الناس في علاقات مع التركيز على ما يمكنهم الحصول عليه منها، بدلاً من ما يمكنهم خلقه ووضعه فيها. الغرض من العلاقة هو تحديد أي جزء منك ذلك الذي ترغب في رؤية ظهوره، وليس الجزء لذي يمكنك التقاطه والاحتفاظ به من الآخر. وعلى أي حالي: يمكن أن يكون هناك هدف واحد فقط للعلاقات، وللحياة بشكل عام: أن تكون، وأن تقرر من أنت حقًا.
إنه لأمر رومانسي جدًا أن تقول إنك "لا شيء" حتى يأتي ذلك الشخص المميز، لكن هذا ليس صحيحًا. والأسوأ من ذلك، أنه يضع عبئًا لا يُصدق على الطرف الآخر ليكون كل شيء ليس هو أو هي في الحقيقة.
إنهم لا يريدون "خذلانك"، فهم يحاولون جاهدين أن يكونوا ويفعلوا هذه الأشياء حتى يعجزوا عن ذلك، حيث لم يعد بإمكانهم إكمال صورتك لهم، ولم يعد بإمكانهم ملء الأدوار التي تم تكليفهم بها. ويبدأ الاستياء ثم يتبعه الغضب.
وأخيرًا، من أجل إنقاذ أنفسهم (والعلاقة)، يبدأ هؤلاء الآخرون المميزون لديك في استعادة ذواتهم الحقيقية، والتصرف وفقًا لمن هم حقًا. وهذا هو الوقت الذي تقول أنت فيه: إنهم "تغيروا حقًا".
إنه لأمر رومانسي جداً أن تقول الآن بعد أن دخل حبيبك حياتك، أنك أمسيت تشعر بالكمال. ولكن الغرض من العلاقة ليس أن يكون لديك شخص آخر يكملك؛ ولكن أن يكون لديك شخص آخر تُظهِر معه اكتمالك.
والتناقض أو المفارقة في جميع العلاقات الإنسانية: أنك لست بحاجة إلى شخص آخر حتى ترى - بشكل كامل - من أنت، ولكن في نفس الوقت: أنت بدون الآخر لا شيء.
هذا هو لغز التجربة البشرية العجيب، إحباطها وفرحها. إنه يتطلب فهماً عميقاً ورغبة كاملة في العيش ضمن هذه المفارقة بطريقة مفهومة ومقبولة. ألاحظ أن قلة قليلة من الناس يفعلون ذلك.
يدخل معظمكم في تكوين العلاقات يقيضيها سنوات مليئة بالترقب، ومليئة بالطاقة الجنسية، بقلب مفتوح على مصراعيه، وروح بهِجة، وإن كانت حريصة.
وفي مكان ما بين الأربعين والستين (وبالنسبة لمعظم الناس يكون ذلك عاجلاً وليس آجلاً) تكونوا قد تخليتم عن حلمكم الأعظم، وطرحتم جانباً أسمى آمالكم، واستقريتم على أدنى توقعاتكم، أو لا شيء على الإطلاق.
المشكلة أساسية جدًا وبسيطة جدًا ومع ذلك أسيء فهمها بشكل مأساوي: أعظم أحلامكم، أسمى أفكاركم، وأعز آمالكم، كان له علاقة بحبيبك الآخر وليس بحبيبك الذي هو أنت. كان تقييمكم لعلاقاتكم مرتبط بمدى التزام ومعايشة الآخر لرؤاك وأفكارك، ومدى رؤيتك لنفسك وفقًا لأفكاره أو أفكارها. ومع ذلك، فإن التقييم الحقيقي الوحيد هو مدى عيشك أنت لأفكارك وقناعاتك.
العلاقات مقدسة لأنها توفر أعظم فرصة للحياة - في الواقع، فرصتها الوحيدة - لخلق وإنتاج تجربة تصوّرك الشخصية الأعلى. وتفشل العلاقات عندما ترى أنها أعظم فرصة للحياة لخلق وإنتاج تجربة تصوّرك الأعلى للطرف الآخر.
دع كل شخص دخل في علاقة أن يقلق بشأن نفسه: ما هي ذاته؟ ماذا تفعل، ماذا تملك من خصائص؛ ماذا تريد وتسأل وتعطي؟ ما الذي تبحث عنه؟ وتخلقه، وتعيشه. وكل العلاقات تخدم هدفها والمشاركين فيها بشكل رائع!
اسمح لكل شخص في علاقة ألا يقلق بشأن الآخر، ولكن فقط فقط فقط بشأن نفسه.
يبدو هذا تعليمًا غريبًا، فقد قيل لك أن أعلى شكل من أشكال العلاقة ألا يهتم المرء إلا بالطرف الالآخر. ولكني أقول لك هذه: أن تركيزك على الآخر - هوسك بالآخر - هو ما يتسبب في فشل العلاقات.
ما هو الكائن الآخر؟ ماذا يفعل الآخر؟ ما هي خصائص الآخر؟ ماذا يقول الآخر؟ ماذا يريد؟ ماذا يطالب؟ كيف يفكر؟ ماذا يتوقع ويترقب؟ ماذا يخطط؟
الحكيم يفهم أنه لا يهم ما يكونه الآخر، وماذا يفعل، وماذا لديه، وماذا يقول ويريد ويطلب. لا يهم ما يفكر فيه الآخر ويتوقعه ويخطط له. لا يهم سوى: ماذا تكون أنت في علاقتك بكل ذلك.
الشخص الأكثر محبة هو الشخص المستقل المركزي الذات.

هذا تعليم راديكالي ...
= ليس كذلك إذا نظرت إليه بعناية. أنت إذا كنت لا تستطيع أن تحب نفسك، فلا يمكنك أن تحب الآخر.



وللحديث بقية..
نقلاً عن كتاب حوارات مع الله
Conversations with God
للمعلم والوسيط الروحي الأمريكي نيل دونالد والش
للتواصل: [email protected]
___________________________________
(1) كان هذا هو السؤال الثاني في قائمة الأسئلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالأرقام: عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان بعد اغتيال الاح


.. عبد الجليل الشرنوبي: كلما ارتقيت درجة في سلم الإخوان، اكتشفت




.. 81-Ali-Imran


.. 82-Ali-Imran




.. 83-Ali-Imran