الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جورج سوريل (1847 – 1922 م)

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2021 / 2 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



"فيلسوف وعالم اجتماع فرنسي، وأحد رواد البحث الاجتماعي والفلسفي في قضية "العنف" الاجتماعي والسياسي وعلاقته بالأساطير أو الخرافات ذات الطابع القومي أو الثقافي، وكان له تأثيره على الفكر الاجتماعي الأمريكي.
في بداية حياته العلمية حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة، وعمل في بعض المشاريع، حيث تأثر بالجهد المبذول من الطبقة العاملة، ذلك الجهد وَلّد لديه اقتناع بأن القيمة الانسانية والاجتماعية لهذه الطبقة تمثل القوة الوحيدة القادرة على إحياء بشريتنا وتجديدها، كما انتابه نفور من انحطاط الحضارة البورجوازية التي كان مرتبطاً بها بحكم وظيفته، فاستقال من عمله في عام 1892، وراح يساهم في تحرير صحف ومجلات ماركسية التوجه، وقد تطلع من خلال كتاباته، النضالية الطابع برمتها، إلى إرساء أسس أخلاق اجتماعية صارمة ومتشددة.
"كان "سوريل" يعتقد بنمط جديد للحياة، ويبحث عن الدروب الكفيلة بالايصال إليه، وعن القوانين الخليقة ببنائه، وقد أصدر كتاب "مستقبل النقابات الاشتراكي" و "مراجعة العالم القديم" في عام 1898، وسجل قناعته بأن الوسيلة المُثلى لتنظيم العالم العمالي ولتثقيفه تتمثل في النقابة، وقد حول نشاطه برمته في هذا الاتجاه، لأن النقابات، كما كتب يقول، "هي التي ستبني الحضارة الجديدة"، وقد جاءت مؤلفاته اللاحقة تتابع عمله التوضيحي والبنّاء في كتبه: "محاولة في الكنيسة والدولة" (1902)، "مدخل إلى الاقتصاد الحديث" (1903)، "مذهب رينان التاريخي" (1906)"([1])، "وفي عام 1908، نشر في صحيفة "لوماتان" مقالاً أثار ضجة كبرى، عنوانه: تقريظ العنف، كما أصدر في العام عينه أوسع كتبه انتشاراً ورواجاً: "تأملات في العنف".
أصيب لفترة بخيبة أمل ازاء قادة الحركة الاشتراكية، فبادر في عام 1908 أيضاً، إلى إصدار كتابه "تفكك الماركسية"، بيد أنه لم يُبَدِّل انتماؤه، لكنه بعد قيام ثورة أكتوبر، وجه التحية والمديح المسرف لثورة البلاشفة، ولئن أبدى بعض التحفظ إزاء "الوسائل" التي اعتمدتها الثورة الروسية، فقد أضاف بالمقابل إلى الطبعة الخامسة لكتابه "تأملات في العنف" فصلاً أسماه، دفاعاً عن لينين، وصف فيه زعيم الثورة الروسية بأنه "عملاق" سيتولى إنقاذ الطبقة العاملة"([2]).
كان سوريل أخلاقياً بقدر ما كان اقتصادياً، مناهضاً للمذهب العقلي، مؤيداً للنقابات، مناوئاً للبرلمان؛ وقد اعتمد مذهبه على "أولوية العنف" وعلى "أسطورة الاضراب العام، يعتبره بعض المفكرين أحد آباء فكر ما بعد الحداثة.
قالوا عنه([3]):
·     كتاباه الأخيران: مواد لنظرية البروليتاريا (1919) وحول فائدة الذرائعية (1921) يمثلان خلاصة أعماله وفكره الذي كان تأثيره عظيماً داخل فرنسا وخارجها، فقد أثر في أشخاص يقفون على طرفي نقيض من بعضهم بعضاً من أمثال لينين وموسوليني (برنار نوئيل).
·     "أني أدين بما أنا عليه لسوريل، فمعلم النقابية هذا هو اكثر من ساهم، بنظرياته الصلبة حول التكتيك الثوري، في تكوين انضباطية الكتائب الفاشية وعزيمتها وقوتها" (موسوليني).
 


([1])  جورج طرابيشي – معجم الفلاسفة – دار الطليعة – بيروت – ط1 – أيار (مايو) 1987– ص 374
([2])  المرجع نفسه –ص 374
([3])  المرجع نفسه –ص 374








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسعى لمنطقة عازلة في جنوب لبنان


.. مسؤولون عسكريون إسرائيليون: العمليات في غزة محبطة وقدرة حماس




.. ما أبعاد قرارات المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر الخاصة بالضف


.. صحيفة إسرائيلية: نتنياهو فقد السيطرة ما يدفعه إلى الجنون وسق




.. ما أبرز العوامل التي تؤثر على نتائج الإنتخابات الرئاسية الإي