الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعيمة - زهرية - ... قربان فقهاء الكنوز بأكدز

علي أحماد

2021 / 1 / 27
المجتمع المدني


من المؤسف ان تستباح براءة الطفلة نعيمة بهذه الوحشية الهمجية لتمعن الحادثة في سادية بعض بني آدم القاسية قلوبهم بمنطقة من الهامش المغربي ( الجنوب الشرقي ) أقل ما نشهد به لأهلها أنهم مسالمون ، يجنحون الى السكينة والوداعة ويتحلون بالرضا والقناعة ويسعون الى طاعة الخالق . بعد الفاجعة أقاوم – كغيري من المغاربة – غصة في الحلق وصرخة مختنقة وأكفكف دموعا تفر من المآقي ، وأتساءل بحرقة ألم كيف تطاوع آدمي نفسه أن يقتل بدم بارد طفلة لاحول لها ولاقوة ويترك جثتها أشلاء متناثرة على جبل ناء نواحي أكدز؟ وما ذنب نعيمة إذا كانت " زهرية " منذور دمها قربانا لحراس / حماة الكنز من الجن وهي صيد ثمين لفقهاء عصابات استخراج الكنوز؟ وما جريرتها إن هي ولدت ملونة بإحدى قرى الجنوب الشرقي ؟
أفعال شنيعة وممارسات بشعة شوهت سمعة البلد وروعت الأمهات والآباء . خطف ، اغتصاب وقتل . ثلاثي متلازم يقض مضجع المجتمع يستدعي تدخل عالم الإجتماع وعالم النفس والإجرام لوضع الأصبع على الجرح . كل من موقع عمله عليه تحمل مسؤوليته. ولكن المخجل في قضية نعيمة أنها لم تنل حقها من اهتمام المغاربة وتعاطفهم اللامشروط . صمت صحافة تقتات من الجيف وعرض عورات الناس والخوض في أعراضهم ، و غياب تام ومريب للجمعيات الحكومية والمدنية المدافعة عن الطفولة. أكيد أن نعيمة فتاة سمراء فقيرة من الهامش أكدز حتما فرق بينها وبين طفل طنجة البوغاز الأبيض عنصرية صادمة ولا إنسانية . هناك بالبوغاز البحر الهادر وتكنولوجيا العصر الرقمي استطاعت أن ترسم تفاصيل المشهد وتوثق بداية لحظات الجرم ومعالمه وملامح المجرم.. وهنا أكدز الواحة والجبل حيث اختفت تفاصيل الجريمة الشنعاء لشهور عدة عمقت من آلام الجراح و ساعدت على تناسل الشائعات ..
هل وضعت الأقدار نعيمة في طريق ذئب بشري تربص بها في غفلة الأهل وتصيدها لينهش جسدها الغض ويوزعه أشلاء في موقع لتظهر مع مرور الزمان لراعي ماعز يمر من جبل مشطه السكان ورجال الدرك الملكي سابقا دون أن يجدوا للطفلة أثرا ؟
عار أن يلوذ المغاربة بالصمت وتخرس ألسنتهم وتجف أقلامهم . نفاق وتحيز وسم مواقع التواصل الإجتماعي فاضح ومقيت . القضية واحدة والضحية منا مع اختلاف المكان ودواعي الجريمة. هل كان لزاما أن ننتظر صرخة من أسمر الكوميديا سليل الواحدة لتُشَد الرحال الى عين المكان ويتحرك النبش في الملف وتظهر تفاصيل حول علاقة مقتل نعيمة بفقهاء وعصابات الكنوز وتعود مشكلة الأطفال الزهريين الى الواجهة...تداخلت خيوط القضية ونسجت مصيدة لفقيه من المنطقة كمشتبه فيه له ضلوع في الحادثة ألقي عليه القبض عليه بنواحي خنيفرة كملاذ ظنه سيتوارى فيه عن الأنظار عند الأصهار. الخوف أن يقدم الفقيه كبش فداء للتستر على شخصيات نافذة !
مع أولى خيوط القضية التي تكشفت للصحافة التي لزمت مكان الجريمة برزت بالتوازي فيديوهات لسيدة من تاكونيت تنشر معلومات فظيعة عن عصابة لأستخراج الكنوز استغلت دمها . لماذا تزامن ظهور تصريحات السيدة مع اعتقال الفقيه ؟ وما صحة ما روته من أحداث تكتم الأنفاس ؟
ما يهمنا كمواطنين هو تحقيق العدالة والقبض على المجرمين لينالوا ما يستحقون من عقاب لأن التحقيقات طالت والخوف أن يطوى الملف ويقيد ضد مجهول ما دام الدم دم طفلة فقيرة من عمق المغرب المهمش حيث لاحول لأبويها لتحريك الملف في دولة ننشد فيها استقلال القضاء .
فلترقد روح نعيمة في سلام ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين