الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


22 بهمن يوم الشؤم في المنطقة

أدهم الكربلائي

2021 / 2 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الثاني والعشرين من بهمن حسب التقويم الإيراني الذي يقع في الحادي عشر من شباط، تمر علينا الذكرى المشؤومة الثانية والأربعون لانتصار ثورة الخميني في إيران، هذا اليوم الذي كان شؤما على شعوب المنطقة، لاسيما على الشعب الإيراني نفسه، كما كان شؤما على شعبنا العراقي، وعلى شعب لبنان وغيره من شعوب المنطقة.
(آيَتُللاهُ الأُزمى روهُللاه موسَڤي خُمَيني) - حسب اللفظ الفارسي - هلَّ بعمته وعباءته السوداوين ولحيته البيضاء، وكأن القمر هبط من السماء، ليعيد مجد الإسلام، كما لو كان قد حلَّ وهلَّ على أمة الإسلام، لاسيما على شيعة أهل البيت رسول الله بقامته، أو أمير المؤمنين عليّ بنفسه، ولم يعلم المحتفون والمغرمون بخميني هذا حتى مرتبة التأليه، بأن ما سيقبل عليهم، لن يكون ببياض لحية القادم من پاريس عليهم، بل سيكون أحلك سوادا من سواد عمته وعباءته، ذلك هو سواد آيديولوجيته المدمرة. تصورته الملايين قد نزل عليهم رحمة من السماء، وإذا به نقمة ولعنة، دامت حتى الآن أكثر من أربعة عقود سوداء.
في أول لقاء له بالجماهير المليونية المحتفية به، أرادت الجماهير أن تحييه بالتصفيق، كما اعتادت أن تحيي الأبطال التاريخيين وقادة الشعوب، فإذا بأيدي حاشيته المعممين بعمائم بيضاء وسوداء و(المفرعين)، ترتفع ملوحة بأكفها لتمنع الجماهير ارتكاب معصية التصفيق، كون التصفيق من سنن الكفار، وعلموهم أن يستبدلوه بالتكبير، وبدأت التكبيرات ثلاثا، ثم أضيفت إليها بالتدريج إضافات حتى اتخذت الصيغة الطويلة الآتية، أكتبها لا حسبما تكتب، بل حسبما تلفظ بالفارسية، ليس تهكما بهذه اللغة وبالناطقين بها، بل حرصا على دقة النقل:
أللاهُ أكبر، أللاهُ أكبر، أللاهُ أكبر، خميني رَهْبَر، مَرْگ بَر أمريكا، مرگ بر إسرائيل، مرگ بر سَدّام، مرگ بر منافقين، مرگ بر زِدَّ ڤلايتَ فقيه. وتعني (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، خميني قائد، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، الموت لصدام، الموت للمنافقين - منظمة مجاهدين خلق -، الموت لرافضي ولاية الفقيه).
ومنذ البداية كانت عين الخميني وثورته الإسلامية على العراق، وتتطلع إلى شيعة العراق ليثوروا على صدام ويعلنوا البيعة لخميني وثورته الإسلامية وجمهوريته الإسلامية، ويقدمون له عراقهم ليكون تحت ولاية ووصاية وديكتاتورية الفقيه وتحت استعمار جمهوريته الإسلامية.
وبدأ صدام بعدما لمس تعاطف وتأييد فريق من شيعة العراق لخميني؛ بدأ بحملته ضد شيعة العراق، وكان مما استفزه إعلان محمد باقر الصدر تأييده للثورة وقائدها، وتوافد وفود البيعة التي قادها حزب الدعوة من كل محافظات الوسط والجنوب لمحمد باقر الصدر، مبايعين له قائدا لثورتهم الإسلامية المكملة لثورة خميني، مرددين «أنت قائد أمتي، أنت رائد ثورتي، أنت للدين والدنيا إمام، لا نبغي بعد عينيك السلام»، ثم جاءت عملية التفجير في الجامعة المستنصرية على يد أحد أعضاء منظمة العمل الإسلامي من الكرد الفيلية، محاولا بها قتل طارق عزيز.
كما ذكرت، كانت هذه الثورة وبالا على الإيرانيين ثم على العراقيين واللبنانيين، وكما أصابت رياحها الصفراء النتنة أفغانستان ثم اليمن ومناطق أخرى. كما لا ننسى مواقف العداء للأنظمة العربية، ليس حرصا منها على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإنما انطلقت في موقفها المعادي من منطلقات طائفية، بحيث لم يكن ذلك العداء يبلغ ما بلغ لو كانت الثورة الإسلامية ذات هوية سنية.
وبعد خميني جاء خامنئي الأشد تخلفا وتطرفا وعداءً للشعب العراقي، هو وأذرعه أمثال قاسم سليماني وإبراهيم رئيسي، كما جعل له ذيولا في العراق ينفذون أجنداته القذرة بعد 2003، أمثال أبو مهدي المهندس وهادي العامري وقيس الخزعلي ونوري المالكي وفالح الفياض ومقتدى الصدر وبقية الحثالات من العملاء خونة الوطن.
ويوم يسقط هذا النظام الثيوقراطي المتخلف الدموي التوسعي، سيكون ذلك اليوم عيد الأعياد للإيرانيين والعراقيين واللبنانيين ولجميع الأحرار في المنطقة والعالم.
لا تقولوا مستحيل، أو مستبعد جدا، فديكتاتورية البعث وصدام دامت ثلاثة عقود ونصف عقد، وتجاوز حكم الملالي الآن الأربعة عقود، وعانينا وما زلنا نعاني في العراق ما يقترب من العقدين من حكم هذه الطبقة السياسية الحقيرة، وستأتي نهايتها قريبا، وستأتي نهاية جمهورية ديكتاتورية الفقيه، كما انتهى كل الطغاة في العالم أمثال هتلر وموسوليني وستالين.
قد يقال هذه ليست إلا أحلام، لكن دائما كانت للشعوب الحرة أحلام، وتحولت الكثير من تلك الأحلام إلى حقيقة على أرض الواقع، وإن الغد للمترقب له والمتطلع لقدومه لقريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج


.. 101-Al-Baqarah




.. 93- Al-Baqarah


.. 94- Al-Baqarah




.. 95-Al-Baqarah