الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قتلوا الفقراء الطيبين غدرا ليفوزوا بالجنّة ..!

رزكار نوري شاويس
كاتب

(Rizgar Nuri Shawais)

2021 / 1 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كسابقاتها البشعة من جرائمها النكراء أعلنت داعش مسؤليتها عن جريمة تفجيري ساحة الطيران و الباب الشرقي في بغداد ( يوم 21.كانون الثاني .2021) و الذي تسبب في استشهاد نحو 32 مواطنا بريئا و مظلوما و جرح اكثر من 120 من باعة و مرتادي سوق شعبي يرتاده الفقراء و ذوي الدخل المحدود من اهالي المدينة .
شهود عيان و بينهم جرحى قالوا ان الارهابي الذي فجر نفسه تظاهر باصابته بنوبة قلبية فارتمى على الارض وسط الشارع فهرع اليه عدد من باعة البسطات و رواد السوق لاسعافة و تقديم مايلزم له من رعاية ،كما توقفت عربة (تك توك) لنقله لأقرب مستشفى ، فانتهز الانتحاري الغادر فرصة تجمهر الناس الطيبين فاعلي الخير من حوله ليفجر نفسه وسطهم ..!
أي دين و اي مذهب و أية عقيدة سمحاء، فيها حتى و لو قبس من روح انسانية ، تبيح لأمريء قتل من يهب لنجدته و تقديم العون له .. أية رسالة ايمانية سماوية تمنح حق قتل الخيرين من الناس ؟!
قاتل جاهلي ، بليد و احمق تشبع بخرافات بائدة و ِشعوذات شحن الدجالون بها دماغه الصديء ، جاء ليقتل من الناس اكبر عدد يتمكن من قتلهم ، من أجل ان ( يفوز بالجنة و يكّرم فيها بحور العين ..) ، أيّة جنة هي تلك التي تفتح ابوابها لأفاع وعقاربا تربت على مناهج الدجل و الغدرالشيطانية ..؟!
داعش وأخواتها من تنظيمات الارهاب برؤسها و اتباعها و دراويشها ، معروفة لدى الجميع بمناهجها الجبانة الغادرة ، لا جديد في سجل ممارساتها الخبيثة في ارض الله سوى المزيد من الجرائم الهمجية ، فهي بفعالياتها الاجرامية و عقليتها الاستبدادية العفنة ، تمنح كل ذي غيرة و شرف و كل امريء يفتخر بكرامته الانسانية كل ذي حس وطني شهم و نبيل ؛ حق التصدي لها و معاقبتها بأشد ماتستحق من عقاب لاجتثاث جذورها الخبيثة الفاسدة من منابتها و اينما تجذرت .
داعش باعترافها بجريمتها النكراء هذه تتحمل بالتأكيد تبعاتها كغيرها من جنايات القتل الجماعي السابقة التي ارتكبتها بحق الناس و الأنسانية ، لكن هناك ايضا من يستحق اللوم و التأنيب بل و المحاسبة ايضا على ما حصل ، فالفساد المستشري في بدن مؤسسة الحكم العراقية و صار اشبه بالداء العضال الذي لا براء منه و ضعف اداء أجهزة الامن الخاضعة لارادة قيادات و مصادر قرار متعددة تتحكم بها نزعات و ميول حزبية و طائفية و اهمال هذه الاجهزة و لا مبالاتها ازاء واجبها الاساسي المتنثل في حماية ارواح المواطنين و ممتلكاتهم تفتح الكثير من المنافذ و الابواب امام الارهاب و الارهابيين لممارسة نشاطاتهم و ارتكاب جرائمهم بيسر و سهولة مقارنة بدول ومواقع اخرى في المنطقة ..
نعم ، فالأجهزة الامنية العراقية ملامة بشدة على ماحدث ، فكيف يمكن لأرهابي قاتل ان يتسلل عبر الحدود و يعبر الصحراء و هو متحزم بأشد و افتك انواع المتفجرات و يصل الى قلب بغداد ليفجر نفسه وسط مرتادي اسواقها ..! لا ، فالأمر ليس هكذا ، قد يكون الارهابي هذا فعلا متسللا دخل البلد سرا ، لكن لابد من تواجد من يسهل له الامر نقلا و مأوى من داخل البلد ، يملك خبرة في اعداد المتفجرات و تلقيمها استعدادا للتفجير و القتل ، فالانتحاري ليس سوى دابة حمقاء غبية و أداة من ادوات الجريمة الارهابية تنتهي فعاليتها مع التفجير ، أما المجرمون روحا و قالبا و من يجب ان تطالهم يد العدالة و القضاء فهم القابعون في اوكار و اعشاش الشر المظلمة داخل البلد يخططون فيها لارتكاب المزيد و المزيد من الجرائم بحق المواطنين اينما سنحت لهم الفرص عبر الفراغات الأمنية و هي كثيرة ، فالحقيقة التي يجب أن تقال هي ان اجهزة الامن انصرفت عن التركيز على مهامها الاساسية الى الاهتمام بمصالح و منافع البعض من قادتها و مسؤوليها كممارسات لا يمكن وصفها إلا بالفاسدة اللامشروعة و غير النزيهة و البعيدة كل البعد عن الواجبات و المهام الرسميةالمكلفة بها كجهات راعية و منفذة للقانون بنزاهة و اخلاص و كعين ساهرة على امان و مصالح المواطنين بدون استثناء و ليس حماية هذا أو ذاك من المسؤولين و مصالحهم .. هذه الاجهزة و من اجل ان يكون ادائها فاعلا ، يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن حماية المصالح الطائفية و الحزبية و علاقات المحسوبية وعن منافسات المناصب و الرتب ، يجب ان يتحلى عناصرها من الاعلى و الى الادنى رتبة بأخلاقيات النزاهة الوطنية و الصرامة المهنية و احترام المواطن و حقوقه أي كان ، وان يتجنبوا كل اشكال و الوان الفساد و علاقات المنفعة الطفيلية مع الفاسدين و المفسدين داخل منظومة السلطة الحاكمة و خارجها .. يراد منها ان تكون اجهزة وطنية في خدمة الشعب فعلا و تطبيقا و كي تحوز على ثقة المواطنين بها و بالشكل الذي يحفزهم على التعاون معها كواجب وطني للكشف عن كل مسيء يهدد أمن و سلامة الوطن و المواطن .
ختاما .. سلاما و دموعا و باقات ورود حزينة لأرواح الفقراء الطيبين شهداء ((21.كانون الثاني.2021) مع تمنياتنا للجرحى و المصابين بالشفاء العاجل و للأطفال المرعوبين السكينة و عودة الاحساس بالأمان..
22. كانون الثاني. 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن اي جنة يتكلمون؟؟
سمير آل طوق البحراني ( 2021 / 1 / 23 - 10:36 )
اذا ثبت ان هناك جنة ونار فالنار هو مصيرهم لان خالق الاكوان والموجوادت من اصغرها الى اكبرها ليس بحاجة لمن يدافع عنه ولنا في وباء الـ Corona اكبر دليل لعدم حاجة الله للدفاع عنه. يقول ابن رشد رحمه الله (التجارة بالاديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات الذي ينتشر فيها الجهل فاذا اردت التحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني) وهذه الايدولوجية التي قامت عليها المنظمات الارهابية بالاتفاق المشترك بين رجال دين البلاطات والحكام لتثبيت عروشهم. هل سمعت ان احد ابناء دهاقنة الدين او الملوك فجر نفسه طمعا في الحور العين؟؟. كلا!. لماذا؟؟. لانهم يجيدون اللعبة ولا عزاء للمغفلين.رحم الله الشهداء والشفاء العاجل للجرحى واحر التعازي لذويهم والخزي والعار لكل من ساهم في هذه الجريمة وفي مقدمتهم حكومة المحاصصة لتقصيرها في امن البلاد واهلها.

اخر الافلام

.. القناة 13: نتنياهو سيبحث ملف تغيير الوضع بالمسجد الأقصى مع ع


.. الرئيس السيسى: رسالة الإسلام بلغت بالإنسانية أعلى درجاتها




.. احتفالات المولد النبوي في حي إمبابة.. تجمعات للأهالي في المس


.. أخبار السابعةمساءً-الرئيس السيسي يهنيء الشعب المصري والشعوب




.. الرئيس #السيسي يكرم عددًا من النماذج في مجال الدعوة الإسلامي