الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العفائد الدينية والفكر الحر

تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)

2021 / 1 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان تقدير العقل واحترام حرية الفكروالتعبير أمورا ينبغي ان نروض انفسنا عليها . فالعقل يجب ان ترفع عنه القيود ..والفكر يجب ان يحررويطلق له العنان.. فيترك الناس يفكرون كما يشاءون ويقولون ما يرونه صوابا ذلك بان العقل البشري اذا اطلقت قيوده اتى بالعجائب وقد يخطيء الناس في التفكير الا ان هذا الخطاء غير مذموم لانه يؤدي بهم في النهاية الى الصواب .كما الاجتهاد في الدين اذا أصاب فله اجران واذا أخطاء فله اجرالاجتهاد والمحاولة لما فيه الخير ومنفعة العباد .. ففي أوروبا مثلا كانت اقوال رجال الفكر مناقضة لاقوال رجال الكنيسة ولقد جربت الكنيسة ان تقضي على حركاتهم فاضطهدت كوبر نيقوس واحرقت برونو وحاكمت غاليليو وأصدرت امرا بحرمان فولتير. ولكن الحركة العلمية الفكرية التحرريه استمرت و نجحت في أوروبا رغم مقاومة الكنيسة الشديدة لها . حتى يئست الكنيسة أخيرا من القضاء عليها . واستمرت حالة التغيير بحركتها التجديدية . ومع ذلك فان فوز تلك الحركة بالنهاية وانتصار العقل لم يؤثر على كيان الكنيسة وعملها وتعاليمها فاستمرت تعيش وتعمل في مجالها ..وراح رجال الفكر يشتغلون في دائرتهم بشيء كثير من الحرية بعد ان خفت مضايقة الكنيسة لهم وهكذا تعايش الطرفان...ولوقد قدر للحركة الدينية في أوروبا ان تقضي على الحركة الفكرية لما قامت هذه المدنية الأوروبية العظيمة التي لا يجهل احد علو شأنها .. او ينكر فضلها على سائر المدنيات التي تقدمتها. والاسلام اليوم يقف وجها لوجه امام المدنية الأوروبية والفكر الأوروبي مثلما وقف امام المدنية اليونانية الماضية والفكر اليوناني القديم . وغزت الأفكار والعلوم اليونانية العقائد الإسلامية في الماضي وتفاعلت معها فكان لزاما قيام فكر إسلامي جديد متأثرا بالعقائد والفلسفات القديمة منذ مطلع القرن 100- 110 هجري وما بعدهما. كان له اسهامات عميقة في تجديد الفكر الإسلامي ..وطبيعي ان يكون هناك جبهات مؤيدة وأخرى معارضة وثالثة مغرضة استغلت هذا التجديد والتطوير في الفكر وحرية العقل للكيد من الإسلام والمسلمين واتهامهم بالتطرف والإرهاب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وساقوها على سائر المسلمين حتى ان هناك فئات اتهمت الدين نفسه للتحريض على العنف. فنجد اليوم معظم الأفكار والعلوم الأوروبية تهاجم العقائد الإسلامية. لذلك لابد ومن الضروري قيام حركات وشخصيات إسلامية تحمل على عاتقها التوفيق بين الفكر الاسلامي والفكر الأوروبي . وتعريف العالم برسالة الإسلام السمحه التي تنادي بالسلام والتعايش بين الاجناس البشرية واحترام حرية العقائد والأديان ونبذ العنف والبحث عما يجمع الإنسانية لا ما يفرقها وان هذا الكون للجميع فلنحافظ عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك


.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي




.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن


.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت




.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان