الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براءة النبي - الفارق بين العبد والأمة القوى العاملة وبين العبيد والسبايا المماليك - 1

حازم السيد رويحة
كاتب وباحث

(Hazem Rwiha)

2021 / 2 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


القرءان الكريم هدى ونور للعالمين، حكم الله في ذلك الكتاب أنه لا يرضى للناس العبودية القهرية التي تسلبهم حق الحرية في الدين والحياة والمشيئة والعمل وحرية الرأي ، بل إن الله يحرم استعباد الناس وإتخاذهم عبيد مماليك وينهى عن استضعاف الناس وتسخيرهم في العمل بدون أجر لا يقدرون على شيء إلا بإذن مالكيهم، وماليكيهم هم طائفة الطاغوت التي تستعبد الناس وتتخذهم مماليك، إن الله يكره طائفة الطاغوت ويأمر المؤمنين أن يكرهوها ويكفروا بها.

يقول الله: "
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ۗ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)" : 2 سورة البقرة

الطاغوت هم طائفة ممن يملكون الثروة والسلطة و يستخدموا تلك القوة لإستعباد الناس وإتخاذهم عبيد مماليك مستضعفين من الرجال والنساء والولدان يعملون بدون أجر وليس لهم حقوق فهم سلع ومتاع يشترى ويتاجر بهم ولا كرامة لهم وتغتصب نسائهم ويذوقوا مرارة الذل والهوان، والله سبحانه لا يرضى ذلك لعباده.

ولذلك حرض الله المؤمنين على القتال لإطلاق سراح العبيد المماليك المستضعفين، وذم طائفة الطاغوت التي تستعبد الناس وقال إن الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت هم أولياء الشيطان.

"وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ( 75 ) الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)": 4 سورة النساء

يطلق القرءان لفظي عبد وأمة على العاملين والعاملات من الناس و يقصد بهم الطبقة العاملة في الحقول والرعي والصناعة وخدم المنازل و غير ذلك من العمل الصالح.

مثال أن لفظ عبد وأمة يعني العاملين والعاملات ولهم كامل الحرية في عقد زواج مع من يعلونهم في الثروة والمكانة الإجتماعية، الأمة المؤمنة والعبد المؤمن لهما الحرية ليكتبوا و يعقدوا الزواج مع من يفوقونهم في الطبقة الإجتماعية وفي الثروة، فعبد تعني عامل وأمة تعني عاملة.

"وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(221) : 2 سورة البقرة

ومثال على العبد المملوك الذي لا يقدر على شيء لأنه سلعة ومتاع.
"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) : 16 سورة النحل

العبد المملوك لايقدر على شيء، لا يقدر أن يترك مالكه ويهرب لأن حكم الطاغوت سوف يقتله إن هرب وترك الخدمة القسرية بدون أجر، أما من رزقه الله رزقا حسنا فهو يعمل بإرادته ومشيئته الشخصية بغير إكراه و يأخذ أجرا عادلا مقابل عمله بكرامة إنسانية (ومن رزقناه منا رزقا حسنا) فهو ينفق من رزقه سرا وجهرا لا يخشى شيئا لأنه حر، أما العبد المملوك الذي لا يقدر على شيء فهو يعمل بلإكراه القاهر بغير أجر وحتى إن حصل على بعض المال فسوف ينفقه سرا خشية أن يراه أحد، ولا يستطيع أن ينفق مما كسب جهرا وعلانية أمام الناس.

، وحفظ الله حقوق الطبقة العاملة في القرءان الكريم بالتعبير القرءاني (ما ملكت أيمانكم) ويعني بذلك سلطة القسم واليمين ويقصد بها القسم باليد اليمين.

وأن التعبير "ما ملكت أيمانكم " لا يعني أبدا العبيد المملوكة أو المماليك من الرجال والنساء والولدان، ولكن " ما ملكت أيمانكم " تعني سلطة القسم باليمين.


وأن ذلك التعبير القرٱني يخص طائفتين من المجتمع كلا منهما لا علاقة لها بالأخرى، الطائفة الأولى هن النساء المطلقات بقسم يمين طلاق ولا زلن ينتظرن ويعدون أجل عدة المطلقة، وعرفت المطلقة التي تعد مدة عدة الطلاق ثلاثة أشهر أو حتى تضع حملها إن كانت حامل "بما ملكت أيمانكم" لأن العلاقة الزوجية بينها وبين زوجها تغيرت من عقد نكاح أي عقد زواج إلى ما ملكت بيمين الطلاق يعني سلطة يمين الطلاق، وتلك مرحلة قبل الطلاق النهائي والانفصال بين الزوجين، ويمكن للزوج أن يمسك مطلقته ولا تحسب طلقة أو أن يسرحها ويتركها بدون إمساك وتقضي فترة عدة الطلاق وتحسب طلقة ويتم الانفصال بين الزوجين.


أما الطائفة الثانية فهم العاملين والعاملات لدى صاحب العمل وعرفوا بأنهم "ما ملكت يمين" صاحب العمل لأنهم مكفولون بسلطة القسم باليمين من صاحب العمل ليحفظ لهم حقوقهم المادية والأجور العادلة، وأيضا في حريتهم ترك العمل وقتما شاؤا ، وعرف القرءان العاملين والعاملات بتعبير العبيد والإماء لتمييزهم كقوة عمالية منزلية أو عمال المزارع أو المصانع او اي من شؤن الاعمال الشرعية الحلال، وبذلك فهم ليسوا عبيد مملوكة قهرا لأن القرءان ضرب المثل بالعبد المملوك ليبين أنه عبد مملوك قهرا ومكرها، والعبيد والإماء القوى العاملة مكفولون بسلطة القسم باليمين من صاحب العمل لحمايتهم بأجر عادل والحرية وحماية كرامتهم الإنسانية، ولبصبح القسم باليمين مقدمة عقد عمل مشهود عليه لحفظ حقوق العاملين والعاملات و يجرم استغلالهم كعبيد مماليك مقهورة ويضمن لهم الكرامة والحرية.

القرءان الكريم يكفل لأسرى القتال والحرب الكرامة الإنسانية، ويستحيل وفقا للقرءان أن يأخذوا قهرا ويصبحوا عبيد وسبي مماليك.

يقول الله سبحانه وتعالى:
"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ۚ ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4)" : 47 سورة محمد

في الٱية السابقة تبين طريقة معاملة الأسرى بصورة بلاغية من صنع البديع سبحانه، يقول: فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، والرقاب لا تعني الأعناق ولكنها تعني فوق الأعناق لأن الرقاب بها مصدر المراقبة وهي الأعين، وضرب الرقاب على وجه العموم كذلك وهي كل مصادر المراقبة من كاميرات ورادرات وأقمار فكلها رقاب تراقب.

"حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق " حتى إذا إتخذتوهم أسرى من القتال،" فإما منا بعد وإما فداء" في تلك الخمس كلمات صيغتي قصر، وصيغة القصر صيغة كلامية تقصر المعنى على شأن مخصص مقيد لا زيادة فيه.

الأسرى لهم الفداء وهو تبادل الأسرى بين المتقاتلين و المن وهو العفو المعلن، ١ استخدام صيغة القصر (إماكذا وإما كذا ) تعني أنه لا ثالث لهما، إما منا بعد وإما فداء. ٢ استخدام صيغة القصر التقديم والتأخير والفداء مقدم على المن حيث يتم فداء الأسرى مقابل الأسرى وما تبقى في الأسر فهو يطلق سراحه علانية ومنا وبإعلام للناس أن المؤمنين أطلقوا سراح باقي الأسرى عفوا عنهم بالمن والكرم.

تلك هي الطريقة الشرعية الوحيدة لمعاملة الأسرى في شريعة الله فلا يبقى منهم أسير لكي يتخذه البعض عبدا مملوكا لا يقدر على شيء أو سبية مملوكة تغتصب وتكره وتنزع عنها كرامتها الإنسانية.

الٱيات السابقة تبين أن ذلك هو الشرع الإلهي الذي يمنع إتخاذ الأسرى عبيدا وسبايا مماليك، بل إن شرع الله كما بين القرءان الكريم يحرض الذين ءامنوا على القتال في سبيل الله القتال في سبيل الحرية للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان.

ولا يصح أي إدعاء بأن تلك الٱيات (معطلة منسوخة- وهي دعوى باطلة) وقد إدعوا من قبل أن الرسول كان مسالما وقت ضعفه ولما أستقوى وقاتل نسخ ومنع العمل بأيات السلام، وتلك دعوة ظالمة باطلة.

الرسول منع اتخاذ الناس والأسرى عبيد وسبايا مماليك، وقاتل الطاغوت لإطلاق سراحهم وفي سبيل الله وفي سبيل حريتهم حرية الدين وحرية المشيئة وحرية العمل وحماية الكرامة الإنسانية، عليه الصلاة والسلام النبي بريء من اتخاذ عبيد وسبايا مماليك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عتق وفك الرقاب منصوص عليه في القرآن المقدس
عبد الله اغونان ( 2021 / 2 / 6 - 19:09 )
حتى في أخطاء جد بسيطة وفي السلوك النبوي وسلوك الصحابة مايؤكد ذلك
واعتبر الرسول أم ايمن التي كانت أمة أمه وأعتق أبوبكر بلال بن أبي رباح ووصل العبد بلال
الى ر تبة أول مؤذن في السلام زقال الرسولما محتواه لايقل أحدكم أمتى وعبدي ولكن فتاي وفتاتي وأمر باطعامهم وعدم تكليفهم ما لايطيقون وان كلفوهم ان يعينوهم
وأخر وصاياه عن النساء وماملكت ايمانكم

اخر الافلام

.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في


.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج




.. 101-Al-Baqarah


.. 93- Al-Baqarah




.. 94- Al-Baqarah