الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء الثاني

عدنان إبراهيم

2021 / 2 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


‏ بم ساد أهل الطريق ؟
‏ فأهل الطريق رضي الله عنهم لا يصغر في أعينهم الفقير الذليل ما دام على الحق، ولو قرأت تراجم ‏من سادوا في عصورهم لرأيت أغلبهم من العبيد، أو من الأذلاء والموالي، أو من أهل ‏المهن الدنيئة. ‏
‏ بم عزوا وبم سادوا ؟ بما أظهره الله تعالى على ألسنتهم من الحكمة، وما وهبه لهم من ‏الحب له وفيه سبحانه، وبما وفقهم له من العمل بما علموا، فصاروا عظماء - حتى في ‏قلوب العصاة والفسقة - لما أظهره الله عليهم من أنوار محبته، فترى الفاسق الفاجر ‏الجبار العنيد، إذا رآهم يخشع قلبه، ويتذلل أمامهم، ويسألهم الدعاء له، وهم في شظف ‏العيش، ورداءة الثياب، وخشونة الظاهر، ولا ترى أحدا يعاديهم إلا عليم اللسان جهول ‏القلب، أو معاندا للحق خبا لئيما، لا يؤمن بيوم الحساب. ‏
‏ كفاهم شرفا أن الله تعالى ألقى عليهم محبة منه سبحانه، فأحبهم الأميون والعامة ‏والصبيان والنساء، وهي سنة الله في أوليائه الذين ورثهم أسرار أنبيائه، ولعلك قرأت ‏قوله تعالى: (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ) هود: 27 ولعلك قرأْت حديث البخاري في باب الهجرة عندما ‏أخرج كفار قريش سيدنا أبا بكر ‏وجاء ابن الدغنة ليمنعهم من إخراجه، فقالوا : ‏إنا نخشى على نسائنا، لأنهن يجتمعن عليه، ويبكين ببكائه، ويجتمع عليه الصبيان ‏والبسطاء ويبكون معه عندما يرتل القرآن باكيا. ذلك لسلامة قلوب العامة، وصفائها ‏من درن الحظوظ والأهواء وحب الدنيا. ‏

منازلات المريدين : ‏
السالك في سبيل الله كلما انبلجت له أنوار مشاهدة وجهه الجميل ؛ صغرت في عينه ‏الدنيا، وتلذذ بالآلام في سياحته، وابتهج بما يتألم به أهل البطالة. وكيف يصبر من ‏واجهه الحق بوجهه الجميل وناداه من مكان قريب ؟ أنا ربك ووليك، إليّ ففر، وعليّ ‏فتوكل، أنا حسبك، من طينة صورتك، ومن ماء مهين صنعتك، ولأجلك خلقت العرش ‏وما يحيط به، وأعددت لك في دار كرامتي مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر ‏على قلب بشر، فسارع ياعبدي إلى مجاورة حظائر قدسي، ومواجهتي في مقعد صدق (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‏)

آداب الطريق

عم يتخلى القلب وبم يتحلى؟:‏
‏ إن أساس السلوك في طريق الله تجريد القلب، ونحن هنا سنبين لك مم يتجرد القلب، ‏وبم يتحلى ؟ وما هي الصفات التي يجب أن يتجمل بها طالب الله تعالى ؟ ولكى ‏يسهل على القارىء فهم ما نرمي إليه ؛قسمنا الكلام في هذا الموضوع إلى قسمين : ‏

أولا: التزام أحكام الشرع : ‏
‏ هو مراقبة الله تعالى في سائر الأحوال، ولا يكون ذلك إلا بتأدية الفرائض، وترك ‏المحرمات، وامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، والقيام بالنوافل، وتجنب الشُبه، مع اعتقاد ‏التقصير والعجز عن أداء ما يليق بجناب الله عز وجل، فلقد قال صلى الله عليه وآله وسلم «سبحانك لا أحصى ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك». ‏
وعليه أن يخلّص عمله من الشوائب، وأن يجرد نيته عند القيام بالعمل، فيجعلها خالصة ‏لله تعالى، وأن يسلم أموره جميعها لله، ويرضى بقضائه، موقنا أنه لا يكون إلا ما يريد ‏سبحانه، وكل ما أراده فهو خير.
وبالجملة، فزمام هذا الطريق الشرع، فمن التزم أحكامه، وتتبع حكمته، وجد في الأخذ ‏بهذه المباديء سهولة ولذة، واستطاع أن يسير في الطريق بقدم ثابت، ومن أهمل العمل ‏بأحكام الشرع وعدل عن منهجه ؛ فقد استهوته الشياطين، فضل وأضل، وكان مصيره ‏إلى جهنم وبئس القرار. ‏

ثانيا: استئصال المعاصي القلبية : ‏
‏ المعاصي القلبية إذا لم يستأصلها السائر في طريق الله من قلبه ؛ كانت سببا في إحباط ‏عمله. ‏
‏ فمن تلك الخبائث : الحسد، والرياء، والعُجْب، والكبر، وفقد الرحمة بعباد الله، إلى غير ‏ذلك من الصفات الذميمة، التي تشوه عمل المرء وتجعله حقيقا بسخط الله ونقمته. ‏

‏- الحسد مثلا من أقبح الصفات، وهو كما قال عليه الصلاة والسلام : «الحسد يأكلُ ‏الحسنات كما تأكلُ النارُ الحطب » ويتشعب من البخل، إذ البخيل هو الذي ‏يبخل بما في يده على غيره. والحاسد لنعمة الله على الغير - وذلك في خزائن قدرة الله ‏تعالى لا في خزائنه هو - شحه أعظم وعمله أقبح. وفي الحقيقة أن سوء أدب الحاسد، ‏إنما هو على الله تعالى، لأن النعمة نعمته سبحانه، فالاعتراض عليه. ولا يزال الحاسد في ‏عذاب دائم ما دام يرى النعمة على محسوده، ويزيده الله عذابا بحرمانه من كل ما تطلع ‏إليه، وتمنى لغيره زواله، ولعذاب الآخرة أشد وأكبر، ولله در القائل : ‏
ألا قُلْ لمنْ كان لي حاسدًا * أتدْري على من أسأت الأدب ؟
أسأْت على الله في فعْله * لأنّك لمْ ترْض لي ما وهبْ
‏- الرياء : هو الشرك الخفي، وحقيقته طلب المنزلة في قلوب الخلق لينال بذلك الجاه. ‏ولا شك أن حب الجاه، من الهوى المتبع، وكم أهلك أناسا، فقد ورد أن الشهيد يؤمر ‏به يوم القيامة إلى النار، فيقول : يارب استشهدت في سبيلك، فيقول : (أردت أن ‏يقال شجاع). ‏
‏- العُجْب : هو الداء العضال، وحقيقته أن ينظر العبد إلى نفسه بعين العز ‏والاستعظام، وإلى غيره بعين الاحتقار، وثمرته الترفع في المجالس، وقول : أنا، كما قال ‏إبليس اللعين : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين).

دلالة المعاصي القلبية من الحديث : ‏
وخير حجة نستشهد بها على ما أوردناه لك، ذلك الحديث الصحيح الوارد عن النبي ‏‏قال صلى الله عليه وآله وسلم رواه ابن المبارك بإسناده عن خالد بن معدان أنه قال لمعاذ بن جبل : حدّثنى ‏حديثا سمعته من رسول الله قال صلى الله عليه وآله وسلم قال : فكبر معاذ وبكى حتى ظننت أنه لن يسكت، ‏ثم قال : واشوقاه إلى رسول الله قال صلى الله عليه وآله وسلم وإلى لقائه، سمعت رسول الله قال صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي : ‏‏(يامعاذ إني محدثُك بحديثٍ إن أنت حفظته نفعك، وإن أنت أضعته ولم تحفظْه ‏انقطعت حجتُك عند الله يوم القيامة، يا معاذ، إن الله خلق سبعة أملاكٍ قبل أن ‏يخلُق السموات والأرض، فجعل لكلّ من السبعة ملكاً بوًابا عليها، فتصعدُ الحفظةُ ‏بعمل العبد من حين يصبحُ إلى حين يُمسى، له نورٌ كنور الشمس، حتى إذا بلغت به ‏إلى السماء الدنيا، زكّته وكبرته، فيقول الملك للحفظة : اضربوا بهذا العمل وجه ‏صاحبه، أنا صاحب الغيبة، أمرنى ربى ألا أدع عمل منْ يغتابُ الناس يُجاوزُنى إلى ‏غيرى. ‏
قال :ثم تأتى الحفظةُ بعملٍ صالحٍ من أعمال العبد تزكيه وتكثره، حتى إذا بلغت به ‏السماء الثانية، قال الملك الموكل بها: قفُوا واضربُوا بهذا العمل وجه صاحبه، إنه ‏أراد بعمله هذا عرض الدنيا، أمرنى ربى ألا أدع عمله يجاوزُنى لغيرى، إنه كان يفتخرُ ‏على الناس في مجالسهم. ‏
قال : وتصعدُ الحفظةُ بعمل العبد يبتهج نورا من صدقةٍ وصيامٍ وصلاةٍ قد أعْجب ‏الحفظة، فإذا انتهوْا به إلى السماء الثالثة، قال لهم الملكُ الموكل بها : قفوا واضربوا ‏بهذا العمل وجه صاحبه، أنا ملكُ الكبر، أمرنى ربى أن لا أدع عمله يجاوزنى إلى ‏غيرى، إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم. ‏
قال : وتصعد الحفظةُ بعمل العبد يزهو كما يزهو الكوكبُ الدرىُّ، وله دوى من ‏تسبيحٍ وصلاةٍ وصومٍ وحجّ وعمرةٍ، حتى يجاوزوا به السماء الرابعة، فيقول لهم ‏الملك الموكل بها : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وظهرهُ وبطنهُ، أنا صاحبُ ‏العُجْب، أمرنى ربى ألا أدع عمله يجاوزنى إلى غيرى، إنه كان إذا عمل عملا أدخل ‏العُجْب فيه. ‏
قال : وتصعد الحفظةُ بعمل العبد تزُفٌه كما تُزفُّ العروسُ إلى أهلها، حتى إذا انتهوْا ‏به إلى السماء الخامسة، قال لهم الملكُ الموكلُ بها : ارجعُوا واضربُوا بهذا العمل وجه ‏صاحبه، واحملُوا على عاتقه، أنا ملكُ الحسد، أمرنى ربى ألا أدع عملهُ يُجاوزُنى إلى ‏غيرى، إنه كان يحسدُ من يتعلمُ ويعملُ بعلمه ويقعُ فيهم. ‏
قال : وتصعد الحفظةُ بعمل العبد من صلاةٍ وزكاةٍ وحجٍّ وعمرةٍ وجهادٍ وصيامٍ، حتى ‏إذا انتهوْا به إلى السماء السادسة، يقول لهم الملكُ الموكلُ بها : قفوا واضربوا بهذا ‏العمل وجه صاحبه، أنا صاحبُ الرحمة، أمرنى ربى ألا أدع عملهُ يجاوزُنى إلى غيرى، ‏إنه كان لا يرحُم إنساناً قط من عباد الله أصابه بلاءً أو ضر، بل كان يشمت به. ‏قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد إلى السماء السابعة من صلاة وصيام ونفقةٍ ‏وجهادٍ وورعٍ، له دوىٌّ كدوى النحل، وضوءٌ كضوء الشمس، معه ثلاثة آلاف ملكٍ، ‏حتى إذا انتهوْا إليها قال لهم الملكُ الموكلُ بها : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه ‏صاحبه وجوارحهُ، واقفلوا على قلبه، إنى أحجبُ عن ربى كلّ عملٍ لم يُردْ به وجهُ الله ‏تعالى، إنه إنما أراد بعمله غير الله. إنه أراد رفعةً عند العلماءٍ، وذكراً عند الفقهاء، ‏وصيتاً بين الناس، أمرنى ربى ألا أدع عمله يجاوزنى إلى غيرى، لأنه سبحانه لا يقبلّ ‏عمل المرائى. ‏
قال : وتصعد الحفظةُ بعمل العبد من طاعةٍ وعبادةٍ وخُلُقٍ حسنٍ، وصمتٍ وذكرٍ ‏لله، ويشيعُه ملائكةُ السموات السبع، حتى يقطع الحجب كلّها إلى الله تعالى، ‏فيقفون بين يديه، فيشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله تعالى، فيقول سبحانه : ‏ياملائكتى، أنتم الحفظةُ على عمل عبدى، وأنا الرقيبُ على ما في قلبه، أنا المطلعُ ‏على ما في القلوب، لا تخفى علىّ خافيةٌ، ولا تغربُ عنى غاربةٌ، علمى بما كان ‏كعلمى بما لم يكن، وعملى بالأولين كعلمى بالآخرين، فكيف يغرُّنى عبدى بعمله ؟ ‏إنما يغرُّ المخلوقين الذين لا يعلمون، أما أنا فعلامُ الغيوب، إنه لم يُردْنى بعلمه، ولا ‏أخلصهُ لى. ‏
ثم بكى معاذ وقال : يا رسول الله، كيف النجاةُ مما ذكرْت ؟ قال : اقتد بنبيك في ‏اليقين. قلتُ : أنت رسولُ الله وأنا معاذُ، فكيف لى في النجاة والخلاص ؟ قال : ‏نعم يامعاذ، إن كان في عملك تقصيرٌ فاقطع لسانك من الوقيعة في إخوانك من ‏حملة القرآن خاصة، واحمل ذنوبك ولا تحملْها عليهم، وليردُّك عن الوقيعة في الناس ‏ما تعلمُهُ من عيوب نفسك، ولا تُزكّ نفسك بذمهم، ولا تُرائى بعملك كى تُعْرف في ‏الناس، ولا تدخل في الدنيا دخولاً يُنسيك أمر الآخرة، ولا تُناج رجلاً وعندك آخرُ، ‏ولا تتعظم على الناس فتُقطعُ عنك خيراتُ الدنيا والآخرة، ولا تفحش في مجلسك ‏كى تُحذر الناس من سوء خُلُقك، ولا تمزق الناس بلسانك، فتمزقُك كلابُ النار في ‏النار، قلت : يا رسول الله من يطيق هذه الخصال ومن ينجو منها ؟ قال : فإن ‏الذي وصفتُ لك ليسيرٌ لمن يسّرهُ الله عليه، إنما يكفيك من ذلك أن تُحبّ للناس ‏ما تحبُّ لنفسك، وتكره للناس ما تكرهُ لها، فإذن أنت قد سلمْت ونجوت ». ‏
قال خالد بن معدان :فما كان معاذ يكثر من تلاوة القرآن، إكثاره من تلاوة هذا ‏الحديث. ‏

الجوارح المقابلة لأبواب الجنة والنار : ‏
‏ قال أحد الأئمة : {إنما حُرموا الوصول لتضييعهم الأصول} ونعم، فإن الطريق إلى الله ‏بدايته العلم، ووسطه العمل، وآخره معرفة الله تعالى، بعد معرفة النفس. ‏
والعلم في البداية، هو العلم بأركان الإسلام، وأحكام المعاملات، ومن تعلم هذا العلم ‏وعمل به، علمه الله مالم يكن يعلم، قال قال صلى الله عليه وآله وسلم « من عمل بما علم ورثهُ الله علْم مالم ‏يعلم». وبالعمل بما علم، يسلم الناس من يد السالك ولسانه، فيكون مسلما كما قال ‏‏قال صلى الله عليه وآله وسلم: « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » وفى رواية أخرى : «من سلم ‏الناس من لسانه ويده‏»‏ ومتى سلم الناس من لسانه ويده ؛ سلموا من باب أولى من ‏جميع الجوارح، فإن كل المعاصي في الحقيقة سببها اللسان، لا فرق بين معاصي الفرج ‏والبطن وبين معاصي غيرهما، فكأنه قال صلى الله عليه وآله وسلم يقول : من سلم الناس من جميع جوارحه، ‏وتلك الجوارح في الحقيقة هي مفاتيح أبواب الجنة وأبواب النار. ‏
وبعَيْشِك، هل يرضى مسلم يؤمن بالله وباليوم الآخر، أن يفتح على نفسه بابا من ‏أبواب النار ويقفل أبواب الجنة ؟ مع أن الله سبحانه مكنه وخيره بين فتح باب الجنة ‏وفتح باب النار، قال تعالى : (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ‎وشتان ‏بين من يفتح أبواب النار في مجلس واحد، وبين من يفتح أبواب الجنة في نفَس واحد. ‏

‏- فتح أبواب الجنة : ‏
مثال ذلك :رجل مشى برجليه لزيارة عالم حتى وصل إليه، ففتح باب الرجلين. وجلس ‏معه فسمع الحكمة فوعاها، ففتح باب الأذنين. ونظر إلى الفقراء معه فشكر الله تعالى ‏على ما أنعم به عليه من اليسار والعافية، ففتح باب العينين.ثم ذكر الله تعالى مع ‏الذاكرين معه، ففتح باب اللسان. ثم مد يده بصدقة لفقير أو لغيره، ففتح باب ‏اليدين. ثم تحمل الجوع مع العالم - لأن أكثرهم فقراء - ففتح باب البطن. ثم تذكر ‏ذنوبه لحلاوة الحكمة فتاب إلى الله، ففتح باب الجنة المعد للفرج. وهو باب الخيام ‏المضروبة على المقصورات من الحور، ثم سمع علم التوحيد وعين التوحيد وحق التوحيد. ‏فانفتح له باب القلب في الجنة، وهو مقعد الصدق للصادقين والصديقين، كل ذلك في ‏نفس أو أكثر.‏
‏ ‏
‏- فتح أبواب النار : ‏
‏ مثال ذلك : خرج رجل ليزور حاكما لغرض دنيوي، يريد به أذية الغير، أو يريد به ‏الجاه ليعظم بين الناس، أو يريد به رفعة درجة، أو وظيفة، أو إكبات عدو، ففتح باب ‏النار، المعد للرجلين.فلما جلس بين يديه اضطر أن يصدقه فيما يقول، أو يعينه على ‏كشف عورة من عورات أهل الإيمان، ففتح باب الأذنين.ثم تكلم بما لايرضي الله ‏ورسوله ففتح باب اللسان. ثم قدم له تحفة من طعام أو شراب ففتح باب البطن.لأنه ‏أكل بمعصية الله مالا يستحق.ثم نظر إلى الزينة والأثاثات فأنكر نعمة الله عليه ‏وأصغرها، ففتح باب النار للعينين. حتى يفتح أبواب النار كلها. ثم يراه عظيما نافعا ‏ضارا فيسلب الإيمان من القلوب في مجلس واحد، أعاذنا الله من ذلك. ‏
‏ ومثال آخر : وهو أن يخرج لزيارة أهل الدنيا من إخوان السوء، فيجلس معهم للغيبة ‏والنميمة، وسب المؤمنات الغافلات، وقد يتجاوز ذلك إلى سب العلماء العاملين، ‏الصالحين المصلحين، وقد يتجاوز ذلك إلى سب ولاة الأمور المخلصين أهل العدل، ‏وقد يتجاوز ذلك إلى أكل وشرب ما هو حرام، قال تعالى : (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ‏) وقال قال صلى الله عليه وآله وسلم « المرءُ على دين خليله ‏فلينظُر أحدُكم منْ يُخالل »‏.

___________________________________________

الطريق إلى الله ص 14 - 26 للإمام السيد محمد ماضي أبو العزائم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa