الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أحب الأغبياء

سيد يوسف

2006 / 7 / 23
المجتمع المدني


لا أحب الأغبياء ولست بدعا بين البشر فكل الناس لا تحب الأغبياء حتى الأغبياء وهم لا يحسبون أنفسهم أغبياء لا يحبون الأغبياء وأقصد بالأغبياء أولئك الذين لديهم حَول فكرى ، الذين تحادثهم فى شيء فيفهمونه خطأ ويبترون كلامك عن سياقه ثم يكيلون لك اتهامات أنت أساسا لم تتفوه بها فلا هم أحسنوا القراءة ولا هم أحسنوا الفهم ولا هم أحسنوا الأدب.

وأشد ما تجد هذا الأمر فى الشخصنة ونقصد بها رؤية الموضوعات المطروحة من خلال ما فى نفوسنا من أشخاصها أو ما فى نفوسنا من فكرة ما يطرحه الكاتب فيتحول نقدنا لهجوم على الشخص لا الفكرة ولنضرب مثالين لهذا (ولأستأذن القارىء أن يكونا لموضوعين لكاتب هذه السطور).

أما أحدهما فقد كان لكاتب هذه السطور موضوعا بعنوان (كلمة فى حق شهداء المسلمين أبى مصعب نموذجا) كان الحديث فيه أساسا عن الشهداء وليس على النموذج فإذا ببعضهم يسيئون قراءة الموضوع فيستمسكون بالنموذج الذي يمكننا أن نتفق أو نختلف فى تقديره ويدعون فكرة الموضوع الخاصة بالشهداء وتنهال على صاحبه مجموعة من الشتائم والسباب التي يعف عنها اللسان ( وكان هذا أيضا وحول نفس الموضوع تقريبا ما تعرض له الأستاذ فهمى هويدى ، والأستاذ زياد أبو غنيمة).

وأما الآخر فقد كان لكاتب هذه السطور أيضا موضوعا بعنوان (فلتتواروا خجلا......) تحدث فيه عن فرحتنا بما فعل السيد حسن نصرالله بالصهاينة وليس فى هذا بدع من الدين فمن قبل تمنى المسلمون حين قاتل الرومُ الفرس َ أن ينتصر أهل الروم لقربهم منهم بوصفهم أهل كتاب وبعد الفرس كعبدة الأوثان عنهم فانتصر الفرس فحزن المسلمون فنزل قول الله تعالى:
"الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ " الروم 1-6

نقول وليس فى هذا بدع لكن البعض ترك فرحتنا بما يوجع الصهاينة وأخذ يظن بصاحب المقال تمجيدا للمذهب الشيعى وانتصارا له ثم أخذ يطيل الحديث عن الشيعة والرافضة متناسيا فرحتنا بضرب الصهاينة .

وهكذا ففي المثال الأول نجد سوء قراءة وفهم للموضوع بناء على رفض ما تحمله نفوس بعضنا من الشخص (الزرقاوى) وفى المثال الثانى وجدنا سوء قراءة للموضوع بناء على رفض ما تحمله نفوس بعضنا من فكرة التشيع .

والحق أن داء الشخصنة كأحد ملامح ثقافة الاستلاب التي تعانى منها شعوبنا العربية قلما يسلم منه أحد إلا الفاقهين...حول هذه الشخصنة تدور هذه الكلمات على عجالة سريعة.

* لقد أدرك الفاقهون – لعمق تجاربهم- أن العقول ثلاثة أنواع :
- عقول صغيرة تناقش شئون الناس وشخصنة الأمور دوما.
- عقول عادية تناقش أحداث المجتمع اليومية .
- عقول كبيرة تأبى مناقشة شئون الناس أو أحداثهم اليومية ذلك أنها تناقش الأفكار المطروحة فى المجتمع وتتناولها بالدحض أو التأييد أو التعديل .
* وتتسع الشخصنة لتشكل أداة فى فهم وتشخيص وعلاج واهم لكثير من ظواهرنا الاجتماعية والسياسية فمثلا مشكلة الطالب الراسب هى فى (شخص) الممتحن والمراقب له بدلا من البحث عن الأسباب الحقيقية للرسوب من تقصير وإهمال (هذا بخلاف الظروف الاستثنائية التى تقدر بقدرها ومن ثم فلا يمكن تعميمها) ، ومشكلة شعوبنا النامية هى فى (شخص) الحكام وما يمارسونه من دكتاتوريات ضد مواطنيهم بدلا من البحث عن العوامل المشتركة التى تجمع أسباب التخلف ،ومشكلة التعليم فى بلادنا هى فى (شخص) وزير التعليم حيث.............
ومشكلة العرب مع الصهاينة هى فى(شخص) رئيس وزرائهم س أو ص بدلا من البحث عن أسباب ضعفنا وتأخرنا....وهكذا تترى.

والحق أن عزل الأشخاص عن الأحداث صعب لكن جعل الأشخاص هم أساس وكل المشكلة و وهم أساس وكل الحل خطل ينبغى ألا نردده احتراما للعقل.

* وتساهم عوامل متعددة فى بروز تلك الظاهرة من شيوع مناخ ثقافي يسمى بالاستلاب ، إلى غياب دور الوسائط التربوية والإعلامية ، إلى تجفيف منابع الثقافة ،إلى انتشار نسبة الأمية فى قطاع عريض من المجتمع ، إلى انتشار ثقافة الاستسهال ، الشعور العام بالإحباط ، وغير ذلك.

* ولأن المشخصنين يلفظهم الفاقهون ويشفقون عليهم لشدة غبائهم لذا عليهم المبادرة سريعا إلى ملاحظة أنفسهم تمهيدا لتغييرها عساهم يفيدون ويستفيدون.

* وكم نرجو من الإعلام ووسائطه ، والأسرة ، والمساجد ، والنوادي ، وجمعيات تنمية المجتمع ، ومؤسسات التعليم ، ومنظمات المجتمع المدني أن تنتبه لهذا الداء تعريفا وتشخيصا وعلاجا ،ولبعض مراكز التنمية البشرية دور هاهنا طيب نرجو تعميمه.

على هامش الموضوع
هناك فارق –كبير جدا- بين الشتم وبين الحقيقة المرة فمثلا حينما نقول عن شارون إنه خنزير فهذى شتيمة لكننا حينما نقول عنه سفاح فهذه حقيقة ، فإذا انتقلنا إلى حكامنا العرب فإن كثيرا من الناس يتناسون ذلك ليجعلوا أى نقد هو بمثابة شتيمة : وسؤال بسيط هل من الشتم والسب أن نصف موقف كثير من حكامنا بأنهم أضاعوا بلادهم بالفساد؟؟ مجرد سؤال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تحمل أسلحة لإسرائيل-.. ناشطون يتظاهرون ضد شركة ميرسيك للشحن


.. -حفاضات وكلاب واحتضان جثث-.. شاب فلسطيني يكشف تعرضه للتعذيب




.. اليمن.. مبادرة نسوية لتعليم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة


.. تظاهرات ضخمة للمستوطنين في -تل أبيب- والقدس وحيفا تطالب برحي




.. فلسطيني من شمال غزة يربط حجراً على بطنه بسبب المجاعة التي تض