الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمزميز الذي نريده !

يوسف الحسيني

2021 / 2 / 8
المجتمع المدني


إن السؤال الذي دائما ما يكون صلب رهاننا خلال كتابتنا عن مدينة أمزميز؛ والذي نحاول أن نقاربه هو سؤال التنمية بالمنطقة، على اعتبار أنه يمثل قضية القضايا، بالرغم من تعدد المؤشرات التي نقترحها في كل مرة، إلا أننا نعي جيدا المدخل الذي من خلاله سننجح بنسبة كبيرة في مقاربته، وهو المدخل الذي يرتكز على أسس فلسفية وعلمية فكرية، لأن التنمية لا يمكن أن تتم في معزل عن جذورها الفكرية والتي لها أسس فلسفية وعلمية بالأساس، ولنا في المجتمعات المتقدمة خير مثال، وبدون هذا المدخل تظل الكتابة في سؤال التنمية مجرد ترف فكري لا غير.

إننا حين نراهن على تأطير الإنسان وتكوينه وتوعيته فإننا ضمنيا نتمنى أن نخلق جيلا حداثيا، قصد الوصول إلى مجتمع حداثي ديمقراطي على شاكلة الحضارات التي شقت لنفسها طريق النجاح، صحيح أن السياق مختلف؛ لكن بإمكاننا أن نصل إلى مستوى أفضل من هذا الذي نعيشه بمراعاة خصوصية ثقافتنا، فالحداثة لا تتعارض في نظرنا مع مرجعيتنا المغربية، وبالتالي فإننا سنصل وقتها إلى خلق مواطن يقيم علاقة نقدية مع ذاته ومع الآخر ومع سياقه السوسيوثقافي، والحس النقدي لا يمكن إكتسابه في معزل عن الحقل الفلسفي، باعتباره الحقل الذي يعلمنا النقد وأدبياته، وليس النقد الفارغ الذي ذاع صيته لدى البعض هنا بأمزميز، حينما أرادوا أن يمارسوا النقد مفتقدين للأساس الفلسفي والعلمي الذي يقوم عليه، إضافة إلى إفتقادهم لمبدأ "العضوية"1 في المجتمع، ومن موقعنا نلتمس العذر لهذه المحاولات "الطفولية" إيمانا منا بأن الإنسان يتكون فكره من خلال ما يقرأ فما بالك إن كان لا يقرأ أصلا.
إن تأكيدنا على المعطى الثقافي من داخل جمعية ركراكة فاميلي هو تأكيد على بناء الإنسان، الإنسان الذي سيعيش في الحداثة، "فالحداثة كما هو معلوم تكتسح كل المجالات"2، فكيف يمكن العيش في ظل المجتمعات الحديثة، ونحن نفتقر لأسسها الفلسفية التي أصلا قامت عليها، فأصبحنا نتحدث عن التحديث بدلا عن الحداثة، فبدلا من المطالبة بتحديث العقل الأمزميزي؛ نطالب المسؤولين بتحديث البنيات التحتية، إن نقد ذواتنا في نظرنا المتواضع هي عملية يجب أن نؤسس لها من خلال فحص عيوبنا والإعتراف بها بداية لإصلاحها، لأن تعليق الفشل على المنتخب السياسي لوحده هو تملص من المسؤولية المشتركة، لأن التنمية مسؤولية الجميع.
بناء على ما سبق فإنه لا يمكن تحقيق وبناء نهضة محلية بعقل غير ناهض، وبالتالي حينما أعتبر أن التنمية مصدرها وجذورها فلسفية فإنني أدافع عن هذا الأساس بناء على المؤشرات والمعطيات التاريخية والدروس والعبر المستفادة من الامم المتقدمة أو السائرة في طريق النمو، وكخلاصة :
- التنمية يجب أن تبنى على أسس فلسفية وفكرية.
- التنمية يجب أن تنهض على مرجعية علمية.
-التنمية يجب أن تضع الإنسان في قائمة الأولويات.
- التنمية ليست مسؤولية. المؤسسات فقط كما يشاع.

-----------------------_-------------------_---------------------_----------------

1- محمد عابد الجابري، "مواقف" مسار كاتب... الطريق الى تكوين العقل العربي، الكتاب 18، الطبعة الأولى، 2003، ص 19.

2- عبد الله العروي: حوار مع جريدة "السياسة الجديدة" عدد 23- 29 أكتوبر 1998، ص 5.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل