الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوريقة (07): الجبهة الشعبية للسلم والاستقرار -رابطة جيش-شعب-* *الدور الوطني -للوداديات الرياضية- في ظل عصر الأخبار الزائفة: اختبار الجماهير الرياضية للمحرضات الرقمية مجهولة المصدر*

عصام بن الشيخ
كاتب وباحث سياسي. ناشط حقوقي حر

(Issam Bencheikh)

2021 / 2 / 11
المجتمع المدني


*التوريقة (07): الجبهة الشعبية للسلم والاستقرار "رابطة جيش-شعب"*

*الدور الوطني "للوداديات الرياضية" في ظل عصر الأخبار الزائفة: اختبار الجماهير الرياضية للمحرضات الرقمية مجهولة المصدر*

أ/ ديهكال الطيب - د/ عصام بن الشيخ
(الجزائر: 11 فبراير 2021)
#################

سنشاهد بعد احتفالنا ب: "يوم التلاحم الوطني بين الجيش والشعب" في (22 فبراير 2021) المقبل، قوة اجتماعية منضبطة، سيكون لها دور رئيسي إلى جانب الجبهة الشعبية للسلم والاستقرار، ويتعلق الأمر بالوداديات الرياضية لأنصار ومؤيدي الفرق الكروية. فلقد تعرض أنصار الرياضة لاستغلال غير مسبوق، لكنه لن يتكرر بشكل سيء إن واصلنا اعتبارها قوى خارجة عن الانضباط الجمعي، في وقت عبر فيه هؤلاء المناصرون والنشطاء عن وطنية غامرة للقلوب ومستنفرة للجهود.
تعتبر مدرجات الملاعب الموطن المفضل لجماعات التأييد "الأنصار" النشطاء المنغمسين رياضيا، المكرسين روحيا والمسخرين جسديا لخدمة الرياضة، المجندين منذ الصغر في إطار الماضي الكروي للتحول إلى "مشجعين". ويعتبر المنظرون المشجعين والأنصار مسارا من أهم "مسارات بناء المعنى"، حين تتحول شبكة المشجعين إلى قوة اجتماعية دافعة للعمل العام، ومعبرة سياسيا عن مواقفها المختلفة.
كانت أغاني الجماهير الرياضية في الجزائر قبل اندلاع الحراك الشعبي في (22 فبراير 2019) تعبر عن غضب جماهيري كامن ومعارضة شعبية جماعية للأنصار الرياضيين، توجتها أغاني رياضية ضد ظواهر (الحرقة والحقرة والفساد والفقر وسوء التسيير... وغيرها) مما جعل السوسيولوجيين يصنفون الوداديات كشرارة اندلاع لحمم البركان الشعبي للحراك يوم (22 فبراير). وكانت واقعة اقتحام أنصار أحد أقدم الفرق الرياضية الجزائرية شهر (يناير 2021) مقر شركة سوناطراك التي تتولى التمويل الكامل لعدة فرق رياضية عريقة ورائدة رغم ما طالعا من سوء تسيير ونتائج فضيعة. إن ما حدث للوداديات الرياضية بالنسبة لنا في "الجبهة الشعبية للسلم والاستقرار" سببه التحريض في وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الأخبار الزائفة. لذلك اكتشفنا خشية قادة الوداديات الرياضية تسييس تجربتها العريقة في التأييد الجماهيري الرياضي، بسبب الاستخدام السيء لشبكة الأنترنت وتسببها في خلط أوراق حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لقد هالنا ما تعرفنا عليه من هول نتائج تأثير انتشار جائحة كورونا فيروس (كوفيد-19) على قطاع الرياضة على الصعيدين الدولي والوطني والمحلي كما توضحهه الاحصاءات الرهيبة. لقد توقفت الجماهير الرياضية عن دخول مدرجات التشجيع لاعتبارات الاحترازات الصحية التباعد الصحي، وأصبح الرياضيون والفرق الرياضية يمارسون الرياضة دون مشجعين حتى أصبح غياب المشجعين مألوفا في نقل المشاهد التلفزيونية للمباريات الرياضية.
تعلم الرياضة الشباب منذ سن الطفولة والمراهقة، الفضائل التربوية للرياضة، التي تنطلق من الثوابت والهوية، لإنتاج وخلق قيمة جديدة من الانضباط والسيطرة على تمردات الجسد. غير أن بعض الوداديات الرياضية العريقة أو الحديثة أو المرصودة للهواة، قد أخطأ في تفجير غضب جماهيري غير قابل للتحكم والإدارة العقلانية. لأن المشجعين بالأساس مهيكلون تنظيميا بشكل تراكمي ممنهج بشكل جيد، ولا ينشرون الفوضى لأنهم يعتبرون أنفسهم "جماعة مستدامة".
عام من التجمعات الشعبية للحراك بين (22 فبراير 2019 - مارس 2020). أعقبه عام من فرض إجراءات الحجر الصحي بين (مارس 2020- فبراير 2021). أدت إلى انهيار التجمعات الجماهيرية لمشجعي الفرق الرياضية أمام وباء اليأس، خاصة وأن وباء كورونا قد أصاب لاعبين رياضيين ومواطنين ينتمون إلى نوادي التشجيع الرياضي. فكيف انتهى وضع الوداديات الرياضية إلى هذا الوضع؟، وهل يمكن ضمانها كقوة اجتماعية مساهمة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي؟.
لا تغفل مناهج "سوسيولوجيا الرياضة" Sociologie du Sport انعكاسات ظاهرة "الترييض Sportivisation" على الجماهير الرياضية التي تأسست كقوة اجتماعية هامة لها دور هام في إظهار معارف "علم اجتماع النشاط والتأييد" Sociologie du Supportérisme" بوصف التشجيع الرياضي كسلوك جماعي للتعبئة هو بالأساس "نضال اجتماعي في شكل تنظيمي شبكي يهدف إلى التعبير عن الدعم الجماهيري للفرق الرياضية"، تطور عبر النضال المستمر إلى نماذج عريقة من التشجيع الرياضي منذ زمن الكولونيالية.
يقول خبراء الإصلاح الدستوري وفقهاء الانتخابات والتحولات الديمقراطية التي تعقب الثورات الشعبية، أن استمرار اعتماد الحكومات على نفس القوى الاجتماعية لما قبل الثورات مثل: (أحزاب الموالاة، الزوايا، النقابات، الوداديات الرياضية، الجمعيات.. ) التي تم توظيفها عبر آليات الزبونية وشراء الذمم، لضمان حشد القوى وتكثيف القواعد السلطوية، سيكون خطأ كبيرا. كما يحكمون على منهجيات الاستثمار في الرياضة لإسكات المطالب السياسية بالفشل الذريع. إذ يجب أن تتغير أنماط التسيير الرسمي لهذه القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لصالح التحديث الديمقراطي المأمول لبناء حياة سياسية دون فساد أو محاباة أو حقرة بطريقة مواكبة للعصر. لكن التغيير صعب بطبيعته والإصلاح "كالدواء المر" كما يقول العقلاء، يجب أن يكون هادئا ومحل إجماع شعبي، حتى تنجح الحكومات في تطبيق أنجع نظريات الإصلاح الدستوري.
عرف بلدنا ككل دول العالم ظاهرة "الأخبار الزائفة/ the fake news" التي تحرض الجماهير دون تقديم الأدلة، عبر بث بيانات ومعلومات "غير معلومة المصدر"، ذات طاقة تدميرية "مفرغة القيمة". فالشباب والنساء "أكثر الشرائح استقطابا للأزمات"، وبما أنه "لا حيادية في الأنترنت" فإن الحكم بالبيانات والمعلومات La Datacratie هو النتيجة الفورية للثورة الرقمية التي راهن عليها الفوضويون لإضعاف الأنماط التقليدية الحكومات عبر ضرب الاستقرار المجتمعي. فبفضل تجديد عضويات الأفراد في الوداديات الرياضية تشكلت شبكات من الأنصار الرياضيين، الذين ستتطور قدرات متابعة نشاطاتها سواء ضمن رؤية الحراك الشعبي أو خارجه.
وبتحول شبكة الإنترنت إلى أداة سياسية لتعبير المواطنين عن آرائهم وتوسيع مشاركتهم السياسية، أصبحت الرقمنة المتسارعة للمجتمع سلاحا ذو حدين له دور في تكريس تهميش واقصاء اجتماعي جديد مقابل تكريس احتكارات قديمة أو تأسيس عصب بديلة. كما تنتشر الاخبار المحرضة والزائفة ويتم قرصنة وتهكير حسابات الأفراد والمجموعات الرقمية للاتصال بغرض بث الارتباك ونشر الفوضى عبر رهان "ثورة مقاهي الانترنت" بعد قرنين من انتهاء "عصر المداخن" في القرن 19.
نحن نعيش عصر ما بعد الحقيقة/ Post Vérité" في الصراع بين المعلومة الحقيقية والخبر المغلوط وشحنته الزائفة التي تراهن على تفجير عنف غير عقلاني. وعلى الوداديات الرياضية أن تفهم خطورة دورها السلبي إن اختارت منهج الاعتراض غير العقلاني بشكل دائم.
توصي الجبهة الشعبية للسلم والاستقرار الوداديات الرياضية على نشر ثقافة السلم والتضامن الوطني، فالله الله في وطننا العزيز. ربي يحفظ شباب الجزائر.

تحيا الجزائر والله يرحم الشهداء"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية