الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد محمد يحيى/ وزير الداخلية الجمهورية الأولى:(1-2)

عقيل الناصري

2021 / 2 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


د. عقيل الناصري
{ في بلدان المشرق العربي ابواب السلطة تكمن في الجيش وليس في الإدارة المدنية}

تلعب المؤسسة العسكرية في أغلب عالم الأطراف المتخلف والمُخلف، دوراً كبيراً في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما تؤثر في تحديد مسارات آفاق التطور بكل أبعادها ويستنبط هذا الدور بالأساس من :
- من الظروف الحسية السائدة ؛
- ومن بنيتها الطبقية السائدة وبنائها الفوقي المناضر لها ؛
- ومن الترجيح الوزنين النوعي والنسبي للفئات الوسيطة ( الطبقىة الوسطى).
ولهذا تلعب المؤسسة العسكرية ( قوى العنف المنظم) الدور المتميز والمشتق، لا من دورهم كذوات خاصة، ولا من موقعهم في عملية الانتاج الاجتماعي أو إعادة الانتاج .. بل من تحكمهم وتصرفهم بوسائل العنف المادي. وبالتالي يظهر جلياً هذا الدور في المجتمعات غير المتبلورة طبقيا أو في المجتمعات الانتقالية ذات المتعددة الانماط الاقتصادية. وهكذا تأسيس الجيش العراقي، ولا يخرج عن هذه صيرورة التكوين هذه.
ومتى ارتبط الزعيم قاسم بالزعيم احمد؟؟
وإذ اخذنا السؤال الأخير، فقد ارتبط الزعيم الركن أحمد محمد يحيى بعلاقات صداقة متينة مع الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، منذ دخولهما بالكلية العسكرية بإعتباره ان الاخير خريج الدورة العاشرة للكلية العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثاني عام 1934، في حين أن دورة أحمد محمد يحيى كانت في الدورة الحادية عشر ودخل الدورة في عام 1933 وتخرج عام 1935 برتبة ملازم ثاني. وتشير المصادر إلى حميّة وتقارب المجتمع العراقي بين ابنائه، وبخاصة في ثلاثينيات القرن المنصرم، عندما كان يسود تلك الحميّة والتعاون والتكاتف، أو ربما تدربا سوية أو/و تقابلا في الفرص المتاحة.. وعلى العموم تعرفا فيما بينهما منذ ان كانا في الكلية العسكرية.. وكانا يحترم بعضهم البعض الأخر وبصورة خاصة بين الضباط التي تجمعهم الثكنة العسكرية وأن التعود على الحياة في الثكانات يؤدي ذلك الى الارتباطات بصدد: الانضباط ؛ وحيث الأوامر لا تناقش ؛ وسيؤدي إلى حالة من الاستبداد تنسحب على الحياة الاجتماعية. قال أحمد محمد يحيى: "... وعندما سألته لماذا كان قاسم واثقاً من نفسه حتى آواخر ايامه ويصرح بأن اقدامه ثابتة جيداً وأنه سيضرب بسرعة وبشدة عند مواجهة الخطر؟ أجاب يا أخي هذا شأننا نحن العسكريون (وبصوت منخفض) نحن خربنا العراق نخفي ضعفنا ونتستر عليه, ولا نقبل التنازل أو نعترف بهزيمة، وفي كل تصرفتنا نعتقد إننا في ساحة معركة ... فقد كانت وزارة الداخلية من أوائل من حذرته بوجود مؤامرة لقلب نظام الحكم، وآخر تقرير حملته له بهذا الخصوص كان قبيل 8 شباط 1963 بأيام... ". هكذا تعمل سيرورة حياة الثكنة.
وشاءت الصدف ان عملا في كلية العسكرية ومن امري السرايا الرائد محمد نوري سعيد ومن امري الفصائل الملازم اول عبد الكريم قاسم ( بعد 14 تموز رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ) والملازم اول احمد محمد يحيى (وزير الداخلية بعد ثورة 14 تموز وبقى وزيرا الى نهاية مرحلة الجمهورية الأولى ). كان الزعيم قاسم امر فصيل في الكلية العسكرية، بينما كان البكر وعبد السلام عارف والمهداوي ووصفي طاهر واسماعيل العارف وفريد ضياء محمود ورفعت الحاج سري وهاشم عبد الجبار طلابا !
ومن ثم تفارقا كل في وحدتهما، في المؤسسة العسكرية، المنتشرة بالعراق أنذاك. وكان الزعيم قاسم، يتردد على بهو الضباط بالكلية ويلتقي به.
ولو سألنا انفسنا والآخرين السؤال التالي: لماذا كان يفضل الشباب الانتساب الى الكلية العسكرية، بضمنهم الزعيم قاسم والزعيم أحمد، لوجدنا اربعة أسباب أرأسية:
- البعد النفسي: وما تخلقه المؤسسة العسكرية من شعور بالتفوق بإعتبارهم جماعة متميزة في طريقة تفكيرها ونمط حياتها وموقعها وملائمتها للقيم الاجتماعية ؛
- البعد الحراك الاجتماعي الذي توفره الخدمة في سلك الضباط وكمدخل لعالم الصفوة الحاكمة ، وخاصة بالنسبة للضباط الكبار ؛
- قدرة الضابط على التغيير، أي إمكانية وقدرة المؤسسة العسكرية على التغييرات، السالبة والموجبة، والتأثير على مجرى الحياة ؛
- العامل الاقتصادي، إذ سلم الرواتب والفوائد الت يتدرها مهنة الضابط عالية مقارنة بالمهن الأخرى.
وفي اعتقادي كان كل من عبد الكريم قاسم واحمد محمد يحيى، لهذا الاسباب مجتمعة دخلا الجيش، وهناك مثل شعبي يعكس هذه الحالة ( لو مُلازم ، لو ما لازم).
وهناك ظاهرة في داخل برزت جديدة المؤسسة العسكرية بعد 14تموز، تكمن في تعاطي العسكر، بصورة عامة، الفعل السياسي وممارسته بشكل علني وسافر، من قبل الضباط والمراتب. وهذا نتاج منطقي لتيسيس الواقع الاجتماعي والسياسي والفكري ولولوج مرحلة الانتقال إلى مجتمع جديد بكل ابعاده.. ولكن انقلاب 8 شباط عام 1963، والبعثنة الفاشية وقفت حائلاً دون تحقيق ذلك. وقد لازمت هذه الصيرورة:
1-احتدام الصراع الطبقي بين المكونات السياسية لتحديد مستقبل العراق ؛
2-وشيوع الظاهرة الانقلابية ؛
3- كما أن الضباط ضخموا من دورهم وتصوروا أن لديهم مشروع تنموية. متكامل كما جرى في مصر عندما حكم العسكر.
وتعاقب على وزارة الداخلية خلال الجمهورية الأولى، وزيران "... كان أوله العقيد الركن عبد السلام محمد عارف، الذي عين نائباً للقائد العام للقوات المسلحة، ونائباً لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية في وزارة الثورة التي أعلنت في يوم 14 تموز، واعفيّ من مناصبه ومن وزير الداخلية في يوم 30 أيلول 1958، وعين بعده الزعيم (العميد) الركن أحمد محمد يحيى في اليوم نفسه، وأستمر يشغل هذا المنصب حتى إنقلاب 8 شباط 1963... ".
وإزاء هذا الوضع التاريخي أولت سلطة ثورة 14 تموز لوزارة الداخلية، وقبلها السلطة الملكية، جل الاهتمام البالغ بتطويرها للمهام التي أنيطت بالوزارة حتى تتماشى والعهد الجديد في زمن الجمهورية الأولى ( 14 تموز1958- 8 شباط 1963)، لما لها من تماس مباشر بالنسبة للمجتمع في الشؤون الاجتصادية والسياسية والأمنية، بل وحتى الفكرية والتنظيمية كإجازات الاحزاب والجمعيات السياسية أو/و المهنية أو/و الخيرية.
وإستنادا على هذا الدور المجتمعي فقد "... أولت وزارة الداخلية خلال العهد الجمهوري عناية من لدن رئيس الوزاراء وكبار الساسة العراقيين، وكان وزارة الداخلية من المناصب السيادية والحساسة لما لتلك الوزارة من تماس مع شؤون المجتمع وتطلعاته وحاجاته اليومية وفي مختلف المجالات، وشهدت وزارة الداخلية خلال الحقبة (1958-1963) متغيرات مهمة في هيكلها الوظيفي ومهامها الإدارية والخدمية، وترسيخ أسس الإدارة المحلية، وتوسع تشكيلاتها الإدارية والوظيفية وتشعب أنشطتها الخدمية، فضلاً عن نشاطات ومواقف وزارة الداخلية ومؤسساتها الأمنية من الأحداث والصراعات السياسية الداخلية البارزة... ".
في البدء ما كان أحمد محمد يحيى، ليس من الضباط الأحرار، وبعيداً عنهم ، نتيجة ارتباطه بالعائلة الملكية كمرافق كبقية المرافقين، من خلال أنه كان "... هناك واثناء تواجد الملك فيصل الثاني في لندن خلال دراسته اصبح الزعيم الركن احمد محمد يحيى مرافقا خاصا له وعاد معه وبعد تتويج الملك فيصل الثاني عمل بالقرب من البلاط الملكي... ".
وقد كتب الاستاذ خالد خلف داخل، مقالا عنه في جريدة التاخي (البغدادية) في عددها الصادر في 19-12-2012 ، وقال عنه: بأنه شخصية عسكرية كفوءة تسنم عدة مهمات في العهدين الملكي والجمهوري وعرف بأستقامته ونزاهته، وكان يساير مختلف القوى السياسية من اجل تطوير اجهزة الدولة وجعلها اجهزة تقدما. كان قريبا الى البلاط الملكي وقد عرفه الملك فيصل الثاني معرفة جيدة لذلك تم اختياره اثر اعلان الاحكام العرفية بسبب احداث انتفاضة تشرين الثاني 1953 قائدا للقوات العسكرية لمنطقة البصرة ثم تولى منصب امر اللواء الخامس عشر في البصرة سنة 1954 ثم امرا لموقع البصرة حتى سنة 1956، حين أعيد الى بغداد ليصبح رئيسا لـ" البعثة العسكرية العراقية " الى المملكة الاردنية الهاشمية وذلك عقب اعلان الاتحاد الهاشمي بين المملكتين العراقية والاردنية وبقي هناك حتى قيام ثورة 14/تموز/ 1958 وسقوط الملكية.
وبعد ثورة 14 تموز سنة 1958 عين سفيرا في جدة بالمملكة العربية السعودية، ولم يلتحق بوظيفته بسبب الصراع الذي احتدم بين الزعيم عبد الكريم قاسم ونائبه العقيد الركن عبد السلام محمد عارف وقد اختير وزيرا للداخلية خلفاً لعبد السلام.. وهو تحديد مستقبل العراق، في حين رفع عبد السلام عارف شعار( الوحدة الاندماجية الفورية) مع الجمهورية العربية المتحدة.. يومذاك رفع الزعيم قاسم وحدة الهوية الوطنية ومن ثم الوحدة العربية، عبر الاتحاد الفيدرالي.
وقد كتب وسام الشالجي يقول: "... كان احمد محمد يحيى ذو علاقه جيدة مع قادة الثورة الجدد وخاصة بالزعيم عبد الكريم قاسم لانه كان من اصدقائه القدامى, لذلك فقد اعلن بعد عودته الى بغداد ولاءه التام للجمهورية العراقية الفتية. بسبب شخصيته المتزنة وثقة عبد الكريم قاسم به عين بعد الثورة بمدة بمنصب سفير العراق في السعودية لانها احدى الدول التي وقفت موقفا سلبيا من الثورة, لكن الفرصة لم تتح له للالتحاق بمنصبه بسبب الخلاف الذي حصل بين الزعيمين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف... ".
وهناك حادثة طريفة يرويها عامر عبد الله/ عضو المكتب السياسي الأسبق للحزب الشيوعي العراقي، نشرت في في مجلة أبواب. يقول عامر عبد الله عن عبد الوهاب الشواف:
"... الاحباط الكبير الذي اصيب به نتيجة للموقف الذي نجم عن تبليغه بترشيحه من قبل الحزب الشيوعي لمنصب وزارة الداخلية بعد أعفاءعارف عنها... وهو ارتبط عبري بالحزب الشيوعي على أثر عودته من فلسطين. كذلك رشحناه نحن لوزارة الداخلية بعد إبعاد عبد السلام عارف عنها، وحين بلغناه ذلك لم يكتم فرحه وسروره. وفجأة جاءني رشيد مطلك، ليخبرني أن قاسم قرر تعيين السفير في السعودية، أحمد محمد يحيى لوزارة الداخلية ،معتبرا هذا ضربا من الجنون، بعد أن تم إبلاغ الشواف وهيأ نفسه لتولي الحقيبة .وفعلا جن جنون عبد الوهاب، وهو شخص عاطفي سريع الانفعال وقليل الاتّزان. عندها جاءني أخوه جميل قائلاً: أرجوك أن تأتي وتتحدث إليه، فهو سيسافر غداً إلى الموصل. وذهبت فعلاً إلى عنوانه القديم فلم أستطع اللقاء به ... ".
وبالاستناد إلى ماذ كره أعلاه "... عليه يمكننا القول إن مساهمة الشواف في الانقلاب على الحكم الوطني، ليس له علاقة بالمبدأ السياسي أو المناخ السياسي الذي كان سائداً والمتأثر بالتوجه اليساري ، قدر ارتباطه القوي وعلى الأغلب بالعمل الذاتوي والانوي. في مطلع آذار وقبيل شروعه في تنفيذ انقلابه، حاول الاجتماع بسلام عادل الذي لم يوافق على اللقاء به وباءت محاولته بالفشل لأن سلام عادل، كما تقول أحدى الروايات مؤخرا، (... كان مطلع على نوايا الشواف التآمرية ويقظاً إزاءه ولم ينخدع له) ... ". ولهذا قام عبد الوهاب الشواف بالانقلاب الفاشل.. وورط العناصر المتآمرة.
- و ما يستنبط من تعينه وزيرا للداخلية؟؟
يتبنى عبد الستار الدوري/ المدير العام للإذاعة والتلفزيون عام 1963 والسفير السابق، التفسير بصدد ثورة الشواف مساء 11 مايس/آيار، معتمداً على د. ليث الزبيدي في"... كتابه عن ثورة 14 تموز حيث يقول : "... نقرأ للعقيد نعمان ماهر الكنعاني حول هذا الموضوع، وجاءت الفرصة الملائمة للقيام بالحركة عند رجوع اللواء الخامس عشر الذي يقوده الزعيم الركن أحمد محمد يحيى إلى مقره في البصرة. بعد الانتهاء من مشاركته في تمرين الحبانية، وكان العقيد عبد الغني الرواي رئيس لأركان ذلك اللواء، ومعه ومع العقيد الشواف وجميع الضباط المستعدين للمشاركة بالحركة قد أنطلقوا من بيت الرائد حسن مصطفى النقيب إلى اللواء الخامس عشر (هنالك رأي آخر أنهم انطلقوا من دار آمر مدرسة الدروع الرئيس الأول خزعل السعدي )، بعد أن تم إعداد كل البيانات التي ستذاع فجر اليوم التالي، وبعد أن جرى إبلاغ اللجنة العليا للضباط الأحرار بساعة التحرك.
يقول الرائد حافظ علوان... ومرت تلك الليلة دون تحقيق الحركة، إذ تم نقل كل أفراد اللواء بقطار إلى البصرة، وراحت معها فرصة تحقيق الثورة ورغم الاختلافات في وجهات النظر ، بقيت غائبة عن الأذهان اسباب عزل كل ضباط عن وحداتهم ضمن اللواء الخامس عشر، سواء بنزول غالبتهم الاجباري إلى بغداد بعد أعطائهم إجازات أو سواء بنقلهم بالقطار إلى البصرة ؛فإن مما لا شك فيه أن الزعيم قاسم ولأنه وجد نفسه في موقع ثانوي( رئيس أركان الجيش)في ثورة الشواف 11 مايس/ أيار ، فقد بذل نشاطاً كثيفاُ من أجل العمل على أفشالها أو تأجيلها، وهذا ليس تجنياً ظالماًكما يبدو للوهلة الأولى...
حوالي الساعة الثانية عشر من تلك الليلة، وبينما كان عبد الكريم قاسم نائماً، (في معسكر منصورية الجبل – الناصري) وبعد عودته من بغداد، وانا كنتُ استمع إلى إذاعة بغداد، وصل من بغداد (حامد مقصود) وحاول الدخول إلى غرفة عبد الكريم فمنعته، إلا أنه أصر وقال لدي رسالة مهمة من وصفي طاهر، وعنئذ دخلت على عبد الكريم قاسم وأخبرته بالأمر فدخل (حامد) وقال ان الثورة قد أجلت، وان جميع الضباط قد تفرقوا .. وقد اخبرني، والقول لا يزال لحافظ علوان، أن عبد الكريم قاسم هو الذي بعث وصفي (هذا اتهام آخر- الناصري) لكي يسعى بكل جهد لتأجيل التنفيذ وهو ما نجح فيه (هذا الموضوع ربما مختلق بتقصد – الناصري )...عندما أقنع آمر اللواء أحمد محمد يحيى بإفشال المحاولة. ومن الملاحظ في هذا الامر أن الزعيم عبد الكريم قاسم لم ينس الدور العسكري الذي نفذه آمر اللواء أحمد محمد يحيى، بخصوص صرف جميع أفراد اللواء وإبعادهم عن وحداتهم وقام بتكريمه وزيراً للداخلية خلفاً للعقيد عبد السلام محمد عارف، علما أن يحيى لم يكن من الضباط الأحرار بل كان محسوباً على البلاط الملكي كمرافق أقدم لولي العهد الوصي عبد الإله... ". وهذا أمر خطير وفيه أتهام للزعيم قاسم، بأن يبوح بسر حركة الشواف في 11/مايس- آيار، من قبل الزعيم قاسم لواحد من غير الضباط الأحرار ولا يمت بهم بصلة وكذلك هذا خارج سياقات العمل في منظمة الضباط الأحرار. واعتقد أن هذا الاتهام لا يمكن ان يستقيم مع العقل والمنطق، علاوة على أنه اختار احمد محمد يحيى لمنصب وزير الداخلية، بقدر معزة الزعيم قاسم للأصدقاء القدامى، كما جرى مع استاذه، كما اعتقد، مع وزير العدلية مصطفى علي.
ولكني اعتقد أن الراوي عبد الغني ذو نزعة اسلامية، لما رأى أن اليساريين والشيوعيين في حركة الضباط الاحرار وعلى رأسهم العقيد الشواف صاحب المواقف اليسارية المتميزة والمرتبط بالحزب الشيوعي من خلال عامر عبد الله، ووصفي طاهر وخزعل السعدي وحامد مقصود وكاظم الموسوي وفاضل البياتي وغيرهم من المحسوبين على التنظيمات اليسارية والديمقراطية.
وهناك رأي آخر يكمن في أكثر القادة المشاركين قد تخاذل فقد: "... انهار حسن النقيب بشكل لم يستطع معه الحركة، وتغيب طاهر يحيى ولم يعرف شيء إلا في اليوم التالي، وكذلك المسؤول عن إذاعة البيانت المقدم نعمان ماهر الكنعاني فقد ضل الطريق ما بين بغداد وأبو غريب ولم يستدل على المكان فعاد إلى داره ولم يظهر إلا في اليوم التالي أيضاً... وفي اليوم التالي نقل اللواء الخامس عشر بالقطار إلى معسكره الدائم في البصرة... ". ويقدر العدد الضباط المجتمعين في حدود الثمانيين.
الهوامش:
1- تأسيس الجيش العراقي في آواخر المرحلة العثمانية، وكان يوجد 1200، ضابطاً في مختلف الصنوف، وبعضهم ذهب وحارب الدولة العثمانية وانظم الى البريطانيين وعادوا الى العراق وأحتل الكثير منهم المناصب الأرأسية في الدولة العراقية الوليدة التي اسسها البريطانيون.
2-د. عبد الفتاح البوتاني، من أرشيف جمهورية العراق الأولى، الحركة الشيوعية في تقارير مديرية الأمن العامة 1958-1962ـ ص.11، الاكاديمية الكردية، اربيل 2010.
3- وبإجتهاداً معرفي وموضوعي قمت بتقسيم الزمن الجمهوري إلى ثلاثة مراحل، إذ كونت جمهوريات عسكرية ففي: الأولى: (14 تموز1958- 9 شباط 1963) إلى حدٍ ما عسكرية، نسبياً، وبمشاركة مدنية واسعة حيث أغلب الوزاء كانوا من المدنيين ؛ والثانية: (9 شباط 1963-9 نيسان 2003) وقد تميز الحكم بجمهورية تسلطية توتاليتارية، وبخاصة بعد تسلم صدام حسين، تساندها المؤسسة العسكرية والامنية والقوى الحزبية المنتشرة في الأحياء، بخاصة ايام حزب البعث المتسلط ؛ والثالثة : ( 9 نيسان 2003- ولحد الآن) دولة ذو أنظمة برلمانية من خارج الحكم العسكري.وقد إتخذت معيار الوطنية العراقية مقياساً لمدى درجة ارتباط الحكم بالهوية الوطنية وبإمتدادها نحو الأرحب العربي.
4 - د. جعفر عباس حميدي، التطورات السياسية في العراق 1958-1968،ص.6، بيت الحكمة بغداد 2010.
5 - د. قحطان حميد العنبكي، تأريخ وزارة الداخلية العراقية 1958-1963، ص. 2. تنفيذ المطبعة المركزية / جامعة ديالى، بعقوبة 2014.
6 - راجع عامر عبد الله ، مجلة أبواب ، العدد 2 ص. 204، دار الساقي- لندن 1994.
7 - عقيل الناصري، عبد الكريم قاسم، في يومه الأخير، ط. 2، في 3 كتب،ج. 1، ص.275، دار الحصاد، دمشق 2015.
8 - ليث الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958 في العراق، ط. 2، ص. 165، اليقظة العربية بغداد 1981.
9 - حامد مصطفى المقصود، سيرة ثائر – مدارات الاخوة الأعداء.ص.56، مكتبة مصر- دار المرتضى، بغداد 2009. ويصف حامد المقصود، خزعل السعدي "... البطل الأسطوري الذي تحمل مسؤولية اجتماع هذا العدد الكبير من مختلف الرتب العسكرية... " ص. 61.

10 - عبد الستار الدوري، اوراق عتيقة من دفاترحزب البعث، ج. 2، ص.177، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2015.
11- حامد مصطفى المقصود، سيرة ثائر، ص.57، مصدر سابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة