الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى الوطنيين الكرد بمناسبة اعلان كوكبة من الشهداء في غربي كردستان

زوهات كوباني

2006 / 7 / 23
القضية الكردية


معروف لدى الجميع ماحققته حركة التحرر الكردستانية من تطورات على كل الصعيد الكردستانية عامة بدئاً من قيادة نهضة فكرية الى ثورة انبعاث الإرداة في الحرية والتغيير. وما زال المشوار مستمرا في مرحلة التحرر الديمقراطي بغية وصول الشعب الى اهدافه في الحرية والمساواة والديمقراطية.

لم تتحقق هذه المنجزات العظيمة هكذا، بل كانت بدماء خيرة ابناء وبنات الشعب الكردي، وقد ضحى ابناء هذا الشعب بالكثير من اجل الوصول الى هذا اليوم الاغر، ولكن المسيرة لم تنتهي وقد اقتربنا من باب النصر فالشعب الواعي لا يمكن ان يقف امام إرادته اي شيء ، وهو بوعيه يتمكن من تجاوز جميع العوائق والمحن التي تظهر هنا وهناك.

لم يكن الطريق سالكا بسهولة بل كان وعرا ومليئا بالاشواك وخاصة لشعب عانى من سياسات الانكار والانحلال والصهر، الى جانب زرع الاعداء لسياسات ومكائد التفرقة بتفعيل نزعات الطائفية والمذهبية والمحلية وغيرها من العادات والتقاليد البالية والعشائرية وغيرها من اجل ابقاء هذا الشعب رهين سياساتهم ومخططاتهم الاستعمارية والعدوانية.

فالمرحلة التي نحن بصددها تتطلب من كل كردي بذل الجهود من اجل ايصال هذه المسيرة الى المطاف الأخير، واعتماداً على هذه الذخيرة والتجربة النضالية، وترك جميع الأمور الثانوية والعمل من اجل تحقيق الامال والاحلام التي باتت قربية منا كثيرة ، لنعيد البسمة إلى شفاه اطفال الكرد كما كانوا يحلمون بها منذ الاف السنين.

لقد قدمنا الاف الشهداء. والشهداء عندما استشهدوا كانت لهم وصايا واماني بان خلفهم شعب سائر لذلك جعلوا من ارواحهم الغالية رخيصة من اجل هذا الشعب. ومازال شباب كردستان يقدمون ارواحهم فداء لهذا الوطن وهذا الشعب من اجل الحرية والديمقراطية والمساواة . لقد استشهد الكثيرون ولم تدفن جنازاتهم، او بقيت تحت الصخور هنا وهناك. أوفي وادي عميق تحت شجرة. أو فوق قمة جبل بجانب انهيار ثلجي متراكم، وفي الكثير من الاحيان لم تكن هناك امكانيات لحفر قبر لهم او تغطية القبور بالتراب، او تحولوا الى قطع صغيرة لا يمكن رؤية جزء منهم نتيجة القصف الوحشي، اوتحولو لقطع بين الالغام التي زرعها الاعداء. او في ظروف اعاصير ثلجية لا يمكن الاحتماء منها حيث بقوا جامدين في البرد والثلج وتحولوا الى كتل جامدة لا حراك فيهم ، او إستشهدوا تحت انهيار ثلجي، او غرقوا في نهر لا بد من تجاوزه وهم عديموا الخبرة في السباحة. او فجروا انفسهم بقنبلتهم لكي لا يقعوا او يسقطوا في يد الاعداء، او فجروا انفسهم بالاعداء وهم جرحى ليلقنونهم ان ابناء الكرد حتى وهم جرحى سيحاربوهم وسيلقنوهم دروساً جزاءً لهم للمجازر التي ارتكبوها في "بالو" و"ديرسم" و"اغري" و"زيلان" و"حلبجة"، او تحت التعذيب الوحشي وقاوموا حتى الرمق الاخير. هذه هي الظروف التي استشهدوا فيها ولا يمكن ان يصف القلم كل هذه التضحيات النادرة في التاريخ الانساني .

حيث كانت البسمة الاخيرة والوصية الاخيرة من خلال اخر كلمة تمكنوا من التفوه بها او عبر ملامح نظراتهم الاخيرة التي كانت تعبر عن الكثير والكثير: وهي يجب متابعة المسيرة والنضال، لا تدعوا السلاح على الارض، سلموا على أبناء الشعب الكردي. وقولوا لهم بان اولادكم كانوا عند حسن ظنكم وها هم قد اوفوا بوعودهم ولم يبقى لديهم شيء بعد الروح لان يضحوا بها من اجلكم، وياملوا ان تكونوا مرفوعي الراس بهم وتفتخروا بهم عند جميع الناس.

كيف يجب ان نرد جميل هؤلاء الشهداء وكيف نكون عند حسن ظنهم؟. ربما طالت المسيرة وتعب الكثيرون وتمرد آخرون، وندم البعض، وغضب البعض، وتراجع البعض، ولكن ماذا نعمل لو كان حقيقتنا وواقعنا هكذا واعداءنا وحشيون ومتامرون علينا، فهذه فاتورة الحرية ان كنا نطمح اليها، ذلك فالارتباط بالشهداء في هذه المرحلة هو التفكير وسؤال النفس : اين انا من تضحيات الشهيد ؟. وهل انا عند حسن ظنه كما كان عند حسن ظننا ام لا؟. فاذا كنت مثقفا فكيف ستفي بدين الشهيد من ناحية مهنتك الثقافية، واذا كنت محاميا او معلما او مدرسا ما المطلوب منك تجاه الشهيد، واذا كنت شابا او امراة...الخ.

لنسال انفسنا هناك من استشهدوا وهم في ربيع عمرهم ، لماذا ذهبوا وضحوا بأرواحهم الم يكونوا يحبون الحياة كما نحياها ونحبها؟. لقد كانوا من خيرة ابناء هذا الشعب، ومن المتقدمين والناجحين في دراساتهم واعمالهم، ولكن تركوا كل هذا، لماذا لا يتواجدون اليوم بيننا، نعم كانوا في السابق بيننا والان بقيت لهم ذكرى او تمر ذكرياتهم كشريط سينمائي امام اعيننا...

كل هذا يدفعنا في هذه المناسبات الى محاكمة وجدانية وتحليل صائب لوقفتنا تجاههم ، فاذا ما قام كل واحد منا بتادية مهامه ضمن محيطه وحدود امكانياته وظروفه، وضمن حدود مهنته فلن يبقى شيء مستحيل امامنا. ان القسم الصعب والتضحيات الكبيرة قدمها الشهداء، ولم يبقى الا السهل والقليل والذي ضميرنا وعهدنا مع الشهيد يجعلنا في اتمام هذا القسم . فمسيرة صحيحة وتفكير واعي ومحاكمة وجدانية تجاه هؤلاء الشهداء يجعلنا نعيد الخطى التي تخلفنا عنها ونتمكن من الوصول الى تحقيق اهدافنا التي كنا نطمح اليها عبر التاريخ في الحرية والديمقراطية والمساواة والتي تتحق في المجتمع الديمقراطي الايكولوجي الجنسوي الحر ضمن مشروع "الكونفدرالية الديمقراطية" وعندها سنكون عند حسن ظن الشهيد كما كانوا عند حسن ظننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين


.. بايدن: نحن لسنا دولة استبدادية ومع حق التظاهر السلمي وضد الف




.. جامعة أميركية تلغي كلمة لمندوبة واشنطن في الأمم المتحدة بضغو


.. ترمب يتهم الديمقرطيين بمحاولة السماح للمهاجرين لترجيح كفة با




.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي