الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيد عند الهنود الحمر

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 1 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كان الهنود الحمر قديما وهم سكان الأمريكيتين قبل الغزو الأوروبي، يحتفلون بعيد رأس السنة الجديدة بشكل صاخب، فيندفعون إلى حقول القمح الناضجة، ويجمعوا ملابسهم وحاجياتهم وأوعيتهم الخشبية أمام نواتج حصاد القمح والحبوب الأخرى التي لا تؤكل، ثم يلقونها في نار متقدة معلنين بداية السنة الجديدة وحياة أفضل. ونجد نفس هذا السلوك إلى اليوم في بعض بوادي وقرى أمريكا اللاتينية وهو متجذر في ثقافتهم.
يتنكر الرجال والنساء أثناء الاحتفال، ويتخذون ألبسة متنوعة بألوان زاهية وطبيعية ويتنقلون من مسكن (كوخ) لآخر مهشمين ومكسرين كل ما يقع تحت أبصارهم، لكن لا يصل الأمر بهم إلى اتلاف الطعام والأثاث والثياب بسبب ندرة تلك الأشياء. وتتميز هذه الليلة بالحرية التامة، فيكون الناس خارج نطاق شعورهم وإحساسهم، غير مسؤولين عن تصرفاتهم، فيكون لهم الحق في فعل ما يشاؤون.
وكما هو الحال في معظم المجتمعات القديمة، كانت جميع تفسيرات الظواهر تصاغ بعبارات دينية. وهكذا فبدلا من أن يفسر الإنكيون خسوف القمر على أنه مرور الأرض بين القمر والشمس، كان هناك اعتقاد بأن أفعى أو نمرا يلتهم القمر، وكانت معظم الأنشطة تركز على الممارسات الزراعية، أو علاج المرض، وتقديس الأرواح. لهذا كان لديهم مجموعة من الكهنة، يديرون ممارسات دينية رسمية، وكلما كان لنشاط معين أهمية زائدة، زادت الطقوس الدينية التي كانت ضرورية لنجاح الأمر، وهم يعتقدون أيضا بأن العديد من الأماكن والأشياء تحمل في طياتها قوى خارقة، وكانت هذه الميزات الخارقة تسمى "أواكا".
كانت تخرج أجساد الملوك المحنطة أثناء الأعياد ومراسم التعبد من المعابد، لأنهم يفردون توقيرا لجثث الموتى، التي كان ينظر إليها مثل "أواكا"، وكان هؤلاء الملوك الموتى يعدون مشاركين فاعلين في أنشطة "الباناكا"، ويقدم الطعام والشراب لهم كأنهم أحياء. وكانوا في بعض الأحيان يضحون بالأطفال، كجزء من طقس "كاباك اوتشا".
تتباين المواضع المقدسة عندهم عن بعضها البعض، وتشترك فيما بينها في بعض السمات؛ ففيها عادة ما يشبه المنصة تدفن فيها أشياء مهمة وأضاحٍ، من بشر وحيوانات. وجدت فيها أزواج من تماثيل صغيرة بصورة بشر وحيوانات اللاما، واحدة من ذهب وآخر من فضة، إضافة إلى أصداف "السبونديلوس". ويحتمل أن تقديم هذه القرابين هو من أجل استرضاء أو التضرع للابوس إله الجبل ذو السطوة، الذي كان مصدر الماء. وقد وجدت هذه المواضع على قمم عالية في جنوب جبال الأنديز بأمريكا اللاتينية. (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم