الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاهي الأدبية بين التجاري و الثقافي

العيرج ابراهيم

2021 / 2 / 1
المجتمع المدني


المقاهي الأدبية بين التجاري والثقافي
العيرج ابراهيم :
انتعشت في السنوات الأخيرة ظاهرة المقاهي الأدبية والثقافية بعدد من المدن خصوصا الصغيرة البعيدة عن المركز، التي تفتقر لفضاءات بإمكانها احتواء الشباب ، حيث غدا المقهى ملتقى لجمهور مفتقد و بالتالي متعطش للثقافة والفكر والفن ، ومبدعين يبحثون عن صدى إبداعهم لدى المتلقي.
فما بين متوجس له مبرراته من دورها كمشاريع تبقى في عمقها تجارية ترمي لتحقيق الربح متخذة من الثقافي مطية و مظلة للتستر وراءه ، و بين متفائل مهووس بما هو ثقافي يرى فيها مبادرة على علاتها تسعى إلى خلق مصالحة بين الفعل الثقافي وعموم مرتادي المقاهي لتصبح الثقافة فعلا وهما شعبيا من خلال تنظيم لقاءات مباشرة بين الفاعلين الثقافيين، وبين شريحة أوسع من الجمهور حفاظا على ما تبقى من شعلة الثقافة في زمن الرداءة ،أظهرت بعض المبادرات بهذا الخصوص
قدرتها على التفرد و التغريد خارج السرب خصوصا في ظل جائحة كورونا تكسيرا منها لجدار الصمت الثقافي بعد تراجع المؤسسات الرسمية .
فقد نجح أرباب بعض المقاهي في الترويج الثقافي والفني، حيث تم تسجيل تجاوب كبير بين رواد المقهى مع هذه التجربة الثقافية التي لازالت في حاجة للتشجيع و الاحتضان لتلاقي وتفعيل الحوار، وتخصيب الأفكار، لاسيما لدى جيل الشباب العالق في الشبكة العنكبوتية وتأسيس فضاءات لا تكتفِي بتقديم المشروبات، بل تسعى لتعزيز "ثقافة الابداع و الحوار و التأطير كمشروع طموح يرمي الى دمقرطة الحياة الثقافية و جعل المقاهي فضاء لتعويض الفشل الذي عبرت عنه المؤسسات الرسمية ...
ففي هذا الصدد عبر بصدق "خالد اوعسو" ابن مدينة ايت ملول وكواحد ممن آمنوا بالفكرة و تبنوها ، قائلا "إنها مبادرة ثقافية تخدم المجتمع عامة ضمن مشروع تجاري طبعا معبرا عن آمله في أن يبقى المقهى الثقافي بالمنطقة والجهة مواظباً على ما بدأ به منذ مدة في تسخير ذاته لــ "خدمة الثقافة" كواجب اجتماعي إنساني بالدرجة الأولى."
مضيفا أن مشروعه استطاع أن يكون "مركزاً ثقافياً مصغراً"للخروج بالفعل الثقافي من ضيق القاعات المغلقة إلى سعة الفضاءات العامة المفتوحة وليكون في الوقت نفسه ملاذاً للراغبين بتزجية الوقت بطريقة مغايرة، بعيداً من صخب موسيقى "التلوّث السمعي" و قريبة من الفن الراقي حيث تم تنظيم سلسلة من اللقاءات الفنية و الغنائية ، أعقبتها ندوة ثقافية لاقت استحسانا كبيرا لدى المهتمين بالشأن الثقافي بالمدينة و نواحيها "
نتمنى أن يلعب المقهى الثقافي دورًا كبيرًا في الحركة الأدبية والثقافية بالمنطقة ، وأن يصبح معقلًا للأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين بالجهة ككل ،ومشتلا للفعل الثقافي الشبابي، ونواة اجتماع نخب لها مشاريع مجتمعية تكون بديلا تلتقي عبره إرادات صادقة متعدّدة تجتمع وتتكئ على مشروع ثقافي وفكري ما من شـأنه تجاوز التفاهة و الرداءة . أملنا أيضا أن تصبح هذه الفضاءات دأبا فكريا أكثر منه مقهى، تتمحور حول تنشيط الحركة الثقافية وتتحوّل إلى ملاذ للشباب الذين يمتلكون طاقات يرغبون بالتعبير عنها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم


.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #




.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا